المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإِمامْ الثَبتْ قَتادةَ بن دِعامة السَّدوسي (( مُدلس )) أم (( مُرسلٌ خفي ))



أهــل الحـديث
09-05-2013, 09:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الْحَمْدُ للهِ بِالْعَشِى وَاِلإِشْرَاقِ ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتَمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى مَنْ وَقَعَ عَلَى مَحَبْتِهِ الإِتْفَاقُ ، وَطَلَعَتْ شُمُوسُ أَنْوَارِهِ فِي غَايَةِ الإِشْرَاقِ ، وَتَفَرَّدَ فِى مَيْدَانِ الْكَمَالِ بِحُسْنِ الإِسْتِبَاقِ ، النَّاصِحِ الأَمِينِ الَّذِي اهْتَدَى الْكَوْنُ كُلُّهُ بِعِلْمِهِ وَعَمْلِهِ ، وَالْقُدُوَةِ الْمَكِينِ الَّذِي اقْتَدَى الْفَائِـزُونَ بِحَـالِهِ وَقَوْلِهِ ، نَاشِـرِ أَلْوِيَةِ الْعُلُومِ وَالْمَعَارِفِ ، وَمُسْدِي الْفَضْلِ لِلأَسْلافِ وَالْخَوَالِفِ ، الدَّاعِي عَلَى بَصِيرَةٍ إِلَى دَارِ السَّلامِ ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ وَالْبَشِيرِ النَّذِيرِ عَلَمِ الأَئَمَّةِ الأَعَلامِ ، الآَخِذِ بِحُجُزِ مُصَدِّقيِّهِ عَنْ التَّهَافُتِ فِي مَدَاحِضِ الأَقْدَامِ ، وَالتَّتَابُعِ فِي مَزَلاتَ الْجَرْأَةِ عَلَى الْعِصْيَانِ :

قرأت لشَيخنا سعيد بن مُحمد السِّناري دِراسةً لِحال قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ السَّدُوسِيُّ مُبيناً أن مَا ترجح لديهِ أنه (( كثير التدليس )) وكُنت قد اطلعتُ على دِراستهِ سابقاً عقبَّ قرائتي لمَقال نَقلهُ الشيخ مُحمد بن عبد الله السريّع عَنْ الدكتور عادل الزرقي - وفقهم الله تعالى جميعاً - وعمدت إلي ما تكلمَّ فيه كُلٌ مِنْ الأسماء المذكورة ونظرتُ في مقالاتهم وأردت أن أبحثَّ في هذه المسألة لأوفقَ ولا أخفي إعجابيَّ بما سطرهُ شَيخُنا ومُجيزُنا سَعيد بِنْ مُحَمّد السِّناري في قَتادة ولكِنْ ظَهر لَنا مِنْ الأمرِ شيءٌ فأحببت أن أعيد النظر في المسألة بتأنٍ وإِن أخطأت فما عَليكُمْ إلا أَنْ تُقوموني غَير مأمورين باركَ الله تَعالى فيكَمْ وأحسن إليكُمْ .

[ أولاً ]تَعريفُّ التَدليس والإرسال الخَفي والتَفريقِ بَينهما .
أما المُرسل الخفي هو : (( أن يروي عَمَّنْ عاصرهُ ولم يُعرف لهُ لقاءٌ بهِ ما لم يسمعهُ )) .
أما التدليس فهو : (( أن يَروي عَمَّنْ عاصرهُ وسَمِع مِنْهُ ما لم يسمع منهُ بصيغةٍ تُوهم السماع )) .
قَد سَمّاهُ ابن الصلاحِ في المُقَدِمةَ تدليسِ الإسنادِ فَقال (1/157) : (( أحدُهُما: تدليسُ الإسنادِ: وهوَ أنْ يرويَ عَمَّنْ لَقِيَهُ ما لَمْ يَسْمَعْهُ منهُ، مُوهِماً أنَّهُ سَمِعَهُ منهُ ، أو عَمَّنْ عاصَرَهُ ولَمْ يَلْقَهُ، مُوهِماً أنَّهُ قَدْ لَقِيَهُ وَسَمِعَهُ منهُ )) قُلت : وهذا ليس مِنْ التَدليس في شيءٍ أبداً - رضي الله عنك - بَل هُو المُرسل الخفي وقَد قال شَيخنا مَاهر بن ياسين الفحل في تَعليقهِ عَلى مُقدمةِ ابن الصَلاح في المَصدَر السابق : (( هذا ليس من التدليس في شيء، على قول ابن حجر، بل هو من باب المرسل الخفي، وحاصل كلامهم أن في هذا الباب صوراً هي :
1 - الاتّصال: وهو الرواية عمّن عاصره وسمع منه، ما قد سمعه منه.
