المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا يسخر قوم من قوم



الاهلي الراقي
21-05-2013, 10:40 AM
المصدر : شبكة الملتزم الإسلامية



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





قال الله تعالى ( ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) الحجرات( 11 )





ينهى الله تعالى عن السخرية بالناس ، وهو احتقارهم والاستهزاء بهم ، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " الكبر بطر الحق وغمط الناس " والمراد احتقارهم واستصغارهم ، وهذا النهي صريح في التحريم ، فإنه قد يكون المحتقر أعظم قدرا عند الله وأحب إليه من الساخر منه المحتقر له، وقيل أي أنه خيرا معتقدا وأسلم باطنا، فلعله أخلص ضميرا وأنقى قلبا ممن هو على ضد صفته ، فيظلم نفسه بتحقير من وقره الله ، والاستهزاء بمن عظمه الله .






وينبغي ألا يجترئ أحد على الاستهزاء أو السخرية إذا رآى غيره رث الحال أو ذا عاهة في بدنه ، أو لذنب ارتكبه ،أو غير لبيق في محادثته أو لغير ذلك ، لأن الله عم بنهيه المؤمنين عن أن يسخر بعضهم من بعض جميع معاني السخرية .





وما تضمنته هذه الآية الكريمة من النهي عن السخرية جاء ذم فاعله وعقوبته عند الله في غير هذا الموضع كقوله تعالى ( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم)التوبة





وخص النساء بالذكر مع أن القوم يشملهم بطريق التغليب ، دفعا لتوهم تخصيص النهي بسخرية الرجال ،و لأن السخرية منهن أكثر.





وقوله : ( ولا تلمزوا أنفسكم ) أي : لا تلمزوا الناس (أي : لا يطعن بعضكم على بعض ،ولا يعب بعضكم بعضا ) والهماز اللماز مذموم ملعون ، كما قال تعالى ( ويل لكل همزة لمزة ) الهمزة : 1 ، فالهمز بالفعل (باليد والعين واللسان) واللمز بالقول ويدخل فيه الغيبة ، كما قال تعالى ( هماز مشاء بنميم ) القلم : 11 أي : يحتقر الناس ويهمزهم طاعنا عليهم ، ويمشي بينهم بالنميمة وهي اللمز بالمقال .





وقد توعد الله جل وعلا الذين يلمزون الناس في قوله تعالى ( ويل لكل همزة لمزة ) بنار الله الموقدة {الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} الهمزة:7-9، والهمزة كثير الهمز للناس ، واللمزة كثير اللمز .





كما أن الهماز قد أخذ من الشياطين بعض صفاتهم التي أمر الله تعالى نبيه أن يتعوذ بالله تعالى منها {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} المؤمنون:98





وقوله تعالى ( ولا تلمزوا أنفسكم ) هذا نظير قوله تعالى (ولا تقتلوا أنفسكم ) بمعنى ولا يقتل بعضكم بعضا ، إن القرآن الكريم يُذَكِّر الَّذين آمنوا بأنهم وحدة متماسكة كنفس واحدة ،ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر جسده بالحمى والسهر " .





وقوله : ( ولا تنابزوا بالألقاب ) أي : لا تتداعوا بالألقاب ، وهي التي يسوء الشخص سماعها.





وقوله ( بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ) أي ومن فعل ما نهينا عنه ، وتقدم على معصيتنا بعد إيمانه ، فسخر من المؤمنين ، ولمزهم ، ونبزهم بالألقاب ، فهو فاسق ،و بئس الصفة والاسم الفسوق بعدما دخلتم في الإسلام وعقلتموه ( ومن لم يتب ) من هذا ( فأولئك هم الظالمون ) لأنفسهم لاستحقاقهم عقاب الله بارتكاب هذه المناهي.





وفي هذه الآية الكريمة نهى الله عن أخلاق ذميمة ثلاثة:





1- نهى عن السخرية، وهي الاستهزاء بالآخرين أو التقليل من شأنهم وتحقيرهم.



2- ونهى عن اللمز، وهو الغمز بالوجه - مثلاً - أو تحريك الشفاه بما لا يفهم.



3- ونهى عن التنابز بالألقاب، وهو نهيٌ عام في كل لقب يكره المسلم أن ينادى به.



يتبع