تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الفوائد الماسية من الرحلة المقدسية الحلقة الثالثة(1)



أهــل الحـديث
26-04-2013, 03:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



1ـ هجر في المبادرة إلى الصلاة قبل الوقت فهي سنة حسنة مستحبة.



قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:



«لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا»



رواه البخاري (615)، ومسلم (1009) وغيرهما عن أبي هريرة.



2ـ احسب الوقت الذي تستغرقه في المشي البطيء إلى أقرب مسجد إليك حتى تتعاهد نفسك في الوصول إليه بعد ذلك ضمن الوقت المتاح لإقامة الصلاة، وحتى تكثر خطاك التي تحتسبها وتحسب لك.



قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:



«أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ»؟!.



قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ:



«إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ».



رواه مسلم (610) وغيره عن أبي هريرة.



3ـ احتفظ ما استطعت بالوثائق الثبوتية، وجلدها، وحافظ عليها في أماكن متعددة، واحفظ صورها كذلك، فهي ليست ملكك وحدك، بل ملك الأجيال القادمة، وهي من العلم الذي يجب حفظه بوثائقه، وهو سر قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:



«قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ».



وقد ثبت مرفوعا وموقوفا، رواه ابن أبي شيبة، والطبراني، والحاكم وغيرهم في عدة مواضع من كتبهم، عن عمر بن الخطاب، وأنس بن مالك، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عباس. وصححه شيخنا في العديد من كتبه.



4ـ وثق معلوماتك وتحركاتك الدعوية بالصور المتحركة (الفيديو) دون الثابتة بقصد خدمة الدعوة الإسلامية، فقد تكون فيها منفعة متحققة للدعوة من خلال مشاهدة تلك التحركات، وقد سمعت شيخنا أكثر من مرة يفتي بوجوب أو جواز استخدام جهاز التلفاز إن كان مصالحه متحققة ومفاسده منفية، أو مصالحه أعظم من مفاسده، وهذا من هذا، والله أعلم، والتفصيل يطول ومن أمثلته تصوير كيفية الوضوء والصلاة وغيرهما.



5ـ استعد لتحركاتك ولو بقليل الاستعداد، وهو من ضمن عموم قوله تعالى:



{وَأَعِدّوا}



[الأنفال: 60]



6ـ اعمل لخدمة الإسلام ما استطعت، ولا تنظر إلى إعاقتك، أو إصابتك، أو عجزك، بقدر ما تنظر إلى نعم الله عليك، واستعدادك، وقدرتك.



فقد كان عمرو بن الجموح رجلا أعرج شديد العرج وكان له بنون أربعة مثل الأسد يشهدون مع رسول الله صلى الله عليه و سلم المشاهد فلما كان يوم أحد أرادوا حبسه وقالوا له: إن الله عز و جل قد عذرك.



فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: إن بني يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه والخروج معك فيه فوالله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:



«أما أنت فقد عذرك الله فلا جهاد عليك».



وقال لبنيه:



«ما عليكم ألا تمنعوه لعل الله أن يرزقه الشهادة».



فخرج معه فقتل. يوم أحد شهيدا.



قال شيخنا في تعليقه على «فقه السيرة» للغزالي: «سنده حسن ـ إن لم يكن مرسلا ـ وقد روى بعضه أحمد بسند صحيح»



7ـ احرص على صحبة إخوانك الذين تنفعهم وتنتفع بهم، فالجليس الصالح كحامل المسك.



«مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً».



رواه البخاري (5534)، ومسلم (6860) ـ كلاهما، وغيرهما ـ عَنْ أَبِي مُوسَى، ورُوي مرسلاً، ومتصلاً:



«خَيْرُ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُ مِائَةٍ، وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ، وَلَنْ يُغْلَبَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ».



رواه أبو داود (2611)، والترمذي (1643) ـ كلاهما، وغيرهما ـ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ورُوي عن أنس مرفوعا نحوه وزيادة.



8ـ ساهم في بناء المساجد ما استطعت ومهما صغرت مساحاتها.



