المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة نجاح لداعية صغير



أهــل الحـديث
23-05-2013, 06:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بسم الله الرحمن الرحيم



قصـــــــــة نجــــاح



الشيــخ ســامــي قــــرط


قال تعالى: ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين
الحمد لله حق حمده ، والصلاة والسلام على نبيه وعبده ، وصحبه وآله ووفده.

هي قصة نجاح بالفعل ، إنها حكاية طفل يترعرع على الإيمان ، ويصبح داعية إلى الله تعالى في العالم.
القصة يرويها معلمه في المدرسة (غانم غانم : مدرس التربية الإسلامية في مدرسة نور الهدى التطبيقية في مدينة رام الله بفلسطين).
كنت أعلم الصف الثامن قبل سنوات ، وفي منتصف العام جاءنا طالب وسيم ، قادم من البرازيل.
فقلت له: ما اسمك.
قال: سامي قرط.
قلت: من أين أنت؟
قال: أصلي من مدينة بيتونيا/رام الله ولكني من مواليد البرازيل ، وعشت عمري فيها.
قلت: أهلا بك ، ورأيت في وجهه وعينيه علامات الأدب.
ولكني قلت في نفسي: إنه سيترك المدرسة لصعوبة اللغة وتعلمها عليه ، ولا أظنه سينسجم مع الجو الذي نعيشه ، للفارق الشاسع بين عيشنا وعيشهم في تلك البلاد.

وتتكشف ملامح الأدب ، وحبه لدينه ولغته يوما بعد يوم ، ويسأل ويستفصل عن دينه أكثر من بقية الطلاب في صفه.
ويكمل السنة معنا نحبه ويحبنا ، ويترفع للصف التاسع ، وتزداد علاقته بالمدرسين أكثر وأكثر ، وما رأيت مدرسا إلا ويذكره بكل خير.

ويكمل معنا الصف التاسع ، وقبل نهاية العام أعلنا عن فتح مركز لتحفيظ القرآن في العطلة الصيفية ، وأبلغنا الطلاب أن الدورة ستكون مكثفة لمن أحب ، وتوقعنا أن نخرج منها بشيء طيب.
وقد سجل في دورة القرآن جمع من الطلاب ، أعلاهم همة سامي.

ويقدم سامي المفاجأة الكبيرة ويحفظ القرآن في (56 يوم) ، في أقل من شهرين ، وسط ذهول جميع المدرسين ، وأهالي الطلاب.
ويتقن قراءة القرآن بصوت ندي جميل ، بل ويتعلم الشيء الكثير من القراءات.

وقد انسجم مع العقيدة الصحيحة عقيدة أهل السنة والجماعة (العقيدة السلفية)، وصار داعية بين زملائه في المدرسة يبث فيهم الخير والمعروف ، ويدعوهم إلى الصلاة.

ولما بلغ أشده وأنهى الثانوية استلم الإمامة في مسجد الأتقياء وهو واحد من المساجد المهمة والكبيرة في محافظة رام الله وعليه رواد كثير ، وصار الناس يزدادون في هذا المسجد لحبهم للصلاة خلفه.
ولقد كنت دائما أرى فيه قول الله تعالى: "وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا " .

وأرى أنه سيكون له شأن ، ولكني لا أدري ما هو الشأن الذي سيكون له.

وذات يوم وصلني خبر أفزعني جدا:
قال لي مدرس كان يدرس معي في المدرسة ، هل علمت ماذا حصل مع الشيخ سامي؟
قلت: لا.
قال: اليهود قد هجروا الشيخ سامي من فلسطين بحجة أنه فاقد للهوية الفلسطينية.
فقمت بالاتصال به فقال لي: أنا راكب في الطائرة الآن ومتوجه إلى الإمارات ومن ثم إلى البرازيل ، وكان يومي ذاك غريب عجيب من الحزن على فراقه.

وبشرته أن الله يريده لمهمة عظيمة ، وقلت له لا تحزن ولا تخف فالداعية في كل موقع يكون داعية فلا تقلق.
وبشرته بقول الله تعالى:"وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ"
والشيخ سامي الآن رغم أنه لم يمض على غيابه سوى شهور إلا أنه صار داعية إلى الله ، يجلس في الشوارع والحدائق العامة يدعو الناس ويعرفهم بالإسلام ، ولدعوته ثمار طيبة ، ستسمعون أخبارها عما قريب إن شاء الله تعالى.
فأرجو منكم أن تدعو له بظهر الغيب أن يوفقه الله في مهمته.
وأن تتواصلوا معه على الفيس بوك ، وله مقاطع على اليوتيوب.