المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : !! إلى أين رحل محمد ( قصة ) .. !!



نور حياتي
08-09-2006, 03:25 AM
الى أين رحل محمد .. ؟؟






وحيدةٌ والخوف يقتلني ,, أشعر بنوع من الألم يجتاحني ,, و ما عدت أقوى على التصبر ,, حلم يراودني ,, وواقع أحياه ,, و أنا بين هذين ضائعة ,, لا أعلم إلى متى سيبقى هذا الحال المؤلم هو حالي ,, بين جدران المنزل أحيا ,, لا من خليل ,, ولا من أخ ٍ يشاطرني ,, و يسأل عن حالي و أخباري .. !!!
واقع مؤلم يهشم قلبي مع كل يوم يمر ,, فلا أزال أعيش على ذكرى فراق مر المذاق ,, ولا أزال أعيش على أمل عودة القدر يقول بأنها شبه مستحيلة .. !!! فكيف لي أن أعيش واقعي و أنسى ,, والفكر والقلب يأبيان ذلك .. !!! إنني خائفة من وحدتي القاتلة هذه .. !!! خائفة من القادم .. !! خائفة من نفسي .. !!!


مرت سبع سنون منذ تلك اللحظة ,, و أنا في كل عام وفي مثل هذا التاريخ ,, أبقى مستيقظة حتى الفجر ,, على ضوء ضئيل من شمعة بيضاء محترقة ,, أشكو للاله همي ,, و أبكي على أيام عمري ,, و أتذكرى ما قد مضى من حياة مؤلمة ,, فالسنين تمضي ,, و حياتي تمضي إلى الاسوء ,, ولا زلت أجهل ماذا يمكنني أن افعل ,, فالعقل والقلب كليهما معاً ,, وأنا تائهة بين تأييدهما ,, و تأييد الواقع ... !!!
نعم ,, سبع سنين ما أقساها .. !! عشتها في ألم ووجع وشجن .. ! لم أذق بها طعم الحنان ,, ولم أعش بها لحظة فرح ,, فكل ما احتوته تلك السنين الاوجاع المتتابعة ,, والبعاد ,, وبقايا ذكريات .. !!!


لا أعلم من أين اشرع في سرد حكاية شجني هذه .. !! فالألم اقوى مني بكثير ,, ألم ضياع ,, من بعد فراق .. نعم ,, ضياع من بعد فراق محمد .. !!! محمد هو الحبيب الذي كنت أنتظر مقابلته منذ وعيي وإدراكي بمفهوم الحب ,, هو مؤنس وجودي بهذه الحياة ,, هو من علمني كيف أحيا ,, ومن دونه ما كنت لأعيش .. ! محمد هو المدرسة التي أخذت منها دروسي الحياتية ,, والتي جعلتني كفيلة أن اجيد التصرف في الامتحانات الدنيوية .. !!! محمد ومحمد ومحمد ,, محمد هو كل شيء .. !! هو الروح والقلب والعقل .. !!!



كان زميلي بالجامعة ,, حيث أبتدأت علاقتنا بملاطفة كلامية ,, وبعدها وقع ميول كان ملحوظ .. !! الانجذاب كان واضح لحد كبير ,, فشخصيته القوية وفكره الراقي ,, إلى جانب أخلاقه ,, جعل قلبي و عقلي يختاراه ,, أختاره هو من بين الزملاء ,, في مقابل قلبه وعقله أختارني أنا من بين الحاضرات .. !!!


قد تبدو العلاقة التي جمعتنا لأي كان علاقة حب عادية ,, كتلك التي تجمع أي شخصين ثم سرعانما تختفي وسط زحام الظروف ,, و إن كنا ندعي بأنها مختلفة ,, فإننا نتشبه بالحب الذي لا يحدث الا بالافلام .. !!! ولكن الواقع كان يقول العكس .. !! أحببته حب حقيقي ,, حب صادق ,, حب لا تشوبه أي شوائب ,, وهو الاخر أحبني حباً لا تتخلله أي مصالح دنيئة كتلك التي يفرضها الشباب على من يحبون .. ! ويتسترون برداء الحب لاقناعهن .. !! فأما محمد ,, فقد كان مختلف ,, مختلف بشكل كبير ,, إذ كان رجلاً ولا كل الرجال . . !!
فإن ابتغيت مدح محمد فإني احتاج لسطور وصفحات ,, بل أحتاج لكتب و لن اوفي بذلك .. !!! فالحب هذا كان اسمى وأطهر مما كنا نسمعه ومما كان يتراءى أمام ناظرنا ,, مما جعلنا نمقت الحب لكونه أمر مكروه لدى الكثير من العوائل التي تخشى على بناتها من الوقوع في حفرة الحب خوفاً من تلك الذئاب .. !!!


