تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : انظروا ماذا قال الهيثمي - رحمه اللَّه - في بعض رجال إسناد هذا الحديث



أهــل الحـديث
13-05-2013, 08:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم اللَّه ، والصلاة وزالسلام على رسول اللَّه صصص

فمنذ عدة سنوات كنت أتصفح في كتاب (( فتح العزيز بالتعليق على كتاب الوجيز في فقه السُّنَّة والكتاب العزيز )) لأحد إخواننا المجدِّين في علم الحديث وممن له فيه فدم راسخة ، وهو ممن تعاملت معهم قبل ذلك ، وأثناء تصفحي في [ص/136] وقع تعليق للحافظ نور الدين الهيثمي أدهشني جدًّا ، وجعلني أتعجب كيف صدر منه مثل هذا الكلام :
فقال معلقاً على الحديث الذي خرَّجه الطبرانيُّ في (( الأوسط )) [4715] ، قال :
حدثنا عبد الرحمن بن معاوية العتبي قال: نا سعيد بن عفير قال: نا ابن لهيعة، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة اتقت ربها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، فتح لها ثمانية أبواب من الجنة، فقيل لها: ادخلي من حيث شئت»
لم يرو هذا الحديث عن موسى بن وردان إلا ابن لهيعة . انتهى .
وعلَّق عليه الهيثميُّ في (( مجمع الزوائد )) [4/306] ؛ فقال :
" رواه الطبراني في (( الأوسط )) ، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن وسعيد بن عفير لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات " . انتهى .
فالذي أدهشني وعجبتُ منه قوله : (( وسعيد بنُ عفير لم أعرفه )) .
كيف ذلك ، وهو من رجال (( الصحيحين )) ، وهو مشهور .
وتابعه في ذلك أخونا المشار إليه ؛ فقال : وسعيد بنُ عفير ، لم أقف له على ترجمة . انتهى .
ولعله يلتمس العذر لهما فإن سعيد بن عفير ، هو سعيد بنُ كثير بن عفير المصري ، وأحياناً يُعرف بجدِّه عفير .
فترجمه الحافظُ أبو الحجاج المزِّيُّ في (( تهذيب الكمال )) ، والحافظ في (( التهذيب )) ، و(( التقريب )) فقالوا : "سعيد بن كثير بن عفير " .
فلما تم البحث على ترتيب (( تهذيب الكمال )) باسم " سعيد بن عفير " لم يتم الوصول إلى ترجمته ؛ فصدر هذا الحكم .
ولما كنت عند أخي المذكور في زيارتي له وجدت هذا الكتاب على مكتبه فأخذته ، وأطلعتُه على هذا الكلام ، وأفاد بأنه سيراجع ذلك . وانتهى الاتصال بيني وبينه بعد ذلك .
نعم ، الهيثمي يُحسِّنُ حديثَ ابن لهيعة ، والراجح فيه أنه ضعيف ضعفاً مطلقاً وكان مخلطاً ، ومدلِّساً ، حتى في رواية العبادلة عنه .
وقد خلط واضطرب في هذا الحديث كما يأتي :
فهذا الحديث يرويه ابنُ لهيعة ، واختلف عليه ؛ فرواه مرَّةً ؛ فقال :
عن موسى بن وردان عن أبي هريرة به .
وهو عند الطبراني كما تقدَّم .
فجعله من مسند أبي هريرة .
وقد تفرَّد بالرواية عن موسى ابن وردان ، وحاله لا يحتمل تفرُّدُه .
فيكون منكراً بهذا الإسناد
وموسى بن وردان صدوقٌ ربما أخطأ ، والخطأ في هذا الحديث الحمل فيه على ابن لهيعة لا عليه ؛ فقد حدث خلط في إسناده كما سيأتي وليس ابن وردان في شيء من فروعه .
ورواه عنه سعيد بن عفير ، وهو صدوقٌ .
ومرَّةً يقول : عن موسى بن وردان عن عبد الرحمن بن حسنة ، قال : سمعتُ رسول الله صصص .
فجعله من مسند عبد الرحمن بن حسنة .
ورواه عنه ابنُ عفيرٍ أيضاً .
خرَّجه الطبراني كما في (( مجمع الزوائد )) - الموضع السالف - ، و(( البلدانيات )) للسخاوي [25] ، وعزاه (( للأوسط )) ، ولكن لم أجده في المطبوعة منه ، فليحرَّر ذلك ، وقد صرح باسم سعيد بن كثير بن عفير كاملاً .
قال الطبرانيُّ عقبة : إنه لا يروى عن عبد الرحمن إلا بهذا الإسناد تفرد به ابن لهيعة .
وقال السخاويُّ : هذا حديث حسن . وقال في ابن لهيعة بعده : وهو ثقة إلا أنه احترقت كتبه فما حدث به بعد وانفرد به لا يقبل به ولذا لم يخرج مسلم وابن خزيمة في صحيحيهما من حديثه إلا ما توبع عليه وكذا البخاري لكنه مع ذلك لا يفصح باسمه بل يبهمه فيقول عن حيوة وغيره والغير هو ابن لهيعة بلا شك وهو وإن اضطرب في هذا الحديث لما رواه الطبراني أيضاً .
ورواه ابنُ لهيعة ؛ فقال : عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن حسنة .
فاضطرب في ذكر شيخه ، هل هو موسى بن وردان أم جعفر بن ربيعة .
وجعفر بنُ ربيعة ، هو ابن شرحبيل بن حسنة الكندي ، ثقةٌ .
ورواه عنه سعيد بنُ أبي مريم ، وهو ثقة .
خرجه الطبراني في (( الكبير )) كما في (( البلدانيات )) .
رحم اللَّه الحافظ السخاويَّ رحمة واسعة . فقد وافق كلامنا كلامه في كون ابن لهيغة اضطرب في هذا الحديث .
وابنُ لهيغة تفرَّد بهذا الإسناد أيضاً ؛ لهذا منكر بهذا الإسناد أيضاً .
وقد توبع سعيدٌ في الموضع الأول ، تابعه عبد اللَّه بن صالح المصري ، كاتب الليث بن سعد .
خرَّجه ابنُ الفاخر في (( موجبات الجنة )) [70] .
وكاتب الليث ، ضعيف ، إلا أن يتقوى برواية ابن عفير .
ومرةً يرويه فيقول :
عن عبيد الله بن أبي جعفر، أن ابن قارظ، أخبره عن عبد الرحمن بن عوف، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت " .
فجعله من مسند عبد الرحمن بن عوف .
ورواه عنه يحيى بن إسحاق ، وهو أبو زكريا البجلي ، ويقال : أبو بكر السيلحيني ، ثقة حافظ .
خرَّجه الإمام أحمد في (( المسند )) [1661] ، ومن طريقه السخاوي في (( البلدانيات )) [25] .
وهذا تخليطً جليٌّ من ابن لهيعة .
وللحديث شواهدٌ : لا تخلو كلها من مقال . واللَّه المستعان .