المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بطلان عقيدة التجسيم والجهة بنص الحديث الشريف الصحيح



أهــل الحـديث
03-05-2013, 05:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم

من البديهي المسلم عند كل عاقل أنه ما اتفق أهل العلم من أهل السنة سلفا وخلفا على تنزيه الله تعالى عن الجسمية ولوازمها من التحيز والحركة والسكون والجلوس والحدود وغيرها إلا عن القواطع العقلية النافية لذلك عن الله عز وجل والأدلة المحكمة النقلية قرآنا وسنة.

لكن المجسمة في عصرنا في محاولة يائسة للنشور بعد الموت يحاولون يائسين التشكيك في هذه الحقائق التي اتفق عليها العلماء المعتبرون ولم يشذ عنها إلا كل مسكين مخذول. فتراهم يتركون محكمات البراهين العقلية ودلائل النصوص السمعية الناصة على التنزيه، ويلهثون وراء أخبار وهمية أو معاني ظاهرة فاسدة عششت في أذهانهم الكاسدة يحملون عليها النصوص الشرعية.

وقد ردّ أهل السنة والجماعة سلفا وخلفا أشاعرة وماتريدية شافعية ومالكية وحنفية وحنابلة أفاضل على جميع سخافات المجسمة وفهمهم السقيم المنحرف للنصوص الشرعية، وكان ببركة تلك الجهود أن انقرض المشبهة المجسمة أو كادوا عن الساحة الإسلامية شرقا وغربا وفي شتى الأراضي الإسلامية.

وحري بنا اليوم في ظل محاولات الظهور الفاشلة عاجلا أم آجلا للمذاهب التجسيمة، أن نستحضر جهود العلماء الأبرار في الدفاع عن أصول هذا الدين النقية التي خالفت الجذور اليهودية للتشبيه والتجسيم، وخالفت الجذور المسيحية للحلول والاتحاد.

فمن الأدلة البينة الجلية على تنزيه المولى سبحانه وتعالى عن الجسمية والجلوس والجهة الحسية قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح متنا القطعي معنى عند التأمل: عن أنس بن مالك ، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في القبلة ، فشق ذلك عليه حتى رئي في وجهه ، فقام فحكه بيده ، فقال :إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه ، أو إن ربه بينه وبين القبلة ، فلا يبزقن أحدكم قبل قبلته، ولكن عن يساره أو تحت قدميه. اهـ
صحيح البخاري ـ كتاب الصلاة ـ أبواب استقبال القبلة - باب حك البزاق باليد من المسجد

قال الحافظ إبن حجر في الفتح ج1 ص 508:وفيه الرد على من زعم أنه تعالى على العرش استوى بذاته.

قال الإمام ابن أبي جمرة (ت699هـ) في بهجة النفوس:
قوله صلى الله عليه وسلم «ربه بينه وبين القبلة» فهذا دليل على أهل التجسيم والحلول أن دعواهم باطلة وأن الحلول والتحيز في حقه تعالى مستحيل فإنه لو كان جل جلاله كما زعموا تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا بالحلول على العرش فكيف يكون هناك ويكون بين المصلي وبين قبلته؟! وكم من المصلين في الزمن الفرد في أقطار الأرض مختلفين متباينين من جهتين من جهة التباعد وتضاد الأقطار فيلزم على ذلك تعداده أو تجزؤه وهذا محال بالإجماع منا ومنهم، فلم يبق إلا التأويل، فكما نتأول هنا نتأول في غيره من الآثار والآي. (بهجة النفوس ج1/ص185) الطبعة 1 سنة 1348، مطبعة الصدق الخيرية مصر.

وروى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك "أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فأشار بظهر كَفَّيْه إلى السماء". أي أن النبي جعل بطون كفَّيْه إلى جهة الأرض، وفي ذلك إشارة إلى أن الله عز وجل ليس متحيّزًا في جهة العلو كما أنه ليس في جهة السُّفل.

و قال عليه الصلاة والسلام "أقربُ ما يكونُ العبدُ مِن ربّه وهو ساجد، فأكثروا الدُّعاء" قال الحافظ جلال الدين السيوطي الشافعي قال البدر بن الصاحب في تذكرته في الحديث إشارة إلى نفي الجهة عن الله تعالى.