أحبني ,, وأحببته ,, والزواج هو الحلقة التي لابد من إكمالها ,, فتقدم لخطبتي بعد سنة حب كاملة ,, وبعد المعرفة الحقيقية التي جمعتني به ,, وحدثت مراسيم الخطبة بين أهله ووالدتي وأخي ,,, إذ لم يكن لي سوى أخاً واحداً يبلغ من العمر 15 عاما مع والدتي التي توفي والدي عنها منذ فترة طويلة ,,
تم الاتفاق على كل الامور ,, على موعد عقد القران ,, على المهر ,, على في أي الصالات ستكون الحفلة .. إلخ .. !!! و كم كانت سعادة قلبي سعادة ما مثلها سعادة .. !!




سأكمل لاحقاً ,,
وعلى فكرة القصة منقووووولة


تحياتي

نور

عـاشـق هـم
08-09-2006, 05:22 PM
هههههههههههه
<<< يوم خش جووو ,,


بانتظارك.. والله يعينك

نور حياتي
10-09-2006, 02:58 AM
هههههههههههه
<<< يوم خش جووو ,,


بانتظارك.. والله يعينك



يسلموووووووووووو

نور حياتي
10-09-2006, 03:00 AM
وبعدما تم الاتفاق على كل الامور ,, اتصل بي محمد قبل يوم من عقد القران ,, وكانت السعادة بادية على ملامح صوته ,, كان كمن يريد ان يطير بالفضاء سعيداً ,, وقال لي :: غداً ستكونين لي .. !! غداً ستتحقق جميع أحلامي ,, غداً سأودع كل ما هو مؤلم ,, وسأعيش باقي عمري مع أميرتي التي عشقتها حتى الجنون ,, غداً سيتحقق فيه حلم عمري ,, نعم حلم عمري ,, غداً وغداً وغداً .. !! أ يا ليت الغد يأتي مسرعاً ,, لنحياه كيوم من حكاية ألف ليلة وليلة ,, وشرع يثرثر بعشقه وجنونه وولهه ,, إلى أن انتهت المحادثة .. !!!!


كانت تلك الليلة لا تنسى حقاً ,, كانت أجمل مكالمة تلقيتها من محمد ,, وكنت بعدها على انتظار مع ذاك الغد المشرق ,, الذي فيه سأودع وسأخلف ألمي وشجني ,, سأودع كل ماهو جارح ,, وينتهي بذلك مسلسل حزني ,, ويبدأ مسلسل فرحي وسعدي ,, الغد الذي سأقف فيه أمام شبح الماضي ,, لأخبره عن انتصاري بمحمد .. !!


وجاء ذلك الغد ,, وقرُبت لحظة الفرح الحقيقية ,, هذه اللحظة التي فيها سأنال حلمي ,, وبدأ المدعوون بالحضور ,, وما كان لي إلا أن اتصل لمحمد .. ولكن كانت هنالك مفاجأة .. !! إذ ان الجهاز كان ( مغلق ) ,, إنه لأمر غريب حقاً ,, فمن الغير معتاد يفعلها ,, فطيلة معرفتي السابقة وعلاقتي بالايام الماضية ما كان ليفعلها وإن كان مشغولاً ,, واليوم يفعلها لماذا .. ؟؟ يبدو بأن هنالك ثمة أمر مهم حاصل .. !!!

