المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة البعثة



TOOFY
14-08-2006, 12:19 PM
رسالة البعثة

أبي ناس نوتبري موك يتيم توفي والديه في حادثة غرق السفينة بيوا و منذ ذلك الوقت عاش الطفولة و المراهقة و سنتين من سنوات الشباب و الرجولة في ميتم قرية مولار, بعد ذلك خرج من الميتم ليخوض معترك الحياة , و عندما بلغ السابعة و العشرين من عمره قرر أن يتزوج و لكن من ستكون زوجته , هنا ظل ينتظر إلى أن جاءت الفتاة التي شعر بأنه سوف يتزوجها و عندما تحدث معها , اتضح له بأنها متزوجة و لكنها لم تتركه يذهب حتى تعرفه بصديقتها سيبا كونترال مور القادمة من قرية دجنا المطلة على بحر كاما , بعد أن تعرف إليها أصبحا مقربين من بعضهما و بدأت علاقتهما تتجه نحو الزواج حتى تم , بعد الزواج بسنة خرجت للدنيا بصرخة مدوية , و استقر أبي و أمي على اسم ريفا ناس موك, و بعد ولادتي بسنتين جاء أخي بيا ناس موك , في الرابعة من عمري حصلت حادثة مؤلمة لصديق والدي غيرت مجرى حياته كلها , و عندما علِم والدي بما جرى له لم يكن بيده سِوى الحزن , فالمال كان كفيل بإصلاح جزء و لو كان بسيط مما حصل له و لأن والدي لا يملك المال ذهب يطلب العون من الأمراء الذين قدموا ما يستطيعونه في ذلك الوقت , بقي صديق والدي سنة ثم مات متأثرًا بما حل به , بعد موته سافر أبي من أجل العمل و من أجل أن ينسى حزنه , بعد شهر بلغ أمي بأن أبي سوف يغيب سنتين , فلم تكن أمي راضية , كان المال يصل أمي شهريًا إلا أنني كنت أراها حزينة و تشعر بالوحدة و الخوف , بعد عودت والدي أصبح المنزل يعج بالحياة و أصبحت أمي أفضل حالاً , مرت الأيام حتى بلغت السادسة من عمري ذهبت إلى مكتبة الأستاذة بيكادرا ثيبش و أنهيت دراستي التحضيرية الأولى على يديها , في الثانية عشر من عمري ذهبت إلى مكتبة الأستاذة دانتالا جدمول و معي صديقتي مونتا هاربيش , عندما انتهينا سويًا من المرحلة التحضيرية الثانية , بلغت كل واحدةٍ منا السادسة عشر من عمرها , عند ها قررنا أن لا نفترق أبدًا , بعد حصولي على شهادة المرحلة التحضيرية الثالثة , ذهبت إلى والدي و أخبرته برغبتي الشديدة في استكمال دراستي و الذهاب إلى مركز الدراسات العليا ثم أصبح مُعلمة في مدرسة (فيبراكول ) ابتسم والدي و قال لي : سأدعمكِ يا ابنتي حتى تحققي ما تسعين لتحقيقه , في الثامنة عشر من عمري ذهبت مع صديقتي مونتا هاربيش إلى المدينة حتى نلتحق بمركز الدراسات العليا , كان فيه سكن خاص بالفتيات منعزل عن سكن الفتيان و هذا ما جعل والدي يشعر بقليل من الراحة , مرت الأربع سنوات بصعوبة و في يوم التخرج لم أصدق أبدًا بأن اسمي وضع من قائمة المعلمين الذين تم اختيارهم كي يكونوا في مدرسة (فيبراكول) العريقة في العاصمة سيبلاتن , عندما دخلت المدرسة كان شعوري مختلط بالفرحة و الخوف و الرهبة و التردد , و بعد سنة أصبحت متأقلمة مع الإدارة و المدرسين و كل صديقاتي في الغرف المجاورة لي في السكن , أصبحت أشعر بأن الإجازات مناسبة لي , كل ما في المدرسة يشدني , صحيح بأن الطالبات من الطبقات الراقية إلا أنهن متواضعات و مهذبات ) رفعت المديرة بروينتا رأسها و قالت لمساعدتها أمسور : أدخلي ريفا , و عندما أدخلتها المساعدة قالت المديرة عندما رأت ريفا : لقد تم قبولكِ , فنظرت ريفا للمديرة نظرة ملأتها الدهشة ثم قالت : لم أتوقع قبولي بهذه البساطة , لقد قدمت رسالة ركيكة الأسلوب لأنني حاولت قطع بعض الأجزاء من الرسالة لخصوصيتها , هل عُرضت الرسالة على الأستاذة بحضور البروفسور بنجن ؟, فقالت المديرة : أولاً : هذه ليست رسالة بل سيرة ذاتية , ثانيًا : لقد عُرضت البارحة و قبل قليل قرأتها للمرة الثانية , ,و قد لاحظت بأن هناك أجزاء مفقودة في السيرة , و لكن البروفسور قبلها , ثالثًًا : البعثة سوف تنطلق بعد يومين و عليك الانصراف الآن , فخرجت ريفا من مكتب المديرة و هي تسير بخطوات سريعة متوجة إلى غرفتها في السكن , و عندما دخلت قالت لصديقتها مونتا : ألم أقل لكِ بأننا لن نفترق , نظرت مونتا إليها بهدوء ثم قالت : ماذا تقصدين ؟ , ريفا : لقد قدمت سيرتي الذاتية بالأمس و قد تم قبولها , فقالت مونتا بصوت حاد : لا تقولين لي بأنكِ فعلتي ذلك من أجلي ؟, فنظرت إليها ريفا نظرة دهشة و قالت : لماذا تصرخين في وجهي هكذا , نعم , لقد فعلت ما فعلت ذلك من أجلك , ثم خرجت ريفا من الغرفة باكية , و لحقت بها مونتا و هي تقول : ريفا انتظري أرجوكِ , و استوقفتها إحدى الفتيات و قالت لمونتا : أن شيرا فقدت وعيها و هي الآن في العيادة ,

TOOFY
14-08-2006, 12:21 PM
فذهبت مونتا لصديقتها شيرا و عندما دخلت كانت شيرا قد استفاقت , جلست مونتا بالقرب منها و قالت لها : ما الذي حصل لكِ ؟ , شيرا : لقد كنت سعيدة جدًا بقبولي في البعثة و لكنني اكتشفت بأن البعثة تحدي كبير لقدراتي , هل تعلمين لماذا لا يمكننا الذهاب إلى المبنى الغربي من المدرسة ؟, مونتا : لا!! , شيرا : في المبنى الغربي المعلمات اللواتي نجحوا في البعثة , و الأساتذة و البروفسور لا يريدوننا أن نعرف أي شيء عن البعثة و لكنني ذهبت إلى هناك مع ميري خلسة و تحدثت مع إحدى المعلمات عن البعثة فقالت لي بأن البعثة عبارة عن رحلة نمُرّ فيها بثمان مدن مختلفة في المملكة خلال أربعة أشهر نواجه خلالها الكثير من المهمات المتفاوتة في الصعوبة و السهولة , حيث يجب علينا القيام بها , و نكتبها في أوراق مع اليوم و التاريخ و الوقت بشكلٍ منمق يسمح بوضعها في كتاب بين الكتب في المكتبة, فقالت مونتا : لا أريد أن أكون في البعثة أخشى الفشل , شيرا : أحذري فلا يمكنك التراجع , و إذا حاولتِ سيرفع فيكِ تقرير و تطردين من المدرسة , و إذا فشلتي في تقديم رسالة البعثة ستطردين أيضًا , مونتا : لماذا يفعلون بنا ذلك ؟ إذا كانوا لا يريدوننا فلماذا قبلوا بنا منذ البداية؟ , شيرا : مونتا , علينا أن نثبت لهم بأننا قادرين على خوض هذا التحدي , يجب أن نقدم رسالة بعثة لا يمكنهم رفضها , مونتا : أنا خائفة , شيرا: الخوف و الحزن هما سبب وجودي هنا , مونتا : لقد قالت لي جين بأنكِ فقدتِ وعيكِ , هل السبب هو البعثة , شيرا : نعم , أنت تعلمين بأن أبي غير قادر على السير و أن عمله في الرسم لا يدر عليه مالٌ كافي من أجل دراسة أخواتي باربرا و لافينيا في المكتبة , مونتا : نعم , و لكن أمكِ تعمل أيضًا , شيرا : أمي تواجه مشاكل منذ فترة في عملها و قد تخسر عملها , و فكرة في أن أعطي أمي الأجر الذي سأحصل عليه و أنا في البعثة لأنني لن أكون بحاجته بالمقارنة مع أمي و أبي , و عندما ذهبت إلى المديرة و أخبرتها قالت لي : إذا أخذتي أجر الأربعة أشهر, من سيتكفل بمصارف البعثة ؟ فقلت لها : و في حال أنني فشلت في تقديم رسالة بعثة ما سيحصل لي ؟ فقالت لي : تفقدين وظيفتكِ ,فقلت لها : من دون أن أحصل على فرصة أخرى أو تعويض ؟ فقالت لي : هذه هي القوانين و إذا لم تعجبكِ أتركِ العمل من الآن , فخرجت من مكتبها و أنا مكتئبة و لا أستطيع الأكل أو النوم حتى فقدت وعيي , فقالت مونتا : سوف أخرج من المدرسة و لن أبقى فيها لحظة واحدة بعد الذي سمعته منك , مادمت سوف أطرد في النهاية لماذا إذاً اتعب نفسي ؟! شيرا : لقد دخل في البعثة خمسة عشر معلم و خمسة عشر معلمة من المستحيل بأن الإدارة ترغب في طردهم , من يربح التحدي يحصل على كل ما يتمناه و من يفشل فسيضيع منه كل شيء , و علينا أن نقبل التحدي بالرغم من صعوبته , نحن من قبلنا بالدخول في البعثة و علينا أن نتحمل النتائج , مونتا :أوه , لقد نسيت ريفا, شيرا: ما بها ريفا ؟ مونتا : سأخبرك فيما بعد , ثم خرجت مونتا مسرعة تبحث عن ريفا , و سألت عنها كل من رأته في طريقها و لأن مونتا تعرف بأن ريفا إذا حزنت أو شعرت بالضيق , تختفي عن الأنظار في مكان لا يراها أحدٌ فيه لذلك استسلمت ووقفت عند باب السكن الرئيسي تنتظر قدومها و بينما هي تنتظر جاءتها ميري فقالت لها مونتا : أهلاً ميري , هل رأيتِ ريفا ؟ , ميري : أليس اليوم إجازة ؟ أتوقع أن تكون في أحد محطات العربات المعلقة الداخلية , مونتا : يبدو أنكِ واثقة , هل رايتيها هناك من قبل ؟ ميري : نعم , لقد شاهدتها في الأسبوع الماضي برفقة شاب, مونتا : مستحيل لا يمكن , ميري : أنا لا أكذب , مونتا : في أي محطة تتوقعين أن تكون ؟ ميري : في محطة هارفسول الداخلية , أو في محطة منتيرالداخلية , ذهبت مونتا لغرفتها و لبست وشاحها و قبعتها على عجل و توجهت أولاً إلى محطة هارفسول و هناك شاهدت ريفا برفقة رجل توشك على ركوب العربة المعلقة , فصرخت مونتا بأعلى صوتها قائلة : ريفا , ريفا , فتنبهت ريفا للصوت و لم تصعد العربة و تركت من خلفها يصعدها بدلاً عنها و نظرت ريفا لمونتا التي تنتظر قدومها , تقدمت ريفا بخطوات هادئة مع الشاب قالت مونتا من خلف الحاجز

TOOFY
14-08-2006, 12:23 PM
الشاب قالت مونتا من خلف الحاجز : ريفا , أنا أسفه جدًا , ريفا : لقد هدأت الآن و نسيت ما جرى ,فقالت مونتا و هي تنظر للشاب الذي مع ريفا : من يكون هذا الشاب ؟ ريفا : إنه أخي بيا , فقالت مونتا و هي تتنفس الصعداء : أوه , لقد نسيت بأن لكِ أخ ,ريفا : ما بكِ مونتا؟ مونتا: ريفا يجب أن نعود للسكن هناك أمر أريد أن أحدثكِ به عن البعثة , ريفا : و لكن اليوم إجازة و أريد الذهاب مع أخي كي أرى أمي و أبي , مونتا : و لكن البعثة سوف تبدأ بعد يومين و يجب أن أخبركِ بأمرٍ مهم , قبل بدايتها , قال بيا : يبدو بأن صديقتكِ ترغب بشدة في التحدث أليكِ , ريفا : سأعود في صباح الغد يجب أن أرى أمي و أبي قبل أن أسافر , و ما تريدين قوله أجليه للغد , مونتا : حسنًا , أراكِ في الغد , صعدت ريفا مع أخيها بيا العربة متوجهين إلى محطة العربات المعلقة الخارجية , بعد أن وصلت ريفا مع أخيها للمحطة و دفعا ثمن التذاكر صعدا للعربة المتوجة إلى قرية مولار, في الطريق قالت ريفا لأخيها بيا : أشعر بالذنب , بيا : لأنكِ لم تذهبي مع صديقتك, ريفا : نعم , لقد حصل بيننا شجار بسيط قبل أن آتي إلى هنا , بيا : لهذا السبب كنت حزينة ,ريفا : نحن صديقات منذ مدة طويلة و كل واحدةٍ منا تعبر عن حبها للأخرى بطريقتها الخاصة , لم أكن أفكر أبداً في البعثة , بالرغم من أن المديرة طلبتني قبل ثلاث أيام و حثتني على المشاركة في البعثة , لما لها من ميزات كثيرة , لكنني لم أفكر إلا في مونتا التي ستذهب و لن أراها مدة أربعة أشهر لذلك قدمت سيرتي الذاتية , بيا : هذه طرقتك في التعبير عن حبك , ريفا : نعم , طريقة تقليدية , و غير مجدية على الإطلاق , بيا : في بعض الحالات , ريفا : نسيت أن أسألك عن تيورا ما هي أخبار علاقتك بها , تغير وجه بيا و قال بخجل : ممتازة , ريفا : أتخجل مني , بيا : الأمر كله مخجل,ريفا : ليس لهذه الدرجة , بيا : أرجوكِ غيري الموضوع ,ريفا : يبدو أنكما تخططان للزواج بعد التخرج

TOOFY
14-08-2006, 12:25 PM
, بيا : ريفا , نحن لم نتحدث عن الزواج أبدًا , المشوار طويل أمامنا , فضحكت ريفا وقالت : نعم , نعم , مشوار طويل , بيا : كفي عن السخرية , و حدثيني عن الشاب الذي سيكون زوج المستقبل , عندها تبدلت ابتسامة ريفا إلى عبوس ثم قالت : بيا , إذا كنت جرحتك فأنا أسفه ,بيا : لا أنت لم تجرحيني أعلم بأنكِ تريدين مشاكستي ليس إلا , لا تغضبي مني ريفا , فنظرت في الاتجاه المعاكس وقالت: أنا لست غاضبة , ثم بدأت الدموع تجتمع في عينيها عندها قال بيا محاولاً أن يغير الموضوع : اسمعي ريفا , هناك أمرٌ نسيت أن أقوله لكِ بخصوص لوحاتكِ التي عرضتها للبيع في متجر جولبور , لقد تم بيعها كلها و المال مع جولبور , هل تريدين أن تأخذيه بنفسك أم أذهب أنا بدلاً عنكِ ؟ ريفا : أذهب أنت ,بيا : و إذا سألني عن المجموعة القادمة , فما أقول له ؟ ريفا : لا أعرف , ثم بدأت بالبكاء و بيا يحاول تهدئتها , و بعد دقائق هدأت و هي تضع رأسها على حقيبتِها و أغمضت عيناها و هي تفكر قبل الوصول إلى المحطة الأولى و بين المحطتين لم تتحدث ريفا في أي موضوع حتى وصلت للمحطة الثانية قبل الأخيرة و بعدها نامت ساعة , عندما وصلوا أيقضها بيا و قال لها : ريفا , لقد و صلنا , و نزلوا من العربة و في الطريق , قالت ريفا : ما أجمل القرية , فيها أشعر بأن الحياة جميلة جدًا , بيا : القرية مصدر إلهام للرسام و الكاتب , و راحة للمتعب من ضغوط الحياة فهواءها العليل يجعل العقل يفكر في صفاء ,ريفا : رويدك , رويدك قبل تندمج و تنسى بأنه يجب أن ننعطف يسارًا , فبتسم بيا و قال : الطبيعة تشدني إليها بقوة , حتى أنسى أين أنا أو ماذا كنت أفعل ,ريفا : بيا , أريد أن أذهب إلى متجر جولبور ,بيا : لا بأس فالمتجر في طريقنا , و بعد بضع خطوات توقفوا عند المتجر و أخذت ريفا النقود ثم سألها جولبور قائلاً : ماذا بشأن المجموعة القادمة , فقالت ريفا : لا أستطيع أن أحدد لك وقت معين , فقد أغيب بضع أشهر , جولبور : حسنًا , إذا تمكنتِ من رسم بعض اللوحات لا تنسي بأنني أنتظرك , ريفا : لن أنسى , و بعد خروجهما قال بيا: أشعر بالتعب لما لا نستقل العربة ,ريفا : لا يوجد هناك ما هو أروع من السير على الأقدام و الشعور بالحرية ,بيا : حسنًا , أنسي ما قلته ,ريفا : أنظر هناك , ذلك المتجر للحلويات الذي انتظرت افتتاحه بفارغ الصبر , سأشتري منه بعض الحلوى لأمي و أبي ,بيا : فرصة كي أخذ قسطًا من الراحة , و دخلت ريفا المتجر و أشترت قطع من الكعك المغطى بطبقة من الكاكاو , ثم خرجت متوجة إلى المنزل و عندما دخلت , قالت بصوتٍ مسموع : لقد جاءت ريفا الصغيرة , بيا : و معها أخوها الرضيع , فخرجت أمها من المطبخ ضاحكة ثم قالت : أهلاً و سهلاً بكما , أقترب ريفا و بيا و قبلا رأس أمهما في هذه اللحظة نزل والدهما من الأعلى و قال : ماذا عني ؟ فأقبلا إليه و قبلا رأسه , و جلسوا جميعًا يتناولون الكعك مع القهوة في جوٍ عائلي رائع و الكل سعيد , كانت ريفا ستخبر والديها بالبعثة و لكنها لم تشأ أن تعكر صفو الجو , ففضلت الصمت و تناست أمر البعثة , مر الوقت بسرعة كبيرة و جاء وقت النوم و عندما همت ريفا بدخول غرفتها استوقفها بيا و قال : لماذا لم تخبريهم بالبعثة ؟ ريفا : لم أرغب في أن أحزنهم , غدًا سوف نعود سويه للعاصمة , و في الأسبوع القادم ستأتي أنت و تخبرهم ,بيا : حسنًا , تصبحين على خير , في صباح اليوم التالي ودعت ريفا أمها و أباها كالعادة , و لم تلمح لشيء , ذهبت مع أخيها لمحطة العربات المعلقة , عندما اشتريا التذاكر و صعدا للعربة , قالت ريفا : أشعر بتأنيب الضمير, بيا : أنت دائمًا تشعرين بتأنيب الضمير لأتفه الأسباب , و هذا ما جعلكِ شخصية قلقة و متوترة و حساسة جدًا , أن لم تحاولي أن تتخلصين من قلقكِ و حساسيتكِ الزائدة فأنكِ ستكونين فتاة منعزلة اجتماعيًا , تخشين أن تقعين في الخطأ عندما تختلطين بالناس ,ريفا : لقد حاولت أن أغير في سلوكِ و لكنني أفشل دائمًا , لأنني أخالف طبيعتي و أصبح فتاة معقدة ,بيا : لأنكِ إذا حاولتِ أن تغيرين من سلوكك , فإنكِ تصمتين و قليلاً ما تبتسمين و تبدين غير طبيعية , ريفا : ماذا علي أن أفعل ؟ بيا : كل ما عليكِ فعله هو أن تفكري مليًا في الكلام الذي ستقولينه , حتى لا تقعين في الخطأ و إن وقعتي في الخطأ لا تحاولين أن تبرري موقفكِ إلا إذا شعرتي بأنه توجد حاجة لذلك , ريفا : أنا متضايقة فعلاً من حساسيتي الزائدة , إنها تسبب لي الكثير من الإحراج , ولا أعرف كيف أسيطر عليها ,بيا : لقد علمت بأن الرسام , و المريض أيًا كان مرضه و الشخص الذي ليس لديه شعور بالنقص و كذلك كثير من الناس الذين يمرون بظروف خاصة , يكونون عادة مرهفي الإحساس , وأنتِ أجتمع بكِ أمرين حس الرسام و الشعور بالنقص الذي تذكريني به دائمًا , عليكِ أن تتغلبي على إحساسك بالنقص , فأنا لا أرى بأن ما جرى لكِ عار أو فضيحة أو مخالف للدين و العرف , ريفا: أنا أشعر بالضعف لا النقص ,بيا : الضعف! , ريفا : أرجوك بيا لا أريد أن أتحدث في هذا الموضوع , أريد فقط أن أجد حل لحساسيتي الزائدة , فعيناي تدمع بسرعة كبيرة حتى أنني لا أستطيع الكلام , و يحدث هذا لي من مواقف تافهة , بيا : ريفا , حاولي أن تعطي نفسك فرصة حتى تتفهمي الموقف الذي أنت فيه قبل أن تحكمي بأن من أمامكِ يقصد أهانتكِ أو جرح مشاعركِ , صحيح بأنكِ عندما تنتظرين لتفهمين القصد من وراء الكلام أو الموقف ستكونين في وضع مضطرب و لكن سرعان ما يزول اضطرابكِ بعد تفهمكِ للموقف , كلما زاد تفهمكِ لتداعيات الموقف كلما قل تحسسك منه , و بهذا تصبحين قادرة على أن تكوني متزنة في كل تصرفاتكِ , ريفا : الكلام سهل , بيا : إذا كنتِ فعلاً راغبة في التغيير فأنكِ ستتغيرين مهما كلفكِ ذلك من جهد ,ريفا : أنت محق الإرادة مطلب رئيسي للقيام بأي عمل في هذه الدنيا , ظلت ريفا تتحدث مع أخيها بيا حتى وصولوا للعاصمة , ذهب بيا مع ريفا للمدرسة و تفرقا عند البوابة الرئيسية و هناك شاهدت ريفا صديقتها الحميمة مونتا فأقبلت إليها , مونتا : أهلاً ريفا , أريد أن أقول لكِ كل شيء قبل أن أذهب , ريفا : إلى أين تذهبين ؟ مونتا : أبي سوف يفتتح المطعم اليوم ,ريفا : هذا رائع , أريد أن أذهب معكِ ,مونتا : لا يمكنكِ ذلك من دون أذن من المديرة هذا بالإضافة إلى أنكِ لم تستعدي نفسيًا للبعثة , ثم نظرت مونتا لساعة يدها و قالت : حسنًا , بقي على الافتتاح نصف ساعة,سأبدأ من دون أن تقاطعيني ,

TOOFY
14-08-2006, 12:27 PM
, البعثة التي ستدوم أربعة أشهر اختبار لنا إذا لم ننجح فيه سوف نطرد من المدرسة و أجور الأربعة أشهر التي هي من حقنا تصرف على البعثة التي أصبحنا مجبرين عليها , هذا في حال لم ننجح أما إذا حصل و نجحنا مهما كان عدد الناجحات فأن الإدارة تختار ثلاث معلمات قدموا أفضل رسالة للبعثة هنّ فقط يحصلن على المميزات التي تتمثل في الترقية من معلمة إلى عضوه في الإدارة بعد سنتين و الزيادة في الأجر تكون بعد قبول رسالة البعثة و التي تصل إلى أربع ألاف (لنك) للأولى و ثلاثة ألاف (لنك) للثانية , وألفي (لنك) للثالثة , أما البقية يحتفظن بوظائفهن مع زيادة في الأجر تصل ألفي (لنك) لكل واحدة , التراجع عن البعثة سيتسبب في خسارة الوظيفة , لذلك لا خيار أمامنا سوى الذهاب للبعثة , و إذا أردت أن تعرفي المزيد فأن شيرا و ميري في غرفتهما , الآن اسمحي لي لأنني تأخرت , ريفا : متى ستعودين ؟ مونتا : في المساء , ذهبت مونتا مسرعة حتى لا يفوتها الافتتاح , و عندما وصلت , لمنزلها دخلت من الباب الخلفي لأن المطعم في الجهة الأمامية من المنزل , لبست مونتا فستانها الذي حضرته لهذه المناسبة في غرفتها و بينما هي تستعد للخروج دخلت عليها أختها نوي و قالت لها : أنا سعيدة جدًا بقدومك , مونتا : ما بكِ نوي ؟ لا تبدين طبيعية , نوي : أخي تشاجر مع أبي هذا الصباح , و أبي مستاء جدًا ,مونتا : على ماذا تشاجرا ؟ نوي : على نفس الموضوع , لقد تعبت لم أعد قادرة على التركيز في أي شيء , فسالت دموع نوي و احتضنتها مونتا و هي تقول لها : إنها أزمة و سوف تنتهي قريبًا , أنا متأكدة بأن حال هوربي سوف يتحسن , عاجلاً أو أجلاً سيعرف بأنه على خطأ , فرفعت نوي رأسها و قالت : سيعرف بأنه على خطأ بعد فوات الأوان ,مونتا : أرجوكِ نوي تماسكِ , نوي : ما عدت قادرة على التحمل , لا أستطيع النظر في عينيها , بالرغم من أنها تشعرني بعدم اهتمامها بالموضوع , لكنني أعلم بأن قلبها مجروح بقوة من الداخل , أنه لا يستحق فتاة مثلها مونتا :ما حصل لا يمكننا تغييره و لكن بإمكاننا أن نتعايش معه , نوي : لقد مضت خمسة أشهر و لم يحصل شيء , إما أن يطلقها أو يعيدها ,مونتا : لقد قرر أن يطلقها و لكنه لا يملك المال ليتزوج غيرها , نوي : لا أفهم قصدك ِ, مونتا : إنه يستعد قبل أن يطلقها ليتزوج غيرها مباشرة , حتى لا يقول الناس أن الحظ لم يحالفه بعد طلاقه الثاني , نوي : لا يمكن أن يفكر بهذه الطريقة الحقيرة ,أنني أكرهه لدرجة لا يمكن لأحد في الدنيا أن يتصورها , مونتا : أرجوكِ نوي امسحي دموعكِ و حاولي أن تتناسى الموضوع , أبي بحاجة لنا الآن , مسحت نوي دموعها ثم نزلت مع أختها مونتا , و بعد أن انتهت حفلة الافتتاح و ذهب الجميع جلست مونتا مع أمها و أبيها و نوي على إحدى طاولات المطعم في جو شاعري و هم يتناولون طعام الغداء الذي حضرة والدهم الطباخ جومنر هاربيش , و تحدثت مونتا عن البعثة و طال النقاش في الأمر , قبل غياب الشمس بساعة ذهبت مونتا للمدرسة و توجهت للسكن , عندما دخلت الغرفة كانت ريفا فيها , قالت مونتا لها : هل قالت لكِ شيرا كل شيء عن البعثة ؟ ريفا : نعم , و أنا خائفة , غدًا ستوضع أسماء المعلمات الذين في البعثة على جدار ممر المديرة ,مونتا : و لكن المعلمات معروفات , إنهن من دفعتنا المقبولة في هذه المدرسة , ريفا : لقد خرج من البعثة خمسة معلمات , شيرا و ميري ليسوا منهن , مونتا : أنا خائفة جدًا ,ريفا : من الذي لا يشعر بالخوف من هذه البعثة , الآن علمت لماذا حثتني المديرة على إدراج اسمي بالبعثة و كتابة سيرتي الذاتية , تريد أن تتخلص مني أشعر بالقهر و الظلم , مونتا : من الذي لا يشعر بالقهر و الظلم من هذه البعثة , ريفا : مونتا , أنني جادة في ما أقول , مونتا : أحاول تلطيف الجو , ريفا : ميري , خبيرة في تلطيف الأجواء مهما بلغت درجة تعكرها , مونتا : هيا بنا , إليها , و ذهبتا إلى غرفة ميري و شريكتها في الغرفة شيرا , بعد أن طرقتا الباب و سُمح لهن بالدخول , دخلتا و هن ينظرن إلى شيرا التي تبكي ,

TOOFY
14-08-2006, 12:30 PM
قالت مونتا لميري : ما بها ؟ ميري : ألا تعرفين شيرا , التي دائمًا تبكي سواء كانت سعيدة أو حزينة ,ريفا : و ما هو الخبر المفرح أو المحزن ؟ ميري : لقد أجرى والدها عملية في ساقه , و قد نجحت العملية , و سيتمكن من السير خلال أسبوع , مونتا : شيرا , أنا سعيدة من أجلك ,ريفا : على حد علمي بأن والدكِ لا يملك المال الكافي لأجراء مثل هذه العملية ,ميري : لقد ساعده أحد الأمراء ,فاقتربت مونتا من شيرا و قالت لها : شيرا , ألا يجب أن نحتفل بمثل هذه المناسبة , فمسحت شيرا دموعها ثم قالت : نعم , لدي بعض الحلوى اللذيذة ,ريفا : و أنا لدي في الغرفة عصير التوت المنعش , ميري : هيا لنحتفل , و ذهبت ريفا لتحضر العصير و مونتا أحضرت الأكواب , و شيرا أخرجت الحلوى من درج المكتب , و ميري وضعت البساط على الأرض , عندما اجتمعن حول البساط , قالت ميري : حان وقت سرد القصص المخيفة , مونتا:هذه المرة نريدك أن تحدثينا عن سشاروك , ميري : لقد سبق و أن رفضت لكِ طلبكِ هذا ,ريفا : أرجوكِ , نريد أن نعرف كيف التقيتِ به ؟ و كيف أعترف بحبه لكِ ؟ أرجوكِ نريد أن نعيش حلم جميل لم نعش مثله من قبل , قالت ميري بخجل : حسنًا , و لكن لن أذكر تفاصيل علاقتي به , شيرا : لن نجبركِ على شيء , ميري : تعلمون بأن والدي مدرس تاريخ في مكتبة بيجراف للبنين , و أنا أصبحت مثله مولعة بتاريخ الحضارات المختلفة العادات و التقاليد و الأديان , و لأن الفتيات غير مسموح لهن بدخول مكتبات البنين , كان والدي يحضر لي الكتب معه , و ذات مرة أحضر لي كتاب بداخله ورقة كتب فيها , بعض الملاحظات التي شدتني و بدأت أقرأها حتى حفظتها عن ظهر قلب , ثم أعدت الكتاب لأبي من دون أن أذكر له شيء عن الورقة , و بعد أسبوع أحضر لي كُتب مختلفة عن السابقة و ما أن تفحصتها حتى رأيت في أحدها ورقة كتبت بها ملاحظات بنفس الخط , و لكن الملاحظات بها بعض الأخطاء , فصححتها , و بعد يومين أعدت الكتب إلى أبي , و في يوم من الأيام طلب والدي مني الحضور إلى مكتبه فشعرت بالخوف لدرجة أنني بدأت أسمع دقات قلبي , لأنه عادةً ما يفعل ذلك إذا أخطأ أحد في أمرٍ ما , كانت أختاي لابيرا و زيراس يقولان لي : ماذا فعلتي ؟ لم يطلب أبي أحدًا إلى مكتبه منذ عاقب أخينا قفاكور , تجاهلت ما قالوه لأنني لم أقم بعمل شيء سيء على الإطلاق , ذهبت إلى مكتبه ثم طرقت الباب و دخلت و أنا أرتجف من الخوف , قال لي أجلسي , فقلت : لا أرغب في الجلوس , فنظر إلي و هو يخرج الكتاب الذي كان معي قبل أيام , ثم أخرج الورقة منه و قال : هل أنتِ من صحح الأخطاء ؟ فقلت: نعم , لم أحتمل أن أرى الخطأ و لا أصححه , فقال بهدوء : المشكلة هي أن هذه الملاحظات لطالب سوف يتخرج بعد أسبوع , و قد رأى بأن أخطاءه قد تم تصحيحها فظن بأنني من فعلت ذلك , ونشر الخبر بين رفاقه , حتى طلبت للتحقيق , لقد اهتزت مكانتي في المكتبة , و أصبح زملائي يشككون في نزاهتي , ماذا تريدني أن أفعل بكِ ؟ عندها حبست دموعي و قلت: سأذهب إلى أعضاء هيئة التدريس في المكتبة و أعترف لهم بأنني أنا من صحح الأخطاء ؟ فقال أبي : حتى يقولون بأن ابنته تدافع عنه , عند هذه العبارة فقدت السيطرة على نفسي , و خرجت من المنزل باكية و أختاي تجريان خلفي , لكنني لم أستجب لهن و أخذت أجري في الشوارع من دون هُدَى , لم أجد نفسي إلا بالقرب من الحديقة العامة للحي المجاور لحينا , بقيت هناك أفكر في مصيري بعد الذي حصل لي , حتى جاء سشاروك , و قال : أنت ابنة معلم التاريخ ثيباجاد فبروم؟ فنظرت إليه و الخوف يملأ عيناي , ثم قلت : من أنت ؟ وماذا تريد ؟ قال: أنا سشاروك ابن المعلم كودراك صديق والدك , هل نسيتني ؟, فقلت : أسفه , أنني مشوشة , فقال لي : لقد تم حل المشكلة و أبوكِ يبحث عنكِ في كل مكان , فقلت : و كيف حُلّت المشكلة ؟ , فقال : لقد تحدث أبي لأعضاء هيئة التدريس و أخبرهم بأنكِ أنت من قام بتصحيح الأخطاء من دون قصد منكِ لتسريب المعلومات للطلبة , و أنكِ نادمة على فعلتك , و تأكد أعضاء هيئة التدريس من صدق كلام والدي عندما جاؤوا لمنزلكم و رأوا الحزن الذي يخيم على منزلكم بعد هربكِ من المنزل , و تحدثوا إلى والدك الذي أخبرهم بأنه كان يجلب لكِ الكتب كل أسبوع كي تقرئيها , و عند هذا الحد انتهت المشكلة , و اعتذروا لوالدك عما سببوا له من التجريح و التشكيك في نزاهته , بعد أن سمعت ما قاله لي سشاروك , تنفست الصعداء و شكرته , ثم ذهب معي إلى المنزل و تركني عند الباب , عندما دخلت أخذتني أمي بين أحضانها و جعلت تبكي و أنا أبكي معها حتى جاء والدي فلم أجرؤ على النظر في عينيه و لكنه أقترب مني وعانقني ثم قال لي : أنا فخور بكِ يا ابنتي فلم يفرقوا بين طريقتي في تصحيح الأخطاء و طريقتك , شعرت بالراحة بعدما سمعت ما قاله لي , بعد أسبوع أنهيت دراستي التحضيرية الثانية , و سشاروك أنهى دراسته التحضيرية الثالثة و التحق بمركز الدراسات العليا , و منذ الذي حصل لم يبخل علي سشاروك بنظرة أو ابتسامة في كل مناسبة نلتقي فيها , حتى جاء يوم تخرجي من مركز الدراسات العليا الذي فيه أعترف لي بحبه و رغبته في الزواج بي , و تمت خطبتي منه قبل شهر و عندما ينتهي من استعدادات الزواج سوف نتزوج , قالت مونتا: قصة رائعة جدًا , ريفا : ماذا عن أختاكِ ؟ ألن يتزوجوا؟ ميري : أنهن غير راغبات في الزواج , و لا أعرف السبب , شيرا : أمرهن غريب , أيوجد فتاة لا تريد أن تكون زوجة و أم لعددٍ من الأطفال يملئون عليها حياتها

TOOFY
14-08-2006, 12:33 PM
, ريفا : لديهن أسباب خاصة بهن , مونتا : عقارب الساعة تشير للتاسعة , و أنا أرغب في النوم , ريفا : أنا خائفة من الغد و لا أستطيع التفكير في النوم , هذه البعثة فيها ظلم لنا , أليس التعليم من أفضل المهن , نحن نعلم ونربي الأجيال , لماذا يفعلون هذا بنا ؟ شيرا : من سوف يلقي بال لما قلتيه , المهم لا تجعلينهم يشعرون بخوفك و قلقك , أظهري لهم بأنكِ واثقة من نجاحك و قدرتك على قبول التحدي , مونتا : و هل تعتقدين بأن هذا سهل علينا و نحن لا نعلم ماذا سيواجهنا في هذه البعثة , أن بقيت أكثر هنا فسأفقد رغبتي في النوم , تصبحون على خير , خرجت مونتا من الغرفة متوجة إلى غرفتها و عندما اقتربت مونتا من الغرفة رأت نور الغرفة من تحت الباب فتوقفت قليلا ً ثم فتحت الباب , فكانت أختها نوي في الغرفة , أصيبت مونتا بالدهشة و الذهول , ثم قالت : نوي !! ما الذي أتى بكِ إلى هنا ؟ نوي : لقد سئمت من المنزل,مونتا : ما الذي جرى ؟ نوي : أنا أكرهه , ثم سالت دموعها ,مونتا : أتقصدين أخونا هوربي ؟ نوي : ومن غيره , كل يوم يأتي و يتشاجر مع أمي و أبي ثم يخرج , لقد عاد بعد ذهابك و تشاجر معهم , ما عدت قادرة على تحمل ذلك , أنا أكرهه من كل قلبي,مونتا : أمن أجل هذا جئتِ إلى هنا ؟ نوي : نعم , لقد قررت أن أبقى في غرفتكِ إلى حين عودتكِ من البعثة , حتى لا أراه ,مونتا : ماذا عن أبي و أمي , هل هما موافقان ؟ نوي : نعم , أنهما موافقان و قد أعطاني والدي مبلغ من المال , مونتا : أبقي في غرفتكِ عندما يأتي , نوي : لا أستطيع أن أحبس نفسي ساعة أو ساعتين , أنه يحمّل أمي و أبي الذنب في زواجه منها و يأتي كل يوم ليرمي علينا كلام مثل السكاكين حتى نقول له طلقها و أرحنا , و إلى ذلك الحين لا أريد أرى وجهة , مونتا : حسنًا , ذلك هو سريري , نوي : ماذا عنكِ ؟ مونتا : كنت أشعر برغبة في النوم , و لكن يبدو أن رغبتي قد ذهبت سأتمشى في الحديقة قليلاً, ثم خرجت مونتا للحديقة لتطلق العنان لدموعها التي حبستها أمام أختها الصغرى , و عندما شعرت مونتا بالراحة ذهبت إلى غرفتها لتنام بجانب أختها نوي , في صباح اليوم التالي استيقظت مونتا و لم تجد أختها نوي بجانبها , ففزعت إذا بريفا تدخل الغرفة , فقالت لها مونتا : أين أختي ؟ ريفا : أتلك الفتاة التي كانت نائمة بجانبكِ هي أختكِ ؟ مونتا : نعم,أين هي؟ ريفا : لا تقلقي إنها في غرفة الطعام , فشعرت مونتا بالراحة ثم نظرت للساعة وكانت الثامنة , ذهبت لدورة المياه لتغسل وجهها و تتحضر للخروج من الغرفة , و قبل خروجها قالت ريفا : مونتا , ما القصة ؟ مونتا : لا يوجد قصة , ثم خرجت متوجة لغرفة الطعام , و بقت ريفا في الغرفة تحضر حقيبة السفر , حتى عادت مونتا و معها أختها , فقالت ريفا : أسرعي في تحضير حقيبتك فسنرحل من هنا الساعة الثانية ظهرًا , من بوابة المديرة , مونتا : حسنًا , سأبدأ بتحضير الحقيبة , ثم بدأت مونتا بتحضير حقيبتها و الحزن قد بان على ملامح وجهها , خرجت ريفا من الغرفة لتترك مونتا و أختها وحدهما , دخلت ريفا غرفة ميري و شيرا , فوجدت ميري وحدها , قالت ريفا : أين شيرا ؟ ميري : أخذت أذن من المديرة ساعة , كي ترى والدها في المستشفى قبل أن ترحل ,ريفا : و متى ستعود ؟ ميري : أتوقع حضورها بعد دقائق فقد خرجت الساعة الثامنة و الآن الساعة التاسعة , ما بكِ ريفا ؟ لا تبدين بخير ,ريفا : لأول مرة أشعر بأن هناك أمر ما تخفيه مونتا عني , ميري : لا تقلقي , ستخبركِ به عاجلاً أم أجلاً , ربما أنها غير مستعدة الآن لتقول لكِ , ريفا : نسيت أن أسألكِ , من هي المشرفة علينا في البعثة ؟ ميري : أنها المعلمة هلاروم , التي تملك شهادة خبرة قدرها أحد عشر سنة , ريفا : إنها حازمة جدًا , و لا يعجبها إلا العمل الذي لا تشوبه شائبة , ميري : علينا أن نكون حريصات , ومهما كانت ردت فعلها تجاه عملنا , يجب أن لا نفقد السيطرة على مشاعرنا , فلا نفرح بمديحها حتى لا نغتر بأنفسنا و لا نحزن من نقدها مهما كانت درجته حتى لا نشعر بالإحباط , ريفا : أشعر بأنني أدفع نفسي لأمرٍ لا أرغب فيه على الإطلاق , فدخلت شيرا الغرفة و قالت : أنا سعيدة ,ميري : أرجوكِ لا نريد أن نرى الدموع ,شيرا : هل تصدقين بأنني لا أشعر برغبة في البكاء , إنما أشعر برغبة في القفز و الجري , ريفا : يبدو أن والدكِ بحالة جيدة ,شيرا : والدي بخير , وأمي حصلت على عمل أخر و هي سعيدة , سأذهب للبعثة و أنا مطمأنة عليهم , أين هي مونتا ؟ ريفا : تحضر حقيبتها ,شيرا : أريد أن أخبركن بأمرٍ يخصني , ميري : هيا تكلمي, شيرا : عندما تأتي مونتا سأتحدث , ميري : و لكنني سأذهب بعد قليل للحديقة , سشاروك سيأتي كي يودعني , شيرا : أذهبي و عندما تعودين سأخبركن , فخرجت ميري متوجة إلى الحديقة و انتظرت سشاروك بضع دقائق حتى جاء سشاروك فاستقبلته بابتسامة عريضة , جلسوا على كرسي في الحديقة فبدأ سشاروك قائلاً : لقد قلتِ لي بأن البعثة سوف تدوم لأربعة أشهر , ميري: نعم , سشاروك : خلال غيابك ستكون العاصمة مظلمة , ميري : شكرًا لهذه المجاملة اللطيفة , سشاروك : هل تعتقدين بأنني أجاملك ؟ فابتسمت ميري وقالت : سوف يتضح ذلك بعد الزواج ,

TOOFY
18-08-2006, 07:46 PM
, سشاروك: ماذا تقصدين ؟ ميري : لقد سمعت الكثير عن الحياة الزوجية , فقبل الزواج تكون معاملة الرجل للفتاة في منتهى الرقي و الرقة و بعد الزواج بشهر أو شهرين , يبدأ ذلك الرقي بالنزول شيئًا فشيئًا , و تلك الرقة تنحدر للخشونة و تنعدم الرومانسية , سشاروك : و لكن الرجال ليسوا سواء , ميري : أتمنى ذلك , سشاروك : لنتحدث في موضوع مختلف , ميري : ليس لدي موضوع يشغلني الآن , سِوى البعثة , و أعتقد بأنني أخبرتك بكل شيء عنها , سشاروك : مشكلتنا نحن الأثنين أننا لا نوفر الكلام للقاء أخر , ميري : ربما إذا سرنا في الحديقة قليلاً نتذكر شيئًا لم نتحدث عنه , لم ينتهي بهم الأمر إلا في منتصف الحديقة عند الدائرة التي ينمو فيها الورد و هناك تحدثوا قليلاً , حتى نظرت ميري لساعة يدها , فقال سشاروك : حسنًا ميري أراكِ بعد البعثة , إلى اللقاء , ميري : إلى اللقاء , عندما غاب سشاروك عن عينا ميري ضغطت على يديها بقوة و هي تقول : أشعر بالحماس , قبل أن تدخل ميري مبنى السكن وجدت امرأة تقف أمام البوابة فتقدمت ميري نحوها و قالت : هل أستطيع مساعدتكِ بشيء ؟ فنظرت المرأة إليها و قالت متبسمة : شكرًا لكِ يا ابنتي , أعرف المكان جيدًا فأنا أم مونتا , ميري : أم مونتا ! أهلاً و سهلاً بكِ , فمدت ميري يدها لتصافحها و هي تقول : أنا ميري ثيباجاد فبروم صديقة مونتا و مجاورة لغرفتها , سيكون من دواعي سروري أن أرافقكِ إليها , فذهبت الأم مع ميري و عندما وصلتا كان باب الغرفة مغلق , تركت ميري أم مونتا عند باب الغرفة ثم انصرفت إلى غرفتها , توقفت الأم بضع ثوانٍ ثم طرقت الباب ثلاث طرقات و دخلت , عندما رأتها نوي رفعت صوتها قائلة : أمي!!! فردت عليها الأم بغضب : نعم أمكِ , كيف تسمحين لنفسك بالخروج دون علم والديكِ , فنظرت مونتا إلى نوي و قالت : هما موافقان , أليس كذلك ؟ لماذا كذبتي علي , هيا قولي , بدأت نوي ترتجف و هي تقول : أخي بتن تزوج و خرج من المنزل و مونتا حصلت على وظيفة و سكن خارج المنزل و أنا بقيت لأرى هوربي الذي جعل حياتي في المنزل لا تطاق , ماذا تتوقعين مني سوى الهرب من حياتي المستحيلة في المنزل , مونتا : دائمًا يوجد حل لكل مشكلة , نوي : و ما هو الحل في نظرك؟ قالت الأم : سوف نرحل من المنزل , و لن يعرف عنوان منزلنا الجديد , البعد عنه سيحل الكثير من المشاكل هذا ما قررته مع والدكِ ,و المطعم سيديره والدك عن بُعد , بَعد أن أحضر طباخًا آخر , انتقالنا سيكون مؤقت إلى أن تنتهي المشكلة , مونتا : و كيف سوف تنتهي ؟ الأم: هو من سوف ينهيها , إذا كان يرغب في الطلاق فسيطلقها و إذا كان يرغب في استعادتها فسيعرف كيف يفعل ذلك , لقد بلغ الواحد و الثلاثين من عمره , يا ابنتي , لن تلومكِ أبدًا على طلاقها و لو فعلت فهي بالتأكيد مخطئة , لا تُحملي نفسك ما لا دخل لكِ به , فهي من قررت الزواج ثم قررت الانفصال , لا شأن لك بالأمر , نوي : دائمًا أسأل نفسي , لماذا لم أمنعها من الزواج به ؟ , الأم : لو حاولتِ فعل ذلك فستظن بأنكِ لا تريدين لها الخير , و ستتزوجه سواء حاولتِ منعها أم لم تحاولي , الأمر فوقنا جميعًا , الخيار كان أمامها أما أن ترفضه و أما تقبل به و لن يجبرها أحد مهما كان قرارها , ثم أنكِ قلتِ لها عن سبب طلاقه الأول , لا تشعري بالذنب تجاهها , أنها يا بنتي أفضل بكثير من غيرها , نوي : أعلم بأنها أفضل حالاً من كثير من النساء , فأبوها غني و تعيش حياة هي أفضل من حياتها البائسة مع هوربي , و لكنني أشعر بالخوف من نظراتها هي و أمها و أخواتها , و كلما زرتها في منزلها أخشى من أن يزل لساني و أذكر أي شيء قد يجرح مشاعرها , أصبحت أخاف من التحدث إليها لا بل أرتعب , وقلبي يخفق بشدة , إذا ابتسمت في وجهي لا أعرف كيف أحبس دموعي أمامها , حاولت أكثر من مرة أن أتغلب على الخوف منها لذلك أصبحت أزورها كثيرًا , أنا أكره هوربي من كل قلبي و لن أسامحه على فعلته , لما لا يرضى بما قُُسِم له في هذه الدنيا , لما لا يعدل من تفكيره و نظرته العوجاء للزواج , بعد هذه العبارة توقفت نوي لثانية ثم قالت : أمي , أعرف بأنني تصرفت بأنانية عندما تركت المنزل لذا أرجوكِ أن تسامحيني , أنا نادمةٌ فعلاً , تقدمت الأم و احتضنتها و هي تبكي بحرارة و مونتا تبكي معهم ظل الجميع على هذه الحال دقيقتين أو ربما ثلاث و سرعان ما مسحت كل واحدة منهن دموعها , قبل أن تخرج الأم من الغرفة مع نوي قالت مونتا : كنت أرغب في أن أسألكِ سؤال منذ دخلتي الغرفة , فقالت الأم : و ما هو ؟

TOOFY
18-08-2006, 07:52 PM