{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18)}



[التوبة: 18]



«مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ, كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ، أَوْ أَصْغَرَ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ».



رواه ابن ماجه (738) وغيره عن جابر، وصححه شيخنا في العديد من كتبه، ورُوِيَ عن ابن عباس نحوه.



9ـ احرص على تناول الإفطار قبل خروجك، فلا تدري ماذا يَجِدُّ أو يحدث لك، وتذكر عند افطارك دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم:



«اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا»



رواه جمع عن صخر الغامدي، وابن عمر وابن عباس، وابن مسعود، وعبدالله بن سلام، وعمران بن حصين، وكعب ابن مالك، والنواس بن سمعان. وصححه شيخنا في العديد من كتبه.



10ـ ومن بعض ما استفدته من أهل اليمن ـ وهو كثير ـ قولهم:



«الصَبوح الروح، والغدا ما تيسر، والعشا لقمة وشاهي».



11ـ لا تقطع شجرا، ولا تخرب زرعاً، ولا تفسد في الأرض، لأن الله لا يحب الفساد، ورأس الفساد إهلاك الحرث والنسل، وإفسادهم لنسلهم فضلاً عن نسل غيرهم معروف، وما حقنهم (لأثيوبيات الفلاشا) عند دخولهن فلسطين عنا ببعيد فوسائل الإعلام الصهيونية قبل العالمية تتحدث عنه هذه الأيام.



كما قال تعالى:



{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)}



[البقرة: 204-206]



12ـ لا تُحَرِّفْ تاريخاً ولا جغرافيا فضلا عن كلام الله وكلام رسله، لا لفظا ولا معانٍ، واحرص أن تكون من عدول هذه الأمة الذين يحملون هذا العلم وينفون عنه تحريف الغالين، وتأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين، كما صح في حديث نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم القائل:



«يَرِثُ [يَحْمِلُ] هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنْفُونَ عَنْهُ تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَحْرِيفَ الْغَالِينَ ».



13ـ ولا تكن كيهود الذين حرفوا حتى قال الله فيهم:



{فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ}



[البقرة: 59]



وقال:



{فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ



[الأعراف: 162]



وقال:



{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ}



[البقرة: 79]



14ـ قاوم عدوك ما استطعت، وبما تستطيع، وخير ما تقاوم به الشر نشر الخير.



{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}



[آل عمران: 104]



15ـ تدبر آيات القرآن الكريم، وتأمل معانيه، وتعلم تفسيره الأثري، وادعُ إلى الله به ومنه، فإن ذلك من أوجب الواجبات.



{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا}[النساء: 82]



{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}



[محمد: 24]



16ـ اقرأ كتب التاريخ بنظرة سلفية تأصيلية، فالتاريخ عبرة الماضي، وخبرة الحاضر، وعظة المستقبل.



{قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}



[الأنعام: 11]



{قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69) وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (70) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (71) قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72)}



[النمل: 69-72]



{قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}



[العنكبوت: 20]



{قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ}



[الروم: 42]



17ـ تذوق من الشعر أحكمه ما استطعت فقد قال صلى الله عليه وسلم:



«إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً [حُكْمًا]».



رواه البخاري (6145) عن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَفِى الْبَابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةَ، وَبُرَيْدَةَ، وَكَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ.



18ـ احفظ القرآن، وتدبره، واعمل به، فهو رفعة لك في الدنيا، ونجاة لك في الآخرة، كما كان حفظ التوراة رفعة لعزير في الدنيا، ونرجو له النجاة به في الآخرة، وتذكر حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم:



«إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ».



رواه مسلم (1934) عن عمر بن الخطاب، وانظره بتمامه وسبب إيراده فهو جد مهم ومفيد.



19ـ اقْرِ الضيف، وَجُدْ بالموجود، ولا تتكلف المفقود، فَقِرَى الضيف واجب شرعي، والبيتين الذين سقتهما في قصة العزير معبران جدا، وخير منهما قوله صلى الله عليه وسلم:



«وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ قَالَ وَمَا جَائِزَتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ وَالضِّيَافَةُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ فَمَا كَانَ وَرَاءَ ذَلِكَ فَهْوَ صَدَقَةٌ عَلَيْهِ».



