المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصه القطار



عميد اتحادي
11-04-2013, 01:50 AM
أوشك القطار على الانطلاق صفيره يدوي
أخذ الركاب في الصعود .. و هو كما هو لازال جالسا في مكانه يتساءل هل هذه هي النهاية حقا ؟؟
أخذ يسترجع ذكرياته يتمعن فيها او بالأحرى يلقي نظرات الوداع الأخير عليها ، كل تلك الأفراح الأحلام و حتى الوعود أصبحت الأن في طي النسيان
مؤلم ما يعشيه...أصبح وحيدا الأن و اليأس المسيطر على وجهه ما هو الا اختزال لسنين مضت في وهم عاشه و اصبح الآن سراب.
رفع رأسه الى السماء، تنهد بصوت مسموع ثم همس
الإنتظار مؤلم ، و النسيان مؤلم ايضا و لكن ايهما ستختار هو اعظم [المعاناة]
و لربما التجارب تسقطنا ارضا حينما ندرك اننا لم نجني منها سوى الفشل ...

صعد الى القطار ..توجه الى مكانه ..انطلق القطار في المسير ..غفا صديقنا و انتقل الى ذكرياته التي ابت ان تفارقه و تذكر ذلك اليوم :
يوم اقترب منها .. و جعل رؤوس اصابعهتتحرك على وجههـا ..ثم سألهـا : ما يعجبك و يجذبك الي ... ؟؟
تسمرت بين يديه و قالت : آرفض الإجابة عن الأسئلة الملغومة
تبسم ابتسامة المنتصر .. و قال ..أقصد من ناحية شكلي
نظرت الى عينيه و الحب يملؤهـا ..؛ اممممم : انت أسمر الشكل و لحسن حظكـ اني احب الآسمر
أحب وجهك لانه يختزل احاديث كثيرة
قال : اتظنين بإمكانك قراءة ما فيه ؟؟
اجابته لآ احب الظنون فأنا متأكدة لابعد الحدود ان وجهك يا حبيبي ماهو الا كتاب اقرأ صفحاته كيفما اشاء
سألها بتلذذ : و ماذا ايظا يا قارئتي ..؟؟ اجابته : صوتك الرقيق يسافر بي الى عالم الهذيان .. اتمنى لو انك اخرص مع الناس وصوتك لي ..لي انا فقط ،
و احب ايضا عينيك
قال : اتحبينها لانك فيها .. ؟؟ اجابته : ربماو كذلك تخبرني ماذا ستقول عندما ادقق نظر فيها
..صمتت لهنيهة و سألته
و انت ما الذي يجذبك الي .. ثم لمحت في عينيه خبثا .. فضحكت و قالت لالالا لاتخبرني
و سألها .. لما ؟؟ تأملت عينيه و قالتـ الم اقول لكـ انها تخبرني عن ماذا ستقول
قال و ماذا اخبرتك ؟ قالت .. امممم ما لا يليق ان اسمعه
فانفجر ضاحكا ......
فتح عينيه مبتسما ..فوجد عجوزا تنظر اليه فقال لها بعفوية

اصْعَب الالآم : هُوَ إجْبَار مَلَامِح وجهك عَلَى إتِخَاذ
مَعالِم اخْرَى تُعَاكِس احْسَاسَك تَمَاما

قام من مكانه يتجول بين المقطورات لعله ينسى او يتناسى شيء من الألام القابع داخل قلبه،
سيجارته بين أصابعهتحترق.. – لم يكن شخصا مدخنا كيف به الان - أمسك هاتفه يتجول بين رسائلها يحاول جاهدا اخراجها من ذاكرته
يمسح كل ما هو متعلق بها رسائلها صورها و كذلك رقمها..
ابتسامةُ مهزومة على وجهه سرعان ما تلاشت امام اول دمعة نزلت من عينيه
أحس بأشياء كثيرة تتصارع داخل جسده ، حب و عطف، حزن و كأبة ...
صمت لوهلة و سمع شخص كأنما يقول له ..
هي لا تشعر بك الآن ، هي كانت تشعر بك فقط عندما كانت وحيدة ..التفت ورائه و لم يجد احد .. مسح دموع التي نهمرت من عينيه يحاول لملمة قواه..
وصل الى محطته المنشودة و قرر ان يترك جميع ذكرياته و رائه و كانت كلماته الآخيرة

:[ أحيانا نعيش قصة حب ليست على مقاسنا، لذالك غالبا ما تكون نهايتها مركونة على احد رفوف الماضي ، كالثياب الضيقة ].