المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث : ( لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه مايحبه لنفسه )



أبو محمد 19
29-08-2006, 11:09 PM
عن أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ، رواه البخاري و مسلم .

الشرح

حرص الإسلام بتعاليمه وشرائعه على تنظيم علاقة الناس بربهم تبارك وتعالى ، حتى ينالوا السعادة في الدنيا والآخرة ، وفي الوقت ذاته شرع لهم ما ينظم علاقتهم بعضهم ببعض ؛ حتى تسود الألفة والمحبة في المجتمع المسلم ، ولا يتحقق ذلك إلا إذا حرص كل فرد من أفراده على مصلحة غيره حرصه على مصلحته الشخصية ، وبذلك ينشأ المجتمع الإسلامي قويّ الروابط ، متين الأساس .

ومن أجل هذا الهدف ، أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى تحقيق مبدأ التكافل والإيثار ، فقال : ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ، فبيّن أن من أهم عوامل رسوخ الإيمان في القلب ، أن يحب الإنسان للآخرين حصول الخير الذي يحبه لنفسه ، من حلول النعم ، وزوال النقم ، وبذلك يكمل الإيمان في القلب .

وإذا تأملنا الحديث ، لوجدنا أن تحقيق هذا الكمال الإيماني في النفس ، يتطلب منها سموا في التعامل ، ورفعة في الأخلاق مع الغير ، انطلاقا من رغبتها في أن تُعامل بالمثل ، وهذا يحتّم على صاحبها أن يصبر على أذى الناس ، ويتغاضى عن هفواتهم ، ويعفو عمن أساء إليه ، وليس ذلك فحسب ، بل إنه يشارك إخوانه في أفراحهم وأتراحهم ، ويعود المريض منهم ، ويواسي المحتاج ، ويكفل اليتيم ، ويعيل الأرملة ، ولا يألو جهدا في تقديم صنائع المعروف للآخرين ، ببشاشةِ وجه ، وسعة قلب ، وسلامة صدر .

وكما يحب للناس السعادة في دنياهم ، فإنه يحب لهم أن يكونوا من السعداء يوم القيامة ، لهذا فهو يسعى دائما إلى هداية البشرية ، وإرشادهم إلى طريق الهدى ، واضعا نصب عينيه قول الله تعالى : { ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين } ( فصلت : 33 ) .

ويتسع معنى الحديث ، ليشمل محبة الخير لغير المسلمين ، فيحب لهم أن يمنّ الله عليهم بنعمة الإيمان ، وأن ينقذهم الله من ظلمات الشرك والعصيان ، ويدل على هذا المعنى ما جاء في رواية الترمذي لهذا الحديث ، قال صلى الله عليه وسلم : ( وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما ) .

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أسوة في حب الخير للغير ، فهو عليه الصلاة والسلام لم يكن يدّخر جهدا في نصح الآخرين ، وإرشادهم إلى ما فيه صلاح الدنيا والآخرة ، روى الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر رضي الله عنه : ( يا أبا ذر إني أراك ضعيفا ، وإني أحب لك ما أحب لنفسي ، لا تأمرنّ على اثنين ، ولا تولين مال يتيم ) .

أما سلفنا الصالح رحمهم الله ، فحملوا على عواتقهم هذه الوصية النبويّة ، وكانوا أمناء في أدائها على خير وجه ، فها هو ابن عباس رضي الله عنهما يقول : " إني لأمر على الآية من كتاب الله ، فأود أن الناس كلهم يعلمون منها ما أعلم " ، ولما أراد محمد بن واسع رحمه الله أن يبيع حمارا له ، قال له رجل : " أترضاه لي ؟ " ، فردّ عليه : " لو لم أرضه لك ، لم أبعه " ، وهذه الأمثلة وغيرها مؤشر على السمو الإيماني الذي وصلوا إليه ، والذي بدوره أثمر لنا هذه المواقف المشرفة.

ومن مقتضيات هذا الحديث ، أن يبغض المسلم لأخيه ما يبغضه لنفسه ، وهذا يقوده إلى ترك جملة من الصفات الذميمة ، كالحسد والحقد ، والبغض للآخرين ، والأنانية و الجشع ، وغيرها من الصفات الذميمة ، التي يكره أن يعامله الناس بها .

وختاما : فإن من ثمرات العمل بهذا الحديث العظيم أن ينشأ في الأمة مجتمع فاضل ، ينعم أفراده فيه بأواصر المحبة ، وترتبط لبناته حتى تغدو قوية متماسكة ، كالجسد الواحد القوي ، الذي لا تقهره الحوادث ، ولا تغلبه النوائب ، ، فتتحقق للأمة سعادتها ، وهذا هو غاية ما نتمنى أن نراه على أرض الواقع ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .


منقول

الـوافـي
29-08-2006, 11:27 PM
أخي // الكريم // المبدع
أبو محمد

سلمت يمناك لاعدمناك

رفع الله قدرك دنيا وأخره


أخوكم

أبو مهاوي

طيف
30-08-2006, 02:41 AM
جزاك الله كل الخير أخي الكريم..

بـنـت الـشـيـوخ
30-08-2006, 04:19 AM
فإن من ثمرات العمل بهذا الحديث العظيم أن ينشأ في الأمة مجتمع فاضل ، ينعم أفراده فيه بأواصر المحبة ، وترتبط لبناته حتى تغدو قوية متماسكة ، كالجسد الواحد القوي ، الذي لا تقهره الحوادث ، ولا تغلبه النوائب ، ، فتتحقق للأمة سعادتها ، وهذا هو غاية ما نتمنى أن نراه على أرض الواقع ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .

ابو محمد...يعطيكــ العافيه

ويسلموووووووووووووووو

المطفوقة
30-08-2006, 05:20 AM
أبو محمد 19
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء
على هذا الطرح الرائع
ولا تحرمنا جديدك

... دمت بلطف

ارين
30-08-2006, 10:07 AM
اخي الفاضل ...
احسنت فيما وضعت .!!

نعرف نحن جميعا ماهي ثمره المحبه ...وماذا ستخرج لنا ..!


ونعرف ايضا حينما نزرع الحقد في قلوبنا والكره بجانبه نعرف ماذا سنجنيه ..!!

والاسلام يوصينا بمحبتنا لبعضنا ...حتى نكون سعداء ..!!


اسمتعت بقراءه شرح الحديث ...



رفع الله قدرك واثابك اخي ..



تحياتي ..
اختكم //
ارين

هادي2006
30-08-2006, 10:15 AM
الاخ الفاضل أبو محمد 19
بارك الله فيك وجزاك الله عنا خير الجزاء
على هذا الطرح الرائع
ولا تحرمنا جديدك

نور الإيمان
30-08-2006, 01:41 PM
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أسوة في حب الخير للغير ، فهو عليه الصلاة والسلام لم يكن يدّخر جهدا في نصح الآخرين ، وإرشادهم إلى ما فيه صلاح الدنيا والآخرة ، روى الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر رضي الله عنه : ( يا أبا ذر إني أراك ضعيفا ، وإني أحب لك ما أحب لنفسي ، لا تأمرنّ على اثنين ، ولا تولين مال يتيم ) .
اخى ابومحمد
بارك الله فيما نقلت لنا
نعم هذا هو الايثار
فيجب علينا ان نحب لاخواننا مانحب لأنفسنا
ونبعد عن الانانيه فهى مدمره للاخلاق ونبذل الجهود فى سبيل مساعدة الاخرين
وندخل الفرح والسرور لقلوبهم ونشاركهم احزانهم وافراحهم
وبهذا تتحقق الاخوه الصادقه
دمت بخير
ننتظر جديدك
اختك نور الايمان

أبو محمد 19
30-08-2006, 06:30 PM
الوافي
هادي
بارك الله فيكما

أبو محمد 19
30-08-2006, 06:30 PM
بنت بريدة
محتاجة لك
المطفوقة
بارك الله فيكم

أبو محمد 19
30-08-2006, 06:31 PM
نورالإيمان
أرين
بارك الله فيكما

بنت سليمان
31-08-2006, 01:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير

<أمــــــــــــــــواج>
31-08-2006, 02:50 AM
بارك الله فيك وفيما كتبت يداك

جزاك الله خيرا

سمووره
31-08-2006, 04:55 AM
ابو محمد

الف شكر الله يجزاك عنا كل خير

خــــالـــــد
31-08-2006, 11:14 AM
أبو محمد19
http://www.sfsaleh.com/vb/attachment.php?attachmentid=21450&d=1150313192
يعطيك ألف عافية أخوي

وجزاك الله خير على ما قمت به

جعلها الله في موازين حسناتك

ومتى نكون متصفين بـ مثل هذا الحديث ؟!!!
http://www.sfsaleh.com/vb/attachment.php?attachmentid=21451&d=1150313192

أبو محمد 19
31-08-2006, 01:51 PM
بنت سليمان
شموخ
سمورة
بارك الله فيكم

أبو محمد 19
31-08-2006, 01:52 PM
خالد
بارك الله فيك

乂 ..هتون.. 乂
31-08-2006, 01:55 PM
فعلا كلام يشرح الصدر

اخوي ابو محمد

جزاك الله خير

أبو محمد 19
01-09-2006, 02:23 PM
هتون
بارك الله فيك