المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رأس مال أهل الحديث (( عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ ))



أهــل الحـديث
15-05-2013, 07:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الْحَمْدُ للهِ بِالْعَشِى وَاِلإِشْرَاقِ ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتَمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى مَنْ وَقَعَ عَلَى مَحَبْتِهِ الإِتْفَاقُ ، وَطَلَعَتْ شُمُوسُ أَنْوَارِهِ فِي غَايَةِ الإِشْرَاقِ ، وَتَفَرَّدَ فِى مَيْدَانِ الْكَمَالِ بِحُسْنِ الإِسْتِبَاقِ ، النَّاصِحِ الأَمِينِ الَّذِي اهْتَدَى الْكَوْنُ كُلُّهُ بِعِلْمِهِ وَعَمْلِهِ ، وَالْقُدُوَةِ الْمَكِينِ الَّذِي اقْتَدَى الْفَائِـزُونَ بِحَـالِهِ وَقَوْلِهِ ، نَاشِـرِ أَلْوِيَةِ الْعُلُومِ وَالْمَعَارِفِ ، وَمُسْدِي الْفَضْلِ لِلأَسْلافِ وَالْخَوَالِفِ ، الدَّاعِي عَلَى بَصِيرَةٍ إِلَى دَارِ السَّلامِ ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ وَالْبَشِيرِ النَّذِيرِ عَلَمِ الأَئَمَّةِ الأَعَلامِ ، الآَخِذِ بِحُجُزِ مُصَدِّقيِّهِ عَنْ التَّهَافُتِ فِي مَدَاحِضِ الأَقْدَامِ ، وَالتَّتَابُعِ فِي مَزَلاتَ الْجَرْأَةِ عَلَى الْعِصْيَانِ :

هذه الدِراسةُ لشيخنا الجليل والأبِ الكريمِ [ أبي مُحمد الألفي أحمد شحاتة السكندري] - أمدهُ الله بالعافية - قد كَتبها في مُلتقى أهل الحديثِ في بيانِ صحةِ هذا الخَبر العظيمْ والحديثِ الجليلِ : ((عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ)) وقد أفادَ حفظه الله تعالى فوائدَّ شتى في هذا الحديث وبينَّ ما قد يخفى على العُقول التي أبت إلا أن تطعن في ثبات هذا الحديثِ إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد أحزنني كثيراً أن أرى بعضاً مِنْ طلبةِ العلمِ يسعى جاهداً لتضعيف هذا الحديث والإصرار على ذلك رغم ما رأيناهُ مِنْ تظافرِ الجُهود مِنْ الأئمةِ الأعلامِ كالترمذي - رحمه الله - والمُتأخرين كالإمام الألباني وغيرهُ وهذا حديثٌ عظيمٌ جليلٌ قَالَ الإِمَامُ الحُجَّةُ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللهِ الْلالْكَائِى فى (( أُصُولُ اِعْتِقَادِ أَهْلِ السُّـنَّةِ ))(1/7) : (( فَإِنَّ أَوْجَـبَ مَا عَلَى الْمَرْءِ : مَعْرِفَةُ اِعْتِقَادِ الدِّينِ ، وَمَا كَلَّفَ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ ، مِنْ فَهْمِ تَوْحِيدِهِ وَصِفَاتِهِ ، وَتَصْدِيقِ رُسُلِهِ بِالدَّلائِلِ وَالْيَقِينِ ، وَالتَّوَصُّلِ إِلَى طُرُقِهَا ، وَالاسْتِدِلالِ عَلَيْهَا بِالْحُجَجِ وَالْبَرَاهِينِ .
وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ مَقُولٍ ، وَأَوْضَحِ حُجَّةٍ وَمَعْقُولٍ :
كِتَابُ اللهِ الْحَقُّ الْمُبِينُ .
ثُمَّ قَوْلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَصَحَابَتِهِ الأَخْيَارِ الْمُتَقِينَ .
ثُمَّ مَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ السَّلَفُ الصَّالِحُونَ .
ثُمَّ التَّمَسُّكُ بِمَجْمُوعِهَا وَالْمُقَامُ عَلَيْهَا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ .
ثُمَّ الاِجْتِنَابُ عَنْ الْبِدَعِ وَالاِسْتِمَاعِ إِلَيْهَا مَمَا أَحْدَثَهَا الْمُضِلُونَ .