2 - الانقطاع: وهو الرواية عمَّن لَم يعاصره أصلاً.
3 - الإرسال الخفي: وهو الرواية عمَّن عاصره ولم يسمع منه.
4 - التدليس: هو الرواية عمّن عاصره وسمع منه، ما لم يسمعه منه )) أهـ . قُلت : ومما يجب التنبه لهُ إلي كَون التَدليس أخصُّ في الروايةِ عمّن سَمع منه ما لم يسمع على خِلاف الإرسال الخفي فإنه الرواية عمّن عاصرهُ ولم يلقهُ ما لم يسمع منه ، وقد تتبع الحافظ ابن حجر العسقلاني قول العراقي بأن تعريف ابن الصلاح للتدليس في المقدمة هو المشهور عند المُحدثين وفرق بينهما مُبيناً أن التَدليس أخصُّ مِنْ المُرسل الخفيِّ كَون الأول سمعَ مِنْ الثاني وروى عنه ما لم يسمعهُ ! أما الثاني فيروي ما لم يسمعه عمَّنْ لم يلقهُ ولكنهُ عاصرهُ ولا يعرفُ لهُ لقاءٌ بهِ ولا سماعٌ مِنْهُ واحتج الحافظ ابن حجر العسقلاني بقول الخطيب البغدادي في تعريف المرسل الخفي فقال : (( أن من روى عمن لم يثبت لقيه ولو عاصره أن ذلك مرسل لا مدلس )) .
ومما يجب الإشارة إليه أن قولهُ في تعريف الإرسال الخفي ( عاصره ) في أي موضعٍ في السند وهذا خلافٌ للمُرسل عند أهل الإصطلاح وهو أن يقول التابعي قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ومِنْ ذلك وجب التفريق بين المرسل الخفي وبين التدليس لأن مَنْ هُم مثل قيس بن أبي حازم وأبي عثمان النهدي أرسلوا عَنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يسمى إرسالهم تدليساً لأن المُعاصرة هُنا قد تحققت مَعْ عدم اللقاء والسماع ! فهذا يُسمى مُرسلاً خفيفاً ولو كان عاصرهُ ولقيه وسمع منهُ وحدث عنهُ بما لم يسمعه منهُ فهذا يُسمى تدليساً ! قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في نزهة النظر (1/104 ) : (( طباقُ أَهلِ العلمِ بالحديثِ على أَنَّ روايةَ المُخَضْرَمين، كأَبي عُثمانَ النَّهْدِي ، وقيسِ بنِ أَبي حازِمٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلَّمَ مِن قَبِيلِ الإِرسالِ، لا مِن قَبيلِ التدليس، ولو كان مجرَّدُ المُعاصرةِ يُكْتَفى بهِ في التَّدليسِ لكانَ هؤلاء مدلسين؛ لأنهم عاصروا النبي صلى الله عليه وسلَّمَ قطعاً، ولكنْ لمْ يُعرَف: هل لَقُوهُ أم لا)) أهـ . قُلت : وهُنا يتضح أن الحافظ ابن حجر العسقلاني - رحمه الله - يُفرقُ بين قولهم في تعريف التدليس (( عاصره )) فإن كَانت المُعاصرة يُكتفى بها في التدليس في تعريفهِ فإنهُ يلزم أن يقال عنهم مُدلسين ! وقول ابن حجر في المُعاصره - رضي الله عنه - يظهرُ لي أنهُ أراد بذلك تخصيص التعريف والتفريق بينهما .
