المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا نبكي على موتانا!!!؟



طيف
05-08-2006, 10:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني وأخواتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وأشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمد عبده ورسوله
أما بعد....،
الموت حق لازم
للناس مسوغاتهم المتعددة للحزن والبكاء على موتاهم
==فمنها الجانب الفطري كموت من فطر الإنسان على محبته
وسكون نفسه إليه واطمئنانه إليه من واالد أو ولد أو زوج
أو صاحب أو جار.....
==ولكن نوعا آخر من أعظم أنواع الحزن دلالة على تمكن الإيمان بالله
من القلب كالحزن على موت الصالحين المصلحين وما يترتب عليه من
نكبات تصيب الأمة بذهاب أهل الخير فيها
==وهناك من الحزن ما يترجم حقيقة الاخوة في الله والرباط الإيماني
بين المسلمين يتمثل في الشفقة على الميت مما أقبل عليه من السكرات
وضمة القبر وسؤال الملكين وعمل دواب الأرض في بدنه وحشره ومآله

في الحقيقة أن سلفنا الصالحين كانوا يجمعون بين كل هذه الأغراض الحسنة
بما يترتب عليها من ثواب وتقوية الإيمان بالله واليوم الآخر وتقوية
الروابط بين المؤمنين
كما أنهم كانوا بشرا ولابد للجانب الفطري أن ييكون متواجدا
فالمؤمن ليس مطالبا شرعا أن يخالف الفطرة فيما لا يتعارض مع الشرع

ولأكون أكثر إيضاحا وتفصيلا في هذه الجزئية
أقول مستعينا بالله
مما فطر عليه الإنسان على العجلة
قال سبحانه (( خلق الإنسان من عجل ))
وفطر على الجزع والهلع والمنع والشح
(( إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا ))
كما جبل على حب الشهوات (( زين للناس حب الشهوات .....))
ومنها المال (( إنه لحب الخير لشديد )) أي المال والثروات
هذه الصفات من جملة البلاء الذي يبتلى العبد بها
ويؤمر شرعا بإزالة أو تخفيف حدتها أو توجيهها
بينما تكفي بعض التكاليف الشرعية اليسيرة
في إزالة الضار منها كما في قوله تعالى
(( إلا المصلين ))
فالصلاة الشرعية بإيمانياتها ومادياتها كفيلة
بالقضاء على الجزع والهلع إذ أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
لذا روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت
(( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر أو أحزنه فزع إلى الصلاة ))
والغرض إن بعض ما جبل عليه الإنسان هو من عوامل البلاء
الذي يبتلى به الإنسان ليكون له حافز للاختيار ويحتدم الصراع مع نفسه
فيجاهدها ويطيب له مقامه في رضا الله إن أفلح في كبح جماحها
وقد يظن ظان أن الله بذلك قد غلب جانبا من جوانب الضغوط النفسية
التي تيسر سبيل العبد لمعصيته لكن الأمر خلاف ذلك تماما
خاصة إذا تدبرنا بعض آيات الله العظيمة التي توضح أن جبلة الإنسان
يغلب عليها تيسير كل السبل لنيل رضا الله سبحانه
تدبر معي قوله جل ذكره
(( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم
وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان ))
فهذه الآية كفيلة بإيضاح المنة الربانية على النفس البشرية
فقد فطرها الله على عدم الراحة للكفر بينما تستقر وتأنس إذا
عرض عليها الإيمان
وحتى إن غلبت عليها نوازع الشر من الأخلاق الردئية
من الطيش والعجلة والبخل والهلع والجزع والشح
فعصت الله من ذلك لم تكن لتستسيغ المعصية فتجد النفس تلوم صاحبها
حتى ينزع عن ذنبه ويتوب إلى ربه أو يستمر في غيه
مضادا للآيات الشرعية والملامة النفسية الفطرية الإيمانية

ولولا تواجد نازعي الخير والشر سويا لما كان هناك حكمة من التكليف
إذ ستصير النفوس كنفوس الملائكة
وهذه المسألة من أدق دقائق الإيمان بالقضاء والقدر
فليتنبه الناس لذلك جيدا

