المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفوائد النيرات؛ من محاضرة الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير: (سيرتي الذاتية.. تجارب وذكريات)



أهــل الحـديث
06-04-2013, 12:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم






بسم الله الرحمن الرحيم

هذه فوائد اقتبستها -على عجالة- حال سماعي لمحاضرة الشيخ: عبد الكريم بن عبد الله الخضير -حفظه الله- الموسومة بـ: (سيرتي الذاتية.. تجارب وذكريات)، وقد ذكر الإخوة القائمون على المحاضرة في (الجمعية السعودية الفقهية) أنه لم تمتلئ القاعة من قبلُ كما امتلأت في هذه المحاضرة المباركة، وأن الشيخ لم يلبِّ هذه الدعوة إلا بعد إلحاح كبير.
وما لخصت هذه المحاضرة ودونت فوائدها إلا عملا بوصية الشيخ خلال المحاضرة: "اختصر بنفسك، ولا تقرأ مختصرات غيرك".
وينبغي التنويه إلى أن النظر للفوائد أمر نسبي، فما أراه مهما قد لا يكون عند الناظر فيه كذلك، والعكس بالعكس، وكذا فلم ألتزم -هاهنا- بسرد الفوائد حسب ورودها في المحاضرة؛ بل ضممت كل نظير إلى نظيره حسب الوُسع، لأن الشيخ يقول من رأسه وقد بلغت الأسئلة نصف المحاضرة؛ فجمعها لنظائرها في المحاضرة أولى من تفريقها، والله الموفق.


