المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خلاصة تفسير فيض الرحمن في جزء قد سميع



أهــل الحـديث
19-04-2013, 10:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


تفسير فيض الرحمن في جزء قد سميع
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِل لهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
أما بعد
فإنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ , وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ , وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا , وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
التأمل والتدبر في القرآن الكريم وأحكامه أمر به الشارع الحكيم، قال تعالى: [كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ] [ص: 29].
قال شيخ الإسلام: وَتَدَبُّرُ الْكَلَامِ إنَّمَا يُنْتَفَعُ بِهِ إذَا فُهِمَ . اهـ الفتاوى 15/ 108
ودأب سلف الأمة على تعلم معاني القرآن الكريم، قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةً إلَّا وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يُعْلَمَ فِي مَاذَا نَزَلَتْ وَمَاذَا عُنِيَ بِهَا. الفتاوى 15/ 108
وحرصوا على الفهم، فَقَدْ قَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ - وَهُوَ مِنْ أَصَاغِرِ الصَّحَابَةِ - فِي تَعَلُّمِ الْبَقَرَةِ ثَمَانِيَ سِنِينَ وَإِنَّمَا ذَلِكَ لِأَجْلِ الْفَهْمِ وَالْمَعْرِفَةِ. الفتاوى 5/ 156
وربطوا بين الفهم والعمل، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِي: حَدَّثَنَا الَّذِينَ كَانُوا يُقْرِئُونَنَا الْقُرْآنَ - عُثْمَانُ بْنُ عفان وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - أَنَّهُمْ قَالُوا: كُنَّا إذَا تَعَلَّمْنَا مِنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ آيَاتٍ لَمْ نُجَاوِزْهَا حَتَّى نَتَعَلَّمَ مَا فِيهَا مِنْ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، قَالُوا: (( فَتَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ وَالْعِلْمَ وَالْعَمَلَ جَمِيعًا )) الطبري: 1/80
ومن هنا رغبت في إعداد سلسلة في التفسير أخذت مادتها من أبرز التفاسير المعتمدة عند أهل السنة والجماعة كالطبري، وابن كثير وغيرهم من العلماء المبرزين
وكان منهجي في إعداده كما يلي:
1. إعطاء أصول العقيدة عناية خاصة، لا سيما في توضيح معاني الأسماء والصفات، وأصول الإيمان، وما ينبغي إثباته لله عز وجل من صفات الجلال والكمال والجمال، ترسيخا لعقدية اهل السنة والجماعة الفرقة الناجية والطائفة المنصورة.
2. توضيح اسم السورة، ودلالتها حسب السياق التي جاءت فيه، من ترغيب، أو ترهيب، أو تعظيم، أو بيان لقدرة الله سبحانه، وغالبا ما تسمى بمطعلها أو بموضوع مضمن، أو بصفة بازرة تميزها.
3. ذكر الصحيح من فضائل السور، وأسباب النزول ،والناسخ والمنسوخ، وقد استفدت من كتاب المحرر في أسباب النزول د خالد المزيني، ولباب النقول في أسباب النزول للسيوطي، تحقيق عبد الرازق المهدي، والاستيعاب في بيان أسباب النزول للشيخ سليم الهلالي وآخرون.
4. انتقاء الصحيح من الرويات قدر الإمكان، والبعد عن الإسرائليات، ومن أبرز ما استفدت منه كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور د. حكمت ياسين، الروايات التفسيرية في0 فتح الباري، دعبد المجيد عبد الباري.
5. تجزئة الآيات وإبراز هدفها حسب الوحدة الموضوعية لتسهيل فهم مقاصد الآيات، وإعانة للحافظ على تدبر المعنى العام للآيات، ومن أبرز ما استفدت منه المصباح المنير من تفسير ابن كثير للعلامة المحقق المباركافوري، وكتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز.
6. البعد عن التطويل، تيسيرا على القارئ، قال عز وجل [ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر]، ومن يتتبع هدي سلف الأمة رضي الله عنهم يجد أن ذلك دأبهم.
7. اعتمدت عند اختيار وجه التفسير: تفسير القرآن بالقرآن لكني لم أكثر منه خشية التطويل ولكثرة الشواهد، وقد أغنانا كتاب أضواء البيان في ذلك، ثم بالسنة، ثم بأقوال الصحابه، ثم بأقوال التابعين، ومن تبعهم من أئمة التفسير، ثم بلغة العرب، فإن كان حديثا خرجته، وإن كان قول صحابي أو تابعي لا أذكر الاسم في الغالب اختصارا على القارئ مثال ذلك:
8. عدم الدخول في مسائل الخلافية في الغالب، والاكتفاء بالرأي الراجح في الغالب، وربما زدت شيئا من التوضيح للفوائد والتوجيهات التربوية.