والصحيحُ أن المُعاصرة مُتحققة في التدليس والإرسال الخفي ! فلو عاصرهُ وسمع مِنهُ وحدث عنهُ بما لم يسمعهُ مِنْهُ فهذا يُسمى كما لا يخفى (( تدليساً )) ولو أنهُ عاصرهُ ولم يلقهُ أو (( لم يسمع منه )) وحدث عنهُ بصيغةٍ تُوهم السماع فهذا يسمى (( مُرسلاً خفياً )) فوجهُ التفريق بين الإثنين ، واعلم أن المُعاصرة مُتحققة اللهم إلا أن اللقاء غير ثابت للأول فكان مُرسلاً ! والثاني ثبت لهُ اللقاء فكان مُدلساً وبذلك يندفع عَنْ مثل قيس بن أبي حازم والنهدي أن نقول في حديثهم أنهُ - مُدلسٌ - لأنهم عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم وأرسلوا عنهُ ولم يكن لهم لقاء ! فسُميَّ مُرسلاً ، وفي متن نُخبة الفكر قال الحافظ : (( الْمُدَلَّسُ، وَيَرِدُ بِصِيغَةٍ تَحْتَمِلُ اللُّقِيَّ: كَعَنْ، وَقَالَ، وَكَذَا الْمُرْسَلُ الْخَفِيُّ مِنْ مُعَاصِرٍ لمْ يَلْقَ )) أهـ . قُلت : مُعاصرٌ ولقيَّ مَنْ حدث عَنْهُ وحدثَّ عَنْهُ بما لم يسمع مِنْهُ فهذا تَدليسٌ ، وأما إن كَان مُعَاصِراً لَم يَلقَ ولَمْ يَسمعْ مِمَنْ حَدث عَنْهُ فذلك مُرسلٌ خَفي .
وبذلك يكُون التَفريقُ بين تدليس الإسنادِ والمُرسل الخَفي .
وفي فتح المُغيث شرح ألفية الحديث (1/222) : (( لَمَّا تَمَّ مَا جَرَّ الْكَلَامُ إِلَيْهِ، رَجَعَ لِبَيَانِ التَّدْلِيسِ الْمُفْتَقِرِ حُكْمُ الْعَنْعَنَةِ لَهُ، وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ الدَّلَسِ بِالتَّحْرِيكِ، وَهُوَ اخْتِلَاطُ الظَّلَامِ، كَأَنَّهُ لِتَغْطِيَتِهِ عَلَى الْوَاقِفِ عَلَيْهِ أَظْلَمَ أَمْرُهُ ، [تَدْلِيسُ الْإِسْنَادِ وَأَنْوَاعُهُ] : (تَدْلِيسُ الْإِسْنَادِ) وَهُوَ قِسْمَانِ: أَوَّلُهُمَا أَنْوَاعٌ (كَمَنْ يُسْقِطُ مَنْ حَدَّثَهُ) مِنَ الثِّقَاتِ لِصِغَرِهِ، أَوِ الضُّعَفَاءِ إِمَّا مُطْلَقًا، أَوْ عِنْدَ مَنْ عَدَاهُ، أَيْ: غَيْرِهِ.(وَيَرْتَقِي) لِشَيْخِ شَيْخِهِ فَمَنْ فَوْقَهُ مِمَّنْ عُرِفَ لَهُ مِنْهُ سَمَاعٌ، (بِعَنْ وَأَنْ) بِتَشْدِيدِ النُّونِ الْمُسَكَّنَةِ لِلضَّرُورَةِ، (وَقَالَ) وَغَيْرِهَا مِنَ الصِّيَغِ الْمُحْتَمِلَةِ لِئَلَّا يَكُونَ كَذِبًا (يُوهِمُ) بِذَلِكَ (اتِّصَالًا) ، فَخَرَجَ الْمُرْسَلُ الْخَفِيُّ، فَهُمَا وَإِنِ اشْتَرَكَا فِي الِانْقِطَاعِ.
فَالْمُرْسَلُ يَخْتَصُّ بِمَنْ رَوَى عَمَّنْ عَاصَرَهُ وَلَمْ يُعْرَفْ أَنَّهُ لَقِيَهُ، كَمَا حَقَّقَهُ شَيْخُنَا تَبَعًا لِغَيْرِهِ، عَلَى مَا سَيَأْتِي فِي بَابِهِ، قَالَ: وَهُوَ الصَّوَابُ ; لِإِطْبَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ عَلَى أَنَّ رِوَايَةَ الْمُخَضْرَمِينَ كَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، وَقَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ قَبِيلِ الْإِرْسَالِ لَا مِنْ قَبِيلِ التَّدْلِيسِ، فَلَوْ كَانَ مُجَرَّدُ الْمُعَاصَرَةِ يُكْتَفَى بِهِ فِي التَّدْلِيسِ، لَكَانَ هَؤُلَاءِ مُدَلِّسِينَ ; لِأَنَّهُمْ عَاصَرُوا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَطْعًا )) أهـ . قُلت : ثُم اعلم - يا رعاك الله - ليس المُراد بالمرسل الخفي ما سقط مِنْ سنده الصحابي كما هو حد المُرسل إنما المُراد في المُرسل الخفي هُو مُطلق الإنقطاع .
