المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علم الزوائد والتخريج :يكتبها عماد بن حسن المصري الاردني



أهــل الحـديث
20-05-2013, 11:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


كتب الزوائد
الكتاب الأول : المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي :
كما سماه مؤلفه في المقدمة ، وكما هو مثبت على النسخة الخطية للكتاب .
وذكره ابن فهد في لحظ الإلحاظ بذيل طبقات الحفاظ فقال : ثم حبب إليه هذا التخريج ، فخرَّج البحر الزخار في زوائد البزار ، والمقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي .
وطبع هذا الكتاب بتحقيق حسين سليم أسد ، في دار المأمون بدمشق سنة ( 1409 ) في ثلاثة عشر مجلدة .
وطبع طبعة ثانية بتحقيق إرشاد الحق الأثري ، في دار القبلة بجدة في ستة مجلدات ، وهذه النسخة الثانية من التحقيق ليست موسعة محققة تحقيقاً كاملاً فجاءت هذه الطبعة مثيلة لطبعة سيد كسروي حسن .
ثم طبع كاملاً في دار الكتب العلمية سنة ( 1413 ) بتحقيق سيد كسروي حسن في مجلدين بأربعة أجزاء .
وطبع المقصد العلي قسم منه كرسالة علمية على يد د. نايف بن هاشم الدّعيش واشتملت هذه الرسالة على ستمائة وخمسة عشر حديثاً في ثلاثمائة وأربعين باباً في عشرة كتب مجموعة في مجلد واحد .

منهجه في الكتاب :
ذكر الإمام الهيثمي رحمه الله في مقدمة المقصد منهجه الذي من أجله جمع هذا المصنف الكبير ، والسبب الباعث على تأليفه ، فقال في المقدمة : فقد نظرت في مسند الإمام أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي رضي الله عنه ، فرأيت فيه فوائد غزيرة لا يفطن لها كثير من الناس فعزمت على جمعها على أبواب الفقه لكي يسهل الكشف عنها لنفسي ولمن أراد ذلك وسميته : المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي .
وقال : فذكرت منه ما تفرد به عن أهل الكتب الستة ، من حديثه بتمامه ، ومن حديث شاركهم فيه ، أو بعضهم وفيه زيادة ، وأنبه على الزيادة بقولي : أخرجه فلان خلا قوله كذا ، أو لم أره بتمامه عند أحد منهم ونحو هذا من الفوائد .
وربما ذكر الإمام أبو يعلى بعض الحديث أحياناً ثم يقول : فذكره أو ذكر نحوه ، فإذا ذكرت ذلك أقول : قال : فذكره وما كان من ذلك ليس منه قال : فهو من تصرفي . وما كان من ذلك رواه البخاري تعليقاً والنسائي في الكبير ذكرته ، وما كان في النسائي الصغير المسمى بالمجتبى لم أذكره .
قلت : يتبين من حلال نقلنا نصوصاً مستفيضة عن الهيثمي أنه انتهج منهجاً معيناً في عمله على زوائد أبي يعلى ، ولنرى هل وفى شروطه أم لا ؟
1. جمع كتابه المقصد وهي زوائد أبي يعلى ورتبها على الكتب الفقهية ( أبواب الفقه ) ليستطيع الباحث الكشف المبكر على ما في الباب من الأحاديث الزائدة على الكتب الستة ، وكان يذكر في كل ترجمة للباب مستقلة عن مثيلاتها ، وتدل على محتوى الكتاب .
2. يذكر الزائد على الكتب الستة من حديثه التام أو من شاركهم فيه أو بعضهم وفيه تلك الزيادة وينبه على من أخرجها .
3. يذكر الزائد على الكتب الستة إذا انفرد به عنهم لوحده وينبه على ذلك بقوله : لم أره بتمامه عند أحد منهم .
4. أهمل بالذكر النسائي الصغرى المجتبى واستعاض عنها بالسنن الكبرى لأنه يعلم أن السنن الصغرى هي استلال للسنن الكبرى بل هي قطعة منه ، ولكن الكبرى فيها ما لم يوجد في الصغرى .
5. اهتم بتعاليق الإمام البخاري فذكر تلك التعاليق ليصار إليها هل فيها ما زاد على الكتب الخمسة أم لا ؟

واقتصر في عمله على مسند أبي يعلى برواية أبي عمرو بن حمدان المختصرة التي هي بين أيدينا ، والمسند الكبير الذي هو من رواية ابن المقري والذي هو عند أهل أصبهان فإنه كبير جداً وشبه مفقود .
وبعد استعراضنا لمنهجية الإمام الهيثمي في زوائد أبي يعلى لا بد من ذكر بعض المسائل في المنهجية ، وهل وفي الحافظ الهيثمي بتلك المنهجية ؟
أولاً : هناك أحاديث ذكرها أبو يعلى في مسنده سواء أكانت أصلاً أم زائداً لم يشر لها الهيثمي في المجمع مثاله :
1. حديث رقم ( 2135 ) عن جابر رضي الله عنهقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا ، وإنكم إما أن تصدقوا بباطل وإما أن تكذبوا بحق ، وإنه والله لو كان موسى حياً بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني )) . قال الهيثمي في المجمع ( 1 : 212 ) : رواه البزار وعند أحمد بعضه وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف أتهم بالكذب .