رواه البخاري (6019) عن أَبِي شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ.



20ـ احذر أن تصلي في مسجد بني على قبر، أو بني فيه قبر، ولو كان القبر خاليا ليس فيه أحد ككثير من المساجد التي فيها قبور، أو بُنيت على قبور حقيقية، أو وهمية، فإن القبر في المسجد وثن يعبد مع الله، وشرك أكبر يحبط العمل، ويبطل الإيمان، فقد دعا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائلاً:



«اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا، لَعَنَ اللَّهُ قَوْمًا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ».



رواه الإمام أحمد (7352)، وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وصححه شيخنا في العديد من كتبه.



21ـ تجنب الحزبية؛ سواء انتسبت إلى الإسلام، أو انتسبت لغير الإسلام، وإلا خالفت قول الله تعالى:



{وَلَا تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}



[الروم: 31 – 32] .



22ـ استخدم اللغة العربية في بيان المصطلحات، فإن ذلك من نعم الله، ومن شعائر الإسلام وتجنب الحديث بالأعجمية وإن اشتهرت، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في قوله تعالى:



{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}



[يوسف: ٢] ونحوها



«فهذا يتضمن إنعام الله على عباده، لأن اللسان العربي أكمل الألسنة وأحسنها بيانا للمعاني، فنزول الكتاب به أعظم نعمة على الخلق من نزوله بغيره».



«الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح» (269)



وقال في «اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم» (1/519):



«فإن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون».



23ـ احتسب عند الازدحامات وإغلاق الطرقات، وانشغل بذكر رب الأرض والسماوات، ومراجعة وحفظ وتلاوة الآيات البينات.



24ـ تذكر نعمة الله عليك حتى في المصابات، فلعل مصيبة تجلب لك خيرا كثيرا من حيث لا تحتسب.



25ـ تفقد أولادك، ولا تنشغل عنهم، سيما من تظهر فيه شقاوة الصبيان.



{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}



[التحريم: 6]



26ـ أسعف الجريح، وساعد المريض ما أمكنك (فاليونروا) ليست أولى منك بذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:.



«مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ».



رواه مسلم (5857) عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ



27ـ لا تُحَمِّلْ غيرك جريرة ذنبك وخطأك، فالله خبير بصير.



{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ}



[النساء: 135]



28ـ لاطف الصغار ما استطعت بالمعروف من الكلام، فلعل كلمة تستقر في ذهن أحدهم ينفعه الله بها أبد الدهر. عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ:



«إِنِّي لأَعْقِلُ مَجَّةً مَجَّهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- [فِي وَجْهِي وَأَنَا ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ مِنْ دَلْوٍ.] فِى دَارِنَا».



رواه البخاري (77)، ومسلم (1530) واللفظ مجموع لهما.



29ـ اعمل للخير الذي يتنبأ لك به الآخرون، والذي يُتوقع منك، فهو من عموم قوله تعالى:



{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}



[التوبة: 105]



وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:



«اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ».



رواه البخاري (4949) عن علي بن أبي طالب وفي الحديث قصة.



30ـ لا تتعجل في استكمال العلاج ـ وأحيانا، إن لزم ـ الإفراج!! فلا تدري عن المضاعفات.



31ـ دع الصغار يساعدون الكبار ما استطاعوا ففي ذلك تربية أيما تربية؟!



32ـ متع ناظريك بأرض بلادك، فهو من عموم قول الله تعالى:



{قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ}



[الأنعام: 11]



{قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا}



[ثلاث سور]



33ـ لا تستمع لشبهات الخرافيين من مختلف الطرق والنحل؛ كالطرقيين والرافضة وغيرهم، فالشبهات خطافة.



{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}



[الأنعام: 68]



34ـ تذكر مذابح يهود، فالأسى لا يُنسى، وتذكر الصالحين فتذكرهم ذكر لله تعالى، لأن ذكرهم يُذَكِّرُ بالله تعالى، وكان نبينا صلى الله عليه وآله وسلم إذا ذكر الأنبياء عليهم السلام والصالحين ترحم عليهم وهو ذكر لله تعالى.



