زاد الركب
14-08-2006, 04:58 PM
منقول للكاتب / د محمد سعد الشويعر
حوار مع النصارى
ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق: أن شيخاً اسمه واصل، أيام بني أميّة، أسره النّصارى الروم مع 30 نفراً من المسلمين، فسأله أحد البطارقة فأبى إجابته، حتى يعطيه عهداً، إن ظهرت حجّته أن يسلم، فأحضر له قساً عظيم اللّحية فقال له: أغطسك غداً في المعموديّة، غطسة تخرج منها كيوم ولدتك أمّك. قال الشيخ: وما المعموديّة؟ قال: ماء مقدّس. قال الشيخ: من قدّسه؟ قال: قدّسته أنا والأساقفة قبلي. قال الشيخ: فهل يقدس الماء من لا يقدّس نفسه؟ فبهت القسّ ثم قال: إني لم أقدّسه أنا. قال الشيخ: فما القصّة؟. قال: إنما كانت سنّة من عيسى بن مريم، قال الشيخ: فما الأمر؟. قال القسّ: أن يحيى بن زكريا، أغطس عيسى بن مريم، بالأردن غطسة، ومسح رأسه ودعا له بالبركة. قال الشيخ: فاعبدوا يحيى خير لكم من عيسى.
فبلغ الأمر الملك، فبعث إليه، وقال: ما هذا الأمر الذي بلغني عنك؟ وتنتقص ديني. قال الشيخ: إن لي ديناً، كنت ساكتاً عنه، فلما سئلت عنه، لم أجد بداً من الذّبّ عنه، قال الملك: فهل في يديك حجج؟. قال: نعم. اُدْع من شئت يحاججني، فإن كان الحقّ في يدي، فَلِمَ تلومني عن الذّبّ عن الحقّ؟ وإن كان الحق في يديك رجعت إليه.
فدعا الملك بعظيم النّصارى، فسجد له، وسجد له من عنده، فقال الشيخ: ما هذا؟ قال: هو رأس النصرانية، ومن تأخذ النّصارى دينها عنه.
فدار بينهما نقاش طويل، منه قول الشيخ: عبدتم عيسى لأنه لا أب له، فهذا آدم لا أب له ولا أم، خلقه الله بيده، فضمّوا آدم مع عيسى حتى يكون لكم إلهين اثنين، وإن كنتم عبدتموه لإحياء الموتى، فهذا حزقيل في التوراة والإنجيل، مرّ بميّت فدعا الله فأحياه حتى كلّمه، فضمّوه حتى يكون لكم ثلاثة، وإن كان لأنه أراكم العجائب، فهذا يوشع قاتل قومه حتى غربت الشمس، فقال: ارجعي بإذن الله فرجعت، فضمّوه لكم مع الثلاثة، ليكونوا أربعة، فأفحمه.
فذهبوا به إلى الكنيسة العظمى عندهم، فلمّا دخل وضع أصبعيه في أذنيه، ورفع صوته بالأذان، فجزعوا جزعاً شديداً، فجاءوا به إلى الملك، فقال: إنما ذهبوا بي إلى بيت من بيوت الله - كما قالوا - فدخلت وذكرت الله، بلساني وعظّمته بقلبي، فإذا كان هذا يصفّركم في دينكم، فزادكم الله صفاراً، فقالوا للملك: لا نرضى حتى تقتله؟.
قال: إن قتلتموني وبلغ ذلك ملكنا، وضع يده في قتل القسيسين والأساقفة، وخرّب الكنائس, وكسر الصلبان، ومنع النواقيس، قال الملك: يفعل هذا؟ قال: نعم فلا تشكّوا.. ففكر الملك في ذلك، وتركه وقال: هذا شيطان من شياطين العرب، (تاريخ ابن عساكر 247:26-252 باختصار
حوار مع النصارى
ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق: أن شيخاً اسمه واصل، أيام بني أميّة، أسره النّصارى الروم مع 30 نفراً من المسلمين، فسأله أحد البطارقة فأبى إجابته، حتى يعطيه عهداً، إن ظهرت حجّته أن يسلم، فأحضر له قساً عظيم اللّحية فقال له: أغطسك غداً في المعموديّة، غطسة تخرج منها كيوم ولدتك أمّك. قال الشيخ: وما المعموديّة؟ قال: ماء مقدّس. قال الشيخ: من قدّسه؟ قال: قدّسته أنا والأساقفة قبلي. قال الشيخ: فهل يقدس الماء من لا يقدّس نفسه؟ فبهت القسّ ثم قال: إني لم أقدّسه أنا. قال الشيخ: فما القصّة؟. قال: إنما كانت سنّة من عيسى بن مريم، قال الشيخ: فما الأمر؟. قال القسّ: أن يحيى بن زكريا، أغطس عيسى بن مريم، بالأردن غطسة، ومسح رأسه ودعا له بالبركة. قال الشيخ: فاعبدوا يحيى خير لكم من عيسى.
فبلغ الأمر الملك، فبعث إليه، وقال: ما هذا الأمر الذي بلغني عنك؟ وتنتقص ديني. قال الشيخ: إن لي ديناً، كنت ساكتاً عنه، فلما سئلت عنه، لم أجد بداً من الذّبّ عنه، قال الملك: فهل في يديك حجج؟. قال: نعم. اُدْع من شئت يحاججني، فإن كان الحقّ في يدي، فَلِمَ تلومني عن الذّبّ عن الحقّ؟ وإن كان الحق في يديك رجعت إليه.
فدعا الملك بعظيم النّصارى، فسجد له، وسجد له من عنده، فقال الشيخ: ما هذا؟ قال: هو رأس النصرانية، ومن تأخذ النّصارى دينها عنه.
فدار بينهما نقاش طويل، منه قول الشيخ: عبدتم عيسى لأنه لا أب له، فهذا آدم لا أب له ولا أم، خلقه الله بيده، فضمّوا آدم مع عيسى حتى يكون لكم إلهين اثنين، وإن كنتم عبدتموه لإحياء الموتى، فهذا حزقيل في التوراة والإنجيل، مرّ بميّت فدعا الله فأحياه حتى كلّمه، فضمّوه حتى يكون لكم ثلاثة، وإن كان لأنه أراكم العجائب، فهذا يوشع قاتل قومه حتى غربت الشمس، فقال: ارجعي بإذن الله فرجعت، فضمّوه لكم مع الثلاثة، ليكونوا أربعة، فأفحمه.
فذهبوا به إلى الكنيسة العظمى عندهم، فلمّا دخل وضع أصبعيه في أذنيه، ورفع صوته بالأذان، فجزعوا جزعاً شديداً، فجاءوا به إلى الملك، فقال: إنما ذهبوا بي إلى بيت من بيوت الله - كما قالوا - فدخلت وذكرت الله، بلساني وعظّمته بقلبي، فإذا كان هذا يصفّركم في دينكم، فزادكم الله صفاراً، فقالوا للملك: لا نرضى حتى تقتله؟.
قال: إن قتلتموني وبلغ ذلك ملكنا، وضع يده في قتل القسيسين والأساقفة، وخرّب الكنائس, وكسر الصلبان، ومنع النواقيس، قال الملك: يفعل هذا؟ قال: نعم فلا تشكّوا.. ففكر الملك في ذلك، وتركه وقال: هذا شيطان من شياطين العرب، (تاريخ ابن عساكر 247:26-252 باختصار