المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بُلوغُ المَرامْ بِحُكمِ حَديثْ الاِنْتِعال حَال القيام



أهــل الحـديث
04-05-2013, 11:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



الْحَمْدُ للهِ بِالْعَشِى وَاِلإِشْرَاقِ ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتَمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى مَنْ وَقَعَ عَلَى مَحَبْتِهِ الإِتْفَاقُ ، وَطَلَعَتْ شُمُوسُ أَنْوَارِهِ فِي غَايَةِ الإِشْرَاقِ ، وَتَفَرَّدَ فِى مَيْدَانِ الْكَمَالِ بِحُسْنِ الإِسْتِبَاقِ ، النَّاصِحِ الأَمِينِ الَّذِي اهْتَدَى الْكَوْنُ كُلُّهُ بِعِلْمِهِ وَعَمْلِهِ ، وَالْقُدُوَةِ الْمَكِينِ الَّذِي اقْتَدَى الْفَائِـزُونَ بِحَـالِهِ وَقَوْلِهِ ، نَاشِـرِ أَلْوِيَةِ الْعُلُومِ وَالْمَعَارِفِ ، وَمُسْدِي الْفَضْلِ لِلأَسْلافِ وَالْخَوَالِفِ ، الدَّاعِي عَلَى بَصِيرَةٍ إِلَى دَارِ السَّلامِ ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ وَالْبَشِيرِ النَّذِيرِ عَلَمِ الأَئَمَّةِ الأَعَلامِ ، الآَخِذِ بِحُجُزِ مُصَدِّقيِّهِ عَنْ التَّهَافُتِ فِي مَدَاحِضِ الأَقْدَامِ ، وَالتَّتَابُعِ فِي مَزَلاتَ الْجَرْأَةِ عَلَى الْعِصْيَانِ :

رُويَّ عَنْ النبي العَدنانِ إِمام الهُدى وخَير الأَنام أنه نَهى عَن الانتِعال حال القِيام : (( نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ قَائِمًا )) وهذا رُوريَّ عَنْ كُلٍ مِنْ :
1- أبي هُريرةَ - رضي الله عنه - .
2- عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - .
3- أنس بن مالك - رضي الله عنه - .
4- جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - .
5- عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - .
وكُنت قد قرأتُّ تَعليقاً لأحد طلبةِ العلمِ وبياناً في صحةِ هذا الحديثِ ووقع نظري على تصحيح الإمام الألباني - رحمه الله - وتصحيح حسين سليم أسد تحقيقه لمسند أبي يعلى الموصلي وقد أعلَّ هذا الحديث الإمام أحمد بن حنبل - رضي الله عنه - وسيأتي بيان الطُرق المرويُّ مِنْها هذا الخَبر عَنْ نبي الهُدى وإمام المُرسلين شمسُ الهدى الصادق الأمين - فداه نفسي ومالي وأهلي والناس أجمعين - ويتبعهُ بإذن الله الخُلاصة والحُكم على الحديث مِنْ الصحة أو الضعف .

[ أولاً ] طَريقُ أبي هريرة - رضي الله عنهُ - أن النبي موقوفاً .
وقد جاء هذا الحديث عنهُ - رضي الله عنه - مِنْ روايةِ أربعٍ : (( أبي صالح - عمار بن أبي عمار - عروة بن علي السهمي الهاشمي - سيف بن كريب - وابن سيرين )) عَنْ أبي هريرة - رضي الله عنه موقوفاً وفيما يلي بيانُ الطرق عَنه - رضي الله عنه - مع بيان حُكْم كُل طريقٍ مِنْها :

[ 1 ] رواية أبي صالح عَنْ أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم .
أخرجه ابن ماجة (3618) عَنْ علي بن محمد ، وأخرجه ابن أبي شَيْبَة 8/230 (24926) كلاهما عن : حدَّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة موقوفٌ .

[ مُعلٌ بالوقفْ] وإسنادهُ صحيحٌ إلي أبي هريرة - رضي الله عنه - إلا علي بن محمد بن إسحاق الطنافسي (( ثقة )) وعند ابن أبي شيبة عَنْ أبي معاوية موقوفاً (5/176) .
قال الإمام الدارقطني في العلل الواردة في الأحاديث (10/122) : [ فَقَالَ: يَرْوِيهِ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ؛ فَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ وَهُوَ الرُّؤَاسِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَشَكَّ فِي رَفْعِهِ ، وَوَقَفَهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ ، والصحيح: موقوف ] قُلت : ولعل الإمام الدارقطني مُشيراً إلي كون أبو معاوية وقفه عند ابن أبي شيبة في مصنفه ، وسعيد بن منصور في سننه فرواه عن أبي معاوية [ موقوفا ] وكِلاهما أوثقُ مِنْ علي بن محمد الطنافسي عَنْ أبي معاوية عند ابن ماجة مرفوعاً عَنْ أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - .

