المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لنتعاون على العمل فإن العلم لا يكفي وحده..



أهــل الحـديث
23-05-2013, 01:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





لنتعاون على العمل فإن العلم لا يكفي وحده..



فوائد من كتاب (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وواقع المسلمين اليوم، لصالح بن عبد الله الدرويش قاضي القطيف سابقا والقاضي بالاستئناف بمكة المكرمة ، ط 1، 1412 هـ، دار الوطن للنشر، الرياض)

الجلسة الأخيرة :
ـ وعلى المحتسب النظر وتقدير الأمر بنفسه.
ـ ومهمة الشباب في بيان المنكرات للعلماء وحثهم على إنكارها والتعاون معهم في دراسة آثارها وأضرارها وإنكارها .
ـ وبعد تقدير الآثار ومعرفة أضرار ذات المنكر وحجمها وآثارها ... تعمل موازنة: أيها أشد ضررا على الأمة: ذات المنكر القائم ، أو ما يترتب على الانكار؟ وهذه تقريبية ، ولكن لا بد منها قبل السعي لانكار المنكرات العامة ..
ـ التلازم بين وسيلة الانكار ، ودرجة الانكار، والآثار المترتبة على الانكار ... ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيد ، فإن لم يستطع...)).
ـ لذا ينبغي للمحتسب قبل السعي للإنكار ، وفي أثنائه التأمل في كيفية الانكار ودراسة الطريقة المثلى له...
ـ قال النووي: " قال العلماء : ولا يشترط في الآمر والناهي أن يكون كامل الحال ممتثلا ما يأمر به مجتنبا ما ينهى عنه بل عليه الأمر وان كان مخلا بما يأمر به والنهى وان كان متلبسا بما ينهى عنه فإنه يجب عليه شيئان: أن يأمر نفسه وينهاها. ويأمر غيره وينهاه. فإذا أخل بأحدهما كيف يباح له الإخلال". اهـ.
ـ وقال القرطبي: وقال حذاق أهل العلم : وليس من شرط الناهي أن يكون سليما عن معصية بل ينهى العصاة بعضهم بعضا ، وقال بعض الأصوليين : فرض على الذين يتعاطون الكؤوس أن ينهى بعضهم بعضا .
واستدلوا بهذه الآية ; قالوا : لأن قوله : كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه يقتضي اشتراكهم في الفعل وذمهم على ترك التناهي . ا. هـ .
ـ أما الفاسق فيُمنع من القيام بتلك العبادة إذا غلب على الظن حدوث مفاسد أكثر من المصالح التي تحصل بسبب قيامه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من السخرية بالدين... ويحرم عليه القيام بهذه الفريضة وعليه إثم تركها .
ـ ويجب على المحتسب القيام بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب استطاعته..
ـ قال القاضي أبو يعلى في المعتد: ((ويجبُ إنكارُ المنكر وإن لم يغلب في ظنِّه زوالُه في إحدى الروايتين عن أحمد، نقلها أبو الحارث وقد سأله عن الرجل يرى منكرا ويعلم أنه لا يقبل منه ويسكت ؟ فقال: إذا رأى المنكر فليغيره ما أمكنه)).
ـ وقال النووي: قال العلماء رضي الله عنهم: ولا يسقط عن المكلف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكونه لا يفيد في ظنه، بل يجب عليه فعله؛ فإن الذكرى تنفع المؤمنين، والذي عليه الأمر والنهي لا القبول، وكما قال الله عز وجل ((مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ)). اهـ.

قلت أبو مسلم خالد الوكيل: ( والمتتبع لحال المجتمع اليوم ... يرى فجوة كبيرة جدا بينه وبين هذه الشعيرة الواجبة ... لدرجة أن البعض عزف عنها ونساها واستغرب فاعلها ، في الوقت الذي يحفز فيه الناس على الاقبال على الاعتكاف في رمضان وانفاق الأموال الكثيرة عليه واستضافة المشائخ في المساجد الكبيرة في العشر الأواخر من رمضان ...
ـ إن الصدام المر المتوقع أن يجده كل شخص يريد تفعيل هذه الشعيرة بين الناس ... في الوقت نفسه الذي تباع فيه المحرمات مرخصة من قبل الدولة ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
ـ وبعد عرض هذه الفوائد ... هل نطوي الصفحة ونترك العمل بهذه الفريضة .. أم نبدأ بالنهوض والعمل بها ...
ـ إن كل ما سبق من فوائد لا بد أن يسبقه أن نحوم حول شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في طريقة عرضها للناس ... ولا نخترقهم بالصدام معهم .
ـ نريد التوازن بين التفكير في الأسلوب والمحافظة على عرض هذه الشعيرة دون تميع لها وبين إنقاذ المجتمع من الفساد وترك المعروف، وبين الصبر على الأذى الذي يتعرض له المفعل لهذه الشعيرة ...
ـ نريد البداية المتعجلة من إضافة هذه الشعيرة إلى الدعوة إلى الله تعالى ... فكما تضاف مادة الخطابة لطلاب العلم تضاف مادة لهذه الشعيرة في الكليات الجامعية الرسمية وغير الرسمية ...
ـ وهذه محاولة مني لعودة هذه الشعيرة بين الناس عمليا .. تجدونها على صفحات الفيسبوك باسم (سنة أولى أمر بالمعروف)(الجهر بالكلمة الطيبة)(وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة)...

وما نهضتُ ، وما أكثرتُ عليكم أيها السادة إلا لهذه الفترة الجديدة التي نعيشها اليوم .... والتي نعمل لأن يمكن الله لنا في الأمر بإقامة هذه الشعيرة ...
قال تعالى : (﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ [سورة الحج: 41].).