المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة لحديث متداول على الفيسبوك !!!



أهــل الحـديث
22-05-2013, 04:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم اللَّه ، والصلاة والسلام على رسول اللَّه صصص

وبعدُ :
فهذا الحديث من الأحاديث المتداولة على الفيسبوك ، ووجدتُه منقولاً في إحدى المشاركات ، وهذا هو النصَّ بتمامه قصّ ولصق :


" من السنن المتروكة في هذه الأيام الدعاء بين الظهر والعصر يوم الأربعاء:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا فِي مَسْجِدِ الْفَتْحِ ثَلاثًا يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الثُّلاثَاءِ وَيَوْمَ الأربعاء فَاسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الأربعاء بَيْنَ الصّلاتَيْنِ فَعُرِفَ الْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ، قَالَ جَابِرٌ: "فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَلِيظٌ إِلا تَوَخَّيْتُ تِلْكَ السَّاعَةَ فَأَدْعُو فِيهَا فَأَعْرِفُ الإجابة ". رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد والبزار وغيرهم وحسنه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (1/246) رقم: ( 704).

#قال الشيخ حسين العوايشة حفظه الله في "شرح صحيح الأدب المفرد" (2/380-381):: ( فاستجيب له بين الصلاتين مِنْ يوم الأربعاء):
... قال الشيخ الألباني رحمه الله : لولا أَنَّ الصحابي رضي الله عنه أفادنا أَنَّ دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت من يوم الأربعاء كان مقصوداً، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب وليس الخبر كالمعاينة، لولا أَنَّ الصحابيّ أخبَرنا بهذا الخبر؛ لكنّا قُلْنا هذا قد اتفق لرسول الله صلى الله عليه وسلم أَّنه دعا فاستجيب له، في ذلك الوقت من ذلك اليوم. لكن أَخذ هذا الصحابي يعمل بما رآه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً ووقتاً ويستجاب له. إِذاً هذا أمرٌ فهمناه بواسطة هذا الصحابي وأَنّه سنّةٌ تعبدية لا عفوية. انتهى كلامه رحمه الله.

#قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط" ( 1 / 433): وهذا الحديث يعمل به طائفة من أصحابنا وغيرهم فيتحرون الدعاء في هذا كما نقل عن جابر ولم يُنقل عن جابر رضي الله عنه أنه تحرى الدعاء في المكان بل في الزمان.

#وقال البيهقي في "شعب الإيمان" ( 2 / 46): ويتحرى للدعاء الأوقات والأحوال والمواطن التي يرجى فها الإجابة تماما فأما الأوقات فمنها ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء

#الدعاء بين الظهر والعصر يوم الأربعاء سنة !!
منقول" . انتهى .