[ 2 ] رواية عمار بن أبي عامر عَنْ أبي هريرة نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم .
أخرجه الترمذي (1/328) والعقيلي في ضعفاءهِ الكبير (332) عنالحارث بن نبهان عن معمر عن عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم .

[ مُنْكَر ] قال الإمام الترمذي - رحمه الله - : [ هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَرَوَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ هَذَا الْحَدِيثَ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ وَكِلَا الْحَدِيثَيْنِ لَا يَصِحُّ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ ، وَالْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ لَيْسَ عِنْدَهُمْ بِالْحَافِظِ ، وَلَا نَعْرِفُ لِحَدِيثِ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ أَصْلًا ] ، وقال العقيلي في الضعفاء الكبير : [ كُلُّ هَذِهِ الأَحَادِيثِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا ، أَسَانِيدُهَا مَنَاكِيرُ , وَالْمُتُونُ مَعْرُوفَةٌ بِغَيْرِ هَذِهِ الأَسَانِيدِ ] قُلتُ : والحارث بن نبهان [ متروك الحديث ] قال أبو أحمد الحاكم (( حديثه ليس بالمستقيم )) وضعفهُ القيرواني وقال أبو القاشم بشكوال (( ضعيف متروك )) وقال الإمام أبو حاتم الرازي - رحمه الله - (( متروك الحديث، منكر الحديث، ضعيف الحديث )) وقال أبو داود (( ليس بشيء )) وقال أبو زرعة : (( ضعيف الحديث في حديثه وهم )) وقال الإمام أحمد بن حنبل (( لم يكن يعرف الحديث ولا يحفظهُ ، منكر الحديث )) وقال بصلاحهِ وقال ابن حجر (( متروك الحديث )) .
وقد حدث به الرَّقّيُّ عَنْ معمر عَنْ قتادة قال أمير المُؤمنين في الحديث وعلمُ الاعلام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري : [ ولا يصح هذا الحديث ولا حديث معمر عن عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة ] وهذا عَنْ عامر بن أبي عامر لا يصح عَنْ أبي هريرة - رضي الله عنه - .

[ 3 ] رواية عروة بن علي السهمي الهاشمي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - .
وأخرجهُ العقيلي في الضُعفاء الكبير وقال : [ عروة بن علي السهمي عن أبي هريرة مجهول بالنقل وسلمة بن حبيب أيضا نحوه والحديث حدثناه جعفر بن محمد قال حدثنا عمرو بن عثمان قال حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا إبراهيم بن طهمان عن الحجاج عن سلمة بن حبيب عن عروة بن علي السهمي الهاشمي عن أبي هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ينتعل أحدنا وهو قائم أو يستنجي بعظم أو ما يخرج من بطن وقد روى كراهية الاستنجاء بالعظم والروث بأسانيد أصلح من هذا الاسناد ] وعند الطبراني وجاء في علل بن أبي حاتم : [ قَالَ أَبِي : يُقَالُ : عُرْوَةُ بْنُ عَلِيٍّ )) فالطريقُ على هذا [ ضعيفٌ ] لجهالة عروة بن علي . والله أعلم .

[ 4 ] رواية سيف بن كريب عنه مرفوعاً .
قال الإمام الألباني أخرجه ابن الأعرابي في " المعجم " (18 / 1) ، وأبي بكر الخطيب البغدادي وابن عساكر في تاريخ دمشق مِن رواية سعيد بن بشير عَنْ عمرو بن دوار .... الحديث .

[ ضعيفٌ جداً ] قال الإمام الألباني في السلسلة الصحيحة وشيئاً مِنْ فقهها (2/339) : [ وهذا إسناد ضعيف، سعيد بن بشير ضعيف، ومن فوقه لم أعرفهما ] قال أبو حاتم ابن حبان البستي - رحمه الله - : [ رديء الحفظ فاحش الخطأ يروي عن قتادة مالا يتابع عليه وعن عمرو بن دينار ما ليس يعرف من حديثه، مات سنة تسع وستين ومائة وله يوم مات تسع وثمانون سنة] ضعفه غير واحد مِنْ الأئمةِ الأعلام والصوابُ أنه ضعيفٌ جداً قال يحيى بن معين : [ من رواية عباس قال: ليس بشيء، ومن رواية عثمان بن سعيد قال: ضعيف، وفي رواية ابن محرز، قال: عنده أحاديث غرائب، عن قتادة، وليس حديثه بكل ذاك0 قيل له: سمع من قتادة بالبصرة ؟ قال: فأين] أهـ .

