المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهمية الأخلاق



أهــل الحـديث
21-04-2013, 12:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم







إن الناظر إلى تعاليم الإسلام يجد أنه قد أولى جانب الأخلاق عناية عظيمة من حيث الحض على مكارم الأخلاق ، وبيان الأجر المترتب على الاتصاف بحسن الخلق ، وفي المقابل العقاب على سوء الأخلاق .[1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1)والحديث عن حسن الخلق من أهم الموضوعات التي يجب أن يعتني بها لأن شرف المطلوب يكون بشرف نتائجه، وعظم خطره يكون بكثرة منافعه أو بحسب منافعه يجب العناية به ، ولما كان التخلق بالأخلاق الحميدة والتخلي عن الأخلاق السيئة يؤدي إلي خيري الدنيا والآخرة لقوله تعالي "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره "[2] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2).
و كذلك فإن الحديث عن الأخلاق ليس أمرا ثانويا إنما هو أصل من أصول الإيمان ، فهناك ارتباط وثيق بين الإيمان والأخلاق حيث قال النبي صلي الله عليه وسلم " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا "[3] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3)
ولذلك اقتفي الإمام بن القيم أثر شيخه الإمام ابن تيمية في الربط بين الإيمان والأخلاق وأشار إلي أن النبي صلي الله عليه وسلم قد جمع بين تقوي الله وحسن الخلق وفسر ذلك بقوله: " لأن تقوي الله تصلح مابين العبد وربه ، وحسن الخلق يصلح مابينه وبين خلقه ، فتقوي الله توجب له محبة الله وحسن الخلق يدعو الناس إلي محبته "
إن موضوع الحفاظ علي القيم الأخلاقية السامية التي دعي لها الإسلام في المجتمعات الإسلامية هو موضوع الساعة ، ذلك أن هذه القيم باتت مهددة نتيجة للإنحلال الفكري والثقافي والصراع بين المثل العليا وحب الدنيا الذي هو رأس كل خطيئة .
إن الأخلاق السامية ربانية المصدر ، ولأنها كذلك فهي تربي الإنسان علي أفضل وجه وأحسنه ، يقول الله تعالي " يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا "[4] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn4)
إن التحلي بالأخلاق الفاضلة والتي حث عليها القرآن الكريم والسنة المطهرة يقدم حلولا جذرية للمشاكل المعاصرة وذلك لأن الحل الإسلامي في المجال الأخلاقي يشمل المجتمع الإنساني كله لأن قاعدته متكاملة وشاملة ، بمعني أن تفاصيل التربية الإسلامية تشمل الإنسان في كل ظروفه وفي جميع أحواله.
إن الهدف الأسمي من العبادات هو تهذيب الأخلاق والإرتقاء بها ، قال الإمام ابن رجب يرحمه الله :وقوله صلي الله عليه وسلم "خالق الناس بخلق حسن"[5] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn5) هذا من خصال التقوي ولاتتم التقوي إلا به وإنما أفرده بالذكر للحاجة إلي بيانه ، فإن كثيرا من الناس يظن أن التقوي هى القيام بحقوق الله دون حقوق عباده وقد أخطأ في ذلك.


وقد عد الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم معاملة الناس بخلق حسن من خصال التقوي بل بدأ بهافي قوله تعالي " أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين "[6] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn6).
ولذلك فإن حقيقة بعثة النبي صلي الله عليه وسلم هي الدعوة إلي مكارم الأخلاق فقد قال صلي الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "[7] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn7) فالتحلي بالأخلاق الحميدة هو أساس المحتمع الإسلامي السليم الذي تسوده روح المحبة والإيثار.

[1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref1) عامر بن عيسى اللهوالمدرس في كلية المعلمين في الدمام

[2] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref2) سورة الزلزلة ( 7 ، 8 )

[3] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref3) الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم ( 1232 )

[4] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref4) النساء ( 174 )

[5] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref5) من حيث أخرجه الترمذي وقال ك حسن صحيح ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع ( 97 )

[6] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref6) آل عمران ( 133 – 134 )

[7] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref7) رواه الإمام ماللك حذيث ( 1723 )