المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلمانية خير على الغرب شر على المسلمين



أهــل الحـديث
20-05-2013, 12:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


إذا كان للعلمانيين الغربيين عذرهم في تبني العلمانية الرشدية، بسبب انحراف الكنيسة عن مسارها الصحيح، وبسبب إلغائها للمنطق، وإغلاقها للعقول......
فما هو عذر العلمانيين العرب في تلقفها وتبنيها، وبين أيدهم قرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟؟
ما هو عذرهم وعندهم كتاب الله شرح لهم قصة الإنسان والكون والحياة.....
ما هو عذرهم وعندهم دستور، ما أمر بشيء وقال العقل: "ليته ما أمر"، ولا نهى عن شيء وقال العقل: "ليته ما نهى"....
نعم لقد كانت العلمانية خيرا وسعادة على الأوربيين، الذين طغت عندهم الروح المنحرفة على كل شيء، ولم يبق مجال للعقل أن يتكلم في شيء..وحكمهم رجال الدين مدعين أنهم يحكمون بتفويض من الله رب العالمين...
بعد تحريف الكتب السماوية، وطغيان رجال الكنيسة على كل شي في ذلك الزمان جاءت العلمانية فكانت معياراً -لدى جماهيرها- للثقافة والتحضر والرقي، فلا بد لكي يُعدُّ الباحثُ من المثقفين واسعي الإطلاع أن يلهج باسم ابن رشد - الذي نقل لهم العلمانية آنذاك - ويتفوه ببعض أفكارِه.
لقد أصبحت العلمانية (الرشديةُ) في نظر المحافظين من أبناء أوروبا "ابتلاءً بالتشرق" على غرار "الابتلاء بالتغرب" الذي نحاربه اليوم، وغدت ثقافةً دارجةً لدى الطبقة الراقية في البندقية، حتى أن الذي لا يتبنى العلمانية (الرشدية)، ولم يطلعْ عليها يعتبرُ تقليدياً أو ظلامياً أو رجعياً على غرار ما هو سائدٌ اليوم لدى العلمانيين المتغربين، نستشفُ ذلك من حديث بترارك مع أحد العلمانيين (الرشديين) إذ يستشهد الأولُ أثناء حديثه بالقديس بولس، فيعبسُ العلماني (الرشدي) ازدراءً ويقول: "احتفظْ لنفسك بهذا النوع من المعلمين وأما أنا فلي معلمي، وأعرف من أعتقد". ثم يتابع العلماني (الرشدي) قائلاً: "إيه! ابقَ نصرانياً صالحاً، وأما أنا فلا أؤمن بواحدة من جميع هذه الأساطير، ولم يكن بولُسك، وأوغستِنك – أوغسطين – وجميعُ هؤلاء الناس الذين تقيم لهم وزناً غيرُ ثرثارين، آه! ليتك كنت قادراً على مطالعة (العلماني) ابن رشد... فتبصرُ مقدارَ ما هو أعلى من جميع هؤلاء المُجّان".
----------
من المراجع:
- إرنست رينان "ابن رشد والرشدية"، (مع التصرف) ترجمة عادل زعيتر. القاهرة 1957 –دار إحياء الكتب العرببة– عيسى البابي الحلبي وشركاه.
- د.أحمد إدريس الطعان، العلاقة بين الفلسفة الرشدية والعلمانية.