[ 5 ] أما رواية بن سيرين ففي فوائد أبو الفوارس مِنْ رواية محمد بن حميد الرازي وهي [ مُنكرة ] لضعفِ ابن حميد ضعفهُ الرازيان وهما أهلُ بلدهِ فلا تصح .

[ ثانياً ] حديثُ ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم .
أخرجه ابن ماجة في السُنن (2/1159) قال الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي مُشيراً : [ أن الحديث من الزوائد ولم يتعرض للإسناد ] وقد صححه الإمام الألباني - رحمه الله - في تعليقه على سنن ابن ماجة - رضي الله عنه - وقد جزم الإمام الألباني أنه ابن الخصيب ولا أعلمُ مُستنداً له - رضي الله عنه - إلي ذلك ، وقد ذكر الإمام الألباني في إسناده ابن ماجة إلي أبي هريرة عَنْ علي بن محمد عَنْ أبي معاوية - رحمهم الله - إلي أنه الطنافسي ! .
وهو [ غريبٌ فرد ] وهو أقرب إلي النكارة ويشبه أنهُ قد دخل على راويه حديثٌ أخر بالإسناد نفسه في باب انتعال المحرم ! قاله الأخ محمد بن عبد الله السريع كذلك فيما أذكر . والله أعلم .

[ ثالثاً ] حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم .
[ ضعيف ] يرويه عنهُ [ سليمان بن عبيد الله الرقي عن عبيد الله بن عمرو - عبيد الله بن أبي بكر بن أنس ] عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عَنْ النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً .
أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/394) والروياني في مسنده (2/384) والبزار وابن عدي مِنْ رواية عبيد الله بن أبي بكر بن أنس - رضي الله عنه - من طريق محمد بن صدران نا عنبسة بن سال .
أما رواية سليمان بن عبيد الله الرقي فمعلولهٌ بهِ .
وقد سبق ذكر حكم الإمام الترمذي والبخاري على الحديث بالضعف عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - وسليمان بن عبيد الله الرقي قال فيه ابن معين : (( ليس بشيء )) ، وقال النسائي : (( ليس بالقوي )) ، وذكره العقيلي في الضعفاء وقال ابن أبي حاتم قال ما رأيت منه إلا خيرا ، وذكره ابن حبان في الثقات وقد حسن الإمام الألباني أمرهُ وإعتبرهُ صالحٌ للإستشهاد .
قلت رضي الله عنكَ قول النسائي [ ليس بالقوي ] هي نفيٌ للقوةِ مُطلقاً قال شيخنا الدكتور ماهر ياسين الفحل في مواطن عدة من بحوثه فقال كشف الإيهام ص 92،وجامعه في العلل 5/296:"بين قول النسائي ليس بقوي،وقوله : ليس بالقوي فرق، فكلمة ليس بقوي تنفي القوة مطلقاً ،وإن لم تثبت الضعف مطلقاً ،وكلمة : ليس بالقوي إنما تنفي الدرجة الكاملة من القوة" والأرجح ندي أنه جرحٌ ينقي القوة مطلقاً ، وقول ابن معين علق عليه شيخنا الدكتور خالد الحايك - وفقه الله - : [ قصد ابن معين بقوله في الراوي: (ليس بشيء) هو التضعيف الحقيقي ] .
وأخرجهُ البزار في مُسندهِ قال الهيثمي في " المجمع " (5 / 139) : [ رواه البزار، وفيه عنبسة بن سالم، قال البزار: " لا نعلمه توبع على هذا " وضعفه أبو داود ] وقال البزار عقبه : [ وهذا الحديث لاَ نعلمُهُ يُرْوَى عَن أَنَس إلاَّ من هذا الوجه ولا حدث به عن عُبَيد الله بن أبي بكر إلاَّ عنبسة وقد حدث عنبسة بأحاديث عن عُبَيد الله بن أبي بكر ، عَن أَنَس ، ولا نعلمه توبع على هذا الحديث ] فالحمل فيه على عنبسة وقال الأشعث : [ عنبسة بن سالم روى عن عبيد الله بن أبي بكر أحاديث موضوعة ] فالحديث كما أشرت سابقاً [ ضعيف ] .