بسم الله نبدأ

1.ذهب فهد السنيدي إلى الشيخ محمد السبيل؛ وقال: نريد أن نسجل معك (صفحات من حياتي)؟ فقال الشيخ: الظاهر الذي يعرفه الناس لا تريدونه، والشيء الخفي الذي بيني وبين ربي لا أخرجه.
2.الاختصار من طرق التحصيل المهمة؛ لأن به ينحصر الذهن والنظر في المقروء، وعليك أن تختصر الكتاب بنفسك، ولا تعتمد على مختصرات غيرك؛ ليكون علمك بما حذفت كعلمك بما أثبت.
3.جرد المطولات: ينتفع به الطالب جدا إن اتبع طريقة الأقلام الملونة؛ فمثلا: الأحمر للتعليق، والأسود لما يراد حفظه، والأخضر للمراد تكراره لأجل فهمه، والأزرق لنقله لمفكرة أو حاشية كتاب كتوضيح لمستغلق فيه، مع العناية بتدوين الفوائد في طرة الكتاب.
4.لا ينصح الطالب بقراءة المطولات في بداية الطلب، وأول ما قرأ الشيخ في التفسير: (تفسير فيصل بن مبارك) وهذا يمكن أن يُقرأ في شهر ثم يتدرج لما فوقه، فمن انتهى بمختصر يجد همة لقراءة ما فوقه، أما من بدأ بمطولات كابن كثير فتنقطع همته غالبا.
5.تفرغ الشيخ عبد الكريم الخضير لتجريد المطولات سنتان قبل أن يكتب رسالة الماجستير؛ حتى يتأهل للتدريس معيدا، ومما جرده (فتح الباري) مع التعليق عليه كاملا، ولكن هذه تعليقات الشباب -والعمر خمس وعشرون- وتحتاج التعليقات لإعادة نظر.
6.يشرح المختصر، كما يختصر المطول، ومن كانت لديه حافظة فهو مستغنٍ عن ذلك، والتقليب في العلوم من مطول إلى مختصر، من متن إلى حاشية إلى شرح.. تعب في العلم؛ لكنه لن يَسْتقر إلا بذلك؛ فلا يؤتى العلم إلا بالمشقة.
7.لا علم إلا بتعب؛ وقد ذكر أحمد أمين الحالة المزرية للكُتَّاب في عهده وما فيه من مشقة؛ حتى أنه لو سُئل فقيه عن الدراسة فيه لأفتى بحرمته، وعندما درَّس ابنه في الكُتَّاب كان نظيفا مريحا مزروعا حيث استقبلته سيدة؛ قال تعليقا: فحفظت القرآن ولم يحفظ ابني شيئا..
8.الدعوة إلى التفقه من الكتاب والسنة من بداية الطلب = تضييع للطالب، ومثلها مطالبته بالعمل بقواعد المتقدمين في الحديث ونبذ قواعد المتأخرين، فلا بد من البداية بالتفقه على متن معتمد متداول يتصوره ويستدل له وإن استطاع فليحفظه، ثم يعود له مرة أخرى مقارنا له مع غيره مستدلا للموافق والمخالف، وبهذا يصير فقيها ويستطيع فهم بقية الكتب، وإن كرَّ على هذا مرار نجح وللشيخ محاضرات في كيفية دراسة (الفقه) و(الحديث) و(التفسير) فلتنظر.
9.الدراسة النظامية لا تخرج عالما بل متأهلا، ووجود الروافد الأخرى كالدروس والمجالس العلمية، والدراسة النظامية تمكن الطالب ما لا يقوم به في غيره؛ إذ الشهادات مطلوبة من أجل أن يسمع الناس له.
10.بعض الناس يهون من العلم بدعوى سهولته على الشبكة والأجهزة؛ فيقال لهذا: ما قيمتك بعد هذه الأجهزة، ثم العلم أجوره عظيمة لا تُحَصَّل إلا بمشقة فالعلم (فحل لا يناله إلا فحول الرجال)، والمعتمد على هذه الأجهزة لا يثبت في حافظته شيءٌ بعد ذلك، فالعلم بحاجة لنقر في القلوب ومعاناة وعصر، وكلما تيسرت أسبابه بعد مناله، ومثال ذلك: من مشى على قدميه ومن مشى على سيارة في الشوارع العامة؛ فالماشي يثبت في ذهنه كثير من معالم هذا الشارع خلاف للراكب سيار فلا يثبت عنده عشر ما قبت للأول، وكذا العلم، ولكن لا بأس بالاستعانة اليسيرة بهذه الأجهزة اضطرارا لا أصالةً كباحث في حديث أعوزه طريق فليستعِن بالجهاز لإيجاده، ولكن لا يكون هذا هو الأصل.
11.ذكر الآجُرَّي في (أخلاق العلماء) أن مثل العالم كمثل قوم مشوا في ليلة ظلماء في واد مليء من الأشجار والدواب، ثم تقدمهم شخص معه مصباح؛ ففضله عليهم عظيم لأنهم نجوا به من مهلكة متوقعة.
12.حاجة الأمة للعلماء ضرورة وملحة فلا يمكن الاستغناء عنهم.
13.صالح بن كيسان بدأ بالعلم كبيرا، حتى ذكروا أنه بدأ به وعمره تسعون سنة، ومات وعمره مائة وأربعون، ويتبر من كبار الآخذين عن الزهري، وبعضهم اعتبر هذا مبالغة ولكن أقل ما قيل أنه بدأ به بسن خمسين.
14.عند الشيخ من الكتب ما قد ينسى بعض أسمائها لكثرتها؛ فقد يُشترى الكتاب خمس مرات من غير أن ندري، وكبار المشايخ كانت كتبهم يسيرة لكن كلها عليها لمساتهم؛ فمكتبة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لا يصل مجموعها إلى ألف مجلد، ومقولة ابن خلدون في الصميم: (كثرة التصانيف مشغلة عن التحصيل)، وخذوها من مجرب.
