خبل بس عاقل
16-10-2003, 04:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أجلس مع ابنى أراجع معه دروسه .. ثم وصلنا إلى سؤال مفاده
" من أسلم على يدى أبو بكر من أشراف مكة .. وكانت لدينا ثلاث فراغات يتوجب علينا ملؤها..
كتبنا أولا : ( عثمان بن عفان " ذو النورين " ,, ثم عبد الرحمن بن عوف.. وأخيرا قلت لولدى .. هم أكثر من الثلاثة ولكننا سنختار ثالثا : سعد بن أبي وقاص ...)
صمت الطفل قليلا متأملا هذا الإسم ثم فاجأنى قائلا: جميل اسم " الوقاص " فقلت له ممازحة وماذا لو علمت عن هذا البطل المغوار الشجاع ..ولم أكن أقصد سوى تحبيب الطفل فى الاسم كى يحفظه .. ثم فاجأنى مرة أخرى بطلب غريب قائلا :
لماذا قلتى عن سعد بن أبي وقاص أنه شجاع .. ماذا فعل هذا الرجل كى ينعت بالشجاع المغفوار الفذ.
قلت له ممثلة الدهشة والذهول والفخر فى آن. " هذا من صحابة رسول الله " صلى الله عليه وسلم " " الأسد فى براثنه ,, بطل القادسية ,, وخال رسولنا الكريم " وكان كل صحابة رسول الله يحبون الرسول الكريم ويضحون بأرواحهم من أجله وهو كذلك " أى الرسول الكريم " بدوره يحبهم كثيرا .. ونحن يجب أن نكون مثلهم وأن نسير على وتيرتهم وأن نحبهم ..
فقال لى بشغف.. هل تعرفين قصته كاملة..!
قلت له وكأنى أفتعل الصدمة : هذه إهانة يا بنى.. إن لم أعرف أنا,, فمن سيعرف !! " وذلك لغرض فى نفس يعقوب " لدى كتاب كبير يضم عددا ليس بالهين من قصص وبطولات وأخلاق الصحابة الكرام .. هل تريدنى أن أقراها لك..!!
فهتف بفرح " نعم .. أريد أن أعرف عنه.. أحضري الكتاب يا أمى..!
الفشلة لى صارت
" بحثت عن الكتاب فلم أجده وتذكرت أننى أعرته لأختى كى تقرأه.. وتحت إلحاح الصبي طلبت منهم أن يحضروه على عجل.. والحمد لله وقع الكتاب بين يدى أخيرا وقرأت عليه القصة وكنا نقف على بعض الفقرات. نعلق على ذكائه وأحيانا نضحك من بعض المواقف وأحيانا نستاء..... وهكذا حتى انتهيت ..وجدت جميع إخوته جالسون بجانبه مشدوهين ومتأملين ومغرمين بسماع هذا النوع من القصص التربوية الحقيقية الهادفة التى تنيرالقلب والروح قبل الفكر والعقل.. باستثناء الصغيرة التى أزعجتنى طوال فترة القراءة.. ولم تفقه شيئا..!!
وأخيرا أغلقت الكتاب على وعد منى بقراءة المزيد من القصص لهم عن سيرة ذلك السلف الصالح..
ماحصل أن الاطفال استغرقوا بالنوم مباشرة .. أما أنا فلم أستطع . فقد شعرت بقوة غريبة تجبرنى على التفكير. بهؤلاء الأبطال الأبرار المغاوير.. تلك البطولا ت وتلك المغامرات كل ذلك الوفاء الصادق وذلك الحب القوى الذى يربط الصحابة الكرام برسول الله .. وبدينهم وبمبادئهم وبأخلاقياتهم التى نشؤوا عليها واكتسبوها من حبيبهم صلى الله عليه وسلم .. وقد بلغ منى التفكير مبلغه ووصلت إلى درجة من الحزن ومن التأسى على نفسى ونوع عميق من الغيرة ,, " رغما عنى .."
لما كان لذلك السلف من أجواء روحانية يتمتعون بها بقرب الحبيب بينما نحن نتألم شوقا وحنينا وتفر الدمعة من عيوننا كلما قرأنا عن بطولاتهم وعن رسولنا " صلى الله عليه وسلم " .. ساخنة على خدودنا.. ممزقين بين الشوق إليه والخوف من انقطاع أى رجاء لنا بلقائه يوم الوعد... وفوق هذا حالنا لا يسر عدوا ولا حبيبا .... ثم هدانى الله... كى استريح من اعتمال كل تلك المشاعر فى داخلى ..فقلت:
كيف لمن تربى وتتلمذ على يدي رسول الله " صلى الله عليه وسلم " أن لا يتتوج بمثل تلك الصفات النادرة.
وليس لنا نحن الآن سوى حسن الظن وحسن العمل ولنكف عن التأسى والتمنى .. فلن يعيد لنا منى أو رجاء باهت ما فقدناه وما نفتقده.. فكل شىء يسير بالعمل ومن جد وجد..... وإن شاء الله سيجمعنا الله بلقاء من نحب " خير البشر سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام " وليس ذلك على الله بعزيز.
أخيرا .. صلوا على الحبيب المصطفى ولا تنسونى من صالح دعائكم.
