المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا تصنع لو جادلك كافر في غير التوحيد ؟



أهــل الحـديث
09-05-2013, 02:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


اليوم الكفار يعرفون كثيرا من جزئيات الشريعة (مع أن أكثرهم يجهلون حقيقة أصل الدين وهو التوحيد)، وما أكثر ما يجادلونا فيها، كحقوق النساء والزنا والقصاص والجهاد وغير ذلك

فماذا نصنع حينئذ ؟ ليست المشكلة غلبتهم بالحجج الصحيحة، لكن المشكلة هل سيكون في مجادلتهم في ذلك فائدة ؟ فالغالب أنهم لا يقتنعون، لأنهم يرون أنفسهم يعيشون في كل اللذات، فيظنون أن الحق لا بد أن يتلاءم مع تلك اللذات. والتجربة تدل على أن مجادلتهم في التوحيد أسهل بكثير، والكثير منهم يقتنعون، لكن قد لا يخضعون للحق خشية ضياع لذاتهم

فالذي أراه أن يبين لهم مع مجادلتهم في التوحيد ثمرة هذا التوحيد وما يورث في القلب من الطمأنينة والسعادة،لأن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت "ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا تشربوا الخمر أبدا ولو نزل لا تزوا لقالوا لا ندع الزنا أبدا. لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب {بل الساعة موعدهم الساعة أدهى وأمر}"

وأيضا يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسير قول الله تعالى {لكل أمة جعلنا منسكا هو ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنه على هدى مستقيم. وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون} " { فَلا يُنَازِعُنَّكَ فِي الأمْرِ } أي: لا ينازعك المكذبون لك، ويعترضون على بعض ما جئتهم به، بعقولهم الفاسدة، مثل منازعتهم في حل الميتة، بقياسهم الفاسد، يقولون: " تأكلون ما قتلتم، ولا تأكلون ما قتل الله " وكقولهم { إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا } ونحو ذلك من اعتراضاتهم، التي لا يلزم الجواب عن أعيانها، وهم منكرون لأصل الرسالة، وليس فيها مجادلة ومحاجة بانفرادها، بل لكل مقام مقال، فصاحب هذا الاعتراض، المنكر لرسالة الرسول، إذا زعم أنه يجادل ليسترشد، يقال له: الكلام معك في إثبات الرسالة وعدمها، وإلا فالاقتصار على هذه، دليل أن مقصوده التعنت والتعجيز، ولهذا أمر الله رسوله أن يدعو إلى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، ويمضي على ذلك، سواء اعترض المعترضون أم لا وأنه لا ينبغي أن يثنيك عن الدعوة شيء، لأنك { على هُدًى مُسْتَقِيمٍ } أي: معتدل موصل للمقصود، متضمن علم الحق والعمل به، فأنت على ثقة من أمرك، ويقين من دينك، فيوجب ذلك لك الصلابة والمضي لما أمرك به ربك، ولست على أمر مشكوك فيه، أو حديث مفترى، فتقف مع الناس ومع أهوائهم، وآرائهم، ويوقفك اعتراضهم، ونظير هذا قوله تعالى: { فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ } مع أن في قوله: { إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ } إرشاد لأجوبة المعترضين على جزئيات الشرع، بالعقل الصحيح، فإن الهدى وصف لكل ما جاء به الرسول، والهدى: ما تحصل به الهداية، من مسائل الأصول والفروع، وهي المسائل التي يعرف حسنها وعدلها وحكمتها بالعقل والفطرة السليمة، وهذا يعرف بتدبر تفاصيل المأمورات والمنهيات." ا.هـ.

فأرى أن كلام الشيخ السعدي حق، فكما قلت الجدال معهم حول تلك الجزئيات التي ذكرتها في الغالب لا يثمر شيئا

ومن كان لديه علم زائد في المسألة فليتحفني به