15.القراءة بالكتب المبسطة المعاصرة لا تصنع طالب علم؛ لأنه لن يجيد -إن اكتفى بها- التعامل مع الكتب المتقدمة، وليس من تعذيب طالب العلم أن يؤلَّف مثل: (المنتهى) أو(مختصر خليل) لأنه به يسهل عليه ما عداه.
16.الطريقة في القراءة: وضع علامة على المبحث المقروء، وسرد الفوائد في طرة كل مجلد، وتعليقات على هذه الكتب من تصحيح وعزو أو توضيح مبهم أو الرد على مخالفة.. إلخ.
17.القراءة من الكتب والشروح المرتبة على بعضها: يفيد الطالب؛ فإذا قرأ الأصول من (المستصفى) وقارنه (بالروضة) ثم (مختصر الطوفي وشرحه) وعلق على بعضه من بعضه ثبت العلم عنده.
18.يذكر الشيخ أنه نقل تعليقا من تفسير القرطبي -في طبعته الأولى- للسان العرب، ثم لما نظر في الطبعة الثانية من القرطبي وجد هذا التعليق منقولا فيها بحروفه: سطرين من اللسان.
19.كتابة الكتاب بالقلم ونسخه -كاملا- أفضل من قراءته عشر مرات، ولا زال الشيخ يتصور في ذهنه ما كتبه من مخطوطات، ولهذا فقد أفتى شيوخ الأزهر بتحريم طباعة الكتب الشرعية أو ما ظهرت المطبعة؛ لأنها ابتداءً محدثة، ثم إن الطالب يضع الكتاب في الرف ويكون هذا آخر عهده به، ولو لم توجد الطباعة لاضطر لاستعارة الكتاب والتعب عليه حتى يكتبه ويتصوره؛ فيستفيد.
20.بدأ الشيخ بنسخ الكتب خلال المرحلة الثانوية، وأول كتاب نسخه: (منسك الشيخ سليمان بن علي)، وقد نسخ (نظم الزاد) في أربعة أيام بعد أن استأجره كل يوم بخمسة ريالات، ومما نسخه من كتب الأصول: (التحريف) للمرداوي، و(مختصر الروضة) لابن نصر الله.
21.قال عليه السلام: (لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن، ومن كتب عني شيئا غير القرآن فلْيَمْحه) أشار بعض العلماء إلى أن سبب هذا النهي أن الكتابة تضعف الحفظ؛ وهذا واقع، ثم بعد ذلك توسع الناس في الكتابة مع بقاء الحفظ لحرصهم عليه.
22.استمر درس تفسير القرطبي اثنان وعشرون سنة، حيث بدأ سنة 1411وانتهى في 1433، واقترح بعض الطلبة تغييره لتفسير الجلاليين -لطول القرطبي- فصار أطول من القرطبي؛ ففي فصلين دراسيِّيْن وقف الشيخ على: {وإذ قال ربك للملائكة}! فرجعوا للقرطبي.
23.تواضع: ذكر الشيخ أن له طلابا كبارا يستفيد منهم أكثر مما يستفيدون منه.
24.لا يصح للطالب الكبير المهيأ علميا أن يلازم الشيوخ عشرين أو ثلاثين سنة بدون أن يبذل شيئا من العلم؛ لأن بالإمكان أخذ أصول وقواعد الشيخ في سنوات ثم تستقل لأن العلم ينموا بالتعليم والتأليف.
25.الفرق بن من يشار له بالعلم وزميله في الطلب -ولو كان أنبل وأفهم- أن الأول اهتم، والثاني ترك.
26.بدايات التدريس للشيخ مرحلة كالاختبار؛ إن تجاوزها الشيخ بنجاح أقبل الناس عليه؛ فقد أدرك الشيخُ الخضير الشيخَ ابن جبرين وليس عنده إلا واحد، وما مات إلا وعنده المئات حتى في دروسه الخاصة في البيت، والشيخ ابن جبرين من الأعاجيب في بذله؛ فإنه إن شرع في الدرس: لا يسكت من تلقاء نفسه إلا إذا بُلِّغ أن الوقت قد طال.
27.لا يطالب غير المتخصص بتعلم العلم على طريقة المتفرغ له من التدرج فيه على الطريقة المعروفة؛ فلا مانع من التعلم من خلال الكتب المبسطة ونحوها كالشرائط والشبكة.
28.لمن أراد أن يتأصل التأصيل العلمي: عليه الرجوع إلى خمسة أو ستة شرائط في هذا الباب -أظنها للشيخ حفظه الله-
29.جرت عادة الشيخ أن يقرأ لأسئلة بنفسه دفعا لإحراج السائل وإحراج الشيخ.
30.بدأ الشيخ بالسماح بالإعلان عن دروسه بعد بدئه بالتدريس بستة عشر سنة.
31.شروحات الشيخ كثيرة، وكذا مفرغاتها، وقد ذكر القائم على مكتب الشيخ أن أشرطته فرغت في أربعين ألف ورقة؛ ولكن هذه تحتج لإعادة تأليف، ومن الكتب المطبوعة: (الحديث الضعيف) من عشرين سنة، وتحقيق (فتح المغيث) بالشراكة، و(تحقيق الرغبة في توضيح النخبة)، وكثير من المتون التي لا تقبل النيابة في المراجعة؛ فمراجعتها أشق من تأليفها ابتداءً.
32.الزواج المبكر خير معين للطالب، وقد تزوج الشيخ وعمره ثمانية عشر سنة؛ فالزوجة الصالحة تريح البال وتهيئ الأمور للزوج؛ وهي تربط الزوج، وهذا الربط معينٌ على التحصيل.


ولا تنسونا وأهل الشام والمجاهدين من صالح دعائكم
والحمد لله رب العالمين
وصلِّ اللهم وسلم على عبدك الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبخاصةٍ المجاهدين..

[ملاحظة: يمكن تحميل هذه المحاضرة من هذا الرابط: هــــــــنـــــــا (http://www.af.org.sa/sites/default/files/files/ls--14340521.mp3)]