المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أدب نقد الكتب...



أهــل الحـديث
20-05-2013, 08:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


أدب نقد الكتب
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد فراودتني نفسي أكثر من مرة الكتابة حول هذا الموضوع (أدب نقد الكتب) وهذا العمل أعني نقد الأعمال التحقيقية ومراجعتها في تصوري أنه (ظاهرة صحية) إن كان بأدب واحترام ووفق ضوابط وحدود تتضح هنا بإذن الله، ويعد (ظاهرة مرضية) إن كان أثناء النقد أو المراجعة أو الرد إسفاف وسوء أدب وعدم احترام.
المقرر عند أهل العلم أن الأدب أدبان أدب النفس وأدب الدرس، والأول أحوج ما يكون إليه طالب العلم والمعرفة، فمن رزق أدب النفس فقد رزق خيرا كثيرا.
تسلسل العمل أي عمل لدى الباحث:
1 ـ يفكر وقد يتردد وربما احتاج إلى استخارة ثم شروع في العمل.
2 ـ يبحث ويعمل بجد واجتهاد وقد يتخلل ذلك شيء من التعب والإجهاد فيحدث الخلل والنقص والزلل.
3 ـ يحرص الباحث على مراجعة عمله أكثر من مرة فيشعر بالملل حتى يصاب بغثيان فكري، وربما عمى فلا ينظر إلى الأخطاء التي مرت عليه.
4 ـ صعوبات وعقبات يتجاوزها الباحث بمشقة بالغة قبل خروج عمله إلى النور.
بعض الباحثين يقال له: لا تستعجل لأن كثيرا من إصداراته ملطخة بالأوهام بسبب العجلة، فتجد أخطاء لا يقع فيها من دونه فضلا عن مثله.
وبعضهم يقال له: لا تستقصي فإن الاستقصاء شؤم....كم من مؤلف مات وعمله لم ير النور... بل إنني أعرف بعضهم ممن يعمل في تحقيق النصوص إذا انتهى من التحقيق لا يدفعه للمطبعة بل يشرع في الثاني وقبل أن ينتهي من الثاني يشرع في الثالث...وهكذا .... مشاريع تترا ولكن لا فائدة تذكر إلا أنه مشغول ومشغول ومشغول....
ونصحته أكثر من مرة بإخراج الأعمال...مما جعلني أحدث الآخرين بأن على المحقق أن يخرج العمل إذا انتهى منه ليذوق حلاوته.....بل إنني أحسب أن العمل الذي يخرج للباحث هو مولود جديد فمعاناة البحث عن عمل أو مشروع يعمل عليه الباحث ومعاناة جمع أطراف الموضوع وإتقانه ومعاناة البحث عن المصادر ومعاناة البحث عن ناشر...الخ كل هذا وغيره يتمخض عنه مولود جديد هو البحث الذي يخرج بين دفتين.
المولود الجديد للباحث سيتلقفه القارئ، والقراء أنواع وأشكال منهم من يعرفك ويعرف إنتاجك، ومنهم من يريد التعرف على الموضوع الذي كتبت فيه، ومنهم من له عناية دقيقة بموضوعك، ومنهم من هو متخصص بالقراءة ما بين السطور وتصيد الأخطاء....الخ
لكن لن يقوم بالكتابة ونقد كتابك والرد عليه إلا النزر اليسير من القراء ـ وهنا بيت القصيد ـ فعلينا أن نتقن ذلك النقد ونضبطه.
على الناقد معرفة الآتي:
1 ـ أن الباحث إنسان معرض للنقص والزلل والوهم، وذلك بنسبة مئوية معقولة لا تزيد، فإن زادت ففي الأمر سر.
2 ـ أن الباحث بذل جهدا لا يعلمه إلا الله.
3 ـ أن الكلام الذي يكتبه الناقد ليس كله مسلما به.
على الناقد الالتزام بالآتي:
1 ـ شكر صاحب العمل على إنتاجه ومواساته في ما وقع فيه من أخطاء ونقائص، والتماس العذر بل الأعذار له.
2 ـ الإشارة إلى جهد صاحب العمل، وهذا لا يعرفه إلا من جرب الإنتاج.
3 ـ حسن الأدب وانتقاء العبارات في النقد، بل يتوجب الدعاء لصاحب العمل بين فينة وأخرى. وهذا لا يفعله إلا من وفقه الله...لأنه ثقيل على الأنفس.
4 ـ توجيه النقد للإنتاج لا المنتج.
5 ـ المنهجية في النقد من حيث عرض الحجج وتفنيد المسائل.
6 ـ النظر بعين الاعتبار للمصلحة العلمية.
7 ـ إن كان للكلام أكثر من محمل فإن الناقد يتفطن لتلك المحامل.
نقد النقد:
على صاحب العمل المنقود أن يضبط نفسه في رده على من نقده، فإن كان ولا بد من رد فعليه بالآتي:
1 ـ شكر صاحب النقد، لأن الناس لديها أعمال وهذا الناقد بعد أن فرغ نفسه لقراءة عملك فرغ نفسه أيضا لنقده...ألا يستحق أن يشكر؟!. والشكر على الجهد المبذول وعلى حسن الأدب والاحترام.
2 ـ توضيح سبب الخلل في العمل.
3 ـ لا يلزم من نقد النقد أن يكون بين الأثنين مبارزة ومغالبة، بل قد يحسن بالمنقود في نقده للنقد أن يقر بالصواب، ويعتذر عن الوهم.

الحمد لله هذا ما تيسر في الموضوع، وكما قال إمام دار الهجرة رحمه الله :كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب الحجرة الشريفة صلى الله عليه وسلم.