قال الخطيب البغدادي في الكفاية (357) : (( لَوْ بَيَّنَ أَنَّهُ لَمْ [يَسْمَعْهُ] مِنَ الشَّيْخِ الَّذِي دَلَّسَهُ عَنْهُ وَكَشَفَ ذَلِكَ لَصَارَ بِبَيَانِهِ مُرْسِلاً لِلْحَدِيثِ غَيْرَ مُدَلِّسٍ فِيهِ لأَنَّ الإِرْسَالَ لِلْحَدِيثِ لَيْسَ بِإِيهَامٍ مِنَ الْمُرْسِلِ كَوْنَهُ سَامِعًا مِمَّنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ وَمُلاَقِيًا لِمَنْ لَمْ يَلْقَهُ إِلاَّ أَنَّ التَّدْلِيسَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مُتَضَمِّنٌ لِلإِرْسَالِ لاَ مَحَالَةَ مِنْ حَيْثُ كَانَ المُدَلِّسُ مُمْسِكًا عَنْ ذِكْرِ مَنْ [بَيْنَهُ] وَبَيْنَ مَنْ دَلَّسَ عَنْهُ وَإِنَّمَا [يَفْرِقُ] حَالُهُ حَالَ المُرْسِلِ [بِإِيهَامِهِ] السَّمَاعَ مِمَّنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ فَقَطْ، وَهُوَ المُوهِنُ لأَمْرِهِ فَوَجَبَ كَوْنُ هَذَا التَّدْلِيسِ مُتَضَمِّنًا لِلإِرْسَالِ، وَالإِرْسَالُ لاَ يَتَضَمَّنُ التَّدْلِيسَ لأَنَّهُ لاَ يَقْتَضِي إِيهَامَ السَّمَاعِ مِمَّنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ: وَلِهَذَا المَعْنَى لَمْ يَذُمَّ العُلَمَاءُ مَنْ أَرْسَلَ الحَدِيثَ وَذَمُّوا مَنْ دَلَّسَهُ )) قُلت : وقد فرق الأئمة الأعلام بين المُدلس والمُرسل الخفي بصيغة الأداء وهذا مَعنى ما نراهُ بيناً في كلام الخطيب البغدادي في الكفاية ! وهذا مِنْ كونهم حذاقٌ أعلامٌ في صنعتهم فمَنْ حدثَّ عَنْ مَنْ عاصرهُ ولقيهُ أو سمع مِنه ما لم يسمعُ بصيغةٍ تُوهم السماع فهذا مُدلسٌ ! ومَنْ حدث لمجرد الرواية حسبما يحضره في المجلس فهذا العمل منه إرسال خفي قال الحاكم : (( ففي هؤلاء الأئمة المذكورين بالتدليس من التابعين جماعة وأتباعهم، غير أني لم أذكرهم فإن غرضهم من ذكر الرواية أن يدعوا إلى الله عز وجل، فكانوا يقولون: "قال فلان"، لبعض الصحابة، فأما غير التابعين فأغراضهم فيه مختلفة )) قُلت : إنما تكلم في الأداء عِند الأئمة الأعلام والذي يظهرُ والله أعلى وأعلم أن المُعاصرة مُتحققة في التعريفين إلا أن الفرق بينهما في صيغة الأداء فالمدلس يوهم ! والثاني لا يوهم ! والسبب الذي دفعني لجعل المُعاصرة بين الطرفين واردةٌ كَون الأول وهو المُدلس ( عاصره - لقيه - سمع منه ) إلا أنه (حدث بما لم يسمع منه ) .
أما الإرسال الخفي وهو ( عاصره - لم يُعرف لهُ لقاء - لم يسمع منه ) وقد ( حدث عنهُ بما لم يسمع منه ) فالفرق بين الأول والثاني أن الأول بصيغةٍ تُوهم السماع والثاني لا ! والمُعاصرة مُتحققة للطرفين إلا أن الأول [ لقي ] والثاني لأ [ لم يلقى ] والأولُ [ سمع مِنْ الشيخ ] والثاني [ لم يسمع مِنْ الشيخ ] ومِنْ ذلك أحببت الاختصار في التفريق بين التدليس والمرسل الخفي عند المُحدثين وهذا ما ظهر لي مِنْ المسألةِ فإن أصبتُ فمِن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ! .
يُتبع بإذن الله تبارك وتعالى .. يُتبع ..

[ مُلاحظة ] إِن كان للأخوة مُلاحظاتٌ حَول ما سَطرنا هُنا فليَطرحوها غَير مأمورين . والله المُوفق والهادي إلي سواء السبيل .