المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عجب العجاب**,,(صيام الكائنات الحية)**,, عجب عجاب



سيف العدالة
25-09-2006, 09:25 PM
عجب العجاب**,,(صيام الكائنات الحية)**,, عجب عجاب


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



صيام اللِّمِنْج

الدكتور عبد الحكم عبد اللطيف الصعيدي – أستاذ علم الحشرات -كلية الزراعة - جامعة الأزهر

نصحبك إلى رحاب آية من آيات الله العجيبة، تلك هي حقيقة صيام حيوان "اللمنج". هذا الحيوان حيوان ثديي في حجم الفأر، يكسو جسمه فراء بُنِّي ضارب إلى الصُّفْرة، وله أرجل قصيرة بالنسبة إلى حجمه، وله أذنان رفيعتان تختفيان خلال فرائه السميك، كما أن ذنبه قصير.

ويعيش هذا الحيوان في بلاد النرويج، ويتكاثر بدرجة فائقة؛ ذلك لأن إناث هذا الحيوان تلد في السنة ثلاث مرات أو أربع مرات، وهذا على خلاف ما نشاهده في الحيوانات الثديية التي تلد في العام مرة واحدة؛ فهذا الحيوان يعتبر من الحيوانات الثديية، كما أن الأنثى تلد في العام 27 فردًا، بواقع تسعة أفراد في كل بطن؛ ولذلك فإننا نتوقع أن تتضاعف أعداد هذا الحيوان أضعافًا مضاعفة خلال فترة وجيزة من الزمن، إلى حد أن ذريته تغطي وجه الأرض التي تقطنها بأكملها، وهذه صورة تذهل العقل.

وعندما تصل أعداد هذا الحيوان إلى هذا الحد فإنها تترك هذه المنطقة، والتي هي بمثابة منطقة نفوذ لها، وتقوم برحلة شاقة؛ فتضرب في الوديان، متجهة إلى الجنوب، مخترقة الغابات والحقول. إنه زحف رهيب؛ فهذه الأفراد، التي تُعَدُّ بالملايين، يندفع بعضها وراء بعض في أسراب يزيد عرض السرب فيها على نحو ثلاثة أميال، وتستمر في اندفاعها في سير متواصل ليل نهار، وقد يمتد ذلك نحو سنتين، ولا شك أنه يلحقها الضعف والوهن، وتطاردها الحيوانات الجارحة والمفترسات.

وأخيرًا تصل هذه الحيوانات الصائمة إلى شاطئ البحر، فتنتهي حياتها بشكل مأساوي؛ حيث تلقي بنفسها في لجة الماء، لتودع الحياة على هذا النحو الغريب، وليسدل الشتاء على هذه الحيوانات، وتترك أهل الدنيا يكدون ويكدحون، وكأنها تلقنهم درسًا مؤداه: هذه هي النهاية، طالت الحياة أم قصرت.

ولنا أن نعقب على هذا من الناحية العلمية فنقول: "إن السر وراء هذه الأحداث جميعًا، والدخول في فترة صيام طويل يصل إلى نحو عامين متواصلين، لا في حالة سكون، ولكن في حالة حركة واضطراب، وسعي إلى المجهول، السر وراء ذلك كله هو الآثار التي تنتج عن التنافس الحاد والشديد بين الأعداد الغفيرة والجيوش الوفيرة، التي تتولد عنها هذه الحالة الحادة من السأم والتوجه إلى هذا المعبر المحتوم على هذا النحو، كما أنها تعتبر نوعًا من التوازن البيئي، فلو استمرت هذه الأنواع في هذا التكاثر المتواصل لأمكن أن تملأ وجه الأرض؛ فتهدِّد المحاصيل، وتهدِّد كل ما تصادفه؛ ولهذا فإن الله قدر عليها هذا النمط المعيشي كنوع من ضبط أعدادها، ولعلَّ البشر يدركون مدى إنعام الله عليهم بنعمة الصيام العبادي المنظم
منقول للفائدة

بسمة العشاق
25-09-2006, 10:29 PM
سبحان الله
مشكورة