المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفوائد اللآلئ والدرر العوالي من عمدة القاري في شرح البخاري



أهــل الحـديث
27-03-2013, 05:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




الحمد لله على نعمائه والشكر له على توفيقه وامتننانه ثم الصلاة والسلام على محمد الداعي الى رضوانه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وبعد: فقد وجدت في كتاب العمدة لمؤلفه العيني من الفوائد بحراً ومن الفرائد سحرا ولا تكاد تجد لها في غيره ذكرا فهو كما قال في مقدمته:-
(وَلما لم يرتدعوا عَن سُؤَالهمْ وَلم أجد بدا عَن آمالهم شمرت ذيل الحزم عَن سَاق الْجَزْم وأنخت مطيتي وحللت حقيبتي وَنزلت فِي فنَاء ربع هَذَا الْكتاب لأظهر مَا فِيهِ من الْأُمُور الصعاب وَأبين مَا فِيهِ من المعضلات وأوضح مَا فِيهِ من المشكلات وَأورد فِيهِ من سَائِر الْفُنُون بِالْبَيَانِ مَا صَعب مِنْهُ على الأقران بِحَيْثُ أَن النَّاظر فِيهِ بالانصاف المتجنب عَن جَانب الاعتساف ان أَرَادَ مَا يتَعَلَّق بالمنقول ظفر بآماله وَان أَرَادَ مَا يتَعَلَّق بالمعقول فَازَ بِكَمَالِهِ وَمَا طلب من الكمالات يلقاه وَمَا ظفر من النَّوَادِر والنكات يرضاه على أَنهم قد ظنُّوا فِي قُوَّة لإبلاغهم المرام وَقدره على تَحْصِيل الْفَهم والافهام ولعمري ظنهم فِي معرض التَّعْدِيل لِأَن الْمُؤمن لَا يظنّ فِي أَخِيه إِلَّا بالجميل مَعَ أَنِّي بالتقصير لمعترف وَمن بَحر الْخَطَايَا لمغترف وَلَكِنِّي أتشبه بهم متمنيا أَن تكون لي حلية فِي ميادينهم وشجرة مثمرة فِي بساتينهم على أَنِّي لَا أرى لنَفْسي منزلَة تعد من مَنَازِلهمْ وَلَا لذاتي منهل مورد يكون بَين مناهلهم وَلَكِنِّي أَرْجُو والرجاء من عَادَة الحازمين الضابطين واليأس من عَادَة الغافلين القانطين ثمَّ انِّي قدحت أفكاري بزناد الذكاء حَتَّى أورت أنوارا انكشفت بهَا مستورات هَذَا الْكتاب وتصديت لتجليته على منصة التَّحْقِيق حَتَّى كشف عَن وَجهه النقاب وَاجْتَهَدت بالسهر الطَّوِيل فِي اللَّيَالِي الطَّوِيلَة حَتَّى ميزت من الْكَلَام مَا هِيَ الصَّحِيحَة من العليلة وخضت فِي بحار التدقيق سَائِلًا من الله الْإِجَابَة والتوفيق حَتَّى ظَفرت بدرر استخرجتها من الأصداف وبجواهر أخرجتها من الغلاف حَتَّى أَضَاء بهَا مَا أبهم من مَعَانِيه على أَكثر الطلاب وتحلى بهَا مَا كَانَ عاطلا من شُرُوح هَذَا الْكتاب فجَاء بِحَمْد الله وتوفيقه فَوق مَا فِي الخواطر فائقا على سَائِر الشُّرُوح بِكَثْرَة الْفَوَائِد والنوادر مترجما بِكِتَاب (عُمْدَة الْقَارِي فِي شرح البُخَارِيّ) ومأمولي من النَّاظر فِيهِ أَن ينظر بالإنصاف وَيتْرك جَانب الطعْن والاعتساف فَإِن رأى حسنا يشْكر سعى زَائِره ويعترف بِفضل عاثره أَو خللا يصلحه أَدَاء حق الْأُخوة فِي الدّين فَإِن الْإِنْسَان غير مَعْصُوم عَن زلل مُبين
(فَإِن تَجِد عَيْبا فسد الخللا ... فجل من لَا عيب فِيهِ وَعلا)
فالمنصف لَا يشْتَغل بالبحث عَن عيب مفضح والمتعسف لَا يعْتَرف بِالْحَقِّ الموضح
(فعين الرِّضَا عَن كل عيب كليلة ... وَلَكِن عين السخط تبدي المساويا)
فَالله عز وَجل يرضى عَن الْمنصف فِي سَوَاء السَّبِيل ويوفق المتعسف حَتَّى يرجع عَن الأباطيل ويمتع بِهَذَا الْكتاب الْمُسلمين من الْعَالمين العاملين فَإِنِّي جعلته ذخيرة ليَوْم الدّين وأخلصت فِيهِ بِالْيَقِينِ وَالله لَا يضيع أجر الْمُحْسِنِينَ وَهُوَ على كل شَيْء قدير وبالإجابة لدعانا جدير وَبِه الْإِعَانَة فِي التَّحْقِيق وَبِيَدِهِ أزمة التَّوْفِيق).انتهى
*قلت:والله اني لأحسبه مخلصا و عمله بإذن الله ذخراً ومؤنساً ونسأل الله أن يكسيه به حللا وأن يقيه به زللا ان ربي لسميع قريب يجيب المذنب من غيرما تثريب.
*و قدشرعت في اخراج فوائده اللآلي ودرره العوالي أولاً لأستفيد أنا فما أنا بعلمه داري ولا لكلامه قاري وانما سأسعى لتحصيل الفوائد وتلخيص الدرر والقلائد سوياً فكلما استفدت أفدت أخوتي المسلمين وأسأل الله أن يجعلها لي ذخراً يوم الدين, وأسأل كل أخ أو أخت يقرأ هذه الدرر فيفيد منها علماً أن لا ينساني من دعاء وله مثل ما دعا به سواءً بسواء.
ولعلي قد أطلت الكلام وشوقتكم للمرام, فأقول ما بقي الا تنبيه الأخلاء والمشايخ الفضلاء والاخوان الأجلاء على عدم الإعتراض برد فيه شكر أو اطراء حتى يكتمل البناء وتجتمع الشوارد وتتم الفوائد .
*وأخيراً طريقة عملي فيه كالآتي ربما ألخص كلام العيني بما لا يترك لكلامه بقية ولا لفائدته زائدة مطوية ولا شاردة خفية.
*وربما كانت كلماته قليلة فأكتفي بنقلها بشكلها و نظمها.

فنسأل الله لنا الاعانة **** فيما توخينا من الإبانة