المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مختصر مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق لابن النحاس



أهــل الحـديث
29-03-2013, 11:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العَالمين ، الحمدُ للهِ حمدًا يُوافي نِعَمَه ، وَيَدفعُ نِقَمَه ، ويُكافِئُ مَزيدَه ،
سُبحانك اللَّهُمَّ لا نُحصِي ثناءً عليك أنتَ كما أثنيتَ على نفسِك ،
وأشهَدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه ، صدَق وعدَه ، ونصَرَ عبدَه ، وأعزَّ جندَه ، وهزَم الأحزابَ وحدَه ،
لا شيءَ قبلَه ولا شيءَ بعدَه ،
وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه ، وصفيُّه وخليلُه ، بلَّغَ الرسالةَ ، وأدَّى الأمانةَ ، ونصَح الأمَّةَ ،
وجاهَد في اللهِ حقَّ جهادِه حتى أتاهُ اليَقين ،
صلَّى اللهُ وسَلَّم علَيه ، وزادَه فَضلًا وشَرَفًا لدَيه .

وبعد : فإن كتاب مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق
للشيخ الإمام أبي زكريا أحمد بن إبراهيم الدمشقي الدمياطي المشهور بابن النحاس
من أفضل الكتب وأنفعها كيف لا وهو يتحدث عن أعظم الفرائض وأرفعها
بل اختار بعض أئمتنا الشافعية أن الجهاد أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله تعالى للأحاديث الصحيحة المصرحة بذلك
وحملها جمهورهم على خصوص السائل أو المخاطب أو الزمن
وعليه فيلتقي القولان في هذا الزمن فيكون هو الأفضل بعد الإيمان بالله تعالى
نسأل الله تعالى أن يستعملنا لطاعته وللجهاد في سبيله ولقتال وقتل الكافرين والختمَ لنا بالشهادة
قال ربنا عز وجل ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله )
وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له
وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ،
وربنا عز وجل يقول ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )
أي اقتداء به في القتال والثبات في المواطن كما قال الجلال المحلي
فلما رأيتُ حجمَه قد كَبِرَ وخصوصا بكثرة التعليقات والهوامش التي أخرجت الكتاب عن مقصوده
همَمتُ باختصاره وتجريده عن ذلك
ولكن علمتُ من نفسي العجز وعلمتُ أن ذلك يحتاج إلى أهل علم صادقين أمثالِ المؤلف الذين جاهدوا في سبيل الله تعالى
فبحثتُ لعلي أجدُ مختصَرا له يسهُل حمله وقراءته وإقراؤه
فوجدت ذلك بحمد الله تعالى وهو اختصارٌ للمؤلف نفسِه رحمه الله تعالى و
كان بعناية بعض الإخوة المجاهدين وفقهم الله تعالى
وقد اعتنوا به قدر طاقتهم وزادوا عليه تعليقاتٍ وهوامشَ وحكايا المجاهدين التي زادَت حجمَ الكتاب كثيرا
ولعل ذلك أيضا أخرج المختصَر عن المقصود
فأحببتُ أن أجردَ المختصَر من تلك التعليقات وإن كان فيها خيرا كثيرا
ولكن لما أسلفتُ من أننا نريد سهولة حمله وقراءته وإقرائه
وتم ذلك بحمد الله تعالى وتوفيقه
ولكن بقي في النفس شيء وهو أنه لا بد من مراجعة المخطوط
فهناك أخطاء كثيرة في النص قد استدركتُ ما استطعتُ استدراكه
ولم أتمكن من مراجعة ذلك كله لفقد المخطوط ولما يحتاج إلى وقت طويل أفقده في هذه الأيام
وشرحتُ مختصِرا بعضَ الكلمات في النص وجعلتها بين هاتين [ ]
وأرجو أن يتقبل الله سبحانه وتعالى هذا العمل وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم
وأن يعيذنا ووالدينا ومشايخَنا وأهلَنا وأحبائَنا به من نار الجحيم ،
وأختم كلامي بدعاء للمؤلف عليه سحائب الرحمة والرضوان رجاء أن يستجاب لنا ،
قال : اللهم إليك يا من بيده أزِمُّة القلوب ترغَبُ في إثباتِها ،
وعليكَ يا علامَ الغيوبِ نعتمدُ في تصحيح قصدِها وإخلاصِ نياتها ،
وإلى غناكَ نمدُّ أيدِي الفاقةِ أن ترزقنا شَهادةً ترضاها ،
وأن تُنيلَ نفوسَنا من ثباتِ الأقدامِ في سبيلكَ مُناها ،
فالحِرَاكُ والسُّكون إليك ، والمعَوَّلُ في كلِّ خيرٍ عليك ، وأنت على كلِّ شيء قدير .

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد كلما ذكره الذاكرون
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد كلما غفل عن ذكره الغافلون
والحمد لله رب العالمين