9. الرأي الراجح عند أهل العلم من المحققين في الحروف المقطعة في أوائل السور مثل (ق)، (ن)، (آلم)، (طس)، إنما أنزلت لتحدي العرب الذين نزل عليهم القرآن، وتعجيزهم، ولذلك يذكر في الغالب بعد هذه الحروف القرآن؛ للدلالة على أن القرآن مركب من هذه الحروف، وأنتم تعرفونها وتحفظونها، فإذا كان القرآن مركب من حروف تعرفونها كالقاف مثلاً أو الصاد فأتونا بمثله وأنتم أهل الفصاحة والبيان.
10. اختيار الراجح لدى جهور المفسرين من أهل السنة لاسيما ترجيحات الطبري ت310 هـ، والواحدي 468هـ، والبغوي510 هـ، وابن تيمية 728 هـ، وابن جزي 741 هـ، وابن القيم 751 هـ، وابن كثير774 هـ، والشوكاني 1250هـ، والسعدي 1376 هـ وابن عاشور 1393 هـ، والشنقيطي 1393هـ وابن عثيمين 1421 هـ، وغالبا ما يحالفهم الصواب لإتقانهم.
• الاستفادة من تعليقات العلامة عبد الرزاق عفيفي، وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ بكر أبو زيد، والشيخ ابن جبرين، والشيخ صالح الفوزان لا سيما في المسائل العقدية.
11. ومن الكتب التي استفدت منها: كتاب تيسير المنان المنتقى من تفسير جامع البيان للإمام الطبري، لمعد الكتاب، عاونني على إخراجه، الشيخ المحقق/ أشرف على خلف، كتاب والتفسير الميسر ، وتفسير السعدي رحمه الله.
• كتاب قواعد التفسير د. خالد السبت، وقواعد الترجيح د على الحربي، والترجيح بالسنة عند المفسرين د ناصر الصائغ، و أحكام القرآن لمحمد بن عبد الله الأندلسي.
• فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 23 .
12. ومن العلماء المحققين الذين استفدت منهم، الدكتور / بسام الغانم وفقه الله والشيخ / ياسر بن محمد فتحي أل عيد وفقه الله.
من خلال بحثي في جزء (قد سمع ) لاحظت ما يلي:
• لم أجد سورة مخصوصة يترتب على قراءتها جزاء معين أو ثواب خاص سوى ما ذكر بشأن قراءة النبي لبعض السورة في الصلاة.
• الأحاديث الصحيحة المتعلقة بأسباب النزول في جزء تبارك، 17 موضعا:
• سورة المجادلة : خمسة : (الآية : 1 ، 8 ، 12 ،13، 18 )
• سورة الحشر : ثلاثة : (الآية : 1 ، 5، 9 )
• سورة الممتحنة : ثلاثة أسباب النزول الواردة : ثلاثة: (الآية : 1 ، 10، 11)
• سورة الصف : واحدة : (الآية : 1)
• سورة الجمعة : اثنان : (الآية : 11 )
• سورة المنافقون : واحدة : (الآية : 8 )
• سورة التغابن : واحدة : (الآية : 14)
• سورة الطلاق : لا يوجد
• سورة التحريم : اثنان : (الآية : 1 والآية : 5 )
ولا أدعي الحصر لكنه ما في استطاعت الباحث، من جهد المقل.
وسأذكرها في مكانها بإذن الله تعالى:
• ألم أجد سوى آية واحدة نسخت ما قبلها آية (13) من سورة المجادلة أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة أنه قال في قوله تعالى : [ أأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ] [المجادلة : 13] فريضتان واجبتان لا رجعة لأحد فيهما، فنسخت هذه الآية ما كان قبلها من أمر الصدقة في النجوى.
13. الكمال عزيز فإن كان خيرا فمن الله عز وجل المنعم المتفضل، وإن غير ذلك فمن نفسي المقصرة عفا الله عنا ورحمنا هو أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
سائلا الله عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به في كل وقت وحين، وأن يغفر لي ولوالدي وللؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب وكتبه أبو عبد الرحمن جمال القرش الرياض/3/4/1434 هـ