والغرض
عندما يصاب الإنسان بمصيبة في أهل أو نفس أو مال
تبعثه نفسه على الحزن والجزع والهلع وربما التجني
على الله والاعتراض على قضائه
بل والكفر به أحيانا من شدة الهلع
ولا يوفق إلى الصبر والرضا إلا من يلتزم أوامر الله وشرعه
فيجد راحة النفس خلاف صاحب الجزع إذا لا يزيده هلعه إلا خسارة
وندامة بعدما يفيق وتعرض له نفسه بالملامة على ما اقترف من مصائب
فالجزع دائما يترجم على اللسان والجوارح مبلغ إيمان هذا العبد
وصدق صلاته وقوة اعتماده على الله سبحانه وركون نفسه إليه
فتجد الجزوع متحللا من كل ذلك أما المؤمن فشيمتهه الصدق وسمته
الوقار وعلامته الرضا ونطقه لا حول ولا قوة إلا بالله
قدر الله وما شاء فعل
عند البخاري من حديث أنس قال
(( مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر ،
فقال : اتقي الله واصبرري قالت : إليك عني ، فإنك لم تصب بمصيبتي ،
ولم تعرفه ، فقيل لها : إنه النبي صلى الله عليه وسلم ،
فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم تجد عنده بوابين ،
فقالت : لم أعرفك ، فقال : إنما الصبر عند الصدمة الأولى ))

لذا كان بعض الصالحين يقول
إن المؤمن يفعل عند أول المصيبة ما يفعله الأحمق بعد مائة يوم

==========

هذا الدرس المبسط يرجع بنا إلى أصل ما كنا نتحدث عنه
وهو مسوغات الناس للحزن والبكاء على موتاهم
كما ذكرت هنالك مسوغات فطرية
كجبلة الحب بين ذوي الأرحام والأنساب ونحوها والحاجات
وإن هذا الحزن مشروع وغير خاف أن إنكاره من الغلظة
ومعاداة النفس وليس ترويضها
فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أبي جحيفة قال
(( آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء ،
فزار سلمان أبا الدرداء ، فرأى أم الدرداء متبذلة ، فقال لها : ما شأنك ؟
قالت : أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا ، فجاء أبو الدرداء ،
فصنع له طعاما ، فقال : كل فإني صائم ، قال : ما أنا بآكل حتى
تأكل ، فأكل ، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم ، فقال : نم ، فنام ،
ثم ذهب يقوم ، فقال : نم ، فلما كان آخر الليل ، قال سلمان : قم الآن ،
قال : فصليا ، فقال له سلمان : إن لربك عليك حقا ، ولنفسك عليك حقا ،
ولأهلك عليك حقا ، فأعط كل ذي حق حقه ، فأتى النبي صلى الله عليه
وسلم فذكر ذلك له ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( صدق سلمان )))

فإن احتاج إلى عبرة فليسكبها قبل أن ينفلق كبده من الأسى
ويصل مع الإمساك إلى الجزع وقسوة القلب
وقد أنكر البعض حزن النبي على ولده وظنه خلاف الصبر
المأمور به
فعند البخاري عن أنس قال :
(( دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين ،
وكان ظئرا لإبراهيم عليه السلام ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه
وسلم إبراهيم فقبله وشمه ، ثم دخلنا عليه بعد ذلك ، وإبراهيم يجود بنفسه ،
فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان ، فقال له عبد
الرحمن بن عوف رضي الله عنه : وأنت يا رسول الله ؟ فقال : يا ابن
عوف ، إنها رحمة . ثم أتبعها بأخرى ، فقال صلى الله عليه وسلم :
إن العين تدمع والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ،
وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزنون . ))

وقد سمي العام الذي ماتت فيه زوجه خديجة وعمه أبو طالب
بعام الحزن لما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الحزن على ذلك
كما ذكر أهل السير

وفي الحديث الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(( أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ! عش ما شئت فإنك ميت ،
وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ماشئت فإنك مجزي به ،
و اعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل ، و عزه استغناؤه عن الناس ))

والسؤال هل يؤجر الإنسان على هذا الحزن؟؟
وجواب ذلك أنه لا فضل أعظم من فضل الله لذا تعجب
النبي صلى الله عليه وسلم من حال المؤمنين الصابرين
فإن صبر ابتغاء وجه الله أجر أما إن سخط فليس له عند
الله نصيب في هذا الفضل العظيم
ففي الحديث الذي البخاري عن أبي هريرة
أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال:
(ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن
حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته))
وعند مسلم قال عليه الصلاة والسلام
(( عجبا لأمر المؤمن . إن أمره كله خير . وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن .
إن أصابته سراء شكر . فكان خيرا له .
وإن أصابته ضراء صبر . فكان خيرا له ))