2. حديث رقم ( 5661 ) حدثنا موسى بن محمد بن حيان ، حدثنا عبدالله بن عبد المجيد ، حدثنا حسام بن مصك ، حدثنا عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يتعار من الليل ساعة إلا أجرى السواك على فيه . قال محققه حسين سلم أسد : إسناده ضعيف .
قلت : ذكره الهيثمي في المجمع ( 2 : 117 ) برقم ( 2560 ) وقال : وفي بعض طرقه من لم يسم ، وفي بعضها حسام بن مصك ، وغير ذلك .
وهناك أحاديث صحيحة زائدة على الكتب الستة ولم ترد فيها ، وهي صحيحة السند عند أبي يعلى ، قال الهيثمي في المجمع ( 2 : 6 ) : رواه أبو داود وغيره خلا قوله فادعوا رواه أبو يعلى وفي بعض طرقه ( مستجاب ) وفيه يزيد الرقاشي أيضاً .
قلت : ورواية أبي يعلى صحيحة فلتنظر .
الكتاب الثاني : مجمع البحرين في زوائد المعجمين المعجم الأوسط والمعجم الصغير للطبراني :
هكذا سماه مصنفه الهيثمي رحمه الله كما هو مكتوب على طرة الكتاب ، وكذا سماه كل من ترجم للإمام الهيثمي رحمه الله وهو الاسم المشهور المتداول المعروف بين أهل العلم .
وهو الاسم الموجود على غلاف النسخة الخطية للكتاب الموجودة في الحرم المكي برقم ( 812 ) .

نسخه الخطية :
أما النسخ الخطية التي لا زالت موجودة تشع نوراً في مكتبات العالم الإسلامي ، فقد حصرها شخصان باحثان هما : الشيخ عبد القدوس محمد نذير ، محقق المجمع للدار ومكتبة الرشد للنشر والتوزيع السعودية ، ط 2 ، 1415 / 1995 . فقال ( ج 1 : ص 25 ) : إنه عثر على نسختين للكتاب هما :
نسخة كاملة بمكتبة الحرم المكي رقم ( 812 ) حديث ، وعنده نسخة مصورة وجاء عنوان الكتاب على غلافه كالتالي : كتاب مجمع البحرين في زوائد المعجمين للإمام نور الدين الهيثمي وتقع هذه النسخة في خمس مئة وثمان صفحات كبيرة ، وكل صفحة فيها تسع وثلاثون سطراً ، وأما تاريخ النسخة فهو سنة ثمان مئة وسبع وخمسين هجرية بالقاهرة كما جاء في آخر الكتاب .
النسخة الثانية : نسخة بسرائي أحمد الثالث في تركيا برقم ( 463 ) وهي تمثل نصف الكتاب وعنوان الكتاب على الغلاف كالتالي : الجزء الأول - وهو النصف - من زوائد معجمي الطبراني الأوسط والصغير للحافظ نور الدين الهيثمي ، ويقع هذا الجزء في مئتين واثنين وثلاثين ورقة ، وكل ورقة فيها صفحتان وكل صفحة تشتمل على خمس وعشرين سطراً ، وكاتب النسخة هو محمد بن أحمد المظفري .
وقال محقق المعجم الأوسط طارق عوض الله : أن لمجمع البحرين نسخ في الظاهرية ومكتبة السلطان أحمد باستنبول لم يتيسر لي الحصول عليه .
وطبع الكتاب في أكثر من طبعة ولأكثر من دار وجاءت على النحو التالي :
1. الطبعة الأولى : من حيث القدم طبعة مكتبة الرشد بتحقيق عبد القدوس محمد نذير في ثمان مجلدات والتاسع فهارس وتاريخ طباعتها 1415 هـ / 1995م .
2. الطبعة الثانية : طبعة دار الكتب العلمية بتحقيق محمد حسن محمد الشافعي توزيع مكتبة عباس الباز مكة المكرمة 1419هـ / 1999م .

أحاديث الكتاب :
بلغ عدد أحاديث الكتاب حسب ما حققه الأستاذ عبد القدوس في طبعته لدار الرشد ( 5139 ) خمسة آلاف ومئة وتسع وثلاثين حديثاً ، وعدد كتبه أربع وأربعون كتاباً .

هل للكتاب قيمة ؟
1. لا يخلو كتاب بعد كتاب الله عز وجل - الذي فيه كل الفائدة - من فوائد تهم الباحثين في ما ناقش هذا المؤلف في كتابه من قضايا ، وكتاب مجمع البحرين من الكتب الحديثية الرائعة التي حوت الفوائد وغرر الأحاديث وكلام الجرح والتعديل ، كيف لا والطبراني نفسه يقول بلذة وحلاوة وروح المثابرة وهو يضم معجم الأوسط إلى صدره ويقول : هذا الكتاب روحي . ويشرح الدكتور بدران العيَّاري في كتابه شرح كتاب أصول التخريج هذه العبارة فيقول : يعني خلاصة عمر وتجارب الطبراني أودعها في المعجم الأوسط ثم الصغير الذي هو عبارة عن جزأين في مجلدين .
2. ثم إنه اشتمل على الأحاديث التي لا توجد في أحد الكتب الستة المتداولة .
3. اشتملت أحاديث الكتاب على ثلاثة أصناف من الحديث الصحيح ، والحسن ، والضعيف مما ليست في الكتب الستة المعتبرة .