فَهَذِهِ الْوَصَايَا الْمَوْرُوثَةُ الْمَتْبُوعَةُ ، والآَثَارُ الْمَحْفُوظَةُ الْمَنْقُولَةُ ، وَطَرَائِقُ الْحَقِّ الْمَسْلُوكَةُ ، وَالدَّلائِلُ الْلائِحَةُ الْمَشْهُورَةُ ، وَالْحُجَجُ الْبَاهِرَةُ الْمَنْصُورَةُ ، الَّتَى عَمِلَتْ عَلَيْهَا الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ خَاصَّةِ النَّاسِ ، وَعَامَّتِهِمْ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ، وَاعْتَقَدُوهَا حُجَّةً فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، ثُمَّ مَنْ اِقْتَدَى بِهِمْ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُهْتَدِينَ ، وَاِقْتَفَى آثَارَهُمْ مِنْ الْمُتَبِّعِينَ ، وَاِجْتَهَدَ فِي سُـلُوكِ سَـبِيلِ الْمُتَـقِينَ ، وَكَانَ (( مَـعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُـمْ مُّحْسِنُونَ ))(128: سورة النحل) ، فَمَنْ أَخَذَ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْمَحَجَّةِ ، وَدَاوَمَ بِهَذِهِ الْحُجَجِ عَلَى مِنْهَاجِ الشَّرِيعَةِ ، أَمِنَ فِي دِيْنِهِ التَّبِعَةَ فِي الْعَاجِلَةِ وَالآَجِلَةِ ، وَتَمَسَّكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا ، واتقى بالْجُـنَّةِ الَّتِي يُتَـقَّي بِمِثْلِهَا ، لِيَتَحَصَّنَ بِحِمَايَتِهَا ، وَيَسْتَعْجِلَ بَرَكَتَهَا ، وَيَحْمِدَ عَاقِبَتَهَا ، فِي الْمِعَادِ وَالْمَآلِ إِنْ شَاءَ اللهُ .
وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْهَا ، وَاِبْتَغَى فِي غَيْرِهَا مَمَا يَهَوْاهُ ، أَوْ يَرُومُ سِوَاهَا مَمَا تَعَدَّاهُ ، أَخْطَأَ فِي اِخْتِيَارِ بُغْيَتِهِ وَأَغْوَاهُ ، وَسَلَكَهُ سَبِيلَ الضَّلالَةِ وَأَرْدَاهُ ، فِي مَهَاوِي الْهَلَكَةِ فِيمَا يَعْتَرِضُ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَسُـنَّةِ رَسُولِهِ بِضَرْبِ الأَمْثَالِ ، وَدَفَعَهُمَا بِأَنْوَاعِ الْمُحَالِ ، وَالْحَيْدَةِ عَنْهُمَا بِالْقِيلِ وَالْقَالِ ، مَمَا لَمْ يُنَزِّلُ اللهُ بِهِ مِنْ سُلْطَانٍ ، وَلا عَرَفَهُ أَهْلُ التَّأَوِيلِ وَالْلِسَانِ ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ عَاقِلٍ بِمَا يَقْتَضِيهِ مِنْ بُرْهَانٍ ، وَلا اِنْشَرَحَ لَهُ صَدْرُ مُوَحِّدٍ عَنْ فِكْرٍ أَوْ عِيَانٍ ، فَقَدْ اِسْتَحْوَذَ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ ، وَأَحَاطَ بِهِ الْخُذْلانُ ، وَأَغْوَاهُ بِعِصْيَانِ الرَّحْمَنِ ، حَتَّى كَابَرَ نَفْسَهُ بِالزُّورِ وَالْبُهْتَانِ )) أهـ .
[نقلهُ الشيخ المُحدث الألفي] .

قُلتُ : وقد وجدتُ في الخبرِ مِنْ الحُجج البائنات والفوائدِ العظيماتْ ، والدلائل اللائحاتِ ، والثبات على السُنةِ في حديثالْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَوالذي حدث بهِ عَنْ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وقد ثبتَّ بما يُقنعُ العاقل ويُزيلُ اللبسَ عَنْ المُتكَلمِ بغير حُجةٍ والمُنقضِ تضعيفاً على أجودِ الأخبارِ صحةَ هذا الخبرِ فبهِ تَنجلي الشُبهات ويظهرُ لكُل ذي حُلمٍ عِظمَ هؤلاء الأصحاب الأخيار ولذلك قال الإِمَامُ الحُجَّةُ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللهِ الْلالْكَائِى فى (( أُصُولُ اِعْتِقَادِ أَهْلِ السُّـنَّةِ ))(1/7) : [فَإِنَّ أَوْجَـبَ مَا عَلَى الْمَرْءِ : مَعْرِفَةُ اِعْتِقَادِ الدِّينِ ، وَمَا كَلَّفَ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ ، مِنْ فَهْمِ تَوْحِيدِهِ وَصِفَاتِهِ ، وَتَصْدِيقِ رُسُلِهِ بِالدَّلائِلِ وَالْيَقِينِ ، وَالتَّوَصُّلِ إِلَى طُرُقِهَا ، وَالاسْتِدِلالِ عَلَيْهَا بِالْحُجَجِ وَالْبَرَاهِينِ .
وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ مَقُولٍ ، وَأَوْضَحِ حُجَّةٍ وَمَعْقُولٍ :
كِتَابُ اللهِ الْحَقُّ الْمُبِينُ .
ثُمَّ قَوْلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَصَحَابَتِهِ الأَخْيَارِ الْمُتَقِينَ .
ثُمَّ مَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ السَّلَفُ الصَّالِحُونَ .
ثُمَّ التَّمَسُّكُ بِمَجْمُوعِهَا وَالْمُقَامُ عَلَيْهَا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ .
ثُمَّ الاِجْتِنَابُ عَنْ الْبِدَعِ وَالاِسْتِمَاعِ إِلَيْهَا مَمَا أَحْدَثَهَا الْمُضِلُونَ ] أهـ .
فبلغَ مَنْ سار على هديهم قمم الجبال وإستنَّ بِسُنتهِمْ عِلماً بكثيرِ الأخبار وإتقى الله ووضع مخافتهُ أمام عينيهِ فذلك أصول إعتقاد أهل السُنَّةِ والجَماعة الأخيَّار فهؤلاءِ الصحابةِ الأخْيَارِ المُتَقِنينَ ومَنْ سَار على دَربِهْمِ مِنْ السلفِ والتابعين فَصلى الله على سيد البشريةِ مُحمدِ إمامِ المُرسلين أزكى صلاةٍ ما دامت الشمس تَجري لمُستقرها حتى حين ، ومِنْ اعاجبِ الدَهر أن يتجرأ بعضهم فيَرمي هذا الخَبر بالضعفِ ويستنكرُ المَتنْ عَنْ نبيِّ المُرسلين وقد انبرى لإثباتِ صحتهِ أئمةُ المُسلمين ، وطلبةُ العلمِ مِنْهُمْ الشيخ المُحدث : أبي مُحمدأحمد شحاتة السكندري - وفقه الله - وغيرهُ مثل الشيخ سعيد بن محمد المري والشيخ أبو إسحاق التطواني ! وسبقهم بهِ الإمام الألباني - رحمه الله - وقد عقدتُ العزمَ أنا العبدُ العاثرِ مُستعيذاً بالله مِنْ كلمةِ أنا أن أنقلَّ مَقالَ شَيخِنا مُعلقاً بما لم يضفهُ فيهِ سائلاً المولى عَز وجل أن ينفع بالدراسةِ هذه وجزى الله كُل مَنْ ذكرتهم باسمهم خيراً ونفع الله بِهم ورحم مَنْ ماتَّ وأطال عُمر الباقين .

يَقولُ شَيخُنا المُحدِثَّ [أبي مُحمد الألفي] :
أخرجه إِمَامُ الأئمَّةِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ فِى (( مسنده ))(4/126) قال : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ وَحُجْرُ بْنُ حُجْرٍ قَالا : أَتَيْنَا الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ ، وَهُوَ مِمَّنْ نَزَلَ فِيهِ (( وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ )) ، فَسَلَّمْنَا ، وَقُلْنَا : أَتَيْنَاكَ زَائِرِينَ وَعَائِدِينَ وَمُقْتَبِسِينَ ، فَقَالَ عِرْبَاضٌ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ ذَاتَ يَوْمٍ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ، فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا ، فَقَالَ : (( أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ ، وَالسَّمْعِ ، وَالطَّاعَةِ ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيّاً ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلافاً كَثِيراً فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ ، فَتَمَسَّكُوا بِهَا ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ )) .
وهذا الحديث من صحاح أحاديث الشاميين ، لا يعرف إلا من طريقهم ، وَكُلُّ من رواه فبالأخذ عنهم ، والاقتباس منهم ، وقد رواه عَنْ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ : ستة من تابعى أهل الشام : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ ، وَحُجْرُ بْنُ حُجْرٍ الْكِلاعِيُّ ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ الْقُرَشِيُّ ، وَمُهَاصِرُ بْنُ حَبِيبٍ الزبيديُّ ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بِلالٍ الْخُزَاعِيُّ ، وجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ . وما علمت أحداً استقصاهم كاستقصاء الإمام أبى القاسم الطبرانى ، فقد خرَّجه فى (( مسند الشاميين )) و (( معجمه الكبير )) .
[ 1 ] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ عَنْه ، وله ثلاث طرق
(617) حَدَّثَنَا أبو مسلم الكشي ثنا أبُو عَاصِمٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السلمى قَالَ : وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الأَعْيُنُ ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا ، قَالَ : (( أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ ، وَالسَّمْعِ ، وَالطَّاعَةِ ، وَإِنْ كَانَ عَبْداً حَبَشِيَّاً ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلافاً كَثِيراً ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ )) .
