المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف أضبط حفظي للقرآن الكريم ؟



أهــل الحـديث
21-04-2013, 12:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ؛ محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ، وبعد : فقد سألني أخي الكريم سؤالاً يتعلق بضبط حفظ القرآن بالطريقة التي أراها مناسبة وسهلة و المرء كما قيل يتعزّز بإخوانه ، وهذا يدل على إحسان ظنك بأخيك – ساقني الله و إياك إلى الخير وجعلني و إياك من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته . آمين .
فمن عظيم نعم الله على عبده أن يوفقه لحفظ كتابه وهو شرف له في الدنيا وفي الآخرة ، الذي يقرأ القرآن مع السفرة الكرام البررة .. وقد أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يقدم الأقرأ لإمامة الصلاة ، وكان يقدم في القبر من هو أقرأ للقرآن كما في دفن شهداء أحد – رضي الله عنهم – فالحافظ للقرآن عنده كنز عظيم في صدره وصاحب الكنز يتعاهده ويحافظ عليه ويتحسسه وهكذا صاحب القرآن يتعاهد القرآن ويتقنه ويحافظ عليه من أن يند منه شيء . وهذا كله امتثالاً لأمر النبي – صلى الله عليه وسلم – وتحقيقاً للثواب المترتب على قراءة القرآن الكريم ولا شك أن من قرأه عن ظهر قلب أدعى ذلك لخشوع قلبه ودمع عينه وخضوع جوارحه .
أما الطرق التي لمستها في نفسي لضبط حفظ القرآن وإتقانه ولمَّا أصِل ، فهي في الخصوص تواصي بالحق وتواصي بالصبر . فمن أعظمها :
- قراءة القرآن الكريم قراءة ورد يومي من المصحف ؛ فإن استطعت أن تختمه في أسبوع فهذا أحسن أو في عشرة أيام أو في أسبوعين أو على الأقل في الشهر مرة واحدة ، مع الوقوف على بعض تفسير الآيات التي تشكل عليك أثناء قراءتك و اجعل لهذه القراءة زمناً معيّناً كبعد الفجر أو قبل النوم أو أيَّ وقت مناسب لك . فالمقصود أن يكون القرآن شيئاً مهماً في حياتك اليومية .

- التسميع الدائم ؛ وهذه سنة مقصودة كما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – مع جبرائيل في رمضان ، وقد انتفعتُ من ذلك شيئاً عظيماً ، و إن كانت البداية مقرراً مناسباً ؛ فالمهم أن تسمِّع لغيرك و إن كانت زوجتك أو أحد أولادك أو أحد إخوانك لأن المقصود هو ضبط الحفظ .

- القراءة بالمحفوظ في الصلاة وفي السنن الرواتب وتحية المسجد وصلاة الليل ولو بالقليل ، قال الله تعالى : " ورتل القرآن ترتيلاً . إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً و أقوم قيلاً " وكثير ما أسمع أنهم انتفعوا انتفاعاً عظيماً من قيامهم بالقرآن في الليل . وكانت بدايتهم الصفحة والصفحتين وبالاستمرار قطعوا الجزء و الجزئين في قيام الليلة الواحدة ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .

- الاهتمام بالمتشابه وذلك يعتبر معضلة عند كثير من الحفاظ ولاسيما مواضع القصص كقصة موسى مع فرعون وذلك بأن تقف بنفسك على أوجه الاختلاف وتقيّد ذلك بورقة عندك حتى يحصل التمييز بين تلك المواضع ، والله الموفق .


وفي الختام لا يسعفني إلا أن أدعو الله عز وجل أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته و أن يرزقنا تلاوته آناء الليل و أطراف النهار على الوجه الذي يرضيه عنا .
و أنصحك بالدعاء والتضرع إلى الله تعالى أن يرزقك حفظ كتابه و ضبطه وإتقانه و أن يجريه على لسانك ويرطب به فؤادك و أن يرزقك فهمه وتدبر معانيه .
هذا والحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أبو عبد الله سعد محسن الشمري
ضحى يوم الخميس 10 شوال 1432هـ
8 / 9 / 2011 م