المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقرى وارتقي واعمل



عميد اتحادي
14-04-2013, 05:10 PM
السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته


اقْرَأ و ارْقَـأ
هل تريد أن يرتَفِع قَدْرُك؟
هل أنت تطلب النجاح ؟
هل تَنْشُد عن السعادة ؟
هل تبحث عن الزيادة؟
هل ... وهل .. ؟!



رِفْعَة قَدْرك .. وسُمُوّ نفسك .. وتَسَنّمكالذُّرَى ... وصعودك للعلياء ..
إنما يكون بِقَدْر ما تَضَعَه في قَلْبِك !
حيثما تهتَمّ بالأشياء .. تَضَع نفسك مَوضعها ..
فإن كانت اهتماماتك عاليةعَلَتْ نفسك ، وسَمَتْ هِمّتك .. فلم تَرْضَ بما دون الثريّـا ..
بل هناك منجاوَزَها !


ومَن تَكن العلياءُ هِمَّة نَفْسهِ *** فَكُلُّ الذي يَلقاهفيها مُحَببّ


قال النابغة الجعدي :
بلغنا السماء مَجْدَناوجُدودنا = وإنا لنرجو فوق ذلك مَظْهرا !
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إلىأين ؟
قال : قلت : الجنة !
قال : نعم إن شاء الله . ( يُنْظَر تخريجه في " الإصابة " لابن حجر )


هناك من عَرَف قَدْر نفسه .. فأنْزلها منازلها .
وهناك مَن عَزَّتْ نَفسه عليه .. فرَفَعها .


يَحدوهم قول القائل :
قد رَشَّحُوك لأمر لو فَطِنْتَ له = فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل


وأنت أيها الكريم
وأنتِ أيتهاالكريمة


قَدْرُ كلٌّ مِنكما حيث يَضَع نفسه
وقَيمة كل امرئ ما يَضعهفي قَلْبه


فالقلب جوهرة .. والجوهرة تُحفِظ عن اللصوص !
والقلب إناء .. وكل إناء بالذي فيه يَنْضَح !


فإن مَلأتَ الإناء بِخير طاب أسفله ،فَطاب أعلاه
وإن ملأته بِشَرِّ خَاب أسفله ، فَخَاب أعلاه !


وفيالحديث : " إنما الأعمال كالوِعاء إذا طاب أسفله طاب أعلاه ، وإذا فَسَدَ أسفلهفَسَدَ أعلاه " رواه الإمام أحمد وابن ماجه . وصححه الألباني ، وقال شعيب الأرنؤوطعن إسناد أحمد : إسناده حسن .


إن عّزنا ومَجْدَنا ورِفْعَتنا بالقرآنالعظيم .
فإن القرآن يَرْفع صاحبه في الدنيا وفي الآخرة


روىالإمام مسلم من طريق عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث لَقِي عُمَر رضي الله عنهبِعُسْفَان - وكان عمر يستعمله على مكة - فقال : من استعملت على أهل الوادي؟
فقال : ابن أبزى .
قال : ومن بن أبزى ؟
قال : مولى من موالينا !
قال : فاسْتَخْلَفْتَ عليهم مولى ؟!
قال : إنه قارئ لكتاب الله عز وجل ، وإنه عالمبالفرائض .
قال عمر : أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال : إن الله يَرْفَعبهذا الكتاب أقواما ، ويَضَعُ به آخرين .
إن مَلئتَ قلبك ووقتك بالقرآن رَفَعكالله بالقرآن .. في الدنيا بأعْيُن الناس .. وفي الآخرة في الدرجات الْعُلَى ..


إذا أراد الناس الوقوف بين يدي الله في صلاة .. فَمَن يُقدِّمُون ؟!


إنما يُقدَّم صاحب القرآن .. أكثرهم أخذا للقرآن .