هذا من فضل الله تعالى أن يؤجر الإنسان على ما يوافق فطرته
من الحزن على موت قريب إذا ما أرفق حزنه بالصبر وجمله بالرضا
فيكفر الله عنه الخطايا

============


لكن حزنا أشد من ذلك يفتك بقلوب العارفين بالله
وهو ما يدفع إليه خشية أن يتعرض الحبيب إلى عذاب الله تعالى
فهذا الذي يرجف القلوب ويقلبها
فمن ذا الذي يكون له ولد كان يخاف عليه أن تقرصه نمله
فيموت ويصير متعرضا لسكرات الموت وأهوال القبر
ومن ذا الذي تكون له زوجة كانت عوانن عنده فملكت لبه
وترافقا في طريق رضا الله سبحانه والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر ويبسط لها فراشه ويتفقد أحوالها
ويغار عليها فتموت وتتعرض لنزع الروح من الجسد وضمة القبر
ومنظر منكر ونكير ثم قد حيل بينه وبين معرفة مكانها
أفلا ينكسر قلبه لذلك ويحمله حزنه على التضرع إلى الله
أن يسبغ على من فضله وعفوه وعطائه وأن يجبر كسره
ويزيد في إحسانه ويتجاوز عن إسائته
إن إيماننا بالله سبحانه ويقيننا باليوم الآخر وليس بالمثوى الأخير
يحتم علينا أن نتذكر موتانا الذين لم يعد لهم باب يستزيدون منه من الحسنات
ويرتفعون به الدرجات ويستنقذون أنفسهم من الدركات
لذا فتح الله الباب للمشفقين الذين بلغ بهم الأمر مبلغ الشفقة على
آخرة إخوانهم لينفعوهم
عن عثمان بن عفان قال كان النبي -صلى الله عليه وسلم-
إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: (( استغفروا لأخيكم وسلوا له
التثبيت فإنه الآن يسأل )) رواه أبوداود
وعند البخاري
عن زِيادِ بنِ عِلاقةَ قال: سَمعتُ جَرِيرَ بنَ عبدِ اللّهِ يقولُ يومَ ماتَ المُغِيرةُ بنُ شُعْبةَ,
قامَ فَحَمِدَ اللّهَ وأثْنى عليهِ وقال: ((عليكم باتّقاءِ اللّهِ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لهُ,
والوقارِ والسّكِينةِ, حتّى يأْتِيَكمْ أميرٌ, فإنّما يأْتيكمُ الاَنَ.
ثمّ قال: اسْتَعفوا لأميرِكمْ, فإنهُ كانَ يُحِبّ العَفْوَ.
ثم قال: أما بعدُ فإنّي أتَيْتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم
قلتُ: أُبايِعُكَ على الإِسلام: فشرَطَ علَيّ «والنّصْحِ لكلّ مُسْلمٍ»
, فبايَعتُه على هذا, ورَبّ هذا المسجد إنّي لناصِحٌ لَكم. ثمّ اسْتَغْفَرَ ونزل.))

أي اطلبوا له العفو وهذا من فرط الشفقة على إخوانهم

وروى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال
" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية
أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له"

وعند النسائي أن سعداً سأل النبي صلى الله عليه
وسلم: "إن أمي ماتت ولم توص، أفأتصدق عنها؟ قال: نعم".

وفي صحيح البخاري ومسلم: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
فقال: "يا رسول الله، إن أمي ماتت وعليها صوم شهر،
أفأقضيه عنها؟ قال: نعم، فدين الله أحق أن يقضى".

