المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفة النار والجنة من صحيح السنة



أهــل الحـديث
22-05-2013, 05:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




كتاب

" صفة النار والجنة
من صحيح السنة "

كتبه المعيصفي
محرم 1431 هجرية
كانون الثاني 2010 م



المقدمة

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل، فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .


أما بعد :
فقد قال تعالى
[ واتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ]
[البقرة : 281]
وقال تعالى [ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ]
[المؤمنون : 115]

أخي الحبيب :
إنك اليوم تحيى في هذه الحياة تأكل وتشرب وتجوع وتعطش وتلهو وتعمل وتفرح وتحزن وترتاح وتتعب وتشقى وتسعد .
وتصح وتمرض .
وغير ذلك من الأحوال . كل ذلك مؤقت ومتغير . فليس هنالك من البشر
من جاع طول عمره ولم يشبع مرة . وليس هنالك من شبع ولم يجع مرة . وليس هنالك من كان شقيا ً فلم يسعد يوما ً . وليس هنالك من كان سعيدا ً ولم يشق يوما ً.
فإذا كان هذا حال الدنيا . لا يملكها أحد . فالسعيد سيفارقها والشقي سيفارقها .
كلنا مفارقُها إذا هجم علينا هادم اللذات وجاء ملكُ الموت وانتزع روحنا من جسدنا . ستنتهي شقاوة الأشقياء وسعادة السعداء .
ولكنك أخي الحبيب لن تفنى أو تترك سدى .
بل إنك إنما كنت في الدنيا في امتحان واختبار .
ليرى الله تعالى هل تكون من الموحدين له أم من المشركين به . ومن الذاكرين أم من الغافلين . و من العابدين أم من اللاعبين . أم كنت من الطائعين أم من العاصين . ومن الصادقين أم من الكاذبين . ومن الشاكرين أم من الجاحدين . ومن المتقين أم من المعتدين .
فانظر أخي الحبيب إلى حالك من أي فريق أنت ؟
فإن الله تعالى خلق الجنة والنار .
وجعل الجنة دار الموحدين والذاكرين والعابدين و الطائعين والصادقين والشاكرين والمتقين .
وجعل النار دار المشركين والغافلين واللاعبين و العاصين والكاذبين والجاحدين والمعتدين .

أخي الحبيب :
قال تعالى [ وَالْعَصْرِ ◎ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ◎ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ]
[ العصر ]
وعملا ً مني بمقتضى هذه السورة العظيمة . من التواصي بالحق والخير والنصيحة .
فإني أضع هذا الكتاب ليكون ناصحا لي ولكل أخ مسلم .
أوردت فيه أحاديثا من كلام البشير النذير نبينا محمد عليه الصلاة والسلام .
يصف لنا فيها الجنة ونعيمها وأهلها . ليبشر بذلك الموحدين والذاكرين والعابدين و الطائعين والصادقين والشاكرين والمتقين .
ويصف لنا النار وعذابها وأهلها . لينذر بها المشركين والغافلين واللاعبين و العاصين والكاذبين والجاحدين والمعتدين .

وقدمتُ وصف الجنة على وصف النار لقوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث القدسي :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( إن الله لما قضى الخلق ، كتب عنده فوق عرشه : إن رحمتي سبقت غضبي )
[ متفق عليه ]
ولقد اقتصرت على الأحاديث التي أخرجها الإمامان البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى سواء ما اتفقا عليها أو انفرد أحدهما بها .
لأنهما التزما الصحة في كتابيهما .
مع أن باقي كتب الحديث تحتوي على المزيد من الأحاديث الصحيحة في وصف الجنة والنار.

وأنا أعجب ممن يصنف كتابا في أمور الدين ويحشوه بالأحاديث الضعيفة والموضوعة .
وهو بإمكانه الاقتصار على الأحاديث الصحيحة الثابتة نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفيها ما يكفي لكل مسلم من الموعظة والخير والبيان لجميع أصول الدين وفروعه .

وأخيرا ً .
فإني أحمد الله سبحانه على تيسيره لي ما كتبت . وأسأله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتي . ويغفر لي خطيئتي ويرحمني .
عن عائشة رضي الله عنها قالت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علمها هذا الدعاء
( اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل )
[ أحمد وابن ماجة وغيرهما وصححه الألباني ]


ملحوظة : سأجعل الكتاب على شكل مشاركات قصيرة لطوله ولتسهيل قراءته .