4. اشتملت الأحاديث الموجودة في المجمع ( الزائدة ) على أسانيدها سواء كانت في الأوسط أو الصغير ، بينما تجدها عند الهيثمي في المجمع محذوفة الأسانيد مما يسبب إرباكاً لمن يريد دراسة هذه الزوائد .
5. اشتمال الكتاب على نص كلامي الطبراني والهيثمي في الجرح والتعديل مما يجعل الكتاب ذا قيمة في الجرح والتعديل ويجعل من هذا الكم من الجرح والتعديل قمية هرمية علمية للباحثين .

منهجه في الكتاب :
لقد وضَّح الهيثمي رحمه الله منهجه وخطه العام الذي ارتضاه في كتابه هذا ( مجمع البحرين ) الذي جمع بين ما زاد على الكتب الستة أو شاركه أحد من الستة في هذا الحديث ولكن عنده زيادة عليهم ، مع تمييز هذه الزيادة فقال : فقد رأيت المعجم الأوسط والصغير لأبي القاسم الطبراني ذي العلم الغزير قد حويا من العلم ما لا يحصل لطالبه ، إلا بعد كشف كبير ، فأردت أن أجمع منهما كل شاردة إلى باب من الفقه يحسن أن تكون فيه واردة ، فجمعت ما انفرد به عن أهل الكتب الستة من حديث بتمامه ، وحديث شاركهم فيه بزيادة عند مميزاً لها بقولي : أخرجه فلان خلا كذا ، أو ذكرته لأجل كذا ولم أرد بهذا السياق وشبه هذا .
وأخرجت فيه - أيضاً - ما رواه الترمذي في الشمائل والنسائي في الكبير مما ليس في المجتبى الصغير ، كعمل اليوم والليلة والتفسير والسير والمناقب والطب وكثير من عشرة النساء وشيء من الصيام ، فما كان فيه من كتاب عشرة النساء وفي الكبير أو الصوم وليس هو في الصغير ذكرته وقلت : أخرجه الشيخ جمال الدين في الأطراف وليس هو في المجتبى أو لم أره في نسختي ، فما كان من حديثه على أوله ( ق ) فهو في المعجم الصغير والأوسط بإسناده سواء ومتنه بنحوه أو مثله ، وما كان من الصغير وله أسانيد في الأوسط بدأت بإسناد الصغير وذكرت طرقه من الأوسط مستمداً من الله سبحانه العون على هذا وعلى غيره ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وقال : وكل كلام أقول فيه ( قلت ) فهو من كلامي ، وما كان كلام على الحديث فهو من كلام الطبراني وربما اختصرت من كلامه لطوله ولا أفل بمعناه إن شاء الله .
وربما قال : لا يروى عن فلان إلا بهذا الإسناد ثم يرويه بإسناد آخر فأنبه عليه إن شاء الله ، وربما عملت لكلام الطبراني ( ط ) للفصل بين الكلامين ، وربما حصل اعتراض عليه بأن يقول : لا يروى إلا بهذا الإسناد ونحوه من الكلام ويكون رواه بإسناد آخر .
وقد جمعته من نسخة فيها سقم ، ثم وجدت نسخة غير كاملة ، فاستعنت بها .
مما سبقت اتضح لنا أن الهيثمي رحمه الله له منهج في كتابه هذا وهو :
1. لم يقتصر على المعجمين الأوسط والصغير ، بل زاد عليهما فيما رواه الترمذي في الشمائل والنسائي في الكبرى مما ليس في المجتبى الصغرى .
2. جمع الشوارد من هذه الزيادات وأودعها مصنفاً كاملاً سماه ( مجمع البحرين ) وهذه الزيادات عبر عنها بالشوارد التي تفرقت شذر مذر فجاء هو فجمعها في قلادة واحدة على جيد واحد .
3. ميز كلامه رحمه الله من كلام الطبراني فقال : وكل كلام أقول في أوله قلت فهو من كلامي وما كان من كلام على حديث فهو كلام الطبراني إن شاء الله وربما علَّم لكلام الطبراني ( ط ) للفصل بين الكلامين .
4. ميَّز الأحاديث التي انفرد بها الطبراني في معجمه الصغير والأوسط والذي أشركهما فيه بقوله : فما كان من حديث على أوله ( ق ) فهو المعجم الصغير والأوسط بإسناده سواء ومتنه بنحوه ، أو مثله ، وما كان على أوله ( ص ) فهو مما انفرد به الصغير ، وما كان من الصغير وله أسانيد في الأوسط بدأت بإسناد الصغير وذكرت طرقه من الأوسط .
5. جمع زيادات الطبراني على الكتب الستة من حديث بتمامه ، أو شاركهم فيه بزيادة عنده ، وميز هذه الزيادات بقوله : أخرجه فلان خلا كذا .
6. ساق أحاديث المعجمين بأسانيدها وهذا - كما قلت - يسهل على الباحثين دراسة الأسانيد والحكم عليها بما تقتضيه الصناعة الحديثية .
7. أورد في كل باب حديثاً مما يناسبه أو أكثر .

من هنا أقول : لقد وصل الهيثمي رحمه الله إلى تلك القمة السامقة من التحصيل والجمع والتأليف العلمي ما الله به عليم ، وما حصَّله وجمعه من ملازمته للشيوخ بثه في كتبه التي جمعها جميعاً ، ولم يقصر رحمه الله - ولا أزكيه على الله - ولكنه آلى على نفسه أن لا يترك شاردة أو واردة يعلمها تخص الحديث إلا وثبتها .