وعند الترمذي وأبي داود، وأحمد أن امرأة جاءت إلى النبي
صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن أمي ماتت ولم تحج، أفأحج عنها؟
قال: نعم، حجي عنها". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح

كل هذا مبعثه الخشية على أمواتهم وتذكر ميعادهم
ومحاولة رفعة درجاتهم
وأيم الله إن هذا لمن أكما مقامات الولاية في الله والحب في الله
إذ ما يدفعك أن تخرج مالك أو تتدعو له في سجود ولا تنساه في ابتهالك
وهو ميت إن تدعوه لا يسمعك
(( وما أنت بمسمع من في القبور )) إلا بإذن الله
قال سبحانه
(( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ))
أجل إن هذا أعظم أثر من آثار الحزن على موت الأحبة
الذين نواليهم في الله تعالى ونشفق عليهم ويوما لا
محالة سنلحق بهم كما لحقوا بمن قبلهم
ومعي هنا حديث تتقطع له نياط قلوب الصالحين وهم
ينظرون كيف كان اهتمام المسلمين بموتاهم
وهو ما أخرجه الشيخان
(( عن أنس رضي الله عنه أن حارثة بن سراقة قتل يوم بدر
. فجاءت أمه فقالت: يا رسول الله أخبرني عن حارثة
ان كان في الجنة صبرت
و ان كان غير ذلك اجتهدت عليه بالبكاء،
قال صلى الله عليه و سلم: يا أم حارثة انها جنان
و ليست جنة واحدة و ابنك أصاب منها الفردوس الأعلى.
فرجعت تضحك و تقول بخ بخ يا حارث ))

ومن لنا برسول الله يخبرنا أين موتانا رحمهم الله فيبقى
في قلوب المؤمنين لوعة لغياب خبر ذويهم عنهم

نسأل الله أن يرحم أمواتنا وأموات المسلمين


=========

وصنف آخر حزنه أعمق أثرا وأشد تدليلا على التحرق
على الأمة والولاية لله والتسليم لقضائه
وهو أن يحزن المسلم لموت الصالحين من العلماء والمجاهدين
والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر
ويستشعر خطر خلو الأيام من هؤلاء على الدين والأمة الإسلامية
والسنة النبوية الشريفة ويستشعر ما في فوات هؤلاء
من صعود لأهل البدع ومروجي الخرافات وبائعي الدين
من المتلبسين بمسوح الضأن على قلوب السباع
فهذه الشفقة تبعث مدلولاتها على نفس من أطلقها
وتشهد شهادة الحق على نصحه للأمة وحبه لكل خير يحصل لها

وأعظم ذلك على الإطلاق موت رسول الله صلى الله عليه وسلم
لذا عزى أمته بنفسه في نفسه
فقد أخرج ابن ماجة عن عائشة قالت
(( فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم بابا بينه وبين الناس أو
كشف سترا فإذا الناس يصلون وراء أبي بكر فحمد الله على ما رأى من
حسن حالهم رجاء أن يخلفه الله فيهم بالذي رآهم فقال يا أيها
الناس أيما أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعز
بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري فإن أحدا من أمتي
لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي ))
وأي مصيبة أفظع من فقد من أرسله الله رحمة للعالمين
ومن هو بالمؤمنين رؤوف رحيم
نسأل الله أن يجمعنا بنبينا في الجنة
ومثل هذا المعني ينقل في فقد الصالحين
فقد أخرج الإمام هبة الله اللالكائي في شرح الاعتقاد بإسناده
عن حماد بن زيد قال
((كان أيوب يبلغه موت الفتى من أصحاب الحديث فيرى ذلك فيه
ويبلغه موت الرجل يذكر بعبادة فما يرى ذلك فيه ))
وعنه أيضا قال
((حضرت أيوب السختياني وهو يغسل شعيب بن الحبحاب
وهو يقول : إن الذين يتمنون موت أهل السنة يريدون أن يطفئوا
نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ))

ولو حاولنا استيفاء هذه المادة لما وسعنا هذا المجلس

وخلاصة القول
أن الصالحين يحزنون ويبكون موتاهم لأهداف نبيلة أو مشروعة
ولهم في كل منها أجر ومنها
== أن يبكي بفطرته قريبا أو صهرا مع الصبر
== أن يبكي خشية عقاب الله عليه ورحمة به من أهوال القيامة
== أن يبكي صلاحه وأثره في رفعة هذا الدين


أما الساقطين ممن عدموا المروءة
فإنهم يبكون سفهاءهم الذين سيفقدون أغانيهم وأفلامهم
ومجالس فسقهم ولهوهم
وهؤلاء أقل من أن ننشغل بذكرهم نسأل الله السلامة والعافية والثبات

