أهــل الحـديث
29-03-2013, 12:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
كل علة فهي قادحة، ولكن يختلف القدح في تأثيره، فقد تؤثر العلة في صحة الحديث جميعه سندًا ومتنًا، وقد تؤثر في طريقٍ ما دون التأثير في صحة المتن من طريق آخر، وهكذا، فالقدح قائم بكل علة متى ثبتت، وللقدح أوجه كثيرة، يختلف مقتضاه بحسبها، هذا الطرح أصح من تقسيم العلة إلى قادحة وغير قادحة، والله تعالى أعلم
نموذج على هذا:
قال ابن أبي حاتم في علل الحديث: (691)
وسمعت أبي: وذكر حديث محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن يحيى بن سعيد، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: «إن كان ليكون عليَّ الأيام من رمضان في عهد رسول الله صصص، فما أقضيها إلا في شعبان من العام المقبل، وكان رسول الله صصص يصوم شعبان إلا قليلًا».
قال أبي: هذه الكلمة الأخيرة لم يروها أحدٌ غيرُ ابن إسحاق: «كان يصوم شعبان إلا قليلاً ».اهـ
روى هذا الحديث عن يحيى بن سعيد بدون العبارة المذكورة: مالك في الموطأ (680) والثوري عند عبد الرزاق في المصنف (4/246) ويحيى القطان عن النسائي في الكبرى (2/113) وزهير بن معاوية عند مسلم في الصحيح (1146) وابن جريج عند ابن خزيمة في صحيحه (2048) وسليمان بن بلال في مسند أبي عوانة (2882) وغيرهم.
وقال الدارقطني في العلل (15/146): "ورواه ابن إسحاق ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي سلمة ، عن عائشة . وزاد فيه ألفاظًا أسندها عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يأت بها غيره".
فهذه العبارة ليست في حديث يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن عائشة، وإنما رواها عن أبي سلمة جماعة آخرون، منهم: سالم أبو النضر عند البخاري (1969) ومسلم (1156) ويحيى بن أبي كثير عند البخاري (1970) وعبد الله بن أبي لبيد عند مسلم (1156).
فهذه العبارة ونحوها صحيحةٌ متفقٌ عليها لكن ليست في حديث يحيى بن سعيد، وتفرد محمد بن إسحاق بإدراجها فيه.
وقد رواها ابن إسحاق عن يحيى ين سعيد بهذا الإسناد منفردةً دون باقي الحديث، أخرج ذلك النسائي في الكبرى (2/120) عن: عمرو بن هشام قال حدثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان إلا قليلا".
وروى ابن إسحاق أيضًا نحو هذه العبارة لكن ليس عن يحيى بن سعيد، وإنما عن محمد بن إبراهيم التيمي، قال النسائي قبل الحديث السابق (2/120): أنبأنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا عمي قال حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة قالت: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لشهر أكثر صياما منه لشعبان كان يصومه أو عامته.
أقول: فكأنَّ هذا الأخير هو أصل رواية هذه العبارة عند ابن إسحاق أنه عن محمد بن إبراهيم، فوهم وحمل رواية يحيى بن سعيد عليه، رواها أحيانًا عنه مفردةً، وأحيانًا مدرجة في الحديث الآخر، والله تعالى أعلم.
وفي هذا الحديث من فقه التعليل:
1- هذه العلة هل هي قادحة؟ قد يقال: ليست بقادحة لأنها لم تؤثر في صحة أصل الحديث ولا الزيادة التي زادها محمد بن إسحاق، وهذا هو المشهور، وقد يقال: بل هي قادحة في صحة الحديث بهذا التمام؛ وأن الصواب أنهما حديثان، وأن تلك الزيادة لا يصح نسبتها لرواية يحيى بن سعيد الأنصاري لما مضى من اجتماع الحفاظ على عدم ذكرها وانفراد ابن إسحاق بها.
2- ابن إسحاق فنُّه الذي اعتُمد عليه فيه هو السير والمغازي، أما في أحاديث الأحكام فتكثر أوهامُه فيها، يُعرف ذلك بالاستقراء.