ولقد تكونت شخصية الهيثمي العلمية من خلال كثرة استحضار النصوص والتأليف لها وعليها ، وملازمة شيوخه والدراسة عليهم بحيث نمَّت شخصيته العلمية فتكونت منها ما يلي :
1. استدراكه على مصنف الأصل الطبراني ، مثال : قال الإمام الطبراني في الأوسط ( 7192 ) بعد حديث (( ليس شيء أكرم على الله من المؤمن )) لم يروه عن يونس إلا عبيدالله بن تمام تفرد به معمر بن سهل . قال الهيثمي في مجمع البحرين ( 1 : 113 ) قلت : بل رواه غير معمر . ولم يبين لنا الهيثمي رحمه الله من هو غير معمر ، لكن ثبت أن الاستدراك صحيح وأن معمراً متابع عليه ، ولقد تابعه عبد الغفار بن عبيدالله الكريزي عند الطبراني في الأوسط ( 6084 ) .
2. ينبه رحمه الله على الصناعة الحديثية من عنعنة أو إرسال ، أو سوء حفظ ...الخ . ففي ( ج 1 : ص 304 ) حديث عبدالله بن عكيم عند الطبراني في الأوسط ( 7642 ) والصغير ( 1050 ) قال الهيثمي عقبه : إنما رواه عبدالله عن كتاب النبي صلى الله عليه وسلم .
3. أصبحت لديه المقدرة على النقد والتمييز بين الرجال من كثرة إطلاعه على كتب من سبقه .
4. دقيق النقل عن المصدر ويتبع النقل بتوضيح ما ينقله .
الكتاب الثالث : مجمع الزوائد ومنبع الفوائد :
وهو موسوعته الضخمة ، وجاء اسم الكتاب كما سماه مؤلفه ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ) وهذا الاسم هو الاسم الذي درج واشتهر وعرف به هذا الكتاب ، ولقد سماه ( بالمجمع ) كل من ترجم للإمام الهيثمي رحمه الله ، بل هذه التسمية نص عليه هو بنفسه كما في مقدمة مجمع الزوائد ( 1 : 5 ) قال : وقد سميته بتسمية سيدي وشيخي له ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ) .
وطبع هذا الكتاب الجليل عدة طبعات على مدار مئة وخمسين عاماً بدء من طبعة صديق حسن حسان رحمه الله ( ت 1307 ) إلى يومنا هذا إلى طبعة الشيخ حسن سليم أسد ( 1412 ) .
ولأن الكتاب معتنى به أينما اعتناء ، ولأنه موسوعة متنية تعنى بتخريج الحديث والحكم عليه صحة وضعف ، ولأنه موسوعة للزوائد ، فإن الهيثمي رحمه الله جمع فيه :

1. المقصد الأرشد في زوائد مسند الإمام أحمد .
2. المقصد العلي في زوائد مسند أبي يعلى الموصلي .
3. البدر المنير في زوائد المعجم الكبير للطبراني .
4. كشف الأستار في زوائد البزار .
5. مجمع البحرين في زوائد المعجمين الأوسط والصغير .
وضعها جميعاً في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد وحذف جميع أسانيدها ، لأنه رحمه الله لما ألف تلك الكتب وجمعها ، جمعها بأسانيدها وطبعت بأسانيدها وهذه ميزة رائعة لتلك الكتب ، أن أسانيدها لم تحذف كما في مجمع الزوائد ، فحذف أسانيدها رحمه الله ( مكتفياً ) والله أعلم بحكمه عليها كل على حدى .

وطبعات الكتاب :
1. طبعة الشيخ صدِّيق حسن حسان بنهادر جزءاً واحداً في مجلد في دلهي سنة ( 1308 ) ، مع أن الكتاب كما جاء في مصادر ترجمته ( ستة مجلدات كبار ) .
2. طبعة مكتبة القدسي في عشرة مجلدات وعن هذه الطبعة صوِّر الكتاب عشرات الصور .
3. طبعة دار الفكر بيروت سنة ( 1994 ) في عشرة مجلدات بتحقيق عبدالله محمد الدويش ، وقد بلغت أحاديثه حسب ترقيم الدويش ( 18776 ) .
4. طبعة دار الكتب العلمية ، تحقيق عبد القادر أحمد عطا في ثلاثة عشرة مجلد .
5. طبعة الشيخ حسين سليم أسد الداراني ، دار المأمون ، دمشق ، ( 1412 ) ، وظهر منها المجلد الأول .

منهجه في الكتاب :
قال في مقدمته : فقد كنت جمعت زوائد : مسند الإمام أحمد ، وأبي يعلى الموصلي ، وأبي بكر البزار ، ومعاجم الطبراني الثلاثة رضي الله تعالى على مؤلفيهم وأرضاهم ، وجعل الجنة مثواهم ، كل واحد منها في تصنيف مستقل ، ما خلا المعجم الأوسط والصغير ، فإنهما في تصنيف واحد ، فقال لي سيدي وشيخي العلامة شيخ الحفاظ بالمشرق والمغرب ، ومفيد الكبار ومن دونهم ، الشيخ زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن العراقي رضي الله عنه وأرضاه ، وجعل الجنة مثوانا ومثواه : اجمع هذه التصانيف ، واحذف أسانيدها لكي تجتمع أحاديث كل باب منها في باب واحد من هذا . فلما رأيت إشارته إليَّ بذلك صرفت همي إليه ، وسألت الله تعالى تسهيله ، والإعانة عليه ، وأسأل الله تعالى النفع به ، إنه قريب مجيب .
