المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أولادنا وأمهاتنا وأعياد الميلاد!!



أهــل الحـديث
14-04-2013, 01:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




السؤال:

السلام عليكن و رحمة الله

أتساءل عن الحكم الشرعي للاحتفال بأعياد الميلاد، مع العلم أن الأطفال لا يتفهمون حرمانهم منها و أصدقاؤهم يحتفلون بها.
و والدتي قد تغضب مني إن لم أهنئها بعيد ميلادها و أشتري لها هدية.
منتظرة جوابكن، أسأل الله جزاءكن



الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حياك الله أختي الغالية

بارك الله فيك وزادك حرصا على دينك

أقول لك أختي الغالية:
أرأيت لو أننا نقيم لأولادنا احتفالا بمناسبة حفظهم سورة من سور القرآن أو حديث من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم
ولو اننا نقيم لهم احتفالا بمناسبة عيد الفطر والعيد الكبير أو بداية شهر رمضان
وبمناسبة بداية مواظبتهم على الصلاة
وبمناسبة عمل قيم عملوه موافق للشرع
ونجعل لهذا الاحتفال سمت خاص ومذاق مبهج موافق للشرع

ألا يشعرهم هذا بالتميز على أقرانهم؟؟ ألا يجعلهم هذا يفهون قيمة العمل وأن الحياة لا تساوى أي شيء إذا زدنا منها أياما بلا عمل نافع؟؟
ما رأيك في جيل يفكر بهذه الطريقة ويعلي من قيمة الطاعة والعمل والاجتهاد؟؟

ولماذا لا أشرح لهم الحكم الشرعي -الذي سأذكره لك في آخر رسالتي لك- وأخاطب عقولهم ووجدانهم ...وقبل ذلك أخاطب عقلي ووجداني

ما قيمة أن احتفل بيوم ميلادي وأنا إنسان ضائع لا أتقدم في طاعة الله كما يحب الله؟؟
ما هي الميزة في هذا اليوم لكي أعلم أولادي أن يحتفلوا به ويفرحوا به؟؟

هل الميزة أنني ولدت؟؟ يا الله!! السلف كانوا يبكون ويقولون ليت أمهاتنا لم تلدنا ...يعرفون أن الحياة لهو ولعب وأن الآخرة هي دار الحيوان، يعرفون صعوبة الموقف يوم القيامة وضيق القبر ويعدون ليوم الموت العدة

ونحن لازلنا نعيش في أحلام الفرحة أننا ولدنا!! ما قيمة مولدنا إذا لم نكن أداة تزيد الإسلام عزا؟؟! ما قيمة مولدنا إذا لم نكن من أهل العمل لدين الله؟

هل نحن إمعة لكي نحتفل فقط بسبب "أن الآخرين يفعلون ذلك"؟؟
هل هذا هو المبدأ الذي أريد أن أعلمه أولادي؟؟

أتعرفين أنه في عصور الصحابة ومن بعدهم ما كانوا يهتمون بتدوين أو تذكر يوم الميلاد لكن كانوا يتذكرون يوم الوفاة...أتعلمين لماذا؟؟
لأن يوم الوفاة يُعرف هذا الشخص إذا كان من أهل العلم والفضل فيكون لموته شأن ويكون تدوين موته حدث...أما يوم مولده..فلا يكترث له حتى يصير ذا شأن!!
ونحن قد عكسنا الأمور...نهتم بيوم ميلادنا ولا نعمل ليوم وفاتنا ونموت ونحن لا شأن لنا ولا إضافة في الحياة...فلا يكترث لموتنا ولا لحياتنا

إنها أسئلة أطرحها عليك وعلى نفسي وعلى كل أم لكي ننتبه لسيرنا في هذه الحياة...كيف نسير؟؟! ولماذا نسير؟؟!

أما والدتك بارك الله في عمرها فقد لا تستوعب هذا المنطق أتفهم ذلك

لكنها بالتأكيد ستحترم جدا موقفك الشرعي إذا كان موقفا كليا!!

ما معنى "موقفا كليا"؟؟
يعني أننا لا نحتفل بيوم "عيد الميلاد" لسبب شرعي...لكننا أيضا نبر الوالدين لسبب شرعي
فلم نأخذ من الشرع جانب ترك الاحتفال...ونترك بر الوالدين..بل نقع في العقوق!!

وقد أمر الشرع ببر الوالدين...فهدية خاصة في عيد الفطر أوهدية خاصة في عيد الأضحى أوهدية في رمضان أو هدية كل أسبوع بسيطة لكن خاصة بها ولو طبق طعام تشتهيه أعددتيه لها خصيصا
إنها لو وجدت منك هذا الاهتمام طوال العام مع موقف حازم مما نهى الشرع عنه ستحترمك وتحترم موقفك وفي نفس الوقت هي قد نالت حاجتها من تخصيص شيء لها في أيام معينة
والموقف الحازم لا يعني صوت مرتفع واختيار ألفاظ شديدة...بل يعني ابتسامة رقيقة وقول لطيف تطبيقا لأمر الله تعالى لنا بخفض جناح الذل رحمة بأمهاتنا مثل: يا أمي أنا عيوني لك لكن ما أحب أعمل شيء لا يرضي الله

لكن مشكلتنا أننا لا نهتم بأمهاتنا بما يشبعهن فبالتالي تظن الواحدة منهن أن عدم الاحتفال معها بعيد ميلادها هو عدم اهتمام بها لأنها في الواقع لم تشبع حاجتها النفسية من الاهتمام

الآن أختي أحدثك عن الحكم في الاحتفال بهذه المناسبات
كان الصحابة رضوان الله عليهم يحبون النبي صلى الله عليه وسلم حبا جما ولم يحتفلوا بعيد ميلاده أبدا
والاحتفال بيوم الميلاد هو تقليد مسيحي للاحتفال بمولد المسيح الذي يعتقدون أنه الرب أو ابن الرب جاء ليصلب ويخلصهم من الآلام والأحزان والذنوب - تعالى الله عن إفكهم
وبما أنه احتفال مقدس عنهم انتقل إلى عاداتهم فصاروا يحتفلون أيضا بأعياد ميلادهم

إذن هي في الأصل عادة دينية مسيحية انتقلت للعادات الاجتماعية عند المسيحيين

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن اليهودَ والنصارى لا يصبغون ، فخالفوهم" متفق عليه

فهذا أمر بالمخالفة في مظهر من المظاهر الدينية : صبغ الشعر فكيف بما هو أكبر؟؟!

وصحح ابن القيم وابن تيمية أثرعن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو قال : من مرَّ ببلادِ الأعاجمِ فصنع نَيروزَهم ومهرجانَهم وتشبَّه بهم حتَّى يموتَ وهو كذلكحُشِرَمعهم يومَ القيامةِ" اهـ
فمع من تريدين أن تحشري؟؟!

أكتفي بهذا القدر وأسألك
فأجيبي أنت عن سؤالك..هل يجوز للمسلم أن يفعل هذا؟؟

بارك الله فيك أختنا الحبيبة