مونتا : كيف علمتِ بوجود نوي هنا ؟ الأم : لقد جئت إلى هنا من أجل أن أخبركِ بأن أختكِ تركت المنزل و لا أعرف مكانها , و فاجئني وجودها هنا , مونتا : من الجيد أنها لم تلجأ لغيري , لكنا الآن في مشكلة كبيرة , ثم ابتسم الجميع , ذهبت مونتا مع أمها و أختها إلى أن أوصلتهم للبوابة الخارجية ثم عادت مونتا للسكن و لم تتوجه لغرفتها بل توجهت لغرفة شيرا و ميري , عند دخولها ابتسمت و قالت : جاءت مونتا , قالت ريفا : يبدو أن مشكلتكِ قد تم حلها , مونتا : بشكلٍ جزئي , ميري : مونتا , شيرا تريد أن تخبرنا بأمرٍ يخصها , ضحكت شيرا ثم قالت : ميري ,أتوقع أنكِ ستصابين بانسداد في عروقكِ إذا أجلت الموضوع لوقتٍ أخر , ميري : هيا كفي عن المزاح و تحدثي , شيرا: اسمعوا , عندما دخلت المستشفى سألت عن رقم الغرفة التي بها والدي , و فور دخولي الغرفة قال لي والدي : كنا نتحدث عنكِ قبل قليل , فقلت له : حقًا , ماذا كنتم تقولون عني ؟ تمنيت أنني لم أسأل , لأن الرد كان محرج جدًا , فقد كانت عائلة السيد بريثوس - صديق والدي – عنده قبل مجيئي و طلبوا يدي للزواج بابنهم ربتوني الذي انهى دراسته في مركز الدراسات العليا قبل خمس سنوات و يُدَرّس الكيمياء في مدرسة (فيبراكول) فقالت ميري : في نفس المدرسة !! هل كنت تعرفينه من قبل ؟ شيرا : طبعًا لا , فأبي لا يسمح بمثل هذه العلاقات التي تثير حولي الشبة و الأقاويل , و أنا أرى بأن نظرته صحيحة لأنني تربية على هذا , ميري : هذا يعني بأن علاقتي بسشاروك أثارة حولي الشبة و الأقاويل , شيرا : كلامي ليس موجة لكِ , فأنت لكِ قيم ومبادئ و معتقدات تشربتها من أسرتكِ و أصبحت ترين فيها التوجه الصحيح لمجرى حياتكِ , و كل واحدة منا تشرّبت القيم , المبادئ , المعتقدات من أسرتها , هل تعلمون بأن أبي لم يكن ليرضى بعملي في المدرسة لو كان في المدرسة أي عنصر رجالي سواء كان طالب أو معلم أو مدير , كذلك ركز على السكن و شعر بالراحة بعد أن قامت أمي بزيارة السكن و التأكد من أن مديرة السكن و المشرفات و المستخدمين من النساء , ميري : حسنًا , هذا يعني بأنكِ سوف تتزوجين ربتوني من دون أن تعرفي أي شيء عنه غير وظيفته ؟ شيرا : سوف أتزوجه بعد أن يشفى والدي تمامًا و يتمكن من السؤال عنه , هذا بالإضافة إلى أنه سيأتي للمنزل و أتحدث معه لأيام و ربما لشهور , و إذا سمع والدي أو رأى شيء ما , لا يعجبه فيه فأنني أرفضه , ميري : حتى و أن كنت ترينه شخص مناسب لكِ ,

TOOFY
18-08-2006, 07:55 PM
شيرا : أنا أرى ما يراه والدي , مونتا : حسنًا , لنتحدث في أي موضوع آخر, ريفا : ليس هناك وقت فقد حان وقت الرحيل , الساعة الآن الواحدة و النصف , هيا بنا , خرج الجميع و استعدوا للرحيل, و هناك عند بوابة المديرة جمعت المعلمة هلاروم - المشرفة على رسالة البعثة - الملتحقات بالبعثة حولها ثم قالت لهم : سأعطي كل واحدة منكن ورقة فيها كل شيء عن البعثة , و بعد آخذت كل واحدة ورقة , قالت هلاروم : سوف نمر بثمان مدن كل مدينة سوف نذهب إليها سنبقى فيها خمسة عشر يوم خلال تلك الأيام سيكون على كل واحدة منكن ثلاث مهمات لكل مهمة خمسة أيام لا تزيد عنها و إلا تعتبرين فشلتِ في المهمة , كل ما قلته وزيادة موجود في الأوراق التي معكم , و الآن سنذهب إلى محطة منتير , قالت ميري : إلى أي مدينة سوف نذهب معلمة هلاروم ؟ نظرت إليها هلاروم ثم قالت : عندما نصل هناك ستعرفين , ثم تقدمت هلاروم و تبعها الجميع , لم تكن المسافة ما بين المدرسة و محطة منتير سوى خمس دقائق سيرًا على الأقدام , عندما وصل الجميع وزعت هلاروم التذاكر على المعلمات و طلبت منهن صعود العربات المعلقة , كانت ميري تنظر للتذكرة و تقول لصديقاتها , لماذا لا يكتب عليها اسم المدينة التي قطعت من أجلها , ضحكت ريفا ثم رفعت التذكرة و قالت :هذه التذكرة لم تقطع للمدينة مباشرة و هذا يعني بأننا سوف نتوقف في المحطة المقبلة لشراء التذاكر , ميري : حقًا , إنه أمرٌ محرج ثم أدارت و جهها ونظرت من نافذة العربة المعلقة للمناظر الخلابة تحتها , ثم خيم الصمت عليهن لفترة حتى قالت مونتا : لا أحب أن نبقى صامتين , حتى لا تأتينا أفكار غبية , لو كانت العربة أكبر لتحمل أكثر من أربعة أشخاص , لما شعرنا بالملل , فقالت ريفا : لما لا تقرأ واحدة منا الورقة التي تحوي كل شيء عن البعثة , فتبسم الجميع مؤيدين ثم أخرجت شيرا الورقة وبدأت بالقراءة (رسالة البعثة الواحدة بعد المائة , المعلمة المشرفة هلاروم قويستو , عدد المعلمات في البعثة عشرة معلمات حصلن على شهادة مركز الدراسات العليا في العاصمة لتخصصات مختلفة بمعدلات تراكمية مرتفعة , تنبيه : ستتم البعثة في ثمان مدن مختلفة وستكون مدة الإقامة في كل مدينة خمسة عشر يومًا لكل خمسة أيام مهمة واحدة و على المعلمة أن تقدم المهمة للمعلمة المشرفة قبل أن تنتهي المدة المسموح بها , و إذا تأخرت في التسليم تفشل في المهمة, ما هي رسالة البعثة؟ رسالة البعثة هي عبارة عن رحلة تتخللها الكثير من المهمات و المهمات عبارة عن بحث في مجموعة من القصص الواقعية لأناس تم اختيارهم مسبقًا من دون ذكر أسمائهم , و استخراج الفوائد و العبر من كل قصة , يتم اختيار كل مهمة عن طريق خلط الأوراق الموضوعة في كيس يكون مع المعلمة المشرفة , و كل كيس يحوي مهمات بعدد المعلمات , وفي بداية كل مهمة يوضع في الكيس نفس العدد من المهمات , قوانين البعثة : 1- لا يسمح لأي معلمة بتغيير مهمتها مهما بلغت درجة صعوبتهــا , المعلمة التي تتجاوز مهمة صعبة تحسب لها درجات أعلى من المعلمات اللواتي حصلن على مهمات سهلة , وهذه الدرجات قد تعوض الفشل في أي مهمة قادمة أو سابقة , 2- في حال توقفت المعلمة في منتصف المهمة أو حتى في أخرها و ليس لديها درجات مرتفعة في مهمة سابقة , تعتبر بأنها قد فشلت في المهمة إلى أن تحصل على درجات مرتفعة في مهمات أخرى , و إذا لم تحصل عليها فأنها تفشل في المهمة مهما كان سبب توقفها و هذا ينطبق على البعثة ففي حال توقفت أي معلمة عن الاستمرار في البعثة فإنها تعتبر نفسها قد فشلت في البعثة و خسرت وظيفتها , و عليها العودة للمدرسة حتى تأخذ ملفها , 3- بعد أن تعرف المعلمة مهمتها عليها أن تجمع أي معلومات عنها , و تتضمن المعلومات , - أسماء الأماكن , - الحالة المادية لصاحب أو صاحبة القصة , - المهنة , - الحالة الاجتماعية غير متزوج أو متزوج و هل لدية أبناء , كم عدد الذكور و الإناث , - الحالة النفسية , هل يعاني من أي اضطرابات نفسية ؟ ما هي و ما سببها ؟ , - المرحلة التعليمية التي وصل إليها و إذا كان قد توقف قبل الحصول على شهادة مركز الدراسات العليا , فما هو سبب التوقف ؟ ,, بالنسبة لأسلوب كتابة المهمة : لا تُقيد المعلمة بأسلوب معين لكتابة المهمات , عليها فقط أن تكتب مقدمة عامة قبل أن تبدأ بكتابة المهمة الأولى , و كلما كان تعبير المعلمة رائع و وصفها دقيق لأحداث القصة كلما زادت فرصة قبول رسالتها )

