المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حادثة الفيل (قصة مختصرة بين أهل مكة وأبرهة الحبشى)



االزعيم الهلالي
03-05-2013, 11:10 AM
كانت اليمن تحت سيطرة الأحباش وكان عليها وال من قبل النجاشي ملك الحبشة يدعى أبرهة، وكانت قاعدة حكمه صنعاء، وأراد هذا الظالم أن يرضي النجاشي ملك الأحباش فبنى كنيسة كبيرة في صنعاء جعلها تفوق الكنائس روعة وجمالا، وأطلق عليها اسم القليس، وعندما أتم بناءها كتب للنجاشي يقول له بعد أن وصف رونقها وروعة جمالها: فلست بمنهٍ عملي حتى أصرف حجاج العرب إليها، وأجعلهم ينسون أن في مكة بيتا يقدسونه ويحجون إليه. وسعد النجاشي لذلك، وصمم أبرهة أن يتحول العرب بحجاجهم عن الكعبة المكرمة إلى تلك الكنيسة وأيدته الأحباش ولكن شيئا من ذلك لم يحدث، وبقيت الكعبة قبلة العرب، وأولى مقدساتهم، ومحط أنظارهم، ومهبط أفئدتهم وأسخط النجاشي وأبرهة، وقد ادعى أبرهة أن واحدا من العرب دخل كنيسة القليس وأحدث فيها، فاستأذن النجاشي بأن يسير إلى مكة ويهدم الكعبة فأذن له وزوده بفيل ضخم مدرب على الهدم وتحطيم ما يواجهه، ومدرب أيضا على اقتحام المعارك، وسار أبرهة مزهوا بفيله وجيشه قاصدا مكة ليهدم الكعبة وعندما وصل إلى مشارف مكة خرج إليه رجل من أشراف اليمن ونصحه بالعدول بجيشه عن مكة فرفض نصيحته واستمر في سيره إلى أن وصل إلى أرض خثعم (شهران) وناهس ودارت بينهم وبينه معارك حامية انتصر فيها أبرهة، ثم استمر في سيره حتى وصل إلى المغمس على مقربة من مكة، بين مكة والشرايع فعسكر فيه، ثم أرسل رجالا من قبله ينهبون إبل قريش وأهل مكة فنهبوها وكان من بينها مائتا ناقة لعبدالمطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حينئذ زعيم قريش وسيدها فاستشار الناس عبدالمطلب في قتالهم، فأشار عليهم بالقتال ثم إنه تراجع وقال لهم: إنها معركة غير متكافئة سوف تذوب فيها قريش وترجع بعار الهزيمة، فاتركوا الأمر لي وحدي، دعا أبرهة عبدالمطلب بعد أن علم أنه زعيم قريش وسيدها، فخرج واستقبله استقبالا حسنا فسأله أبرهة عن حاجته فقال عبدالمطلب: حاجتي أن ترد إلي إبلي، فقال أبرهة: تكلمني في مائتي بعير أخذتها وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك وأجدادك لا تكلمني فيه، فقال عبدالمطلب: أنا رب الإبل أما البيت فله رب يحميه، فقام أبرهة مزهوا ساخطا لكنه رد لعبدالمطلب إبله، وقال: سأهدمه، يقصد البيت، ويمضي أبرهة بجيشه يتقدمهم الفيل لدخول مكة غير أنه حدث شيء عجيب فقد برك الفيل ولم يتحرك إلى الأمام خطوة واحدة، واندهش أبرهة وقواده من هذه الظاهرة العجيبة وجاءوا بمحاجن يدخلونها في جسم الفيل، يودون منه أن يتحرك فلم يتحرك ثم وجهوه نحو اليمن فقام مهرولا إلا أنهم وجهوه نحو مكة فلم يتقدم وبرك ثانية وظلوا كلما وجهوه إلى ناحية غير مكة يقوم ويسرع ما عدا ناحية مكة ويئس أبرهة من تقدم الخيل وكانوا بقرب وادي محسر، فتقدم بجيشه قليلا حتى كان في وسط وادي محسر، فإذا الجو قد أظلم عليهم، وشعروا أن سحابة سوداء تداهمهم، وإذا بها طيور تنقض عليهم طير أبابيل تحمل كل واحدة منها ثلاث حصى، اثنتان بأرجلها والثالثة في منقارها فانقضت عليهم كالشهب المحرقة فحصدتهم حصدا، وجعلتهم كعصف مأكول كما ذكر الله حالتهم في سورة الفيل، لتكون عبرة وعظة للذين يريدون بالبيت شرا. المصدر : قاعدة معلومات الملك خالد بن عبدالعزيز