المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ قهوة الثلاثاء - 43 ] .. رحلة ممتعه مع الموت ( 1 ) !



االزعيم الهلالي
09-05-2013, 02:00 PM
http://www6.0zz0.com/2010/11/28/19/878812729.jpg

لطالما كنت اتسائل : كيف يبدو طعم الموت ؟!

وقد كان هذا التساؤل يشغل تفكيري كثيرا حتى حدث ان تجرأت على احدهم حين حضر وفاة قريب له .. فسألته قائلا : كيف كان يبدو ؟ .. هل كان يعتصر ويتألم ؟!

فأجابني ببساطة : لقد مات كأنه ينام !

حقيقة لم تكن هذه الإجابة التي أنتظرها ! .. فقد كنت اتخيل الشخص حين يحتضر كمن يقبض على عنقه بقوة ويمنع عنه الهواء .. وذلك يدافع بيديه وقدميه وجسده ينتفض يريد ان يتنفس الا انه لا يستطيع ! .. يستمر هذا الألم حتى تجحض عيني الرجل وتنفجر العروق في جسده وينهار الجسد جثة هامدة ،،،



حينما كنت في المرحلة الثانوية ذهبت في رحلة مدرسية الى ( ثلاجة الموتى ) ! .. لا زلت حتى اللحظة اتسائل عن كنه هؤلاء المربيين الذين حين قرروا ان يأخذونا في رحلة لم يجدوا مكانا سوى زيارة جثث الموتى !


في العالم أجمع يأخذون طلابهم الى الحدائق او المتاحف ونحن لم يجدوا سوى الموت مكان لنا ! .. لقد عرفت مؤخرا ان في السلك التعليمي عاهات عقلية مطلوب منها ان تنتج جيل جيد سوي الفكر والأخلاق ! .. كيف يكون ذلك ؟ .. لست أدري !


تجولنا في ذلك المكان حتى توقفنا امام بوابة يقال انها الثلاجة التي يضعون فيها الموتى ! .. وتحدث مرشد الرحلة عمن يرغب بالدخول وقد زين وجهه بابتسامة خبيثة تمكنت من استفزاز مراهقتنا ونحن من كنا نظن انفسنا في تلك المرحلة العمرية اننا اصبحنا رجال ! .. نظرت اليه ولم أكن أرغب ان ينتصر في نفسه بإنه تمكن من أخافتنا .. فقلت : أنا اريد الدخول ؟!


دخلت معه ومعي طالبان اخرآن حينما توقفنا امام ما يشبه الحجرات المصفوفه بعضها جوار بعض وفوق بعض ! .. وقال : في داخل هذه الحجرات يوجد الموتى ! .. ثم استمر في أستفزازه وهو يقول : هل تريدون مشاهدة احدهم ؟!


لا أخفيكم .. أنني كنت اتمنى ان يتوقف عن الاسترسال في تقديم عروضه المريعه .. وأن يرفق بنا ! .. فنحن حقيقة في تلك المرحلة لا زلنا صغارا نحاول ان نوهم أنفسنا أننا اصبحنا كبار ! .. الا انه كان مصرا ان يسخر منا لكي يعود الى مكتبه ساخرا من طلاب الثانوية الذين فروا امام جثث الموتى !


قلت له : انا اريد ! .. وانسحب زملائي من المكان بهدوء ،،،


نظر المرشد الى الحجرات المتراصة امامه .. واختار احدها وسحبها نحوي ! .. فانسابت حتى كانت بالقرب مني وهي ملتفه في داخل ما يشبه الغطاء .. قال لي ويبدو انه للحظة شعر بخطأ ما يرتكبه .. فقال : يكفي هنا !


فقلت له : أريد أن أراه ؟!


ازاح الغطاء عن الرأس وحتى منتصف الجسد .. فبدى امامي رجل ميت ! .. رجل كان قبل فترة من الزمن يتكلم ويضحك وينظر نحوك بثقة واعتداد كمن هو خالد ابدا ! .. لا ادري لماذا شعرت انني لم استوعب هذا المنظر .. فاقتربت اكثر من الجثة ووجدت يدي تمتد نحوها تتلمسها !


اتذكر انني وضعت يدي على يده ثم توجهت نحو وجهه ! .. لقد كانت الجثة باردة .. كل ما فيها لا يمت للحياة بصلة ! .. هكذا ببساطة هذا رجل ميت !


تأملت وجهه .. وكان يبدو عليه علامات الألم ! .. لقد مات هذا الرجل وهو يعتصر ألما .. حتى ان جثته بدت لي كأنه يعتريها بعض السواد كأن الرجل جلد بسوط من نار !


سألت : هل مات الرجل متألما !


اجابني المشرف : لا أدري !


قلت : هل الموت مؤلم ؟!


قال المشرف : لماذا تسأل هكذا اسئلة ؟


قلت له : ملامحه مليئة بالألم ؟!


تأمل الجثة كمن أعتاد مشاهدة الجثث ولم يعد يلفت نظره شئ .. فكر قليلا ثم قال : هو نصراني ! .. ثم اردف قائلا بسخرية : لعل ملك الموت قد اعتنى في انتزاع روحه جيدا !


أطبق الصمت بعد ذلك كل جوارحي .. ولنا لقاء ،،،




ودمتـم في خيـر