المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلام ماتع لابن القيم: أقسام الناس باعتبار العلم والعمل في دين الله تعالى!



أهــل الحـديث
15-05-2013, 11:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


أقسام الناس باعتبار العلم والعمل في دين الله تعالى!
قال ابن القيم-رحمه الله تعالى- في (الجواب الكافي) :
[كمال الإنسان مداره على أصلين:
معرفة الحق من الباطل؛ وإيثاره عليه.
وما تفاوتت منازل الخلق عند الله تعالى في الدنيا والآخرة إلا بقدر تفاوت منازلهم في هذين الأمرين؛ وهما اللذان أثنى الله بهما سبحانه على أنبيائه -عليهم الصلاة والسلام- في قوله تعالى:
{واذكر عبادنا إبراهيم وإسحق ويعقوب أولى الأيدي والأبصار}.
فالأيدي: القوة في تنفيذ الحق.
والأبصار: البصائر في الدين.
فوصفهم بكمال إدراك الحق، وكمال تنفيذه.
وانقسم الناس في هذا المقام أربعة أقسام:
فهؤلاء أشرف الأقسام من الخلق، وأكرمهم على الله تعالى.
القسم الثاني: عكس هؤلاء، من لا بصيرة لهم في الدين، ولا قوة على تنفيذ الحق؛ وهم أكثر هذا الخلق! الذين رؤيتهم قذى للعيون، وحمي الأرواح، وسقم القلوب، يضيقون الديار، ويغلون الأسعار، ولا يستفاد من صحبتهم إلا العار والشِّنار.
القسم الثالث: من له بصيرة في الهدى، ومعرفة به؛ لكنه ضعيف لا قوة له على تنفيذه، ولا الدعوة إليه، وهذا حال المؤمن الضعيف؛ والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله منه.
القسم الرابع: من له قوة وهمة وعزيمة، لكنه ضعيفُ البصيرة في الدين، لا يكاد يميز بين أولياء الرحمن من أولياء الشيطان، بل يحسب كل سوداء تمرة!، وكل بيضاء شحمة!، يحسب الورم شحما، والدواء النافع سما.
وليس في هؤلاء من يصلح للإمامة فى الدين، ولا هو موضعا لها سوي القسم الأول.
قال الله تعالى:
{وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}.
فأخبر سبحانه أن بالصبر واليقين نالوا الإمامة في الدين.
وهؤلاء هم الذين استثناهم الله سبحانه من جملة الخاسرين؛ وأقسم بالعصر الذي هو زمن سعى الخاسرين والرابحين، على أن من عداهم فهو من الخاسرين.
فقال تعالى:
{والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}.
فلم يكتف منهم بمعرفة الحق والصبر عليه، حتي يوصى بعضهم بعضا ويرشده إليه ويحثه عليه]اهـ.