المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ســــــأخــبــركـــــم بــــهذه الحــقــيـــقــــة قبـــل أن أمـــــــــــــــــــوت



أسواق
12-04-2013, 09:40 PM
ســــــأخــبــركـــــم بــــهذه الحـــــقــيـــقــــة قبـــل أن أمـــــــــــــــــــوت! (http://www.r17000.com/t55936)


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته / واسعد الله أوقاتكم بكل خير وبعد:
إن الحقيقة التي لا شك فيها ولا جدال ، والتي يتفق عليها البشر جميعا مهما اختلفت دياناتهم وعقائدهم وألسنتهم وأشكالهم : هي أن مصير كل إنسان في هذه الدنيا هو الموت .

والحقيقة الثانية والمهمة والتي لا ينكرها أحد ولكن قد لا يهتموا بها كثيرا وهي:
أن الإنسان لا يعرف متى سيموت؟ وكيف سيموت؟ وأين سيموت؟

قد يموت الإنسان من مرض: ( سرطان، سكتة قلبية، حمى، إيدز، أو غيرها من الأمراض...)

قد يموت في: ( حادث سيارة او سقوط طائرة او في زلزال أو حرب أو قتل أو من لدغة ثعبان او غرقا في البحر أو حرقا أو بأي طريقة أخرى...)

وقد يموت في : ( نفس المكان الذي ولد فيه، او في مكان بعيدا عن مسكنه، أو في مدينة أخرى أو حتى دولة أخرى أو أي مكان آخر..)

قد يموت الإنسان بعد لحظة أو بعد عدة دقائق أو بعد ساعتين أو بعد 3 أيام أو بعد شهرين أو عشرة سنين...أو أي وقت آخر...)

إذن نعرف الآن أن الإنسان سيموت وهذه حقيقة ثابتة، ولكنه كما قلت لا يعرف كيف سيموت ولا أين سيموت ولا متى سوف يموت؟!

ولكن هل يهمنا أن نعرف هذه الأسئلة؟ أو نعرف أجوبتها؟ أو نعرف كيف نتعامل معها؟
إن البشر على رغم إنهم متفقين جمعا على حقيقة الموت الا أنهم يختلفون فيما بعد الموت وما مصير الانسان بعد الموت وكيف سيكون؟!

لا أريد أن أتكلم عن آراء ومعتقدات الآخرين في هذا الأمر ولكن سأتكلم في هذه الحقيقة كوني مسلما والمسلمين جميعا يتفقون على أن هناك آخرة وهناك ثواب وعقاب وأنهم يرجعون الى الله سبحانه وتعالى ليحاسبهم على ما فعلوه في دنياهم!

أننا نعيش في هذه الدنيا لكي نعمل لآخرتنا فالدنيا التي فيها عمل وابتلاء هي ممر، واما الاخرة فهي المقر وهي دار الحساب ولا عمل!

فالحياة الحقيقية هي في الآخرة وليس في الدنيا.

قال الله عز وجل: (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).

وقال مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام: ( اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل) يقصد الدنيا والآخرة.
كما قال: ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، والاخرة سجن الكافر وجنة المؤمن).
إن هذا الامر عظيم جدا وفي غاية الاهمية فهو يحدد مصير حياتنا.

مهما عشنا في هذه الدنيا وواجهنا خيرها وشرها فكل ذلك سيزول بموت الانسان واذا مات الانسان فتنتهي علاقته بالدنيا وما فيها ولا يبقى عليه ويهمه الا عمله في الدنيا ان كان صالحا او طالحا فهو الذي سيحدد مصيره.
فالانسان الذي يعيش غنيا والذي يعيش فقيرا، والطيب والخبيث والمعافى والمريض والقوي والضعيف والقبيلي والغير قبيلي والابيض والاسود والعربي والاعجمي ..كل هذه الصفات في البشر لا تهمهم الا في دنياهم ولكن لا ينفعهم شيء من ذلك في الاخرة ..