حَدَّث عمرو بن سَلِمَة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لِقومه : فإذا حَضَرت الصلاة فليؤذِّن أحدكم ، وليؤمّكم أكثركم قُرآنا ، فنظروا فلم يكن أحدأكثر قرآنا مِـنِّـي لِما كنت أتَلَقَّى مِن الركبان ، فَقَدَّمُوني بين أيديهموأنا ابن ست أو سبع سنين ! ... الحديث . رواه البخاري .


أما صاحبالأغنية والمزمار .. فإنه يُؤخِّر نَفسه !


فإنه لو قُدِّم للصلاةلَخَنَس !
وإن علا على خشبة المسرح .. إلاَّ أنه حق على الله أن يَضَعه .. وأبَىالله إلاّ أن يُذِلّ مَن عَصَاه !


وفي الحديث : " حَقّ على الله أن لايرتفع شيء من الدنيا إلاَّ وَضَعَه " رواه البخاري .قال الحسن : إنهم وإن هَمْلَجَتبهم البِغال ، وطَقْطَقَت بهم البَرَاذِين إن ذُلّ المعصية لَفِي قلوبهم ، أبى اللهإلاَّ أن يُذِلّ مَن عَصاه .


وفي المقابِل فإن الله يَرفع أهل الطاعة .. وتَعْلُو بهم الرُّتَب ..


أبى الله إلاَّ رَفْعَه وعُلُوَّه = وليسلِمُا يُعْليه ذو العرش واضِع !


فإلى مَن رَام السعادةالأبدية
وطَلَبَ الزيادة والرِّيَادة
وأراد العلو والرفعة في الدنياوالآخِرَة
عَلَيْك بِالقرآن ..
فإن القرآن لا يترك صاحبه حتى يُدخِلهالجنة
وحتى يَعْلو به في الدَّرَجات العُلَى


وفي الحديث : " يُقال لصاحبالقرآن اقرأ وارْتَقِ ورَتِّل كما كنت تُرَتِّل في الدنيا ، فإن مَنْزِلتك عند آخرآية تقرؤها " رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي . وصححه الألباني والأرنؤوط .
وإن مما أحصاه العلماء أن عدد أحرف القرآن تَزِيد على ثلاثمائة ألف حَرْف .وقارئ القرآن له بِكُلّ حَرْف حَسَنة ، والحسنة بِعشْر أمثالها ، إلى سبعمائة ضعف .
قال عليه الصلاة والسلام : " مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُبِهِ حَسَنَةٌ ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ؛ لا أَقُولُ " الم " حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ ، وَلامٌ حَرْفٌ ، وَمِيمٌ حَرْفٌ . رواه الترمذي . وصححهالألباني .
وفي الحديث : مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْلَهُ حَسَنَةً ، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا إِلَىسَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ . رواه البخاري ومسلم .


وفي الحديث الآخَر : " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَىسَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ " رواه البخاري ومسلم .


فإذا وُفِّق العبد لِخَتمالقرآن ، وكان عمله خالصا مقبولا ، فإن له بِكُلّ خَتْمة ثلاثة ملايين حَسَنة ، علىأضعاف كثيرة .



قال عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : " لَوْ أَنَّ قُلُوبَنَا طَهُرَتْ مَا شَبِعْنَا مِنْ كَلَامِ رَبِّنَا، وَإِنِّيلَأَكْرَهُ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيَّ يَوْمٌ لَا أَنْظُرُ فِي الْمُصْحَفِ " . رواهالبيهقي في شُعب الإيمان .
وقال ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه : " أَدِيمُواالنَّظَرَ فِي الْمُصْحَفِ ". رواه البيهقي في شُعب الإيمان.


فَهنيئالأهْل القرآن ، الذين هُم أهْل الله وخاصته .
وهنيئا لِمَن عَمَر وقته بِقراءةالقرآن ، واسْتَغَلّ شَهْر القرآن ، فجعَلَه عامِرًا بِقِراءة القرآن ، ليجد فيصحائفه يوم القيامة أمثال الجبال مِن الحسنات .



كتبه الشيخ عبدالرحمن السحيم