المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بركات الذكر وفضائله



أهــل الحـديث
05-04-2013, 07:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:ـ
يوم الجمعة من أفضل أيام الأسبوع ، وهو يوم مبارك ، اختص الله تعالى به المسلمين من بين سائر الامم .
ومن فضائل هذا اليوم العظيم وبركاته مايأتي : ــ
1ــ وردت عدة أحاديث في بيان فضل هذا اليوم وشرفه . منها ما أخرجه الإمام مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ، ولا تقوم الساعه إلا في يوم الجمعة))(1) .
وعن أبي هريرة وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا ، فكان لليهود يوم السبت ، وكان للنصارى يوم الأحد ، فجاء
الله ، بنا فهدانا الله ليوم الجمعة )) (2) الحديث .
وغير ذلك من الأحاديث الدالة على عظم فضل هذا اليوم وميزته على غيره .
2ــ من بركات هذا اليوم أن فيه ساعة الأجابة . ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال: (( فيه ساعة لايوافقها عبد مسلم ، وهو قائم يصلي ، يسأل الله تعالى شيأ ، إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقلّلها ))(3)
وقد اختلف أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم في هذه الساعة ، هل هي باقية أو رفعت ؟
وعلى البقاء اختلفوا في تحديد وقتها على أكثر من ثلاثين قولا ، نقلها الحافظ ابن حجر رحمه الله مع
أدلتها(4)...
وأرجح هذه الأقوال قولان تضم نتهما الأحاديث الثابته (5) :
الأول : أنها من جلوس اللإمام إلى انقضاء الصلاة . ومن أدلته ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي بردة بن أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما أن عبدالله أبن عمر رضي الله عنهما قال
له : أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن ساعة الجمعة ؟ قال : قلت : نعم . سمعته يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((هي مابين أن يجلس الإمام إلى
أن تقضى الصلاة )) (6) وممن رجح هذا القول الإمام النووي رحمه الله ، بل إنه قال : (( هو الصحيح بل الصواب)) (7)، وقد حدد السيوطي رحمه الله أنها عند إقامة الصلاة (8) .
الثاني : أنها آخر ساعة بعد العصر . ومن أدلته مارواه بعض أصحاب السنن عن جابربن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة ، لايوجد فيها
عبد مسلم يسأل الله شيئا إلا آتاه إياه ، فالتمسوها آخر ساعةبعد العصر )) (9) وممن رجح هذا القول الإمام ابن القيم رحمه الله وقال : وهذا قول أكثر السلف ، وعليه أكثر الأحاديث (10)
وقد ذكر بعض العلماء أن الحكمة في إخفاء هذه الساعة حث العباد على الأجتهاد في طلب العلم ،
والأكثار من الدعاء ، واستيعاب الوقت بالعباده رجاء مصادفتها(11)
3ـ ومن بركات هذا اليوم أن من أدى صلاة الجمعة ملتزما بآدابها غُفر له ما بينه وبين الجمعة
الاخرى . كما في صحيح البخاري عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لايغتسل رجل يوم الجمعة ، ويتطهر مااستطاع من طهر ، ويدّهن من دهنه ، أو يمس من طيب بيته ، ثم يخرج فلا يفرقبين اثنين ، ثم يصلي ماكتب له ، ثم ينصت إذا تكلم الآمام ، إلا
غفر له مابينه وبين الجمعة الأخرى ))(12)
وفي صحيح مسلم زيادة ثلاثة أيام أيضا ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال : (( من أغتسل ثم أتى الجمعة ، فصلى ما قدّر له ، ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته ، ثم يصلي معه ، غفر له مابينه وبين الجمعة الأخرى ، وفضل ثلاثة أيام ))(13) .
وفي صحيح مسلم أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : (( الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ))(14) .
وظاهر هذا الحديث اشتراط اجتناب الكبائر لتكفير الذنوب الصغائر .
4ـ ومن بركاته أيضا مايحصل من الفضل العظيم لمن بكّر بالذهاب إلى المسجد للجمعة . ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من غسل يوم الجمعة غسل الجنابة ، ثم راح فكأنما قّرب بدنه ، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قّرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قّرب كبشا أقرن ، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قّرب دجاجة ، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قّرب بيضة ، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر))(15)
5ـ ومن بركات يوم الجمعة أنه يوم اجتماع المسلمين في مساجدهم الكبيرة ، لحضور الصلاة ، والانصات لخطبتي الجمعة قبلها ، اللتان تشتملان على توجيه المسلمين وتعليمهم ووعظهم ، وما في كل ذلك من المنافع الدينية والدنيوية . وحري بالمسلم أن يغتنم هذا اليوم الشريف المبارك بأداء
العبادات الواجبه فيه والمستحبه ، ويتفرغ لها ، حتى يحصل على الثواب العظيم والأجر الجزيل
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا


الهوامــــــــش
ـــــــــــــــــــــــــ ــ
(1)صحيح مسلم 2/585
(2)أخرجه الامام مسلم في صحيحه 2/286
(3)صحيح البخاري 1/224 ، صحيح مسلم 2/584
(4) أنظر فتح الباري 2/416 ـ 421
(5) انظر زاد المعاد لاابن القيم 1/389 ـ 394 وفتح الباري لاابن حجر 2/420ـ422
(6) صحيح مسلم 2/ 584
(7) شرح النووي لصحيح مسلم 6/140ـ141
(8) رسالة (نور اللمعة في خصائص الجمعة) للسيوطي، ضمن مجموعة الرسائل المنيرية 1/210
(9)أخرجه أبو داود في سننه 6/ 12 والنسائي في السنن 3/99 ـ 100 والحاكم في مستدركه 1/279 وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي وحسن ابن حجر اسناد الحديث . أنظرفتح الباري 2/ 420
(10) زاد المعاد 1/389ـ394
(11) فتح الباري 2/417 بتصرف
(12) صحيح البخاري 1/213
(13)صحيح مسلم 2/587
(14)صحيح مسلم 1/209
(15) صحيح البخاري 1/213 وصحيح مسلم 2/587 واللفظ للبخاري