المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : .. كـن صديقاً.. لا تكن ديكتاتوراً مستبداً برأيك!



عميد اتحادي
02-05-2013, 04:00 PM
-- يُعـتبر المجتمع بالنسبة للشاب، أسرته الكبيرة، وعـلى هـذا الأساس يكون أكـبر وأوسع من دور الأسرة.. وعـليه تبعـات كـثيرة، كـتوفـير سبل العـيش الشريف لكافة أفـراده، والاهـتمام بالتعـليم، والتخطيط السليم لمستقبل الشباب، فـضلاً عـن إيجاد حلول سريعة وناجحة لما يواجهونه من مشكلات ناجمة من تحديات العـصر ومغـرياته.

فالشاب عـندما يرى المجتمع عـلى هـذه الصورة كالـبنيان المرصوص يشد بعـضه بعـضا، ويتعـاون عـلى البر والـتقوى، لا شك أنه يكون عاملاً إيجابياً في العـمل البنّاء والسلوك السوي.

إذن.. يقع عـلى أفـراد المجـتمع بكافة طـبقاته، المحافـظة عـلى الشباب وإنارة الطريق أمامهم لكي يسيروا بخطى ثابتة لا اعـوجاج فـيها.. فـمتى ما اهـتموا بهـذه الشريحة الشبابية، فإن مشاكـلهم تتلاشى ويسود الاستقرار بلا شك ربوع المجتمع .

-- الكثير من الشباب يشكون مما يعانونه من أمور شتى.. وقـد يلجؤون إلى أمور يرفـضها المجتمع وترفـضها العادات والتقاليد، فـقد يلجأ الشاب عـلى سبيل المثال إلى صديقه الذي هـو بنفس عـمره، ليشكو إليه سوء حاله وعـدم فهم الأسرة لطبيعة شخصيته.. لكن.. هـل هـذا هـو الحل المناسب؟ هـل الصديق سيقدم لصديقه الحل ويرشده إلى الصواب وهـو- الصديق- في مثل عـمره لم تصقله تجربة؟

-- إن الأبوة الحقة هي المحبة والحنان والتربية والرحمة والرعاية والتضحية والعـدالة.. والأب الحنون هـو الراعي الصالح لأسرته والقدوة الحسنة لأولاده، والحكم العادل فـيما بينهم.. فإذا ما خلت الأبوة من هـذه المعاني السامية، أصبحت مجرد كلمة يتيمة، وإذا ما تخلى الأب عـن دوره كقائد موجه وقاض عادل فـقد صفة الأبوة، ومحبة واحترام أسرته له، وبالتالي مبرر وجوده كأب، وأصبح في نظرهم ونظر المجتمع المثقف الواعي، دكتاتوراً مستبداً برأيه، لا يعـترف بأخطائه، وقائدا جاهلاً يقودهم إلى الهلاك، وقاضيا ظالما يحكم عـليهم بالسجن المؤبد وهم الأبرياء.. فـيا بعـض الآباء.. كونوا رحماء بأبنائكم.

-- إن الشاب يحتاج إلى الأب «الصديق»، ليكون قـريباً منه، يخاف عـلى مصلحته بالدرجة الأولى، يحتاج إلى خبرته وتجاربه وحرصه عـليه، فـقد يهـمل كثير من الآباء واجبهم نحو أبنائهم، وقـد يقسون عـليهم من منطلق الخوف والحرص، ولكن هـذا له مردوده السلبي عـلى الشاب. والمطلوب من الأب أن يمنح ابنه «المراهـق بصفة خاصة» الحنان حتى لا يضل الطريق، أو يبحث عـنه في «المقاهي»، فكن أيها الأب صديقا لابنك، قـريبا منه، افـتح له صدرك، وبهذا ستكون عـلى اطلاع عـلى حقيقته، وحينها تستطيع توجيهه كيفما تشاء.

-- وأنت أيها الشاب.. حاول أن تصادق والدك، وأن تفتح له قـلبك، فقد صقلته الحياة والتجارب، وهـو أحق الناس لأن يعـرف عـنك الكثير، واعـلم أنه إن بدا لك قاسيا فهي القسوة النافعة لك ولمصلحتك، ولا تصدق أنه يقسو عـليك إلا من باب الخوف عـليك، فحاول مصادقـته، وسوف تكسب إن شاء الله حينها الدنيا والآخـرة.. وأنتِ أيضا أيتها الأم، كوني صديقة لابنتك.