وقد رتبته على كتب أذكرها لكي يسهل الكشف عنه : كتاب الإيمان ، كتاب العلم ، كتاب الطهارة ، كتاب الصلاة ، كتاب الجنائز - وفيه ما يتعلق بالمرض وثوابه وعيادة المريض ونحو ذلك ، كتاب الزكاة - وفيه صدقة التطوع ، كتاب الصيام ، كتاب الحج ، كتاب الأضاحي والصيد والذبائح والوليمة والعقيقة وما يتعلق بالمولود ، كتاب البيوع ، كتاب الأيمان والنذور ، كتاب الأحكام ، كتاب الوصايا ، كتاب الفرائض ، كتاب العتق ، كتاب النكاح ، كتاب الطلاق ، كتاب الأطعمة ، كتاب الأشربة ، كتاب الطب ، كتاب اللباس والزينة ، كتاب الخلافة ، كتاب الجهاد ، كتاب المغازي والسير ، كتاب قتال أهل البغي وأهل الردة ، كتاب الحدود والديات ، كتاب التفسير - وفيه ما يتعلق بقراءة القرآن وثوابه وعلى كم أنزل القرآن من حرف ، كتاب التعبير ، كتاب القدر ، كتاب الفتن ، كتاب الأدب ، كتاب البر والصلة ، كتاب فيه ذكر الأنبياء عليهم السلام ،كتاب علامات النبوة ، كتاب المناقب ، كتاب التوبة والاستغفار ، كتاب الأذكار ، كتاب الأدعية ، كتاب الزهد - وفيه المواعظ ، كتاب البعث ، كتاب صفة النار ، كتاب صفة الجنة ، وقد سميته بتسمية سيدي وشيخي له ( مجمع الفوائد ومنبع الزوائد ) .
وما تكلمت عليه من الحديث من تصحيح أو تضعيف وكان من حديث صحابي واحد ، ثم ذكرت له متناً بنحوه ، فإني أكتفي بالكلام عقب الحديث الأول ، إلا أن يكون المتن أصح من الأول . وإذا روى الحديث الإمام أحمد وغيره ، فالكلام على رجاله ، إلا أن يكون إسناد غيره أصح . وإذا كان للحديث سند واحد صحيح اكتفيت به ، من غير نظر إلى بقية الأسانيد ، وإن كانت ضعيفة . وإذا كان من مشايخ الطبراني في الميزان نبهت على ضعفه ، ومن لم يكن في الميزان ألحقته بالثقات الذين بعده . والصحابة لا يشترط فيهم أن يخرج لهم أهل الصحيح . وكذلك شيوخ الطبراني الذين ليسوا في الميزان . ثم ذكر أسانيده إلى هذه الكتب ، والحمد لله وحده .

التعليق على كلام الهيثمي :
1. ذكر الهيثمي رحمه الله كما أسلفت في النقل عنه أنه جمع زوائد أحمد وأبي يعلى الموصلي وأبي بكر البزار ومعاجم الطبراني الثلاثة في تصنيف واحد . فأول ما بدأ به ترتيب الكتاب على الأبواب الفقهية ، وهذا العمل من أجمل الأعمال لكل كتاب يناقش حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والكتب التي ضمها الهيثمي قائمة على الصحابي وما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسند الإمام أحمد وأبي يعلى والطبراني والبزار كلها قائمة على مسانيد الصحابة وهي بالحقيقة عسرة جداً ، حتى أن الشيخ العلامة شعيباً حفظه الله لما طبع مسند أحمد لم يطبعه كما فعل العلامة أحمد شاكر رحمه الله ، بل تركه على ما عمله الإمام أحمد من سرد كل حديث صحابي على حده ولم يبوبه على الفقه ، ولو تبع طريقة أحمد شاكر لجاء المسند خاتمة لكل مسانيد الدنيا ، لكن سبحان الذي لا يلحقه سهو ولا نقص وهو منتهى الكمال .
2. وكان يأتي بالباب ويحصر تحته كل ما ورد في الباب من حديث بنصه أو بمعناه ويخرِّجها جميعاً متكلماً على صحتها وضعفها .
3. فبدأ الهيثمي كتابه على الترتيب الفقهي فبدأ بكتاب الإيمان وانتهى بكتاب صفة الجنة .
4. ربما قسم الباب الواحد إلى اكثر من جزء إذا كان ورد في الباب أحاديث متنوعة بمعنى حديث الباب .
مثال : حديث رقم ( 63 ) عن سعد بن أبي ذباب قال : قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت وقلت : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعل لقومي ما أسلموا عليه من أموالهم ، ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعملني أبو بكر من بعده واستعملني عمر من بعده . قال الهيثمي رواه أحمد وسماه في مكان آخر سعيداً وذكر له هذا الحديث بإسناده والله أعلم ، وفي إسناده منير بن عبدالله وهو مجهول وقد ضعفه الأزدي .