حاولت أن أقنع نفسي بذلك ,, وعاودت الاتصال بعد دقائق ,, والنتيجة هي ذاتها ,, الجهاز كان مغلق .. !! إنه أمر غير طبيعي ,, هنالك أمر ما قد حصل بكل تأكيد .. !!! ولكن ماذا يا ترى .. ؟؟ أنتظرت ساعة ,, وعاودت الاتصال ,, والنتيجة هي ذاتها لم تتغير .. !!! وقتها فقط أدركت بأن هنالك أمر ما غير طبيعي .. !!! هاتفت والدته علني أجد خبر ما يطمئنني ,, ولكنها لم تقل إلا ماهو يزيد من قلقي اكثر .. !!! أخبرتني أن محمد خرج منذ الصباح ولم يعد بعد .. !! ولا من وجود شخص يعرف عنه شيئاً .. !!

بعد دقائق معدودة جاءت والدته وأهله ,, والجميع كان مستغرب من تأخره بل من غيابه .. !! مرت ساعة وساعتان وثلاث ,, ولم يحضر .. !!! فأدرك الجميع بأن ليس هنالك من عقد سيكون .. !! فبقاؤهم أمر لا جدوى منه .. !! فبدأوا رويدا رويدا بالخروج .. !!! والحيرة قد ملأت أركان المنزل ...


حتى خرج الجميع ,, ولم يبقَ سواي مع والدتي وأخي ,, و علامات استفهام قد ارتسمت على ملامح وجهنا ,, وألف سؤال يطرح ذاته ,, ماذا جرى وما الذي قد حصل .. ؟؟ لماذا هذا الغياب يا محمد .. ؟؟ لماذا جعلتنا بهذا الموقف المحرج الذي لسنا على علم كيف نواجه أنظار الناس بعدها .. ؟؟ فماذا سنقول .. ؟؟ خدعها .. ؟؟ أم اصابه مكروه .. ؟؟ اين أنت يا محمد اين .. ؟؟؟


مر ذاك اليوم بلحظاته البطيئة ,,, وبدقائقه الرهيبة ,, وساعاته العصيبة ,, مر ذاك اليوم الاسود الذي جعلني طريحة فراش لا اقوى على القيام ,,, ذاك اليوم الذي تلبدت سماء عمري بغيوم سود حالكة ,, ذاك اليوم الذي وجدت قلبي فيه قد جرح وقد نزف دماً ,, وجدت فيه عيني لاتقوى على النظر ,, وجدت نفسي حائرة لا تعلم ماذا تفعل ,, ولا تدري ماذا تقول .. الصمت يعتريني ,, والقهر يقتلني ,, والالم يفتت اشلائي ,, وأنا ضائعة .. نعم ضائعة .. !!!!


تمر الايام محملة بالاوجاع ,, ولا ازال على أمل تلقي مكالمة من محمد يخبرني فيها عن أحواله وعن مكانه ,, ولكني بعدها أشعر بأن ذلك الامل بدأ ينفذ ,, وما عدت اقوى على الاحتمال .. !!! فمرات احاول اقناع نفسي بأن ما قد حصل ماهو الا كابوس أو مقلب .. !! ولكن سرعانما اصدم بالواقع المر لمجرد محاولة اتصالي بمحمد وتكون النتيجة بأن جهازه مغلق .. !!!!


واجهت نظرات الطلبة بصعوبة ,, فكان مضيي للجامعة رغما عني ,, ما كنت أطيق الدراسة لولا إلحاح امي ورغباتها ,, وهذا ماجعلني أمام مدفع زميلاتي واقوالهم الجارحة ,, وكانت التساؤلات تتوجه لي في كل يوم ,, لماذا فعل بك محمد ذلك ,, وهل لا زلت تنتظرين عودته .. ؟؟ إلا ان الصمت كان جوابي .. !! لعدم قدرتي على الكلام ,, وما كنت وقتها اريد الاجابة على هذا السؤال .. !! كنت ابتغي من يجيبني على سؤال أين هو محمد الان ... ؟؟؟


وهكذا مرت الايام والشهور ,, وأنا بين حضن الاسى أعيش ,, باتت حياتي اشبه ما تكون بكابوس مرعب لست قادرة أن افيق منه .. !! حياتي كانت مرعبة ,, لحظاتي كانت تمر بصعوبة وثقيلة ,, و قلبي يتوجع بين لحظة وأخرى ,, وعيني لا تكف على البكاء لمجرد الانفراد بحالي ,, وفكري بات مشلولاً ,, ما كان يحوي الا طيف محمد وبعض من الذكريات .. !!! وما هو خلاف ذلك لا يفقهه .. !!


