المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلامة ابن باديس: ومن حسن الأدب في مقدرات القرآن أ لا نقدر يا محمد كما هو جار على الألسنة وفي التصانيف



أهــل الحـديث
28-04-2013, 11:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



رب الفلق:

قال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}.

الأمر المفرد للنبي عليه السلام.

ومن حسن الأدب في مقدرات القرآن، أن تقدر في مثل هذا الأمر: أيها الرسول، أو أيها النبي، لأنهما الوصفان اللذان نطق بهما القرآن في نداء النبي عليه الصلاة والسلام، وأن لا نقدر يا محمد كما هو جار على الألسنة وفي التصانيف؛ فإن القرآن لم يخاطبه باسمه.

والأمر لنبينا أمر لنا، لأننا المقصودون بالتكليف، ولا دليل على الخصوصية، فهو في قوة: قل أنت، وقل لأمتك يقولون.

و {أعوذ} أستجير وألتجىء، ويتعدى هو وجميع تصاريفه بالباء كـ"أستجير". والعوذ والعياذ مصدران منه كالصوم والصيام. وفي القرآن مما جاء على المعنى اللغوي: {يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ} [الجن: 6]. ومن كلام العرب: قد استعذت بمعاذ.

و (الرب) الخالق المكون المربي، ومواقع استعمال هذه الكلمة في القرآن هي التي تكشف كل الكشف عن معناها الكامل.

و {الفلق} الفجر المفلوق المفري.

ومن لطائف هذه اللغة الشريفة: أن الفتح، والفلح، والفجر، والفلق، والفرق، والفتق، والفرى والفأ، والفقأ، والفقه ... كلها ذات دلالات واحدة، وتخصيصها بمتعلقاتها باب من فقه اللغة عظيم.

تفسير ابن باديس ((في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير)).