باب منه : ( 64 ) عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المنذر بن ساوى : من صلى صلاتنا وأكل ذبيحتنا فذاكم المسلم له ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم . قال الهيثمي : رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده الحسن بن إدريس الحلواني ، ولم أر أحداً ذكره ، وهو أيضاً من رواية أبي عبيدة عن أبيه ولم يسمع منه .
5. وأول حديث رواه بسنده دون باقي أحاديث الكتاب وأبان عن ذلك بقوله ( 1 : 5 ) رواه أحمد والطبراني في الأوسط باختصار ، وأبو يعلى بتمامه والبزار بنحوه وفيه رجل لم يسمَّ ولكن الزهري وثقه وأبهمه وقد ذكرته بسند حتى لا ابتدئ الكتاب بسند منقطع .
6. قد يحيل بعض الأحاديث في الباب على باب غير كقوله ( ج 3 : ص 264 ) : وقد تقدمت في الإيمان أحاديث في فرض الحج وغيره .
7. عنون أبواب الفقه بعناوين عامة ثم وضع تحت تلك العناوين ما يناسبها من أحكام .
مثاله : ( ج 3 : ص 262 ) كتاب الحج ، ثم تحته باب فرض الحج ثم ساق أدلة الوجوب .
8. يقطع الحديث الواحد ذا المعنى الواحد لكن جاء عن صحابيين مختلفين في مكانين قد يكونا متقاربين أو متباعدين وكان في أحدهما زيادة .
مثاله : ( ج 5 : ص 310 ) حديث رقم ( 9314 ) باب آداب السفر عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا كانت الأرض مخصبة فاقصروا في السير واعطوا الركاب حقها ( فإن الله رفيق يحب الرفق ) وإذا كانت الأرض مجدبة فانجوا عليها ، وعليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل وإياكم والتعريس على قارعة الطريق فإنها مأوى الخباث ومراح السباع )) .
حديث رقم ( 9315 ) عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا سرتم في أرض خصيبة فأعطوا الدواب حقها أو حظها وإذا سرتم في أرض مجدبة فانجوا عليها ، وعليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل وإذا عرستم فلا تعرسوا على قارعة الطريق فإنها مأوى كل دابة )) .
قال الهيثمي في الحديث الأول : رواه البزار والطبراني موقوفاً وفيه محمد بن أبي نعيم وثقه أبو حاتم وابن حبان وضعفه يحيى بن معين .
وقال في الثاني : رواه البزار ورجاله ثقات .
فالحديث الأول أورده الهيثمي لدلالتين : الأولى : لزيادة أمرين : الأول : قوله : فإن الله رفيق يحب الرفق ليدل على رحمة الإنسان بالحيوان ، والثانية : لأنه موقوف . والحديث الثاني أورد الصحيح المرفوع ليعزز شواهد الباب لأن ليس عنده في الباب إلا هذين الحديثين .
9. قد يذكر درجة الحديث صحة أو ضعفاً قبل التخريج وربما ذكر الجرح والتعديل قبل التخريج كما في :
( 1 : 125 ) حديث رقم ( 399 ) ( لا تزال المرأة يلعنها الله وملائكته وخزان الرحمة وخزان العذاب ما انتهكت من معاصي الله شيئاً ) . رواه البزار وفيه عبيد بن سليمان الأغر وثقه ابن حبان وذكره البخاري في الضعفاء ، وقال أبو حاتم : يحول من كتاب الضعفاء لم أر له حديثاً منكراً .
10. يذكر الحديث ومخرجه بتمامه ويعزو اللفظ المنقول للذي نقله عنه ويقول : رواه فلان وفلان واللفظ لفلان .
مثاله : حديث رقم ( 7964 ) عن جهجاه الغفاري قي قصة ضيافته لرسول الله . رواه الطبراني واللفظ له والبزار وأبو يعلى .
11. يورد الحديث مع زياداته من الأصول الستة ثم يبينه في آخر الحديث على القطع التي هي عند أصحاب الكتب الستة .
مثاله : حديث رقم ( 148 ) عن أبي هريرة قال : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في نخل لبعض أهل المدينة فقال : (( يا أبا هريرة هلك المكثرون إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا ثلاث مرات حثا بكفيه عن يمينه وعن يساره ثلاث مرات وبين يديه وقليل ما هم ثم مشى ساعة فقال : يا أبا هريرة هل أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ولا ملجأ من الله إلا إليه ، ثم مشى ساعة ثم قال : هل تدري ما حق الله عز وجل على الناس ؟ وما حق الناس على الله ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإن حق الله على الناس أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً فإذا فعلوا ذلك فحق عليه أن لا يعذبهم )) قال الهيثمي : رواه أحمد وروى الترمذي منه حديث ( لا حول ولا قولة إلا بالله ) وله عند ابن ماجة ( الأكثرون هم الأقلون ) ورجاله ثقات أثبات .
12. يميز الأحاديث التي فيها انقطاع في أسانيدها .
مثاله : حديث رقم ( 71 ) وعن أبي نعيم قال : أخرج إلينا عبد الملك بن عطاء العامري كتاباً من النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اكتبوه ولم يمله علينا زعم أن ابنه الفجيع حدثه به ، هذا كتاب من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم للفجيع ومن معه ومن أسلم وأقام الصلاة وآتى الزكاة وأطاع الله ورسوله وأعطى المغنم خمس الله ونصر نبي الله وأشهد على إسلامه وفارق المشركين فإنه آمن بأمان الله ومحمد صلى الله عليه وسلم . قال الهيثمي : رواه الطبراني في الكبير وإسناده منقطع .