وأختم هنا بقصة رويت لعل فيها عبرة لمعتبر
عن يزيد الرقاشي عليه رحمة الله أنه حضر عابدا قد حضرته الوفاة
وحوله أهله يبكون
فقال لوالده أيها الشيخ ما الذي يبكيك ؟
قال أبكي فقدك وما أرى من جهدك.
فبكت أمه فقال أيتها الوالدة الشفيقة الرفيقة ما الذي يبكيك؟
قالت فراقك وما أتعجل من الوحشة بعدك.
فبكى صبيانه وأهله وزوجه قال يا معشر اليتامى ما الذي يبكيكم؟
قالوا نبكي ما نتعجله من اليتم بعدك.
فما كان منه إلا أن صرخ
وقال
كلكم يبكي لدنياي، أما فيكم من يبكي لآ خرتي،
أما فيكم من يبكي لملاقاة التراب وجهي،
أما فيكم من يبكي لسؤال منكر ونكير إياي،
أما فيكم من يبكي لوقوفي بين يدي الله ربي،
ثم صرخ صرخة عظيمة شهد بعدها أن لا إله إلا الله
وفاضت روحه

فانظر أخي الحبيب على ماذا سيبكيك أهلك عند موتك
وأخبرهم في حياتك بأن يتدبروا فقرك إلى الله الذي لن ينقضي
بينما فقرهم إليك سينقضي
لأن الله هو الغني والخلق مفتقرون إليه
فالوالد ربما رزقه الله غيرك
والأخ كذلك والزوجة كذلك
فذكرهم بالله أن يبصروا مضجعك في لحدك بعد فرشك
وذكرهم بالله أن يشاهدوا انقطاع عملك بعد انقطاع أجلك
نسأل الله أن يبصرني وإياكم بالحق ويثبتنا عليه
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحابته أجمعين
والحمد لله رب العالمين


اختكم /نسمة سحر...

منقوووووووووول

بـنـت الـشـيـوخ
06-08-2006, 01:08 AM
فانظر أخي الحبيب على ماذا سيبكيك أهلك عند موتك
وأخبرهم في حياتك بأن يتدبروا فقرك إلى الله الذي لن ينقضي
بينما فقرهم إليك سينقضي
لأن الله هو الغني والخلق مفتقرون إليه
فالوالد ربما رزقه الله غيرك
والأخ كذلك والزوجة كذلك
فذكرهم بالله أن يبصروا مضجعك في لحدك بعد فرشك
وذكرهم بالله أن يشاهدوا انقطاع عملك بعد انقطاع أجلك
نسأل الله أن يبصرني وإياكم بالحق ويثبتنا عليه
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحابته أجمعين



جزاك الله خير يالغلا...

اذا كان الشخص غالي عليك فااكيد الواحد بيبكي..بس المهم عدم الجزع والتسخط على قضاء الله وقدره...
وعلى الانسان الصبر وان يحتسب الله وان يسال الله ان يعوضه..

سمووره
06-08-2006, 01:45 AM
الله يثبتنا يارب عند نزول المصايب علينا

عزيزتي بارك الله فيك وجزاك الله عنا كل خير

الف شكر

الـوافـي
06-08-2006, 10:39 AM
أخيتي نسمة سحر
الله يعطيك العافية
وجزاك الله خيرا
أخوكم
الواااااااااااااااااااااا ااااااااااااااافي

السفيره
06-08-2006, 11:30 AM
جزاك الله كل الخير

واثابك الله على مل طرحتيه

خــــالـــــد
06-08-2006, 12:56 PM
نسمة سحر
http://www.sfsaleh.com/vb/attachment.php?attachmentid=21450&d=1150313192
جزاك الله خير أختي

وبارك الله فيك وفي عملك

وجعله الله في موازين حسناتك يوم القيامة

لا عدمناك , وبانتظار القادم من قلمكِ
http://www.sfsaleh.com/vb/attachment.php?attachmentid=21451&d=1150313192

*الفارس*
06-08-2006, 01:22 PM
اللهم اقسم لنا من اليقين ماتهون به علينا مصائب الدنيا

بارك الله فيك


نقل موفق

وفقك الله

طيف
06-08-2006, 02:16 PM
جزاكم الله كل الخير على المشاركه...