مجروح
03-02-2003, 08:00 AM
كان تلميذاً مجتهداً نشيطاً في الصف السادس الابتدائي كان محباً لدروسه يحبه
أساتذته كان مستواه منذ بداية العام الدراسي عالي جداً .. ولكن بدأ هذا
الاهتمام انقطع فجأة اصبح لا يهتم بواجباته المنزلية ولا يحب المشاركة مع
زملاءه بل أصبح انطوائيا على نفسه لم يعد يكلم أحدا بدء أساتذته يشتكون
من تردي مستواه وسوء حاله ...أحضره مدرس الفصل إلي كوني أنا المشرف
الاجتماعي لأنظر في أمره ...دخل مكتبي كانت تبدو عليه ملامح الحزن
والكآبة ..جلس على الكرسي وجلست أمامه لأكون قريباً منه بدأت أتحدث معه
بأسلوب الأب الحنون الخائف على ولده بدأ يرد ببعض الكلمات إما بنعم أو بلا
قلت له يابني : أخبرني ماذا أصابك ..ماذا حدث لك ..كنت من أفضل التلاميذ
وأنت الآن على عكس ذلك دعني أساعد افتح لي قلبك وستجد مني
المساعدة ...وما أن بدأ يسمع كلماتي حتى بدأت دموعه تنهمر وبغزارة على
خديه وبدأ صوته يعلوا بالبكاء والنحيب كصوت أمٍ تبكي على فقد ولدها
قلت له : أخبري وأقسم لك لا يعلم أحداً بقصتك ولن أفشي لك سراً ولا يعلم بك
أحد ولكن دعني أساعدك
قال : حتى أنت لا تستطيع مساعدتي يا أستاذ
قلت : دعني أجرب
قال : لن تستطيع
يا إلهي هل الأمر خطير ..أكثرت من إلحاحي عليه وقسمي بأن لا أخبر أحداً وأن
سره سيبقى في هذه الغرفة ..بدأ يستجيب ...بدأ يتحدث بصوت متقطع يغلبه
البكاء
قال : أعيش أنا وأخوتي وأبي وأمي في منزلنا حياة طبيعية هادئة برنامجنا
اليومي لا يكاد يتغير ، في الصباح يأخذنا السائق إلى المدرسة كنت لا أركب
السيارة أحياناً لقرب المسافة وأحياناً كنت أفضل المشي على الركوب ..وفي
صباح ذلك اليوم كنت نعساً أيقضوني لبست ثوبي وحملت حقيبتي ..ولكن
أخوتي لم ينتهوا بعد من تناول الإفطار دخلت المجلس الكبير وأخذت جانباً
وأغمضت عيني أستغرق نومي ما يقارب الساعتين استقضت لم يشعر بي أحد
ولم يفتقدني أحد يا إلهي ما هذا السكون في المنزل بحثت عن أمي لم أجدها
ذهبت إلى المطبخ أيضاً لم تكن موجودة هناك في مجلس العائلة !! لم أجد أحداً
خرجت إلى ساحة المنزل رأيت غرفة السائق مفتوحة دخلت .... ويا ليتني لم
أدخل ..ويا ليت أمي لم تلدني ...دخلت ويا ليتني مت قبل هذا ...لقد رأيت ...لقد
رأيت أمي مع السائق في وضع .....نعم كان السائق يزني بأمي ...أمي أمي
التي أرضعتني ..أمي التي تربيني على الفضائل ..أمي التي ترعاني وتحن
علي ..تزني !! تراجعت ..خرجت أجري إلى أين ؟ لا أعلم ..كنت
أجري ..أجري ..وأصرخ كالمجنون ...كان منظرهما يطاردني أين ما
ذهبت ...رأسي يكاد ينفجر من هول المصيبة سقطت على الأرض
أبكي ..أبكي ..أبكي ولكن على ماذا ؟ ..أمي ..؟ أبي ..؟ أبي .. من هو
أبي ؟؟ نعم من هو أبي ؟؟ أنا أبن من ؟؟ هل هو هذا الرجل الموجود معنا
في المنزل الذي نقول له أبي ؟؟ هل هو فعلاً أبي ؟؟ أم أن أبي رجل آخر ؟؟
إنني أتساءل الآن أنا أبن من ؟؟ .. قلي يا أستاذ ...أنا أبن من ؟؟
ساعدني ..ألست تريد مساعدتي !!؟
سقط يبكي ...نعم سقط يبكي أمامي .. لقد شاركته دموعه ..أنه يبكي ..وأنا
أبكي معه ...ما ذنب هذا الطفل ...أي كارثة حلت به ؟؟أي ألم نفسي يعيشه ؟؟