13.ينبه رحمه الله في كثير من المواطن على اتصال السند وتميزه عن الانقطاع .
مثاله : حديث رقم ( 5332 ) إن الحاج الشعث التفل . رواه أحمد والبزار ... ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أن سليمان بن يسار لم يسمع من عمر ، وإسناد البزار متصل إلا أن فيه إبراهيم بن يزيد الخوزي متروك .
مثال آخر : حديث رقم ( 6660 ) ( من كان عليه دين همه قضاؤه أو هم بقضائه لم يزل معه من الله حارس ) رواه كله أحمد والطبراني في الأوسط وفي رواية عنده أيضاً : ( كان له من الله عون وسبب الله له رزقاً ) ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أن محمد بن علي بن الحسين لم يسمع من عائشة ، وإسناد الطبراني متصل .
14. ينبه على بعض الكلمات الغريبة التي وردت في نصوص السنة المشرفة ويحيل فيها على كتب الغريب .
مثاله : حديث رقم ( 5612 ) عن عروة بن مضرِّس قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى فقال : ( أفرخ روعك يا عروة ) . رواه البزار هكذا والطبراني في حديث طويل تقدم فيمن أدرك عرفات . قال صاحب النهاية معناه : أفرج روعك : إذا ذهب عنك الحزن .
15. يحكم على متن الحديث الذي أورده في الباب ، إما أصلاً أو بمعناه بقوله حديث حسن أو صحيح أو ضعيف ، أو حسن صحيح .
مثاله : حديث رقم ( 1319 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : نشلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كتفاً من قِدْر العباس فأكلها ، وقام يصلي ولم يتوضأ . قال الهيثمي : رواه أبو يعلى وفيه محمد بن عمرو بن أبي سلمة وهو حديث حسن .
وحديث رقم ( 1613 ) عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام ثمانية أسهم الإسلام سهم والصلاة سهم . قال الهيثمي : وقد تقدم بتمامه وأحاديث أخر في الإيمان وحديث حذيفة حديث حسن .
وقوله حديث صحيح مثاله : ( 2296 ) باب رد من يمر بين يدي المصلي : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ، إذ جاءت شاة تسعى بين يديه فساعاها حتى ألزق بطنه بالحائط . قال الهيثمي : رواه الطبراني في الكبير وفيه عمرو بن حكام وهو ضعيف وقد تقدم حديث عبدالله بن عمرو في باب الدنو من السترة وهو حديث صحيح إن شاء الله .
16. ينبه رحمه الله على أن الحديث الزائد عنده الذي أخرجه من تلك الكتب التي اختصر فيها على الزوائد وفي إسنادها انقطاع يبينه ثم يرويه بحديث مثله لكن إسناده ضعيف الضبط .
مثاله : حديث رقم ( 18634 ) عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن ، فلما قدم عليهم قال : يا أيها الناس إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم يخبركم أن المرد إلى الله إلى جنة أو نار ، خلود بلا موت وإقامة بلا ظعن . قال الهيثمي : رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه وزاد فيه ( في أجساد لا تموت ) وإسناد الكبير جيد إلا أن ابن سابط لم يدرك معاذاً . قلت : الهيثمي الذي سقط بينهما عمرو بن ميمون الأودي ، كما رواه الحاكم في المستدرك في أواخر كتاب الإيمان وفي طريقه مسلم بن خالد الزنجي وقال عقبه : هذا حديث صحيح الإسناد ، رواية مكنون ومسلم بن خالد الزنجي إمام أهل مكة ومفتيهم إلا أن الشيخين قد نسباه إلى أن الحديث ليس من صنعته .
17. اعتمد الهيثمي رحمه الله في طريقة جمعه للزوائد ومعرفة المزيد على الكتب الستة على تحفة الإشراف ، وما ظني بهذا ببعيد ، ولا أظن أن الهيثمي رحمه الله نظر في الكتب الستة حينما جمع الزائد عليها ، واعتمد على موسوعة الأطراف للإمام جمال الدين المزي والدليل :
حديث رقم ( 7115 ) عن أبي الدرداء قال : أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع : لا تشرك بالله شيئاً وإن قُطِّعت أو حُرِّقت ، ولا تترك صلاة متعمداً فإنه من تركها فقد برئت منه الذمة ، ولا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر وأطع والديك وإن أمراك أن تخرج من دنياك ولا تنازع الأمر أهله ... ولا تفرن من الزحف وإن هلكت ، وأقرِأ صحابك وانفق على أهلك من طولك ولا ترفع العصا عنهم وأخفهم في الله . قال الهيثمي : قلت : روى ابن ماجة منه : لا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر فقط ، وقد علَّم الشيخ جمال الدين المزي عليه علامة ابن ماجة فلعله قلد فيه ابن عساكر .
حديث رقم ( 790 ) عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن أفضل الحديث كتاب الله ، والهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ومن ترك مالاً فلأهله ومن ترك ديْناً وضياعاً فعليَّ )) . قال الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط وعزا الشيخ جمال الدين المزي بعض هذا إلى النسائي ، والظاهر أنه في الكبرى ، وفيه محمد بن جعفر بن محمد بن علي الهاشمي ذكره ابن عدي .
