المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فقه الصحابة رضي الله عنهم في التعامل مع قبور الصالحين!!!



أهــل الحـديث
14-05-2013, 09:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



فقه الصحابة رضي الله عنهم في التعامل مع قبور الصالحين


قال المعرور بن سويد:"صليت مع عمر بن الخطاب بطريق مكة صلاة الصبح. ثم رأى الناس يذهبون مذاهب، فقال:أين يذهب هؤلاء؟

فقيل:يا أمير المؤمنين، مسجد صلى فيه النبي _صلي الله عليه وسلم_ فهم يصلون فيه.

فقال:إنما هلك من كان قبلكم بمثل هذا، كانوا يتتبعون آثار أنبيائهم ويتخذونها كنائس وبيعا، فمن أدركته الصلاة في هذه المساجد فليصل، ومن لا فليمض ولا يتعمدها"(1 ).

وفي مغازي ابن إسحاق: (ص66) من زيادات يونس بن بكير عن أبي خلدة خالد بن دينار: حدثنا أبو العالية قال:"لما فتحنا تستر وجدنا في بيت مال الهرمزان سريرا عليه رجل ميت، عند رأسه مصحف، فأخذنا المصحف فحملناه إلى عمر; فدعا له كعبا فنسخه بالعربية، فأنا أول رجل قراه من العرب، قرأته مثل ما أقرأ القرآن.

فقلت لأبي العالية:ما كان فيه؟ قال:سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم وما هو كائن بعد.

قلت:فماذا صنعتم بالرجل؟

قال:حفرنا له بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرقة. فلما كان الليل دفناه وسوينا القبور كلها لنُعميّه على الناس لا ينبشونه.

قلت:وما يرجون منه؟

قال:كانت السماء إذا حبست عنهم برزوا بسريره فيمطرون.

فقلت:من كنتم تظنون الرجل؟

قال:رجل يقال له:دانيال.

فقلت:منذ كم وجدتموه مات؟ قال: منذ ثلاثمائة سنة. قلت:ما كان تغيّر منه شيء؟

قال:لا، إلا شعيرات من قفاه، إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض"( 2),(3 ).

قال ابن القيم -رحمه الله-:"ففي هذه القصة ما فعله المهاجرون والأنصار -رضي الله عنهم- من تعمية قبره لئلا يفتتن به،ولم يبرزوه للدعاء عنده والتبرك به; ولو ظفر به المتأخرون لجالدوا عليه بالسيف ولعبدوه من دون الله فهم قد اتخذوا من القبور أوثانا من لا يداني هذا ولا يقاربه وأقاموا لها سدنة وجعلوها معابد أعظم من المساجد"( 4).


يتبع........
______________
(1 ) رواه ابن ابي شيبة في مصنفه: (2_376) وابن وضاح في البدع والنهي عنها: (42) قال شيخ الإسلام في التوسل والوسيلة: ( 220) إسناده صحيح. وقال الشيخ ربيع القصة صحيحة.
( 2) قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (2_37) وهذا إسناد صحيح إلى أبي العالية. ولكن إن كان تأريخ وفاته محفوظا من ثلاثمائة سنة فليس بنبي بل هو رجل صالح. وأخرجه نُعيم بن حماد في الفتن رقم: (37) مختصرا. قال شيخ الإسلام في الإغاثة: (287) وهذا من فعل أهل الكتاب لا من فعل المسلمين. فليس فيه حجة فلا يحتج به محتج. قال شيخنا على الحلبي: وظاهر إسناد هذه القصة الصحة وفي بعض ألفاظها شيء من النكارة !
( 3) ينظر فتح المجيد: (ص276) .
( 4) إغاثة اللهفان: (ج1_ص377).