(619) حَدَّثَنَا أبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ ثنا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ح وحَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ قَالا ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ أنه سمع عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السلمى يقول : وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الأَعْيُنُ ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ ، فَمَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا ؟ ، قال : (( لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا ، لا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلا هَالِكٌ ، ومَنْ يَعِشْ فَسَيَرَى اخْتِلافاً كَثِيراً ، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ ، وَإِنْ عَبْداً حَبَشِيَّاً ، فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الأَنِفِ حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ )) .
(620) حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرِاهِيمِ بْنِ الْعَلاءِ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنِي جَدَي إِبْرِاهِيمُ بْنُ الْعَلاءِ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرِاهِيمِ قالا ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِِ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الْفَجْرِ فَذَكَرَ نَحْوَهُ .
[ 2 ] يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ عَنْهُ
(622) حَدَّثَنَا أبُو عَبْدِ الْمَلِكِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرِاهِيمَ الْقَرَشِِيُّ ثَنَا إِبْرِاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَلاءِ بن زبر حَدَّثَنِي أبِى عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ عَنْ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ السلميُّ قَالَ : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ ، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً ، وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَعَظْتَنَا مَوْعِظَةَ مُوَدِّعٍ ، فَاعْهَدْ إِلَيْنَا ، فَقَالَ : (( عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ ، وَالسَّمْعِ ، وَالطَّاعَةِ ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا ، وَسَتَرَوْنَ مِنْ بَعْدِي اخْتِلافاً شَدِيداً ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ والْمُحْدَثَاتِ ، فَإِنَّ كُلَّ محدثة ضَلالَةٌ )) .
[ 3 ] مُهَاصِرُ بْنُ حَبِيبٍ عَنْهُ
(623) حَدَّثَنَا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو ثَنَا أبْو الْيَمَانِ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ عن مُهَاصِرِ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ قَالَ : وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد صلاة الغداة مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ ، ووَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ : يَا رَسُولَ اللهِ إن هذه مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ ، فقال : ((أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ ، وَالسَّمْعِ ، وَالطَّاعَةِ ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافاً كَثِيراً ، فَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ، فإنها بِدْعَةٌ ، فمن أدرك ذلك منكم ، فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ )) .
[ 4 ] عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بِلالٍ الْخُزَاعِيُّ عَنْهُ
(624) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ الدمشقيُّ ثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ الْحِمْصِيُّ ثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عن ابْنِ أَبِي بِلالٍ عَنْ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ قَالَ : وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ، وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا الأَعْيُنُ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ كأنها مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ ، فَاعْهَدْ إِلَيْنَا ، فَقَالَ : (( عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ ، وَالسَّمْعِ ، وَالطَّاعَةِ ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيّاً ، فَمَنْ يَعِشْ منكم بَعْدِي فسَيَرَى اخْتِلافاً كَثِيراً ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ ضَلالَةٌ ))
[ 5 ] جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ عَنْهُ
(642) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الرحمن بن عقال الحراني ثنا أَبُو جَعْفَرٍ النفيلي ثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الْحِمْصِيِّ عن شَعْوذٍ الأزدي عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قال : وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ مَوْعِظَةً بليغة ، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ، فََقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ : كَأَن هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ ، قَالَ : (( إني قد تركتكم على البيضاء ، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها بعدي منكم إلا هالك ، وأنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا فإياكم والبدع ، وَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وعليكم بالسمع ، والطاعة ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّاً )) .
وفى (( مسند الشاميين ))(1/254) :
[ 6 ] حُجْرِ بْنِ حُجْرٍ الْكِلاعِيُّ عَنْهُ
(438) حدثنا ورد بن أحمد بن لبيد البيروتي ثنا صفوان بن صالح ثنا الوليد بن مسلم ثنا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ وَحُجْرِ بْنِ حُجْرٍ قَالا ، دخلنا على عرباض بن سارية ، فقال : وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً فذكر الحديث بنحو حديث الإمام أحمد . أهـ .

قلت : ويأتِ بيانُ صحةِ هذه الطُرق بإذنِ الله تَبارك وتعالى فنسأل الله العلي العظيم أن يُسدد كُل مَنْ يذب عَنْ السُنة وأن يُعينهُ على بيانِ الحقِ وإخراجِ الشوائبَّ مِنْ تضعيفاتِ بعضِ مَنْ سعى لذلكَ إنهُ وليُّ ذلك والقادر عليهِ .