قلت ( عماد ) : وهذا يقوي ظني وإحساسي أن الإمام الهيثمي رحمه الله لم يطلع على الكتب الستة وإلا فما جوابه على هذا الحديث حيث يقول ( وعزا الشيخ جمال الدين المزي بعض هذا الحديث إلى النسائي والظاهر أنه في الكبرى ) قلت : بل هو في الصغرى التي حينما يعزى إلى النسائي لا يعزى إلا إليها كما هو مفرد عند أهل العلم بالحديث ، فرواه النسائي ( 3 : 188 ) برقم ( 1578 ) من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر وجعفر بن محمد فقيه ثقة إمام ومحمد بن علي بن أبي طالب إمام ثقة .
18. يستعين رحمه الله في بعض الأحايين ببعض الكتب خارج الكتب الستة ولكن فيها ذلك الزائد الذي يريده فاستعان رحمه الله بكتاب الأمثال لأبي الشيخ ابن حبان حديث رقم ( 7694 ) حديث ( حولوا متاع عائشة على جمل صفية وحولوا متاع صفية على جمل عائشة حتى يمضي الركب ) . قال الهيثمي : رواه أبو يعلى وفيه محمد بن إسحاق وهو مدلس وسلمة بن الفضل وقد وثقه جماعة ، ابن معين وابن حبان وأبو حاتم وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح ، وقد رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الأمثال وليس فيه غير أسامة بن زيد الليثي وهو من رجال الصحيح وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات .
19. وقد يُجهل رحمه الله بعض الثقات ويطلق عليهم أحكاماً قاسية جداً وذلك منه رحمه الله لتشابه بعض التراجم مثاله :
حديث رقم ( 36 ) عن عمران بن حصين قال : ألا أحدثكم حديثاً لم أحدث به أحداً منذ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم مخافة أن يتكل الناس عليه ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من علم أن الله ربه وأني نبيه موقناً بقلبه - وأومأ بيد إلى جلده - حرمه الله على النار )) . قال الهيثمي : رواه البزار وفي إسناده عمران القصير وهو متروك .
قلت ( عماد ) : وعمران القصير وثقه أحمد ، وابن معين ، وقال يحيى بن سعيد : مستقيم الحديث ، وقال عبد الرحمن بن مهدي : لا بأس به . ينظر : الجرح والتعديل ( ت 1690 ) وتاريخ ابن معين برواية الدوري ( 4237 ت ) .
حديث رقم ( 16 ) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة )) . قال الهيثمي : رواه البزار ورجاله ثقات إلا أن من روى عنهما البزار لم أقف لهما على ترجمة .
قلت ( عماد ) : والذين روى عنهما البزار هما شيخاه الأول محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي وثقه أبو حاتم ، والثاني ينظر مشيخة النسائي ( 765 ) وقال مرة أخرى : لا بأس به ووثقه الذهبي وابن حجر ، وعلي بن شعيب الراوي الثاني وثقه النسائي كما في مشيخته ( 78 ) .
20. وتارة يجهل الثقة في مكان من كتابه ، وتارة يوثقه وله في ذلك أعذار ، منها : طول الكتاب وطول مادته ، ومنها : صعوبة تذكر مكان كل راوٍ وماذا قال فيه مثاله :
حديث رقم ( 16 ) آنف الذكر قال فيه : رواه البزار ورجاله ثقات إلا أن من روى عنهما البزار لم أقف لهما على ترجمة . وقال في الحديث رقم ( 6854 ) ( أمرنا إذا رأينا من ينشد ضالة في المسجد أن نقول له : لا وجدت ) رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا محمد بن إسماعيل بن سمرة وهو ثقة ، وقال في حديث رقم ( 14251 ) قلت : رجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي وهو ثقة .
21. يذكر متن الحديث وقال بعده رجاله رجال الصحاح فإنه أراد مسلماً دون البخاري .
مثاله : حديث رقم ( 3361 ) حديث عائشة رضي الله عنها : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن الصلاة حين طلوع الشمس حتى ترتفع ويقول : إنها تطلع بقرب شيطان وينهى عن الصلاة حين تقارب الغروب حتى تغرب ) . رواه أبو يعلى وفيه ابن لهيعة وفيه كلام وبقية رجاله رجال الصحيح .
22. إذا قال أخرجه الطبراني فهو يريد الكبير رحمه الله كما نص على ذلك في المقدمة ، إلا أن يميز ذلك فيقول أخرجه في الأوسط أو الصغير وغيره .
23. ينقل كلام المخرجين السابقين إذا كان في ذلك ضرورة .
24. حكمه على بعض الرواة بما لم يحكم عليهم المتقدمون بمثلها ، ووصفه بعض الرواة بأوصاف لم تذكر في كتب الأقدمين .
مثاله : حديث رقم ( 271 ) : عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مثل المؤمن كمثل العطار ، إن جالسته نفعك وإن ماشيته نفعك وإن شاركته نفعك )) . قال الهيثمي : رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس ، وكذا قال في الحديث رقم ( 1062 ) والحديث رقم ( 1279 ) و ( 1986 ) و ( 1987 ) و ( 2450 ) و ( 2559 ) و ( 2664 ) و ( 2825 ) و ( 2871 ) و ( 3149 ) و ( 3321 ) و ( 3412 ) و ( 3471 ) و ( 3531 ) و ( 3557 ) و ( 3590 ) و ( 3647 ) ... الخ .