كنت أجلس مع ابنى أراجع معه دروسه .. ثم وصلنا إلى سؤال مفاده
" من أسلم على يدى أبو بكر من أشراف مكة .. وكانت لدينا ثلاث فراغات يتوجب علينا ملؤها..
كتبنا أولا : ( عثمان بن عفان " ذو النورين " ,, ثم عبد الرحمن بن عوف.. وأخيرا قلت لولدى .. هم أكثر من الثلاثة ولكننا سنختار ثالثا : سعد بن أبي وقاص ...)
صمت الطفل قليلا متأملا هذا الإسم ثم فاجأنى قائلا: جميل اسم " الوقاص " فقلت له ممازحة وماذا لو علمت عن هذا البطل المغوار الشجاع ..ولم أكن أقصد سوى تحبيب الطفل فى الاسم كى يحفظه .. ثم فاجأنى مرة أخرى بطلب غريب قائلا :
لماذا قلتى عن سعد بن أبي وقاص أنه شجاع .. ماذا فعل هذا الرجل كى ينعت بالشجاع المغفوار الفذ.
قلت له ممثلة الدهشة والذهول والفخر فى آن. " هذا من صحابة رسول الله " صلى الله عليه وسلم " " الأسد فى براثنه ,, بطل القادسية ,, وخال رسولنا الكريم " وكان كل صحابة رسول الله يحبون الرسول الكريم ويضحون بأرواحهم من أجله وهو كذلك " أى الرسول الكريم " بدوره يحبهم كثيرا .. ونحن يجب أن نكون مثلهم وأن نسير على وتيرتهم وأن نحبهم ..
فقال لى بشغف.. هل تعرفين قصته كاملة..!
قلت له وكأنى أفتعل الصدمة : هذه إهانة يا بنى.. إن لم أعرف أنا,, فمن سيعرف !! " وذلك لغرض فى نفس يعقوب " لدى كتاب كبير يضم عددا ليس بالهين من قصص وبطولات وأخلاق الصحابة الكرام .. هل تريدنى أن أقراها لك..!!
فهتف بفرح " نعم .. أريد أن أعرف عنه.. أحضري الكتاب يا أمى..!
الفشلة لى صارت
" بحثت عن الكتاب فلم أجده وتذكرت أننى أعرته لأختى كى تقرأه.. وتحت إلحاح الصبي طلبت منهم أن يحضروه على عجل.. والحمد لله وقع الكتاب بين يدى أخيرا وقرأت عليه القصة وكنا نقف على بعض الفقرات. نعلق على ذكائه وأحيانا نضحك من بعض المواقف وأحيانا نستاء..... وهكذا حتى انتهيت ..وجدت جميع إخوته جالسون بجانبه مشدوهين ومتأملين ومغرمين بسماع هذا النوع من القصص التربوية الحقيقية الهادفة التى تنيرالقلب والروح قبل الفكر والعقل.. باستثناء الصغيرة التى أزعجتنى طوال فترة القراءة.. ولم تفقه شيئا..!!
وأخيرا أغلقت الكتاب على وعد منى بقراءة المزيد من القصص لهم عن سيرة ذلك السلف الصالح..
ماحصل أن الاطفال استغرقوا بالنوم مباشرة .. أما أنا فلم أستطع . فقد شعرت بقوة غريبة تجبرنى على التفكير. بهؤلاء الأبطال الأبرار المغاوير.. تلك البطولا ت وتلك المغامرات كل ذلك الوفاء الصادق وذلك الحب القوى الذى يربط الصحابة الكرام برسول الله .. وبدينهم وبمبادئهم وبأخلاقياتهم التى نشؤوا عليها واكتسبوها من حبيبهم صلى الله عليه وسلم .. وقد بلغ منى التفكير مبلغه ووصلت إلى درجة من الحزن ومن التأسى على نفسى ونوع عميق من الغيرة ,, " رغما عنى .."
لما كان لذلك السلف من أجواء روحانية يتمتعون بها بقرب الحبيب بينما نحن نتألم شوقا وحنينا وتفر الدمعة من عيوننا كلما قرأنا عن بطولاتهم وعن رسولنا " صلى الله عليه وسلم " .. ساخنة على خدودنا.. ممزقين بين الشوق إليه والخوف من انقطاع أى رجاء لنا بلقائه يوم الوعد... وفوق هذا حالنا لا يسر عدوا ولا حبيبا .... ثم هدانى الله... كى استريح من اعتمال كل تلك المشاعر فى داخلى ..فقلت:
كيف لمن تربى وتتلمذ على يدي رسول الله " صلى الله عليه وسلم " أن لا يتتوج بمثل تلك الصفات النادرة.
وليس لنا نحن الآن سوى حسن الظن وحسن العمل ولنكف عن التأسى والتمنى .. فلن يعيد لنا منى أو رجاء باهت ما فقدناه وما نفتقده.. فكل شىء يسير بالعمل ومن جد وجد..... وإن شاء الله سيجمعنا الله بلقاء من نحب " خير البشر سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام " وليس ذلك على الله بعزيز.
أخيرا .. صلوا على الحبيب المصطفى ولا تنسونى من صالح دعائكم.