ترى كيف سيتصرف في حياته القادمة وقلبه محطم ؟؟
أساتذته كان مستواه منذ بداية العام الدراسي عالي جداً .. ولكن بدأ هذا
الاهتمام انقطع فجأة اصبح لا يهتم بواجباته المنزلية ولا يحب المشاركة مع
زملاءه بل أصبح انطوائيا على نفسه لم يعد يكلم أحدا بدء أساتذته يشتكون
من تردي مستواه وسوء حاله ...أحضره مدرس الفصل إلي كوني أنا المشرف
الاجتماعي لأنظر في أمره ...دخل مكتبي كانت تبدو عليه ملامح الحزن
والكآبة ..جلس على الكرسي وجلست أمامه لأكون قريباً منه بدأت أتحدث معه
بأسلوب الأب الحنون الخائف على ولده بدأ يرد ببعض الكلمات إما بنعم أو بلا
قلت له يابني : أخبرني ماذا أصابك ..ماذا حدث لك ..كنت من أفضل التلاميذ
وأنت الآن على عكس ذلك دعني أساعد افتح لي قلبك وستجد مني
المساعدة ...وما أن بدأ يسمع كلماتي حتى بدأت دموعه تنهمر وبغزارة على
خديه وبدأ صوته يعلوا بالبكاء والنحيب كصوت أمٍ تبكي على فقد ولدها
قلت له : أخبري وأقسم لك لا يعلم أحداً بقصتك ولن أفشي لك سراً ولا يعلم بك
أحد ولكن دعني أساعدك
قال : حتى أنت لا تستطيع مساعدتي يا أستاذ
قلت : دعني أجرب
قال : لن تستطيع
يا إلهي هل الأمر خطير ..أكثرت من إلحاحي عليه وقسمي بأن لا أخبر أحداً وأن
سره سيبقى في هذه الغرفة ..بدأ يستجيب ...بدأ يتحدث بصوت متقطع يغلبه
البكاء
قال : أعيش أنا وأخوتي وأبي وأمي في منزلنا حياة طبيعية هادئة برنامجنا
اليومي لا يكاد يتغير ، في الصباح يأخذنا السائق إلى المدرسة كنت لا أركب
السيارة أحياناً لقرب المسافة وأحياناً كنت أفضل المشي على الركوب ..وفي
صباح ذلك اليوم كنت نعساً أيقضوني لبست ثوبي وحملت حقيبتي ..ولكن
أخوتي لم ينتهوا بعد من تناول الإفطار دخلت المجلس الكبير وأخذت جانباً
وأغمضت عيني أستغرق نومي ما يقارب الساعتين استقضت لم يشعر بي أحد
ولم يفتقدني أحد يا إلهي ما هذا السكون في المنزل بحثت عن أمي لم أجدها
ذهبت إلى المطبخ أيضاً لم تكن موجودة هناك في مجلس العائلة !! لم أجد أحداً
خرجت إلى ساحة المنزل رأيت غرفة السائق مفتوحة دخلت .... ويا ليتني لم
أدخل ..ويا ليت أمي لم تلدني ...دخلت ويا ليتني مت قبل هذا ...لقد رأيت ...لقد
رأيت أمي مع السائق في وضع .....نعم كان السائق يزني بأمي ...أمي أمي
التي أرضعتني ..أمي التي تربيني على الفضائل ..أمي التي ترعاني وتحن
علي ..تزني !! تراجعت ..خرجت أجري إلى أين ؟ لا أعلم ..كنت
أجري ..أجري ..وأصرخ كالمجنون ...كان منظرهما يطاردني أين ما
ذهبت ...رأسي يكاد ينفجر من هول المصيبة سقطت على الأرض
أبكي ..أبكي ..أبكي ولكن على ماذا ؟ ..أمي ..؟ أبي ..؟ أبي .. من هو
أبي ؟؟ نعم من هو أبي ؟؟ أنا أبن من ؟؟ هل هو هذا الرجل الموجود معنا
في المنزل الذي نقول له أبي ؟؟ هل هو فعلاً أبي ؟؟ أم أن أبي رجل آخر ؟؟
إنني أتساءل الآن أنا أبن من ؟؟ .. قلي يا أستاذ ...أنا أبن من ؟؟
ساعدني ..ألست تريد مساعدتي !!؟
سقط يبكي ...نعم سقط يبكي أمامي .. لقد شاركته دموعه ..أنه يبكي ..وأنا
أبكي معه ...ما ذنب هذا الطفل ...أي كارثة حلت به ؟؟أي ألم نفسي يعيشه ؟؟
ترى كيف سيتصرف في حياته القادمة وقلبه محطم ؟؟