طيف محمد كان يلاحقني أينما كنت وأينما توجهت ,, وماغاب عني لحظة .. !! حتى وإن غفت عيناي ابتغاء راحة ,, كنت اراه حلماً بمنامي .. !! كان يمد يده لي وأنا أبتغيها .. !! لكن سرعانما يمضي بعيدا ..!! واصحو بعدها على نبضات قلب عاشق خائف .,, بات يرعبه نسيم الهواء .. !!!


مرت أربع سنوات على غياب محمد ,, عشتها في ألم قاتل ,, و فجعني القدر مرة أخرى ,, وذلك بوفاة والدتي التي لم تقوى على احتمال المرض لكبر سنها ,, وعشت بعد موت والدتي العذاب بألوانه ,, ما كنت لأبتغي الحياة بعد ذلك ,, ما كانت لي رغبة بالعيش في هذه الدنيا ,, فكنت أرى الدنيا مظلمة بعيناي ,, كنت أرى كل شيء بهذا العالم أسود ,, كل شيء كابوس ,,

كانت عيناي تغفو للحظة ,, وتسهر لساعات ,, النوم قد خاصمني ,, والسهر أتعب ناظري ,, ما كنت قاوية على النظر بعدها ,, كل شيء أراه سراب وأن كان بقربي .. !!!
رحيل والدتي اضاف عليّ اعباءَ فوق أعبائي ,, جعلني أمقت العيش في هذه الحياة ,, وجعلني أدرك بأن لهذه الحياة طعم مر كالعلقم ,, ولكن يبقى هذا القدر ,, ويبقى لي أن أعيشه رغم مرارته القاتلة الموحشة ,, التي تقذفني إلى دنيا الألم .. !!!


بقى لي أخي الذي كان يناهز أنذاك 19 عاماً ,, كان يمضي أغلب وقته بالدراسة والجامعة ,, وما كنت لألتقي به إلا قليلاً ,, ولكنه كان يسد ثغوراً كنت اعاني منها ,, فأنا منذ اكمالي الدراسة مكثت بالمنزل لعدم قدرتي على العمل والبؤس حالي ,, والشجن هو عنواني والتقصير سيقع لا محالة وهذا ما لا ابتغي حصوله .. !! فبقائي بالمنزل يكون شبه أفضل .. !!!


ومرت الأيام والشهور وكبر اخي ونوي الزواج ,, وجاء يخبرني بذلك ,, ما كنت لأعرف شعوي وقتها ,, كنت سعيدة وحزينة بالوقت ذاته .. !! سعيدة لكون أخي سيتزوج وسعيدة لسعادته ,, بالمقابل حزينة لكوني سأعاني الفراق والوحدة بعدها ,, حزينة لكونه قد ذكرني بذكرى موجعة تحرق الفؤاد .. !!! ولكني تظاهرت بالفرح لسعادة اخي ,, ما كنت لأبتغي أن أكون تعيسة بلحظات عمره التي هي من اجمل لحظات العمر ,,


ورحل أخي نحو البعيد ,, وما كنت لأعرف بعدها أخباره ,, رحل حيث اللاعودة ,, وبقيت أنا وحدي في هذه الديار ,, تتلاعب بي وحوش الليالي ,, وحيدة والوحدة تمزقني ,, وحيدة والقهر يقتلني ,, أشعر بضياع ما مثله ضياع ,, وأنا في هذه الديار المظلمة التي توحي ببؤس حياة أهلها .. !!!



شارفت الشمعة على الانطفاء .. !! وأنالا ازال مستيقظة حتى قارب موعد أذان الفجر ,, لا ازال أعيد ذكرى محمد المنحوتة بفكري وعقلي الذي يأبى رفض نسيانه .. !!!! نعم في مثل هذا التاريخ من كل عام ,, فهذا التاريخ هو تاريخ رحيل محمد وغيابه .. !!! والذي منذ أن غاب لا اعلم أين هو .. !! أهو حي أم ميت .. ؟؟ أو بخير ام بعكس ذلك .. ؟؟ والاسألة تمزقني في كل يوم .. !!!


ويبقى السؤال يرفرف على راس القدر ,, إلى اين رحل محمد .. ؟؟


تمت

تحياتي


نور