35ـ لا تُزوج ولا تتزوج شغارا فهو حرام في شرعنا، وابتلي به أهلنا لجهلهم مع أن النبي صلى الله عليه وسلم- قَالَ:



«لاَ شِغَارَ فِى الإِسْلاَمِ».



رواه مسلم (3533) عَنِ ابْنِ عُمَرَ.



36ـ ارفق بأبنائك، ومن تحت ولايتك، ولا تُحملهم من الأعمال إلا ما يطيقون، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم:



«وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ ـ أَحْسِبُهُ قَالَ ـ: مَا لاَ يُطِيقُونَ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ»



رواه البزار (3992) عن أبي ذر، ورجاله رجال «الصحيح».



37ـ تعلم وعلم أبناءك السباحة فهي مما شرعه لنا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم بقوله:



«كُلُّ شَىْءٍ لَيْسَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ فَهُوَ سَهْوٌ وَلَهْوٌ إِلاَّ أَرْبَعًا؛ مَشْىَ الرَّجُلِ بَيْنَ الْغَرَضَيْنِ، وَتَأْدِيبَهُ



فَرَسَهُ، وَتَعَلُّمَهُ السِّبَاحَةَ، وَمُلاَعَبَتَهُ أَهْلَهُ».



رواه النسائي في «السنن الكبرى» (8938 و8939 و8940)، والطبراني في «الكبير» (1761)، و«الأوسط» (8147)، والبهقي (20233)، وغيرهم، وصححه شيخنا في العديد من كتبه. عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ قَالَ:



رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَجَابِرَ بْنَ عُمَيْرٍ الأَنْصَارِيَيِّنِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَرْتَمِيَانِ، فَمَلَّ أَحَدُهُمَا فَجَلَسَ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: أَجَلَسْتَ؟! أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: وذكره.



وورد أحاديث أخرى مرفوعة في الحث على تعلم السباحة ولكن لم يثبت منها غير الحديث السابق.



ورُوِيَ عَنْ مَكْحُولٌ الدِّمَشْقِيُّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ:



«أَنْ عَلِّمُوا أَوْلَادَكُمُ السِّبَاحَةَ، وَالرَّمْيَ، وَالْفُرُوسِيَّةَ».



38ـ تنبه لمكائد يهود، واعذر المسلمين الذين يمكن أن يقعوا فيها، فكثير من الناس تحكمهم الأهواء والجهل.



«وأهل السنة أعلم الناس بالحق، وأرحمهم بالخلق»



كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.



39ـ تجنب الشرك بالقول والفعل، فإنه محبط للعمل، ومبطل للإيمان، حتى ولو كان بدعاء سيد ولد عدنان صلى الله عليه وآله وسلم، وتأمل واعمل بقول الله تعالى:



{وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ (106) وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}



[يونس: 107]



40ـ اذكر الله ذكرا كثيرا، وسبحه بكرة وأصيلا، وادعه وتضرع إليه، ممتثلاً أمر ربك، ولكن بما شَرَعَ لك، لا بهواك، ولا بأوراد أسيادك المبتدعة، وتذكر قول الله تعالى:



{ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}



[الأعراف: 55]



{وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّوَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ}



[الأعراف: 205]



41ـ أضحك إخوانك ما استطعت ولكن بالحق والصدق لا بالكذب، فقد كان الصحابة يضحكون ويُضحكون، وتجنب إضحاكهم بالكذب فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم:



«وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ ، وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ».



رواه أبو داود (4990)، والترمذي (2485) ـ كلاهما، وغيرهما ـ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده. وحسنه شيخنا في العديد من كتبه.



