المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عَشْرُ فَوَائِدَ خُضَيْرِيَّةٌ



أهــل الحـديث
09-05-2013, 06:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فهذه عشرُ فوائدَ عَجلَى صِدّتُها، وتسعُ دررٍ تزيد درّةً نواجعُ اقتنصتها من درس فضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم الخضير في شرح سنن أبي داود في المدينة النبوية يوم الأربعاء 28/6/1434

وقد صغتها بصياغتي؛ فخذها منّي، وإليكها عنّي:

1) هل التسوّك يكون باليد اليمنى أم اليسرى؟

يقول العلماء: إنّ التسوّك يكون باليد اليسرى؛ لكنّ قائلاً قد يقول: التيمّن ممّا يُعجب النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ فكيف يكون التيمن في السواك؟

والجواب أنّ التيمن يكون بالبداءة بالشق الأيمن من الفم.

وقد يسأل سائلٌ: ما العلّة التي من أجلها قال العلماء إنّ التسوك يكون باليد اليسرى؟

الجواب: قالوا إنّ التسوك شُرع لإزالة القذر؛ وإزالة الأقذار كائنةٌ باليسرى.

2) من النّكات الجميلة أنّ شيخ الإسلام يقول: ما أعلم أحداً قال بالتسوك باليد اليمنى؛ مع أنّ جده أبا البركات المجد بنَ تيمية صاحبَ المنتقى يستحب التسوك باليد اليمين!!

3) قوله صلى الله عليه وسلم: (لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)؛ فيه ردٌّ على من كره السواك للصائم بعد الزوال؛ فقوله: (عند كل صلاة)؛ "كل" من ألفاظ العموم؛ فيدخل في ذلك صلاة العصر والظهر وجميع الصلوات.

4) أمّا الحديث الذي استدلوا به؛ وفيه: (استاكوا بالغداة..)، وفي معناه عدم الاستواك للصائم بعد الزوال فهو حديثٌ ضعيفٌ.

5) ما سكت عنه الإمام أبو داود فهو صالح؛ وفي رسالة أبي داود لأهل مكة في بعض نسخها: أنّ ما سكت عنه فهو صحيح أو حسن.

( هذه الفائدة بحاجة لتثبت ومراجعة)

6) يُستحب السواك عند الوضوء وعند الشروع في الصلاة؛ بنص الحديث؛ لكنّ الحنفية لا يرون السواك إلا عند الوضوء فقط؛ فلا يرونه عند الصلاة لعدّة علل؛ منها: أنّ في التسوك إزالةً للقذر وفي ذلك احتمال اتّساخ المسجد، كذلك في التسوك جرح اللثة وخروج الدم، وكذلك أنّ من يتسوك لا بدّ من بقاء أثر بصاقه على السواك؛ وقد يكون السواك تجاه القبلة..إلى غير ذلك؛ لكنّ قولهم مرجوح؛ فالنص –عند كل صلاة- أقوى من عللهم، وأطغى على آرائهم.

قلت: ولا شك أنّ الآراء والعلل مردودةٌ أمام النص الجلل!

7) ورد في إحدى الأحاديث قول أبي داود: (حدثنا مسدد وسليمان بن داود العتكي قالا): وقد ورد في بعض النسخ: (حدثنا مسدد وسليمان بن داود العتكي والمعنى)!؛ فما معنى قوله: (والمعنى)؟

هنا (والمعنى) مبتدأٌ لخبرٍ محذوفٍ تقديره (واحدٌ)؛ فيصبح التقدير: (والمعنى واحدٌ)؛ أي والمعنى لا يتغير وإن تغيرت ألفاظ الرواية.

8) التسوك يكون للأسنان، ويكون للسان كذلك كما ورد في الحديث؛ وتسوك الأسنان يكون بالعرض، أمّا تسوك اللسان فبالطول.

9) في الحديث: (أريت توضؤ ابن عمر)؛ فيه روايتان:

(تَوَضُؤَ) بضم الضاد، و(تَوَضِئَ) بكسر الضاد؛ ورواية الضم أصح.

10) هل التنظيف بالفرشاة والمعجون وغيرها يقوم مقام السواك؟

هذه المسألة محل نظر عند العلماء؛ فمن قال بمثليّة العلة وهي إزالة القذر، وأنها ساقطةٌ بأيّ شيءٍ يُنظّف قال بذلك، أمّا من نظر إلى الاقتداء فلا يقوم عنده غير السواك مقامه.

وفي الختام فهذا قلٌّ من كُثُرٍ، وغيضٌ من فيضٍ فالشيخ بحرٌ واسعٌ -حفظه الله وأجزل له المثوبة-

والله أعلم وأحكم.
وكتبه سعيد بن إبراهيم النمارنة -عفا الله عنه-