TOOFY
28-09-2006, 12:07 AM
بعد ذلك , قالت شيرا : ما رأيكم فيما سمعتم , قالت مونتا : بالنسبة لي , لا تعليق , فنظرت شيرا لمري و قالت لها : ألا تودين قول شيء ؟ ميري : لو كان هناك مجال للنقاش , لرفضت الذهاب للبعثة , و لكن أنا مجبره على قبول البعثة بكل ما فيها من عيوب , ريفا : ماذا عن المميزات ؟ ميري : أمام كل هذا و ما زلتِ تفكرين في المميزات , ريفا : لأنها الدافع القوي و الوحيد الذي سوف يجعلنا راغبين في الاستمرار, مونتا : معكِ حق , علينا أن نفكر دائمًا , في الذي سوف نحصل عليه إذا تم قبول الرسالة , ميري : حسنًا , لا تنسوا بأنه في حال لم يتم قبول الرسالة فأننا لن نحصل على أي تعويض , بكل بساطة يستغنون عن خدماتنا , أليس في ذلك ظلم , شيرا : إنه ظلم و لكن ماذا نستطيع أن نفعل , ريفا : كان طموحي أن أكون معلمة في مدرسة (فيبراكول) الخاصة , و الآن أصبحت أرى التعليم في المكتبات أفضل بكثير , حيث يزيد أجري كل سنة صحيح بأن الزيادة قليلة و لكنها موجودة , كذلك في المكتبة لا أشعر بالظلم و الاستغلال , ميري : انظروا نحن مقبلون على مدينة (جيلا) , هل تعتقدون بأننا سنبدأ هناك ؟ مونتا : أتمنى ذلك فخالتي تعيش هناك , شيرا : مدينة (جيلا) لا أتوقع أن نتوقف عندها , ميري : لماذا ؟! شيرا : ألم تسمعي بالأحداث الدامية فيها , فقد قتل فيها مائة رجل شاركوا في أعمال للشغب , مونتا : صحيح , فقد كانوا يطالبون بأشياء تافهة , مازالت الأوضاع غير مستقرة في المدينة , ثم صمت الجميع و هم يترقبون من النافذة المغلقة سير العربات التي أمامهم حتى يتأكدوا من أن مدينة (جيلا) ليس محطتهم الأولى , و عندما دخلت العربات المحطة توقفت , عندها قالت مونتا : سأزور خالتي , ميري : لا تتعجلي , هذه المعلمة هلاروم في طريقها إلينا , فتحت شيرا باب العربة للمعلمة هلاروم , التي قالت لهن : هيا بنا بسرعة , سوف نذهب إلى قاعة المغادرة , ثم أعطت كل واحدة منهن تذكرة بقيمة 100 لنك , خرجن من العربة و ذهبوا مع الجميع خلف المعلمة هلاروم , قدمت كل واحدة تذكرتها عند البوابة , و عندما صعدوا العربة وجدت ريفا كتاب على الأرض , فالتقطته ثم جلست و بعد أن تحركت العربة قالت ميري : ريفا , ما هذا الكتاب الذي بين يديكِ ؟ ريفا : لقد وجدته في العربة , و اسمه يغريني بالقراءة , قالت شيرا متبسمة : لقد قراءة هذا الكتاب من قبل , (هل تريدين أن تعرفي ؟) إنه يتحدث عن الزوج و الرجل بشكلٍ عام, قالت ميري : لما لا تقرئين لنا بعض الصفحات , عندما فتحت ريفا الكتاب وجدت الكثير من الخطوط و الملاحظات الجانبية , قالت ريفا : يبدو أن الكتاب منهج دراسي في مدينة ما , قالت مونتا و هي تتبسم في خجل: منهج دراسي , ميري : دعكِ من هذا و أقرئي لنا بعضًا منه , ريفا : حسنًا , سأنظر في الفهرس , الفصل التاسع, ما الهدف من كل سلوك , الصفحة العاشرة بعد المائتين , لقد تمت الإشارة في الفصول السابقة لكثير من الجوانب التي يجب على المرأة الواعية الحكيمة أن تتنبه لها , و أنا هنا لا أدعو المرأة للشك في تصرفات زوجها بل أدعوها للتفكير بروية دون إصدار الأحكام الظالمة , في هذا الفصل سوف أتطرق لذكر عدد من المحكات الرئيسية التي يجب على النساء المقبلات على الزواج أو المتزوجات أن يسيروا بخطى متزنة على هداها , أول محك: الخبرة : لا أقصد هنا خبرتكِ أنت بل خبرة قريبة لكِ شرط أن تكون أكبر منكِ في العمر , فلو كانت بمثل عمركِ ولديها خبرة سابقة في سلوكيات الرجال فأن ذلك ليس كافيًا , فالعمر يعطي خبرة من الحياة , بعد ذلك توقفت ريفا عن القراءة , فقالت ميري : لماذا توقفتِ عن القراءة ؟ فأعطت ريفا الكتاب لميري ثم قالت لها : خذي أقرئيه أنتِ , قراءة صامتة , فقالت شيرا : ما بكِ ريفا , فنظرت مونتا إلى ريفا التي أشاحت بوجهها عن الجميع و نظرت للنافذة , فقالت مونتا : لا أعرف كيف نسينا أمر البعثة و اندمجنا في كتاب تافه , فقالت شيرا و هي تنظر لعينا ريفا التي اجتمعت فيها الدموع : أنتِ محقه مونتا , لما لا نلعب شخص ما في عقلي , قالت ميري : و ما هي هذه اللعبة , شيرا : لا تعرفينها !! أنها لعبة قديمة و ممتعة تعتمد على التخمين لإجابة واحدة في كل دور, هيا ريفا أخرجي ورقة و قلم فأخرج الجميع الورق القلم , فبدأت شيرا قائلة : ميري , سأضع شخص ما في عقلي , و أسأل كل واحدة عن صفة خَلقية فيه إذا أصابت تحسب لها درجة واحدة تكتبها هي في الورقة مع كتابة الصفة الصحيحة , و هكذا حتى تكتمل صفاته الخَلقية , ثم أبدأ بصفاته الخُلُقية و بعد أن تنتهي , تحسب الدرجات و الفائزة تختار شخص ما في عقلها , ثم أخبركن باسم الشخص و ما هي نوع علاقتي به , و هكذا , فتبسمت ميري و هي تقول : من قام بأليف هذه اللعبة , فقالت شيرا : لا أعلم , لقد انتشرت منذ زمن بعيد و لا يعرف أحد صاحبها , بدأت شيرا باللعبة و استمروا بعدها باللعب حتى اقتربوا من المحطة التالية في مدينة (ثنتا) قالت ميري : مدينة (ثنتا) ! إنها مدينة الأغنياء , مونتا : صبرًا , لا يمكن أن تكون ضمن المدن الثمانية, شيرا : و لما لا ؟؟ , مونتا : سؤال لا جواب له , شيرا : بصراحة , لن أصدق نفسي إذا بدأت من (ثنتا) , ميري : لقد بدأت سرعة العربات تتناقص , مونتا : هذا لا يعني بأننا من سوف يتوقف في المحطة , لأن تناقص سرعة العربات أمرٌ طبيعي , ريفا : و حتى إذا توقفت العربات , قد نغير المسار كما فعلنا في المحطة السابقة , مونتا : أنا لن أستطيع أن أصف مشاعري إذا بدأت من ثنتا , ريفا : أنت لن تستطيعين أن تصفين مشاعركِ , أما أنا فسأصاب بسكتة قلبية, ميري : يا فتيات , يا فتيات , لقد توقفت العربة ,