وصف الجنة
و نعيمها
وأهلها

في الجنة ما لا عين رأت
عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال :
( شهدت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مجلسا وصف فيه الجنة حتى انتهى ، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم في آخر حديثه :
فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر . ثم اقترأ هذه الآية [ تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ، فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ] )
[ متفق عليه ]

تراب الجنة
عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وآله وسلم :
( ثم أدخلت الجنة ، فإذا فيها جنابذ¹ اللؤلؤ ، وإذا ترابها المسك )
[ متفق عليه ²]

¹ جنابذ : جمع جنبذة , وهو ما ارتفع من الشيء واستدار كالقبة .
²متفق عليه : أخرجه البخاري ومسلم .


عن أبي سعيد رضي الله عنه قال أن ابن صياد ، سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن تربة الجنة ؟ فقال :
( درمكة بيضاء³ مسك خالص )
[ مسلم ]

³ درمكة بيضاء : الدقيق ( الطحين ) الأبيض .

أبواب الجنة
عن سهل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
( إن في الجنة بابا يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون ؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد )
[ متفق عليه ]

عدد أبواب الجنة
عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
( في الجنة ثمانية أبواب ، فيها باب يسمى الريان ، لا يدخله إلا الصائمون )
[ البخاري ]

أسماء بعض أبواب الجنة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :
( من أنفق زوجين¹ في سبيل الله ، نودي من أبواب الجنة : يا عبد الله هذا خير ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة .
فقال أبو بكر رضي الله عنه : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة²، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها ، قال : نعم وأرجو أن تكون منهم )
[ متفق عليه ]

¹زوجين : إنفاق شيئين من أي صنف من أصناف المال من نوع واحد .
²أي هل هناك ضرورة أن يدعى الإنسان من جميع الأبواب

أنهار الجنة
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
( بينا أنا أسير في الجنة إذ عرض لي نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف³ ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك ، قال : فأهوى الملَك بيده ، فأخرج من طينه مسكا أذفر⁴ )
[ البخاري ]

³قباب اللؤلؤ المجوف : خيام اللؤلؤ المجوف .
⁴أذفر : أي جيد ورائحته قوية .

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
(حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك وكيزانه¹ كنجوم السماء من شرب منها فلا يظمأ أبدا )
[ متفق عليه ]
¹ كيزانه : أباريقه .

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :
( إن حوضي أبعد من أيلة² من عدن³ . لهو أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل باللبن ولآنيته أكثر من عدد النجوم وإني لأصد الناس عنه كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه قالوا يا رسول الله أتعرفنا يومئذ قال نعم لكم سيما⁴ ليست لأحد من الأمم تردون علي غرا⁵ محجلين⁶ من أثر الوضوء )
[ مسلم ]

² أيلة : قرية على البحر الأحمر تقع على طريق حج المصريين إلى مكة .
³ عدن : مدينة في اليمن .
⁴ سيما : علامة .
⁵غرا : وجوههم بيضاء .
⁶ محجلين : الذين يسطع النور بين أيديهم وأرجلهم من الوضوء .

فاكهة الجنة
عن عبد الله بن عباس قال :
( خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصلى .
قالوا : يا رسول الله ، رأيناك تناولت شيئا في مقامك ، ثم رأيناك تكعكعت⁷ . قال : إني أريت الجنة ، فتناولت منها عنقودا ، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا )
[ متفق عليه ]

⁷ تكعكعت : تراجعت إلى الخلف .

طعام المؤمنين يوم القيامة
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
( تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة ¹، يتكفؤها² الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر. نزلا³ لأهل الجنة . فأتى رجل من اليهود فقال : بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم ، ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : بلى .
قال : تكون الأرض خبزة واحدة _ كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم _ .
فنظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلينا ثم ضحك حتى بدت نواجذه⁴ .
ثم قال : ألا أخبرك بإدامهم⁵ ؟ قال : إدامهم بالام ونون⁶ .
قالوا : وما هذا ؟ قال : ثور ونون ، يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفا
[ متفق عليه ]

¹ خبزة واحدة : أي تكون خبزة بيضاء يأكل منها المؤمنون في موقف يوم القيامة .
² يتكفؤها : يميلها ويقلبها .
³ نزلا : ما يقدم للضيف وهنا هو ما يقدم للمؤمنين قبل دخولهم الجنة .
⁴ نواجذه : الأسنان التي بعد الأنياب .
⁵إدامهم : أي شيء يأكل مع الخبز .
⁶نون : حوت

مصراعي⁷ الجنة

عن أبي هريرة رضي الله عنه ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم :
(والذي نفسي بيده ، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة ، كما بين مكة وحمير - أو كما بين مكة وبصرى⁸ )
[ متفق عليه ]
⁷ مصراع : جانب الباب.
⁸ بصرى : مدينة في الشام .

جنتان من فضة وجنتان من ذهب
عبد الله بن قيس عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
( جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما . وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن )
[ متفق عليه ]