فبينتُ لأخينا الناقل - علمني اللَّه وإيَّاي _ أنه حديثٌ منكرٌ سنداً ومتناً . وطلبت منه أن يمهلني برهة من الوقت لأتكلم على هذا الحديث وأوافيه برابط تخريجه :
هذا الحديث خرَّجه البخاريُّ في "الأدب المفرد" [704] ، قال :
حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا سفيان بن حمزة قال: حدثني كثير بن زيد، عن عبد الرحمن بن كعب قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد، مسجد الفتح، يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، فاستجيب له بين الصلاتين من يوم الأربعاء قال جابر: ولم ينزل بي أمر مهم غائظ إلا توخيت تلك الساعة، فدعوت الله فيه بين الصلاتين يوم الأربعاء في تلك الساعة، إلا عرفت الإجابة .
سفيان بن حمزة ، وهو ابن سفيان بن حمزةَ الأسلمي ، صدوق ، وقال الذهبيُّ وَثِّقَ بصيغة التمريض ، وقد توبع ، تابعه :
1 - أبو عامر العقديُّ ، واسمه عبد الملك بن عمرو ، القيسىُّ .
خرَّجه الإمام أحمد في "المسند" [14563] .
وأبو عامر ثقة حافظ .
2 - عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، وهو الأزديُّ .
خرَّجه البيهقيُّ في "شعب الإيمان" [3591] .
وعبد المجيد وإن كان تكلم فيه بعض النقاد ، فقد قوى حاله آخرون ، وهو من المختلف فيهم ، وقد توبع ، إلا أنه قال : " مسجد الأحزاب" ، وهي لفظة ضعيفة ، ولفظة " مسجد الفتح" أشبه في رواية ابي عامر ، وسفيان بن حمزة . وقد رُوِيت هذه اللفظة في حديثِ عمر بنِ الحكم الأنصاريِّ أنه سُئل : هل صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الفتح الذي يقال له: مسجد الأحزاب؟، قال: لم يصل فيه لكنه دعا فكان من دعائه أن قال: «اللهم لك الحمد لا هادي لمن أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا مهين لمن أكرمت، ولا مكرم لمن أهنت، ولا ناصر لمن خذلت، ولا خاذل لمن نصرت، ولا معز لمن أذللت، ولا مذل لمن أعززت، ولا رازق لمن حرمت، ولا حارم لمن رزقت، ولا مانع لمن أعطيت، ولا معطي لمن منعت، ولا رافع لمن خفضت، ولا خافض لمن رفعت، ولا ساتر لمن خرقت، ولا خارق لمن سترت، ولا مقرب لمن باعدت، ولا مباعد لمن قربت»، ثم دعا عليهم فلم يصبح في المدينة كذاب من الأحزاب، ولا من المشركين إلا أهلكه الله غير حيي بن أخطب، وقريظة قتلها الله وشتتها .
خرَّجه ابنُ أبي شيبة في "المصنَّف" [29890] .
وفي إسناده موسى بن عُبيدة ، وهو الرَّبَذِيُّ ، ضعيف الحديث .
وأما شيخ سفيان : كثير بن زيد ، فهو الأسلميِّ السهميِّ ، وقد تفرَّد بهذا الحديث ؛ فلم أجد له متابعاً . وهو على صدقه صاحبُ أخطاء وحاله من مثله لا يحتمل منه تفرُّده . لاسيما وقد أتي بحديثٍ فيه تخصيصٌ لدعاء غير معلوم في مكان معين وفي أوقات معينة .
وأين الثقات من أصحاب شيخه عبد الرحمن بن كعبٍ ، هل لم يحفظوه وحفظه هو ، أم حدَّثه به شيخُهُ وحدَه .
والمنكر دائماً منكر .
وشيخه عبد الرحمن بن كعب ، هو ابن مالك الأنصاري ، السُّلَميُّ ، ثقة ، وروايته عن جابر على شرط البخاريِّ وحده .

ننن وقد رُوِيَ من جهٍ آخرَ مختصراً عن جابر ، ويأتي بعده .

ننن وفي الباب :

1 - عن عمر بنِ الحكم الأنصاريِّ ررر .
وقد تقدم قبل قليل ، ومدار على موسى بن عبيدة .

2 - عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، «أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا يوم الإثنين في مسجد الفتح، واستجيب له عشية الأربعاء بين الصلاتين» قال أبو غسان: وسمعت غير واحد ممن يوثق به يذكر، أن الموضع الذي دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجبل، هو اليوم إلى الأسطوانة الوسطى الشارعة في رحبة المسجد الأعلى .
خرَّجه ابنُ شَبَّةَ في "تاريخ المدينة" [1 /60] عن أبي غسان عنه عن خالد بن رباح به .
وهو حديثٌ مرسل والمرسل من الضعيف ، فهذه واحدة .
والثانية : فيه ابن أبي يحيى ، ولعله إبراهيم الأسلمي ، فإن يكُنْهُ ؛ فالاتفاق على تضعيفه ، وتركه بعضهم ، وكذَّبوه .
و قد اختلف عليه في إسناده ؛ فرواه أو غسَّان عنه ؛ فقال : عن سلمة بن أبي يزيد، عن جابر رضي الله عنه « أن النبي صلى الله عليه وسلم قعد على موضع مسجد الفتح وحمد الله، ودعا عليه، وعرض أصحابه وهو عليه » ، فجعله من مسند جابر .
خرَّجه ابنُ شبة [1 /59] .
وسلمة بن أبي يزيد ، هو المدنيُّ . ترجمه أبو عبد اللَّه البخاريُّ في "التاريخ الكبير" [4 /76] ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وهو مجهول الحال .
وذكره ابنُ حبَّان في "ثقاته" [4682] على شرطه المتهافت في توثيق أمثال هؤلاء المجاهيل .
هذا ، واللَّه أعلم .