تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سجود الشيخ خليل ، دمعات لا أبيات !



أهــل الحـديث
06-04-2013, 04:10 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



"سجود الشيخ خليل " .. (دمعات لا أبيات )

تقول : "أنا بِدّي إلعب هاي لعبتي" ، فيقول : "لأ .. أنا اللي بدّي إلعب، " أنا رايح جيبا"، ويتسابقان إلى حيث الدمية ، يتسابقان لكي يرجعا بعد اللعب إلى الطابق الأرضي ليناما وينام الجميعُ بأمانٍ ، ولا أمان !

(سجود الشيخ خليل) ، طفلة ذات عقد واحد ، عشر سنوات ، يأتيها الصاروخ بغرفتها ، وهي تلعب بدميتِها ، فيرمي أثرُ الانفجار بخالدٍ شقيقِها الذي يصغرُها فيذهبه بعيدًا ، وتبقى هي لتستقبل الشظَايا ، وتحلُّ الفاجعة ، وتصعد الروح إلى باريها ، فرحمكِ الله يا "سجود" !!

أعظم الله أجر أمّكِ "وداد" فيكِ أيّتها الوردة ، وما هوّن مصيبتَها أنّ جيرانهم فقدوا ورودًا كثيرة، غير أنّكِ وردةٌ عرفنا من شذاك، وظفرنا برؤياك ..

أعظم الله أجرَك صديقي محمد شطناوي ، وأجرَ والدتِك خالتِها ، إن بنتَ خالتك "سجود" هذه ، سبقتنا ، فلنلحقْ بالركب ، وفقني الله وإياك إلى ما يحبّ ويرضى ...

نقول :

وِدادًا .. يا (وِدادَ) القلبِ جُودي
بدمعاتٍ تسيلُ على الخدودِ

كشهدِ النحل في عسلٍ مُصفَّى
على الأزهارِ نبكي والورودِ

بُكاء دمشقَ أنّاتُ الثكالى
ومليونٌ يمرُّ على الحدودِ

تعوّدْنا ننامُ على سُكوتٍ
وقد نامتْ دمشقُ على الــ"سُّكودِ"

صلاةُ دمشقَ، تقوى من فؤادٍ
توضّأ بالهُدى ودَمِ الشهيدِ

علا سقفَ السماءِ دُعاءُ أمٍّ
فتمطرهُم بأيدٍ من حديدِ

مآذنُنا، منابرُنا ، وصوتُ
الخطيبِ، إذا تكلّمَ كالرُّعودِ

يُصلّي في الشوارعِ كلُّ شيءٍ
وللآكامِ وِرْدٌ والعَنودِ

لقد ركعَتْ مبانيهم عليهِمْ
وخرَّتْ بالسُّجودِ على (سُجودِ)

ظننّاها تعودُ لنا نُزولاً
- وعُمْيٌ نحنُ - ، كانتْ في صُعودِ

يراها (خالِدٌ ) فيقول: "ماتَتْ"
ويُخطِئُ (خالِدٌ) معنى الخلودِ

لقد كنتِ الصغيرةَ في نقاءٍ
وقدْ آن الأوانُ لأَنْ تسودي

***
دُماكِ اليوم تشهدُ يا سجودُ
بأنّا الصامتونَ من الشُّهودِ

دِماكِ اليوم تشهدُ أنّ حُرًّا
أبيّا صار من قومٍ عبيدِ

فقد صرنا إذا نبكي فقيدًا
قضى ، نبكي على غير الفقيدِ

أَ ضَرَّكِ حاسِدٌ منهُمْ بعَينٍ ؟
معاذَ الله من عينِ الحسودِ !

أ غَاروا من ظفائرِها ؟ نَكالا
فكادوها، وويلٌ للوليدِ !

ظفائرُكِ التي قُطِعَتْ -وربّي-
ستصبح بعدُ أعلامَ البُنودِ

طفولتنا كهولتُنا ، لأنّا
ألِفْنا أن نسيرَ إلى الصُّمودِ

***
جهادُ دمشقَ ، تحريرُ الأسارى
وتكبيرٌ يهزُّ عُرى الجنودِ

يهودٌ لو ظفرْتَ بهمْ ، ترحَّمْ
على ما كانَ من عهدِ اليهودِ

فتبّا لليهودِ وحاكِمينا
وتبّا -يا سجود- على الأسودِ

***
هوى الصاروخ ثمّ هوت سجودٌ
ويهوي في الهوى قلبُ العميدِ

لماذا -يا سجودُ- الحبُّ نارٌ
وريفُ دمشقَ تُكوى في بُرودِ ؟

لماذا يا سجودُ، ذهبْتِ عنّا
ونبكي نحنُ ؟ وا شؤمَ الصُّدودِ !

أجيبي يا سجودُ فإنّ صبًّا
لَيسأل باكيًا: هل من مزيدِ ؟

ينادي في الأنامِ، فهل مجيب ؟
يؤرّقه هوى حُبٍّ بعيدِ !

سيثأر لليتامى والثكالى
ويرجعُ بعدُ ميراثَ الجدودِ

بوعدٍ صادقٍ أقسمتُ أني
سأثأرُ لو على حبل الوريدِ
***

سواءٌ -يا سجودُ- العمرُ يمضي
بعقدٍ عشتِ فينا أم عُقودِ

بلى ، عَقْدٌ -لَعَمرُكِ- كانَ يكفي
لكي تحيا المحبّةُ من جديدِ

إذا صِرنا معًا عمَّا قريبٍ
فما فرْقُ الفناءِ عن الوجودِ ؟

غدًا نلقاكِ يا حُبّي وقلبي
سنأتي يا سجودُ .. فلا تعودي !



محمود صقر الصقور
(أبو عبد الله الرياني)
الجمعة 2013/4/5


استشهدت رحمها الله بتاريخ في مجزرة يوم 31-3-2013 رحمها الله ..
https://www.facebook.com/photo.php?f...3173085&type=1 (https://www.facebook.com/photo.php?fbid=444447242296493&set=a.170097259731494.40969.169014683173085&type=1)
ريف دمشق