42ـ وأضحك عمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين كان غضبانا من بعض نسائه. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَوَجَدَ النَّاسَ جُلُوسًا بِبَابِهِ لَمْ يُؤْذَنْ لأَحَدٍ مِنْهُمْ - قَالَ - فَأُذِنَ لأَبِي بَكْرٍ فَدَخَلَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عُمَرُ فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ فَوَجَدَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- جَالِسًا حَوْلَهُ نِسَاؤُهُ وَاجِمًا سَاكِتًا - قَالَ - فَقَالَ لأَقُولَنَّ شَيْئًا أُضْحِكُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَ بِنْتَ خَارِجَةَ سَأَلَتْنِي النَّفَقَةَ فَقُمْتُ إِلَيْهَا فَوَجَأْتُ عُنُقَهَا. فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ



«هُنَّ حَوْلِى كَمَا تَرَى يَسْأَلْنَنِى النَّفَقَةَ».



رواه مسلم (3763) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ



43ـ اشرب اللبن (الياغورت) ولا تكن من المُغفلين، وإذا ركبت حافلة أو سيارة عمومية بعد شربه فلا تكن من الغافلين النائمين، واحرص على نقودك حتى لا تكون غنيمة للنشالين!!



44ـ صل في المساجد القديمة ـ ما أمكنك ـ فالصلاة في المسجد القديم أجرها أعظم من الصلاة في المساجد الحديث، وفي كل خير.



45ـ اصبر على أذى المحتلين محتسبا عند الله رباطك، حتى يملوا من صبرك، ولا أظن ذلك يخرج من عموم قوله تعالى:



{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}



[آل عمران: 200]



46ـ احرص على النيل من عدوك ما استطعت ولو بالنظرة، واحتسب ذلك وتذكر قول الله تعالى:



{وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}



[التوبة: 120]



47ـ لا تصل في مسجد بني على قبر، ولو كان قبر نبي، أو أنبياء؛ كالمسجد الإبراهيمي، والذي يحلو لبعض المسلمين تسميته ـ خطأًـ «الحرم الإبراهيمي»، وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم:



«لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ».



رواه البخاري (435 و436)



48ـ وإذا أورد عليك مورد شبهة مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبره فأحله على رسالة شيخنا الإمام الألباني



«تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد»



49ـ صل أرحامك ولو بالسؤال عنهم، والسلام عليهم، فصلة الأرحام أصل من أصول الإسلام.



{وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ}



[الرعد: 21]



50ـ إن كنت تاجرا فاحرص على فتح متجرك مبكرا، فقد بورك للأمة في بكورها كما دعا بذلك صلى الله عليه وآله وسلم:



«اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا».



رواه ابن ماجه (2236) عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ وصححه شيخنا.



51ـ أوقف وحبس شيئا من مالك أو عقارك صدقة جارية ربما تنفعك أكثر من غيرها، وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم:



« إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ: صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ، وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ، وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ».



رواه الترمذي (1432) وغيره عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، وصححه شيخنا.



52ـ تعرف على التاريخ الحديث لبلادك، والأشياء والأسماء حولك، فمن العار على طالب العلم الجهل بأسماء وأشياء حوله يراها ويسمعها كل يوم.



53ـ احرص على وحدة الأمة، فنحن شعب واحد، وبلادنا واحدة، وما نال منا عدونا إلا بعد تفرقنا، وتذكر قوله تعالى:



{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)}



[آل عمران: 103-105]



54ـ قس حذاءك على قدمك أو ثوبك على بدنك ولا تعتمد المقاسات السابقة، فالأحجام تتغير، كما تتغير المقاسات من منتج إلى منتج.



55ـ لا تؤثر نفسك إن تملكت وتمكنت وآثر إخوانك، فهو منهج الصحابة عموماً والأنصار خصوصاً، واقرأ قول الله تعالى:



{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}



[الحشر: 9]



وجَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ إِنِّي مَجْهُودٌ. فَأَرْسَلَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلاَّ مَاءٌ. ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُخْرَى فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ. حَتَّى قُلْنَ كُلُّهُنَّ مِثْلَ ذَلِكَ؛ لاَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلاَّ مَاءٌ. فَقَالَ:



«مَنْ يُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ»؟!



فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ فَقَالَ لاِمْرَأَتِهِ: هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ؟. قَالَتْ: لاَ إِلاَّ قُوتُ صِبْيَانِي. قَالَ: فَعَلِّلِيهِمْ بِشَيْءٍ، فَإِذَا دَخَلَ ضَيْفُنَا فَأَطْفِئِي السِّرَاجَ، وَأَرِيهِ أَنَّا نَأْكُلُ. فَإِذَا أَهْوَى لِيَأْكُلَ فَقُومِي إِلَى السِّرَاجِ حَتَّى تُطْفِئِيهِ. قَالَ: فَقَعَدُوا وَأَكَلَ الضَّيْفُ. فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ:



«قَدْ عَجِبَ اللَّهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ».



رواه مسلم (5480) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ



56ـ استخدم ألفاظاً فصيحة يفهمها المخَاطَبُ في التعبير عن مرادك، وتجنب الألفاظ العامية المحلية.



{فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ}



[النحل: 82]



57ـ تجنب سرقة الأشخاص، والمؤسسات والهيئات حتى ولو كانت معادية، فالسرقة سرقة، ولا يُعالج الخطأ بالخطأ أبداً، فالسرقة حرام في شرعنا مطلقاً، والغنائم تكون حال الحرب، ويحرم فيها الغلول، ولا يحل لك أن تسرق ممن سرقك، تماما كما لا يحل أن تقابل الزنا بالزنا. والله أعلم.



58ـ تجنب إيذاء المخاطب، ولا تتحدث مباشرة في وجهه، وابق بعيدا بعض الشيء عن وجهه حتى لا تؤذيه برائحة قد تخرج من فمك بسبب بقايا بعض الأطعمة، أو برذاذ يخرج من فيك، وكلمه من جانب وجهه، فهذا من أدب الخطاب.



59ـ لا تطل زيارتك عند مشغول، فالزيارة غارة، ولا تطل عيادة المريض فقد تؤذيه أكثر مما تواسيه، وتذكر حديث رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:



«زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا».



رواه الطيالسي (2658) عن أبي هريرة، ورواه غيره عن أبي ذر، وعن حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيِّ، وعن عبد الله بن عمرو، وعن عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وصححه شيخنا.




60ـ لا تقل فلان شهيد، وفلان شهيد، فقد بوب البخاري في «صحيحه» (4/44) قال:



«باب لاَ يَقُولُ فُلاَنٌ شَهِيدٌ».



قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:



«اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ، اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ».



ذكره البخاري هكذا معلقا ثم ساق حديثا موصولا مسندا.



61ـ إذا دللت أو هديت أحدا على طريق فكن دقيقا في وصفك، ولا تجعل من (الكيلو) (مترا)، ولا من (الميل) (شبرا)، كأخينا السموعي (أبو مترين)، فلعلك بعدم دقتك تورده المهالك.



62ـ تجنب الدعاية للأشخاص، والمؤسسات، ولتكن دعوتك خالصة لله وحده، وتجنب الاستهزاء بالسنة أو السيرة أو أحد الصحابة الكرام، فلعل ذلك يكون كفرا بعد إيمان، وتذكر قول الله تعالى:



{وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ (66)}



[التوبة: 65-66]



63ـ تجنب الشراء ممن تعرف فقد يراعيك لمعرفته بك وبدينك، فتأكل بدينك ما لا يحل لك، وتذكر حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم:



«إِنَّهُ لاَ يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ إِلاَّ بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ»



رواه أحمد (20714)، عَنْ أَبِي حُرَّةَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ عَمِّهِ حنيفة الرقاشي، وصححه شيخنا.



64ـ لا تخالف إشارات المرور، ولا تعليمات السير إلا مضطرا، فقد أفتى علماؤنا ومشايخنا بحرمة ذلك، وقد يكون مع المستعجل الزلل كما قيل:



قد يُدْرِكُ المُتَأنِّي بعضَ حاجتِه ... وقد يكون مع المستعجِلِ الزلل



65ـ لا تخلط بين أنواع الدسم في الطعام، فقد يفتش على برد مستحكم في معدتك فتفرغها، فتفقدك لذة الطعام الانتفاع به.



