المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بركات الذكر وفضائله



أهــل الحـديث
05-04-2013, 03:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بركات الذكر وفضائله
لذكر الله تعالى فضائل عظيمة وبركات كثيرة ، دينيه ودنيوية .
( أ ) فمن البركات الدنيوية ما يأتي :ـ
1ـ اطمئنان القلب وزوال الخوف عنه ، كما قال الله تعالى {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }الرعد28
2ـ الذكر يعطي الذاكر قوة ، حتى انه ليفعل مع الذكر ما لايطيق فعله بدونه . وقد علّم النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة وعليا رضي الله عنهما أن يسبّحا كل ليلة إذا أخذا مضاجعهما
ثلاثا وثلاثين ، ويحمدا ثلاثا وثلاثين ، ويكبرا أربعا وثلاثين ، لمّا سألته الخادم ، وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن والسعي والخدمة ، فعلمها ذلك وقال : (( فهو خير لكما من خادم )) (1) .
فقيل : إن من دوام على ذلك وجد قوة في بدنه مغنية عن خادم (2) .
وذكر ابن القيم رحمه الله أن كلمة (( لاحول ولا قوة إلا بالله )) لها تأثير عجيب في معاناة الأشغال الصعبة ، وتحمل المشاق . وأورد شواهد على ذلك (3) .
3ـ من منافع الاستغفار الدنيويه ما جاء في قوله تعالى ((فقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً{10} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً{11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً{12} )) . وقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما : ((من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ، ومن كل همّ فرجا ورزقه من حيث لايحتسب )) (4) .
( ب ) ومن البركات الدينية ما يأتي :ـ
1ـ مغفرة الذنوب ومضاعفة الاجر . والأحاديث في هذا كثيرة جدا ، أنقل منها مايأتي :ـ
في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من قال : لاإله إلا إلله وحده لاشريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شئ قدير ، في يوم مائة مره ، كانت له عِدْلَ عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنة ، ومُحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا احد عمل أكثر من ذلك )) (5)
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من سبّح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ، وحمد الله ثلاثا وثلاثين ، وكبر الله ثلاثا وثلاثين ، فتلك تسعة وتسعون ، وقال تمام المائة : لاإله إلا الله وحده لاشرك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ ، غفرت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر )) (6)
وفي صحيح البخاري عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( سيد الاستغفار : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أبوء (7) لك بنعمتك ، وأبوء لك بذنبي ، فاغفر لي فإنه لايغفر الذنوب إلا انت ، أعوذ بك من شر ماصنعت ، إذا قال حين يمسي فمات دخل الجنه ، أو كان من أهل الجنة ، وإذا قال حين يصبح فمات من يومه مثله ))(8) .
2ـ ومن المنافع الدينية أيضا أن مجالس الذكر من أسباب نزول السكينة وغشيان الرحمة ، وحفوف الملائكة . فقد أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لايقعد قوم يذكرون الله عزوجل إلا حَفّتهم الملائكة ، وغشيتهم الرحمة ، ونزلت عليهم السكينة ، وذكرهم الله فيمن عنده ))(9) .
( ج ) ومن البركات الدينية والدنيوية معا لذكرالله عزوجل أنه حصن منيع من الشياطين وشرورهم .
والأحاديث الدالة على هذا كثيرة ، ومنها ما يأتي :
جاءفي صحيح مسلم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( إذا دخل الرجل بيته ، فذكر الله عند دخوله وعند طعامه ، قال الشيطان : لامبيت لكم ولاعشاء ، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله ، قال الشيطان : أدركتم المبيت ، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال : ادركتم المبيت والعشاء )) (10)
وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما : قال : قال رسول الله صلى عليه وسلم :
(( لو أن أحدهم أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان ، وجنب الشيطان مارزقتنا ، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدا ))(11)
ومما يدل على فضل الذكر أيضا : أن المقصود بالطاعات كلها إقامة ذكر الله عزوجل ، فهوسر الطاعات وروحها (12)
الى غير ذلك من الفضائل العظيمة والبركات العديده لذكر الله عز وجل . فحري بنا المداومة على ذكر الله تعالى بأنواعه ، وفي مواطنه ، والتقيد بالأذكار المشروعة ، طاعة لله تعالى ، واتباعا لرسوله صلى الله عليه وسلم ورجاء نيل الفضائل الجليلة ، والبركات الكثيرة ، والخيرات الوفيرة لذكر الله تعالى في الدنيا والآخرة .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الهوامـــــش
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
(1)انظر الحديث في صحيح البخاري 4/208 وصحيح مسلم 4/2091
(2) الوابل الصيب لأبن القيم (ص164ـــ165) باختصار
(3)انظر المرجع السابق (ص 165 ــ 167 )
(4)أخرجه أبو داود في سننه 2/178 وابن ماجه في سننه 2/ 1254
(5) صحيح البخاري 7 / 167 وصحيح مسلم 4 / 2071
(6) صحيح مسلم 1 / 418
(7) أي ألتزم وأرجع وأقر ، وأصل البواء اللزوم / النهايه لأبن الاثير 1/159
(8) صحيح البخاري 7/150
(9)صحيح مسلم 4 / 2074
(10)صحيح مسلم 3/1598
(11)صحيح البخاري 6/141 وصحيح مسلم 2/1058 واللفظ له
(12)من كتاب مدارج السالكين لأبن القيم 2/ ص 426