المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أفلا نقــدم مصحفاً وطعامـا- عبدالرحمن العشماوي



الاهلي الراقي
09-04-2013, 03:30 PM
المصدر : تعب قلبي


http://upload.te3p.com/uploader/693361/01365285993.png (http://www.te3p.com/)





صلــى لـرب الكـائنات وصـاما
وعـــن التذلل للعــباد تسـامـــــى

رفع اليدين إلى السماء ولم يعـر
سمعاً لمن هجر الهدى وتعامــى

قـــرأ الكتــاب فمــا رأى فــي آيـه
إلا يقيـــناً يهـــزم الأوهـــامـا

ألقــى الزمام إلى السماء فلم يهن
يوماً ولــم يتملــق الحكّــامـا

إنــــي أراه موحــــداً متجـــرداً
لله شهمـاً فـارســــاًمِقـــــد امـــــا

هـــو كــل مــن زكــى سريرة نفسه
لله ، أسكـــن قلـــبه الإســـلامــا

هـو كـل داعيةٍ إلى الإيمــان في
عصـرٍ تشّــعـــب وهمــه وتـرامــى

هـو كـل ذي علم سقـى من علــمه
ظمــأ القلـوب وبيّن الأحكـامــا

هـو مسلم أرأيت أجمــل صــورة ً
مــن مسلــمٍ صلّــى وحجّ وصامـا

يا مــن أراه علــى طريقــي واقفاً
متحفــزاً يُلقــي إلـيّ مـــلامـــا

مالي أراك تمـد نحــوي نظـرةً
عجـلى وعيناً تطفـح استفهامـــا

أتريد وصفاً للقصيدة ِ- إننــي
لا أستطيع لوصفهـا إحكامـــا

بين القصيــدة والقصيــدة رحـلةٌ
فيها أكابد لوعــةً وضِـــرامـــا


حتـــى إذا رأت القصيــدة نفسهـا
وتمثّـلــت للسامعـين كـــلامــا

نطقـت بما يحــوي الفـؤاد وصـوّرت
فرحـاً وحزنـاً صحـةً وسقاما

فلربما تأتي القصيــدة جمرةً
و لربمـا تأتــي إليــك خزامــى

ولربما تأتي القصيدة واحةً
خضــراء أو تأتي إليك سهــــامــا

وأنا أعيـش صفـاءها وشقـاءها
وأعيــش فيها الكـــرَّ والإقـدامـا

وأرى بها الأمـل البعيـد مقرّباً
وأرى الحـروف تصافـح الأقــلامـا

يا ساحـة الأمل البعيد أتيت فـي
غسق الدجى فرأيت فيك زحاما

أمـمٌ تتـوق إلـى الهدى -لكنها-
تلقى علـى درب الهدى الألغاما

تلقـى يهـوداً يفتلون حبالهم
وتـرى النصـــارى يخفـرون ذِمـامـا

وتـرى ذيـول الغرب من أبنائنا
شربوا الكـؤوس وظللـوا الأفهـامـا

سلْ عنهم الفكر الدخيل وسلْ بهم
هذا الربا المشـؤوم والإعلاما

يا ساحـة الأمل البعيد رأيت في
- دربــي- نساءً قصّـراً ويتامــى

ورأيــت شيخـاً غارقــاً في دمعـــه
ومنصّــراً يُبـدي لـه إكــــرامـا

ورأيــت حربـاً للصليــب تنَّفسـت
لهباته وحقــداً قاتلاً وخصـامــا

ورأيـــت آلآف الضحــايا أُلــبسوا
ثـوب المذلة أعلنوا استسـلامـا

ورأيـــت آلآف المسـاجد أصبحـت
فـي ظل تجَّار الحـــروب حطامـا

وسمعــت أسئلةً عِطاشاً لـم تزل
فـي ساحـة الصمت الرهيب ركاما

مــن للسهارى يشربـــون دمـاءهم
ودمــوعهم لا يعرفــون منامــا

مـــن للجياع البائسين وقــد بــدت
أجســامهم للناظـرين عِظـاما

مــن للسبــايا المسلمات تهتكــت
أعراضهن ومـا يطقــن كــلامـا

يـا ويحـهـن حمـلـن من أعدائنا
نطفاً تكـــاد تمــزق الأرحـــامــا

بالأمــس كنَّا يردنها مــــن حلّها
واليـوم أفرغها العــــدو حــرامــا

ألنا قلـــوبٌ نبئــــوني؟ إننــي
لأشـك حيــن أشاهــد الإحـجــامــا

وأشك حيــن أرى عباءة أمتـــي
قد أحـرقت وأرى الصـــراع تنامى

وأرى عفــاف كريمــة يدعـــوا فما
يلقــى علـى خط الدفاع نشامى

وأرى رجـــالاً يطلبــون أمانهم
عند العـدو ويطلبـــون ســـــلامـــا

هـم كالـذي يدعو الأصم لحاجةٍ
تقضـى ويطلـب للحمار سناما

ياإخــوةالإســلام قد بلغ الـزُّبى
سيـلُ الأسى أفــلا نهب قيـاما

أفلا نرقع ثوب طفلٍ بائسٍ
أفـــلا نزيل عــــن العيــون قتاما

منح النصارى زادهم وصليبهم
أفلا نقــدم مصحفاً وطعامـا


عبدالرحمن بن صالح العشماوي