66ـ لا تترك رفاق طريقك وصحبتك إلا بإذنهم فإن ذلك يقد يحزنهم، ولا تنس حديث:



«إِنَّ الرَّجُلَ مَعَ رَحْلِهِ حَيْثُ كَانَ»



رواه سعيد بن منصور (2978)، عن صِدِّيقُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ مرسلاً.



67ـ امزج بين الحاضر والماضي، والنص الشرعي، والنص الشعري، إن كان بينهما توافق وانسجام، ألم تر إلى استشهاد ابن عمر وتمثله بشعر أبي طالب حين استجاب الله دعوة نبينا عليه الصلاة والسلام على المنبر بالاستسقاء فسقاهم فقال ابن عمر متمثلا بشعر أبي طالب:



«رُبَّمَا ذَكَرْتُ قَوْلَ الشَّاعِرِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَسْقِي فَمَا يَنْزِلُ حَتَّى يَجِيشَ كُلُّ مِيزَابٍ.



وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ * ثِمَالَ الْيَتَامَى عِصْمَةً لِلأَرَامِلِ.



وَهْوَ قَوْلُ أَبِي طَالِب».



رواه البخاري (1009) عن ابن عمر



68ـ لا تنس أن أرضنا المقدسة، مقدسة لنا، ولمن قبلنا، ولمن بعدنا، وأنها لا تُقَدِّسُ أحداً، وإنما يُقَدِّسُ المرءَ عملُه.



كتب أبو الدرداء إلى سلمان الفارسي:



«أن هلمَّ إلى الأرض المقدسة».



(يعني: الشام). فكتب إليه سلمان:



«إن الأرضَ لا تقدسُ أحداً، وإنما يقدسُ الإنسانَ عملُهُ».



رواه مالك (1459) وصححه شيخنا.



69ـ وَثِّقْ ما تراه وتكتبه من أماكن، وأشخاص، واتجاهات، وعشائر، وطرق، بالصوت والصورة والكلمة، واحفظ ذلك ما استطعت، وانشره فَعَدُوُّنَا ماهر في التزوير والتحريف، والتغيير والتبديل، حتى غير معالم البلاد وأسماءها، طمس الأنساب، والجهات، كما حرف كلام الله قبل ذلك



70ـ أجب عن الأسئلة ما استطعت، وإن ضاق بك الوقت، فبوسائل الاتصال الأخرى من هاتف، وفضائيات، وإذاعات، وصحف، ومجلات، ومواقع (الكترونية).. تعددت الوسائل فسخرها لخدمة دينك، ونشر دعوتك.



71ـ أغتنم نور النهار ما استطعت، ولا تركن إلى الليل، فالليل خداع، وللنهار عيون لا تخدع!!



72ـ تعاهد الأنساب، واعتن بها فهي علم مهم من العلوم العربية والإسلامية تكاد تنقرض بسبب عدم العناية بها.



73ـ ابق وطنك ساكنا فيك فمن المقولات الشعبية الفلسطينية الحقة:



«لكل شعب وطن يعيش فيه ويسكنه، إلا الشعب الفلسطيني فوطنه فلسطين يعيش فيه ويسكنه».



74ـ المنامات والرؤى آية من آيات الله، وتأويلها علم خاص يختص الله به من يشاء من عباده، فلا تعتمد عليها، ولا تهملها، وتعلم تأويلها ما استطعت



75ـ حدث الناس بما يعرفون، ودع عنهم ما ينكرون، وذكرهم بما قد ينسون، ولاطفهم، ودارهم ما دمت في دارهم، وحَيِّهم ما دمت في حيهم.



76ـ تذكر من المآثر ما يزيد إيمانك ويزيد تقواك لله، وتجنب الغش أبدا خلوت أو كان عليك رقيب، ولا تستهن بذاكرة الصغار، فهي غضة طرية



فارغة تسجل وتحفظ أكثر من غيرها، وتذكر مقولة القائل:



«وإذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوتُ ولكن قل علي رقيب»



77ـ تخيروا لنطفكم، وتزوجوا الودود الولود التقية، فلعلها تكون سببا لصلاح ذريتك من بعدك، وتذكر حديث النبي صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ.



«تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ، وَانْكِحُوا الأَكْفَاءَ، وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ».



رواه ابن ماجه (1968) عَنْ عَائِشَةَ، وصححه شيخنا.



78ـ ساهم في نشر الخير ما استطعت، فالدال على الخير كفاعله و.



«مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ»



رواه أبو داود (5129) عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ، وصححه شيخنا.



79ـ تذكر من مآثر السلاطين ما كان ولا زال فيه نفع للبلاد والعباد، كبرك سليمان، التي بناها سليمان القانوني، السلطان العثماني قبل نحو خمسمائة عام، سنة 943هـ، وهي ليست برك سليمان بن داود عليهما السلام.



80ـ اذكر وتذكر الأماكن الفاضلة، والتي كان لها أثر على حياتك الدينية، ولكن بغير شد رحل، ولا غلو، ولا تفريط، وتذكر قوله عليه السلام:



«إِنِّي لأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ إِنِّي لأَعْرِفُهُ الآنَ».



رواه مسلم (6078) عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ.



«هَذِهِ طَابَةُ وَهَذَا أُحُدٌ وَهُوَ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ».



رواه البخاري (4422)، ومسلم (3437) عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ



81ـ صل بالناس إن قدموك وكنت أهلاً لذلك، واغتنم الفُرَصَ، وذكرهم بأيام الله، وانصحهم، خاصة إن كانت تربطك بهم علائق ووشائج، ولا تستنكف عن ذلك، فالدين النصيحة كما قال عليه الصلاة والسلام:



«الدِّينُ النَّصِيحَةُ»



قُلْنَا لِمَنْ؟ قَالَ:



«لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ».



رواه مسلم (205) عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِىِّ.



82ـ لا تأس على شيء فاتك، ولا تفرح بدنياك، حتى ولو كانت دارك ومنزلك!! عملا بقول الله تعالى



{لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}



[الحديد: 23]



وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم، حين سئل عن منزله بمكة فقال:



«وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مَنْزِلاً»



رواه البخاري (3058) عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ



83ـ صافح، وعانق، وسلم، على من تعرف ومن لم تعرف من المسلمين، فهو مما يزيد الألفة والمحبة بينكم، ويورث الجنة إن شاء الله، وتذكر وأنت تفعل ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:



«لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ».



رواه مسلم (203) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ



84ـ تفاءل بالخير دائما، ولا تفقد الأمل بالمستقبل، ولا تيأس..



{إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}



[ يوسف: 87]



85ـ علموا أبناءكم كلمة (عائدون) فهي أول كلمة تعلمناها في مدرستنا ونعلمها أبناءنا وأحفادنا.



86ـ افرح بكل ذكر لله وانتشار للإسلام، وبكل مسجد يقام في الأرض، فإن ذلك من معنى قوله تعالى:



{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}



[التوبة: 33، والفتح: 28، والصف: 9].



87ـ لا تأمنن للرافضة ما حييت، فهم أهل غدر وخيانة، اقتبسوها وتشربوها من الفرس المجوس، والصهاينة الغدارين.



88ـ اجعل من الجدار العازل عامل قوة وتقوية، واذكر أن كل جدار مثله انهار، وأن هذا الجدار سينهار أيضا، وذكر وتذكر قول الله تعالى:



{لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ}



[الحشر: 14]



89ـ ذَكِّرْ وتذكر أن الجهاد، والقتال، والمقاومة، حق مشروع في ديننا وفي جميع الأعراف الدولية للمحتلين، ولكن بما شرع الله، حتى لا تضيع الجهود المبذولة، والدماء الغالية هباء منثورا.



90ـ أكرم الضيف بما يناسبه لا بما يثقل عليه، وفي الوقت المناسب.



وإلى أن ألتقيكم في الحلقة الرابعة من حلقات:



«الفوائد الماسية من الرحلة المقدسية»



أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته