المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خاطرة: العقلُ سلاح، فإذا لم تحسن اسخدامه؛ أَضَرَّك!



أهــل الحـديث
18-05-2013, 10:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


العقلُ كالإناءِ لا يُعطيك إلا ما تُعطيه، فمن المحالِ أن تملئه بالماءِ؛ فتنتظر منه العسل!
فَإِذَا تبيَّنَ ذلك، فلا تملئ عقلك بالشَّرِّ فتنتظر منه الخير!
في زمنٍ أصبح فيه القتال بالعقلِ والقلمِ، بعد أن كان القتال فيه بالجسدِ والسيفِ.
فعلى الإنسان أن يتسلحَ بِهذينِ السِّلاحينِ، العقل والقلم؛ حتى ينجو ويدفع السوء عن نفسهِ، فَفِي كُلِّ زمانٍ تتغيَّر وتتبدَّل الأسلحة بما توافِقُ زمانها، وفي زمانِنَا أصبح الحرب والدفاع بالعقلِ والقلمِ، فكلما قلَّة مهاراتك في استخدامِكَ لِسِلاحِكَ؛ كلما كنت في قبضة عدوِّكَ كالطفلِ في قبضةِ أمِّهِ.
فإذا تبيَّنَ أنَّ قِلَّة المهارة في استخدامِ السلاحِ قد ترجع على الإنسانِ بِأذِيَّةِ نَفْسِهِ؛ فَإِنَّ الكثير قد وقعوا في هذا الخطأ لقلَّةِ علمهم بالسلاح أو لعدم حسنِ استخدامه استخداماً جيدًا، فأنتج من ذلك: من يأخذَ المصطلحات بِشَكْلٍ خاطئٍ، ثُم يبدأ يُأسِّس لها أفكارًا جديدة حتى تكون كالأصلِ للدفاعِ عن المصطلحِ الذي تلقاه بِشَكلٍ خاطئٍ !
فهذا كالمريضِ بالزكامِ، حينما وصف له الدكتور دواء لهذا المرض، فأعطاه دواء لِلرَّبو!
فكلما قيل للمريضِ: إنَّ الدكتور قد أخطأ فوصف لك دواء لِمَرَضِِ الرَّبو... قال: ألا تعرفون هذا الدكتور؟!
هذا لديه الشهادات وهو... فأنشأ لخطئِ الدكتور أفكارًا؛ حتى يستطيع بها أن يدافِعَ عن الأصلِ ولو كان خاطئًا !
وهذا من أكثرِ ما نراه في زمانِنَا هذا من قلبٍ للمصطلحاتِ، ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى:{لَقدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ}سورة التوبة، (الآية:84). فأصبح فاعل الخير يُسمى: فاعل الشر، وفاعل الشر يُسمى: فاعل الخير!
فلما انتشر في زمانِنَا قلب للمصطلحاتِ بكثرةٍ؛ أصبح العدو يعرِف كيف يتسلل بأفكارهِ إلينا، بل كيف يُقنِعنا بها!
فإذا أراد أَنْ يُقَدِّمَ لنا الشر ويحذرنا من الخيرِ!
لن يكشِفَ لنا أمرهُ هكذا، إذًا مالفائدة من حربِنَا بهذهِ الأفكار إذا كانت مكشوفةً لنا؟!
إذًا كيف يتسلل بأفكاره ويقنعنا بها؟!
يحثنا على الأخذِ بالشرِّ في لِبَاسِ خيرٍ، ويحذرنا من الأخذِ بالخيرِ في لِبَاسِ شرٍّ!
فأصبح على الواحد مِنَّا معرفة الشخص الذي أمامه، وذلك يكون باستقراءِ ماضيهِ مع حاضرهِ ويُقارِنه، فسيظهر له العجب العُجاب!
وفائدة النظر إلى ماضيهِ وحاضرهِ؛ أنَّ العلمَ بالشيءِ قبل وُقوعِهِ يُقَلِّلُ من ضَرَرِهِ.
وكذلك على الإنسانِ ألا يأخُذَ بفكرةٍ مشبوهةٍ حتى لا يُنشأ لهذه الفكرة أفكارًا يُناضِل بها عنِ الفكرةِ المشبُوهَة !
وليحذر كل الحذر من هذا ! والعلةُ من الحذرِ من هذا؛ أن الذي سيُهدم ولا يُبنى، وسيُوضع ولا يُرفع، ليس أنت فحسب ! إنما من تلقَّى منك هذه الفكرة المشبُوهة؛ فيُؤَصِّل للفكرةِ كما كنت أنت تُؤصِّل لها، فتقع الطامَّة!
وانظر إلى الأفكارِ بعينِ الحقِّ لا بعينِ العاطفةِ، فقد تأخذ الحق من بعيدٍ، وتأخذ الباطل من قريبٍ!
وأخيرًا: أختمُ بما ابتدأت بهِ؛ أنَّ العقلَ كالإناءِ لا يُعطيكَ إلا ما تُعطيه، فإِذَا لم تُبادر بملئهِ بالخيرِ؛ بادرَ الشيطان بملئهِ بالشرِّ.

كتبه: شالي المطيري