المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حُكم الشيء حُكم مثله - ابن القيم



أهــل الحـديث
06-05-2013, 08:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


وقد استقرت شريعته سبحانه أنَّ حُكم الشيء حُكم مثله، فلا تُفَرِّق شريعته بين متماثلَيْن أبداً ولا تجمع بين متضادَّيْن، ومَن ظنَّ خلاف ذلك فإما لقِلة علمه بالشريعة، وإما لتقصيره في معرفة التماثل والاختلاف، وإما لنسبته إلى شريعته ما لم يُنَزِّل به سلطاناً، بل يكون مِن آراء الرجال. فبحكمته وعدله ظهر خلقُه وشرعُه، وبالعدل والميزان قام الخلقُ والشرعُ، وهو التسوية بين المتماثلين والتفريق بين المختلفين.
وهذا كما هو ثابتٌ في الدنيا فهو كذلك يوم القيامة، قال الله تعالى: ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ﴾ [سورة الصَّافات – الآيات 22، 23]، قال عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه، وبعده الإمام أحمد رحمه الله: "أزواجهم" أشباهُهم ونظراؤهم.
وقال تعالى: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ [سورة التَّكوِير – الآية 7]، أي قُرِن كُل صاحب عمل بشكله ونظيره، فقُرِن بين المتحابين في الله في الجَنَّة، وقُرِن بين المتحابين في الشيطان في الجحيم، فالمرء مع مَن أحب شاء أو أبى، وفي مُستَدرك الحاكِم وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلَّم: ((لا يُحِب المرءُ قَوْماً إلا حُشِرَ معهم)).


كتبه: ابن قَيِّم الجَّوْزِية،
مِن كتاب "زاد المعاد في هَدْي خَيْر العِباد" [ج4/ص269/270] (الطبعة 26: 1412هـ/1992م) – مؤسسة الرسالة.