كل علة فهي قادحة، ولكن يختلف القدح في تأثيره، فقد تؤثر العلة في صحة الحديث جميعه سندًا ومتنًا، وقد تؤثر في طريقٍ ما دون التأثير في صحة المتن من طريق آخر، وهكذا، فالقدح قائم بكل علة متى ثبتت، وللقدح أوجه كثيرة، يختلف مقتضاه بحسبها، هذا الطرح أصح من تقسيم العلة إلى قادحة وغير قادحة، والله تعالى أعلم
نموذج على هذا:
قال ابن أبي حاتم في علل الحديث: (691)
وسمعت أبي: وذكر حديث محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن يحيى بن سعيد، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: «إن كان ليكون عليَّ الأيام من رمضان في عهد رسول الله صصص، فما أقضيها إلا في شعبان من العام المقبل، وكان رسول الله صصص يصوم شعبان إلا قليلًا».
قال أبي: هذه الكلمة الأخيرة لم يروها أحدٌ غيرُ ابن إسحاق: «كان يصوم شعبان إلا قليلاً ».اهـ
روى هذا الحديث عن يحيى بن سعيد بدون العبارة المذكورة: مالك في الموطأ (680) والثوري عند عبد الرزاق في المصنف (4/246) ويحيى القطان عن النسائي في الكبرى (2/113) وزهير بن معاوية عند مسلم في الصحيح (1146) وابن جريج عند ابن خزيمة في صحيحه (2048) وسليمان بن بلال في مسند أبي عوانة (2882) وغيرهم.
وقال الدارقطني في العلل (15/146): "ورواه ابن إسحاق ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي سلمة ، عن عائشة . وزاد فيه ألفاظًا أسندها عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يأت بها غيره".
فهذه العبارة ليست في حديث يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن عائشة، وإنما رواها عن أبي سلمة جماعة آخرون، منهم: سالم أبو النضر عند البخاري (1969) ومسلم (1156) ويحيى بن أبي كثير عند البخاري (1970) وعبد الله بن أبي لبيد عند مسلم (1156).
فهذه العبارة ونحوها صحيحةٌ متفقٌ عليها لكن ليست في حديث يحيى بن سعيد، وتفرد محمد بن إسحاق بإدراجها فيه.
وقد رواها ابن إسحاق عن يحيى ين سعيد بهذا الإسناد منفردةً دون باقي الحديث، أخرج ذلك النسائي في الكبرى (2/120) عن: عمرو بن هشام قال حدثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان إلا قليلا".
وروى ابن إسحاق أيضًا نحو هذه العبارة لكن ليس عن يحيى بن سعيد، وإنما عن محمد بن إبراهيم التيمي، قال النسائي قبل الحديث السابق (2/120): أنبأنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا عمي قال حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة قالت: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لشهر أكثر صياما منه لشعبان كان يصومه أو عامته.
أقول: فكأنَّ هذا الأخير هو أصل رواية هذه العبارة عند ابن إسحاق أنه عن محمد بن إبراهيم، فوهم وحمل رواية يحيى بن سعيد عليه، رواها أحيانًا عنه مفردةً، وأحيانًا مدرجة في الحديث الآخر، والله تعالى أعلم.
وفي هذا الحديث من فقه التعليل:
1- هذه العلة هل هي قادحة؟ قد يقال: ليست بقادحة لأنها لم تؤثر في صحة أصل الحديث ولا الزيادة التي زادها محمد بن إسحاق، وهذا هو المشهور، وقد يقال: بل هي قادحة في صحة الحديث بهذا التمام؛ وأن الصواب أنهما حديثان، وأن تلك الزيادة لا يصح نسبتها لرواية يحيى بن سعيد الأنصاري لما مضى من اجتماع الحفاظ على عدم ذكرها وانفراد ابن إسحاق بها.
2- ابن إسحاق فنُّه الذي اعتُمد عليه فيه هو السير والمغازي، أما في أحاديث الأحكام فتكثر أوهامُه فيها، يُعرف ذلك بالاستقراء.