[ رابعاً ] رواية جابر بن عبد الله - رضي الله عنهُ - مِنْ رواية أبي الزبير .
أخرجه أبو داود (4135) قال: حدَّثنا مُحَمد بن عَبْد الرَّحِيم، أبو يَحيى، أخبرنا أبو أحمد الزُّبَيْرِي، حدَّثنا إبراهيم بن طَهْمَان، عن أَبي الزُّبَيْر، فذكره.
[ صحيحٌ لولا عنعنة أبي الزبير ] فالخلافُ قائمٌ في عنعنة أبي الزُبير - رحمه الله - وقد حسن إسنادهُ الإمام النووي - رحمه الله - [ رواه أبو داود بإسناد حسن ] وقد أخرج لهُ الإمام مُسلم في الصحيح من غير رواية الليث بن سعد عنهُ قُلت : وحديث أبي الزبير مِنْ رواية إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن ابن كعب ابن مالك عن أبيه ، وعلمنا أن الإمام مُسلم لا يخرج لأبي الزبير إلا من طريق الليث بن سعد أو مقروناً بغيره أو ما صرح به بالسماع .

[ خامساً ] رواية عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - .
[ ضعيف جدا ] أخرجه ابن عدي والخطيب البغدادي من رواية أبي محمد السلمي عن خصيف عن مقسم والحمل فيه على خصيف قد تفرد بهذا اللفظ : انتعل رجل وهو قائم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وخصيف قال فيه الإمام أحمد بن حنبل "ضعيف الحديث" ، وقال في رواية : "ليس بحجة ولا قوي في الحديث" ، وقال أيضا : "ليس بقوي في الحديث" ، وقال أيضا : "ليس بذالك" ، وقال : "شديد الاضطراب في المسند" وقال ابن معين : "ليس به بأس" ، وقال مرة : "ثقة" ، وقال أبو حاتم : "صالح يخلط" وتكلم في سوء حفظه ، ، وقال ابن المديني: "كان يحيي بن سعيد يضعفه" ، وقال النسائي : "عتاب ليس بالقوي ولا خصيف" ، وقال مرة : "صالح" ، وقال الدارقطني : "يعتبر به يهم" ، وقال الساجي : "صدوق" ، وقال ابن سعد : "ثقة" ، وقال ابن خزيمة : "لا يحتج به" ، وقال يعقوب بن سفيان : "لا بأس به" وقال أبو أحمد الحاكم : "ليس بالقوي" ، وقال أبو أحمد ابن عدي : "وإذا حدث عن خصيف ثقة فلا بأس بحديثه وبرواياته إلا أن يروي عن عبد العزيز بن عبد الرحمن البالسي يكني أبا الأصبغ فإن رواياته عنه بواطيل والبلاء من عبد العزيز لا من خصيف" ، وقال ابن حبان : "تركه جماعة من أئمتنا واحتج به جماعة آخرون وكان خصيف شيخا صالحا فقيها عابدا إلا أنه كان يخطئ كثيرا فيما يروي وينفرد عن المشاهير بما لا يتابع عليه وهو صدوق في روايته إلا أن الإنصاف في أمره قبول ما وافق الثقات من الروايات وترك ما لم يتابع عليه وإن كان له مدخل في الثقات وهو ممن أستخير الله فيه" .

[ الخُلاصة ] الحديثُّ في هذا الباب لا يصحُّ مِنْهُ شيءٌ ولا يطمئنُّ القلبُّ إلي عنعنة ألي الزُبير هُنا فقد أخرج الإمام مسلم رواية بن طهمان عن أبي الزبير من غير رواية جابر ! ولأبي الزبير أحاديث في صحيح مسلم إما أنها من طريق الليث أو مقرونة بغيرها أو صرح بها بالسماع ! وقد حدث أبي الزبير عن جابر - رضي الله عنه - مِنْ غير رواية ابن طهمان وحديثه في أيام التشريق قال الطبراني في المعجم الأوسط تفرد به إبراهيم بن طهمان ، وقد يقول القائل أني بإعلالي للحديث بعنعة أبي الزبير فإني أعلُّ ما رواهُ في صحيح مُسلم وهذا ليس صحيح فقد أشرت إلي كون رواية أبي الزبير في الصحيح مِنْ طريق الليث أو مقروناً أو صرح بهِ وهُنا بن طهمان وأبي الزبير مِنْ رجال مسلم قال الحاكم عَنْ هذا الإسناد [ على شرط مسلم ] قُلت : أما بن طهمان عن أبي الزبير عن جابر فلم يخرجه الإمام مسلم في صحيحهِ . والله أعلم بالصواب . إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشطيان وللأخوة أن يوجهونا .



كَتبهُ وأملاه العبدُ العاثر /
أبو الزهراء الغزي الأثري
5/4/2013