المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (1) قَصْدُ السَّبِيل بثبوت حديث عَجُوز بني إسرائيل.



أهــل الحـديث
09-04-2013, 09:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



قصْدُ السبيل بثبوت حديث عجوز بني إسرائيل
الحمد لله هادي العاملين إلى أقوم سبيل، ومُشيِّدِ منار هذا الدين في سماء كلِّ جيل، والصلاة والسلام على النبي الصادق الوعد النبيل، وعلى آله وأصحابه الحافظين للشريعة رُسُومَها فهُمْ عليها أدِلَّاءُ كلِّ دَلِيل. وبعد:
فهذا أولُ حديث نقوم إلى تثبيته، ونسعى لدرأ الضعْف عنه ممنْ وَصَمَه به، في سلسلة نَشَطْنا لها من صحاح الأخبار اتَّفَقَ وَسْمُهَا بــ: «أَلْوِيَةُ النَّصْرِ في التَّصَدِّي لِمَا انْفَرَدَ بتضْعِيفِهِ مُتَأخِّرُو العَصْر».
رأينا وجوبَ التعرُّض لها، فنهضْنَا إلى تَسْطيرها تِبَاعًا، قَصَدْنا بها تخليصَ تلك الصحاح التي تناولتْها سِهامٌ طائشة، وطالتْها أيادٍ خاطفة، فَنَفَيْنا عنْها مُعْتَلَجِ الرِّيَب، ورَدَدْنا الأمرَ إلى نِصابه، وَرُمْنا من وراء ذلك مَطْلبًا تَسْتَصْبِحُ بِمِشْكاته البصائرُ الزائغة، وتنكشف بِضِيائه معالِمُ الهُدَى.
حَدَاني إلى التَّجَشُّمِ لها في تلك الأوقات أغراضٌ اختَلَجَتْ مَعالِمُها في سِرِّي، وآمالٌ اعْتَلَجَتْ بواعثُها في صدْرِي، وقد عَلِمَ اللهُ أني نَظَمْتُ عقودَها ونَفْسُ المُسْتهامِ في طيَّاتِ لواعِجِه تَغُطُّ، ودُنْيا الآلامِ لا تزال تعاكِسُه فتأخُذَ منه وتَحُطُّ!
ولستُ أزعم أني خُضْتُ في تحرير تلك السلسلة وغيرها غمَرَاتِ الحوَادِث، ولا ركبْتُ في تجويدِها أكتافَ الشدَائِد، ولا اقْتَعَدتُّ من أجْل ترْصِيفِها ظهُورَ المَكارِه! وإنما كانتْ عارِضًا شرِيفًا دعَتِ النفسَ إلى جَمْعِه أحادِيثُ أمانِيها، ولجَأتْ إلى الانْقيادِ بِتَسْطِيرِه من خَاطِراتِ أغْرَاضٍ كانتْ تُعَانِيها.
وسأنشط لمثلها بعون الله – في سلسلة أخرى- في التصدِّي لمحاولات جماعة من المتأخرين في الترصُّد لجملة من أحاديث «الشيخين» بالتجريح والتضعيف؛ والتعْضِيل والتزييف! مع ادعاء أكثرهم مسايرة المتقدمين في إعلال الأخبار؛ ونَقْد المَرْويَّات والآثار! ورأيتُ بعضهم في هذا الصدد يسْتَسْمِن ورَمَه ويظنه شَحْمًا! فيُشْبِع أفكارَه منه ويملأ بطونَ دفاتِره، ثم يأتي فيه بترَاكِيبَ تَخِفُّ عندها جَلامِيدُ الصخُور!
وقد فُتِحَ أمامي الآن من تناقضات تلك الشرذمة الناقمة على «أحاديث الصحيحين/ خاصة» فيما لم يُسْبَقوا إلى الغمز منه؛ أبوابٌ مؤْصَدةٌ مما لو كان مِثْلها ذَهَبًا لعُدَّ رِكَازًا يُخَمَّس!
وقد ارتضينا رَسْمَ هذه السلسلة الثانية بـــ: «مُكْحُلَةُ الأبْصَارِ في تَثْيبِتِ ما احتجَّ به الشيخانِ مِنْ أخبار».
ولم أكن –ولله الفضل- ممن ينتظر بعنائه - فيما يطلب به وجْه الرحمن- ثناءً من أحدٍ أو شُكْرًا، ولا ممن يسعى لِتَطْرِيَة وجوهِ القوم بما يَجْلِب لصاحبه عند العقلاء أمْرًا نُكْرًا، ولا ممنْ يخَطمُ أَنْفَه بِالعار بالتلاعب في بابَةِ التصحيح والتضعيف إرضاءً للأهواء، ولا ممن يُبْرِزُ صَفْحَتَه أمام العقلاء بالفضيحة ائْتَمارًا بما يُغْضِب الله ويُرْضِي عنه الدهْمَاء!
ولا علينا إنْ بدأنا تلك السلسلة الشريفة بتخريج حديث: «عجوز بني إسرائيل»، وهو خبر شريف ثابت من حديث أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه- وقد ورد من حديث غيره من الصحابة، وكذا في الباب عن جماعة من التابعين ومَنْ دونهم، لكنه لم يثبت مرفوعًا إلا من طريق أبي موسى وحسب.

تابع البقية ....