المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أودعتك الله ** شعر - صالح البيضاني



أهــل الحـديث
06-05-2013, 03:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


سافر من يمن الإيمان إلى بلاد التوحيد والحرمين الشريفين عاصمة الرياض فكان لفراقه أسف ، ولبعده شجنٌ ، وأحسست أن لبعده القليل ألقاً كبيراً ينتابني ، فكتبت بما جاشت به النفس ونطقته الغربة ، وحزَّ به الضمير ... فإليه بروح الشوق ، وبخريدة الهوى والفراق ...


هل أنتَ تُبْصِرُ منْ يرومُ لِقاكا ... أم هل تحُسُّ بأعيُنٍ تهْواكَا

ترنو إلى وضحٍ النهارِ وليْلِهِ ... تُبْدِيْ هيامًا دائِمًا لِتراكا

والشوقُ يحْرِقُهُ الدوامُ ، وعُمْرُهُ ... لم يأتِ يومٌ خاف أن ينساكا

يا بنَ الكرامِ الأجْودِيْنَ ، ومَنْ إِذا ... بحث المُعلُّ عنِ الْهوى ناداكا

يا نسْلَ قوْمٍ أصْلُهُمْ ذُوْ مِدْحةٍ ... أجدادُ قومٍ يتبعون أباكا

لا يُعدمُ المشتاقُ غيرَ فراقِكُمْ ... والحُلمُ يُظْهِرُ وجْهكََ الضَّحَّاكا

شوقي إليْكَ – أخا الضُّلُوْعِ يلُوْمُنِيْ ... ما ملّ منك ، فكم طغى فدعاكا

فجرى إلى أقصى البِلادِ مُضَرّجاً ... بدموعِهِ ؛ كي يلْحقَ الإِدْراكا

حرْبَ الثُّغُوْرِ ، تَعَزَّ في دوحٍ بدا ... مُتقَيِّدًا يهْفُوْ إلى لُقْياكا

صرَفَتْكَ دُنْيانا إلى بُعْدٍ لنا ... والقلْبُ ليْسَ مُتَيّمًا بِسِواكا

مِنْ أقْربِيْنَ وأبْعدِيْنَ وسادةٍ ... في عدْوِهِمْ يسْتعْظِمُوْن عِداكا

أودعْتُكَ الرحمنَ يا حِبِّيْ فقد ... أوكلتُك الرحمنَ أن يرعاكا

يحميك في قُطْرٍ وفِيْ مِصْرٍ على ... مرِّ الزمانِ من الشرورِ حماكا

يرعاك ذاتاً بل وسمْعًا إنه ... باريك بل فهو الرقيب يراكا

لم تروَ نفْسِيْ مِنْ لِقائِك مرَّةً ... ومنَ الضِّيافةِ كم لزِمْتُ قِراكا

أنت الكريمُ بنُ الْكِرامِ وكمْ فتى ... عانى المضيمَ فنالَ مِنْ جدْواكا

ولأنتَ خيْرُ مُرافِقٍ في مطلبي ... لِلْعِلْمِ ، حتى صار ذاك وذاكا

قالوا : نراك مدحتهُ وغلوتَ في ... أوصافِهِ حتّى جهِلْتَ خُطاكا

فأجبتُ : أُقْسِمُ بالإلهِ فأنتمو ... لم تعرفوا عنْهُ ولا أوْراكا

فأنا سَبَرْتُ حياتَهُ ، وخبرْتُها ... وعلِمْتُ مَن ذاك الفتى الْملَّاكا

فالدينُ – أوّلَ ما يكُوْنُ – طرِيْقُهُ ... وحياتُهُ لا تقْبلُ الأفّاكا

قالوا: وما سببُ المودّةِ بيْنكُمْ ... وعلامَ كان بِسابِقٍ آخاكا؟!

قلتُ : التآخي كان ديْنًا صافيًا ... لأكونَ عوْنًا منك فيْ أُخْراكا

ومِظلّةُ التّوْحِيْدِ تِلْكَ تُظِلُّنا ... لنجانِبَ الأشْرارَ والإِشْراكا

ولَكَمْ حفِظْنا واستفدْنا فِي اللقا ... همماً بنَيْنا للرعيلِ تُحاكى

وحفِظْتُ مِنْ أخْلاقِهِ بيْتَ الْحِجَا ... وأزالَ مِنْها السُّوْءَ والأشْواكا

حتى ظللْتُ قرِيْنَهُ لِيسُدَّ مِنْ ... أزْرِي، لأعلوَ فِيْ الأنامِ عُلاكا

أهْديْ السّلامَ إليك يا (بن عليْ ) إذا .... جن الظلامُ به العُلوُّ سقاكا

حتى النهارِ ، وكل حينٍ إنني ... أهديك ورداً فافِحاً بهواكا

وتحيةً تنساب من روح الهوى ... وتحومُ – تبْحثُ عنْ مكانِ حماكا

أرسلْتُها مِن خاطِرِيْ ، وبعثتُها ... أرضَ (الرياضِ) بشوْقِها تلقاكا

وتراكَ كيما تنطفِيْ جمراتُها ... شوق الأخوّةِ توْقُهُ أوْلاكا

يا كاتبَ التاريخ في يمن الندى ... صمتُ الحروفِ مُكابدٌ ذِكْراكا

هذي الحروفُ بنيْتُها بِعِبارةٍ ... ومرادُها استِطلاعُها لِمداكا

خُذْها ( أبا نصْرٍ ) إليْكَ هديتي ... بدموعِ شِعْريْ إنّهنّ فِداكا .

كلمات : صالح بن عبد الله البيضاني
24 أبريل 2013م