المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " انهض من قبرك يا خالد " قصيدة فيها مخالفات عقدية خطيرة



أهــل الحـديث
18-05-2013, 10:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


أ.د. عاصم بن عبدالله القريوتي

انهض من قبرك يا خالد قصيدة فيها مخالفات عقدية خطيرة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد:
فقد انتشرت هذه الأيام قصيدة مطلعها: انهض من قبرك يا خالد، ولما قرأتها رأيت فيها مخالفات عقدية خطيرة، وقبل التبيان أسوقها بنصها والله المستعان:
1. انهض من قبرك يا خالد أحفادك في حمص تجاهد
2. انهض كي ترأس ثورتهم كي تقتل بشار الفاسد
3. قد عاد الفرس لساحتنا بنظام ٍ همجي ٍ . . بائد
4. خذلتنا العرب ُ فلا سيف ٌ تعطينا . . . لنرد الحاقد
5. ياسيف الله . . . لنا رب ٌ حاشاه ُ بأن ينسى العابد
6. ياسيف الله . . ألا فانهض كي تقتل بيديك المارد
7. احفادك هم جند ُ الله ونريدك أن تبقى القائد.
وهذه القصيدة مليئة بالاستغاثة بسيف الله خالد بن الوليد رضي الله عنه، والله سبحانه هو السميع البصير، وهو الذي لو سأله الناس كلهم بلغاتهم المختلفة في أي حين لسمعهم تبارك وتعالى (يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى).
وقال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) .
وقال عليه الصلاة والسلام لعبدالله بن عباس رضي الله عنهما:
"إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ تَعَالَى، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ تَعَالَى، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ كَتَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْكَ، جَفَّتِ الأَقْلامُ وَطُوِيَتِ الصُّحُفُ".حديث صحيح رواه أحمد والترمذي وغيرهما.
ومن المعلوم أن الدعاء عبادة، وأن الإنسان إذا دعا لا بد له من دعاء الله وحده، ولا يجوز له دعاء غيره من خلقه، وكل من دعا غير الله أو استغاث بغيره كأن دعا أو استغاث بمَلَكٍ من الملائكة، أو بنبيٍّ، أو بوليٍّ، أو بجنِّيّ من الشياطين؛ فقد وقع في الشرك الأكبر، وإن لم يكن الشرك في الدعاء شركاً فليس على وجه الأرض كفر وشرك، وقد قال تعالى: (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ.إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ).
وقال عليه الصلاة والسلام حين أنزل عليه قوله تعالى: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ):
" اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ لاَ أُغْنِى عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا بَنِى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لاَ أُغْنِى عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا عَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لاَ أُغْنِى عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لاَ أُغْنِى عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ سَلِينِى بِمَا شِئْتِ لاَ أُغْنِى عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ".رواه مسلم.
ختاما: أقول إن الله سبحانه وتعالى قد علق نصره للمؤمنين والتمكين لهم والعزة بشروط يجمعها الإيمان بالله تعالى والتوحيد الخالص لله وترك الشرك به والعمل الصالح، وقد قال تعالى:( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
وقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا).وقال أيضا :(وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا).
ولا شك أن النصر للمؤمنين بحاجة إلى توحيدين: توحيد الله وتوحيد الصفوف، وقال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) وفي اجتماع المسلمين على دينهم، وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم وتصلح دنياهم وبالاجتماع يتمكنون من كل أمر من الأمور، ويحصل لهم من المصالح التي تتوقف على الائتلاف ما لا يمكن عدها، من التعاون على البر والتقوى، كما أن بالافتراق والتعادي يختل نظامهم وتنقطع روابطهم ويصير كل واحد يعمل ويسعى في شهوة نفسه، ولو أدى إلى الضرر العام.كما ذكر الشيخ ابن سعدي رحمه الله.
ولا شك أن في التنازع ذهاب القوة وتحقيق الفشل وقد قال تعالى:
(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
والله أسأل أن يبصرنا في ديننا، وأن ينصر الإسلام وأهله في كل مكان، ويكفينا شر الأعداء ومكرهم، والحمد لله رب العالمين.
كتبه: أ.د.عاصم بن عبدالله القريوتي، في السابع من رحب لعام ألف وأربعمائة وأربع وثلاثين للهجرة الشريفة.