فيجب على الانسان ان يهتم في هذه الدنيا وبشكل اساسي على دينه وعمله، فيحرص ان يكون عمله في طاعة الله وان يكون مجتنبا من معصية الله!
فاذا كان الانسان يعيش في هذه الدنيا فقيرا ذليلا او كان يعيش في ظلم وقهر، او كان مريضا اشد المرض ، او كان يعيش والمصائب تأتيه من كل جانب فلا يحزن على كل هذا بل ليصبر وليعرف ان كل هذا سيزول طال الزمن او قصر وان هناك ما هو اعظم من هذا ،فان كان يؤمن بالله ويعبده حقا العبادة فان يقينه بالاخرة والجنة وايمانه بان الدنيا لا خير فيها الا العمل الصالح، سيخفف عنه كل هذه المصائب والاحزان ويجعله ينتظر الفرج وينتظر وعد الله وخيره!
واذا كان الانسان يعيش في هذه الدنيا مرفها منعما بكل خيراتها فليزهد وليتورع فيها وليتذكر ان مصير كل هذا زائل لا محالة وان ذلك لن ينفعه في اخرته الا ما كان من عمل صالح!
في الحقيقة لا فرق بين رجل يحكم دولة ويعيش في نعيم وملذات وكل ما يشتهيه يأتيه، ورجل عادي يعيش في الفقر بين الظلم والقهر !
فالرجل الاول مهما اوتي من خير في هذه الدنيا فالدنيا اصلا دنية وغدارة/ والدنيا يوم لك ويوم عليك.
فمهما اوتي الانسان من خير فهذا لا يمنعه من مصائب الدنيا: فقد يبلى بمرض او يفقد قريبا له او قد يواجه مشاكل والاهم من هذا انه سيواجه الموت وان كل ملكه حتما سيزول!
وكذلك الرجل الاخر مهما اوتي من مصائب واوجاع فان ذلك سيزول!
لا فرق بين هؤلاء الاثنين الا بالتقوى والعمل الصالح !
فيجب على الانسان ان يعلم ويتذكر ان هذ الدنيا لا تسوى شيئا وان لا خير فيها، وان يهتم كثيرا بالاخرة فيتذكر الموت ويتوقعه في اي لحظة ويكتب وصيته معه وان يجهز نفسه بالعمل الصالح لكي يفوز بالاخرة وينجو من الدنيا!
ان الانسان عندما يولد من بطن امه فانه يولد وهو يبكي، ذلك انه كان يشعر بالسعادة والامان في بطن امه ولم يرغب في التخلي عن ذلك المكان، وعندما يخرج من بطن امه فانه ياتي للدنيا باكيا حيث يظن انه قد لا يرى مكانا افضل مما كان فيه، ولكنه عندما يرى الدنيا وخيرها وملذاتها وما فيها فانه يدرك انه كان على خطأ وجهل وان وجوده في الدنيا اعظم بكثير مما كان فيه في بطن امه!
وكذلك ايضا فان الانسان الان يعيش في الدنيا ويحبها ولا يريد ان يخرج منها لانه يرى انها افضل مكان له ويخشى الخروج منها، لذلك نراه يبكي عندما يموت،
ولكنه عندما يموت ويرى الاخرة فانه يدرك تماما انه كان على خطأ وان ما في الاخرة اعظم بكثير مما كان في الدنيا ،ولكن الوضع يختلف هنا:
فالمؤمن هو الذي يرغب في الاخرة ولا يحزن اذا خرج من الدنيا، والكافر عكس ذلك تماما.

قال الشاعر:
ولدتك امك يا ابن ادم باكيا*****والناس حولك يضحكون سرورا
فاحرص ان تكون في يوم موتك****اذا بكوا عليك ضاحكا مسرورا
فنصيحتي لكم ايها الاخوة والاخوات جميعا بتذكر الموت في كل لحظة والاستعداد له. والتوبة من جميع الذنوب والمعاصي ، واوصيكم بالزهد في هذه الدنيا وتذكروا دائما ان الدنيا فانية وانه ينتظرنا دائما في الاخرة اما عذاب شديد او نعيم مقيم!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اكثروا من ذكر هادم اللذات، فقيل: يا رسول الله وما هادم اللذات؟ قال: الموت،فان اكيس المؤمنين اكثرهم للموت ذكرا واشدهم له استعدادا).

كما قال: ( الا رب مسرور ومغبون وهو لا يشعر، ياكل ويشرب ويضحك، وحق له من الله ان يصلى السعير).

وعن علي بن ابي طالب عليه السلام انه قال: ( لولا ان الله خلق ابن ادم أحمق ما عاش، ولو علمت البهائم انها تموت كما تعلمون ما سمنت لكم).
قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) .
أسأل الله العلي العظيم ان يزقنا واياكم حسن الخاتمة وان يجعلنا في الدنيا من السعداء وفي الاخرة من الشهداء وان يدخلنا الجنة من دون حساب ولا عقاب ولا عذاب وان ينجينا من الدنيا ومن عذابها وعذاب الاخرة، وصلى الله على رسوله وعلى اله الطيبين الطاهرين.














التوقيع
((الحمد لله الذي هداني للاسلام واكرمني بالايمان وبصرني في الدين وشرفني باليقين وعرفني الحق الذي عنه يؤفكون والنبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون)).